Skip to main content

Full text of "تناضل العمال شرح فضائل الأعمال - السفاريني"

See other formats





ألآقافا 
ج11 


00 مح 


9 ىه هر 
0 / 


يف 


ا م 1 0111 33 
ألإِمَامِشمْس لين |لسَّفَاريضئٌ 


20 وس ء 52 1 0 00 6 سي زوق 
مَحَمَبن أَمَدَبَنِسَالوآلسَفَاري بلسي َنْب 
لْموْْووِسََة4 ١١١‏ وَالمُتوؤاسَمَة 114١م‏ 


8 

رجه أنه يدا ١‏ 
جه اسه تَعلال 
311 


مقي | . ٠.‏ 
رجةرعصسام الْفَيلك الدُمفقك أليتماه 
ا 0 لطي دسق السب 
جيرا لول 
| 3د 5 لع 1ج 2 
إدَارةأَلشؤُو نا لإسلاميتة 


بمو لإلادارة العام ةللاو قات 
دَوْلِةقظطر 






































7 - 
7 يجي 








اا 


لك 


١_0 
































سسؤم سا | كه 
ب خَاصَة 


الكداب ليع تق 
و :أ اي 
/ لما 2 5 س2 
0 ظ 0 ات سا ةر 


د اع ل سي فر 
مانا وَلَايجورْسيْعَهٌ 


مر 


وطووزع 
. نامع . 320 كأ © 3رناط نا 


ِدَارَ ةالوو نا لإسلاميكة 
ص. ب: 177 


158  978-9933-564-08-7 


الل 


9 




















9 ام و١‏ ١م‏ 


قات نلراي ]لضي لضف افرشلع'لفتي والطياعة 





لبنان ‏ بيروت 
ص . ب : 4462/14 
هاتف : 009611652528 
فاكس : 009611652529 
مزه , عمعله رقنا لوقل ه مكأم]أ : اتأهقسص_ع 
اكلم .884306 281ل . ببحيحيا : ع [وطع/لا 




















0 1 كَنَابِ 


( ا 
1 
0 مسا ره ا أ 


الحمد لله وحده» والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. 

أاسام: 

فإن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر ‏ وقد وفقها الله لأن 
تضرب بسهم في نشر الكتب النافعة للأمة ‏ لتحمد الله سبحانه وتعالى على 
أن ما أصدرته قد نال الرضا والقبول من أهل العلم . 

والمتابع لحركة النشر العلمي لا يخفى عليه جهود دولة قطر في خدمة 
العلوم الشرعية ورفد المكتبة الإسلامية بنفائس الكتب القديمة والمعاصرة 
نحو قرن من الزمان» وذلك عندما وجه الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني حاكم 
قطر آنذاك بطباعة كتابي (الفروع) و(تصحيح الفروع)» سنة 1"55١هء‏ وكان 
المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني رحمه الله تعالى قد سن تلك السنة 
من قبل . 

وما الجهود التي تبذلها الوزارة منذ هذه الانطلاقة المباركة إلا امتداد 
لذلك النهج وسير على تلك المحجة التي عرفت بها دولة قطر حيث يسّر الله 
جل وعلا للوزارة إخراج مجموعة من أمهات كتب التراث والدراسات المعاصرة 








المتميزة في فنون مختلفة» وكثير منها تطبع لأول مرة. 

وإصدارنا الجديد كتاب «تناضل العمال في شرح فضائل الأعمال» 
للعلامة محمد بن أحمد السفاريني (ت188١ه)‏ وهو شرح على كتاب فضائل 
الأعمال للحافظ ضياء الدين المقدسي (ت557ه)» وقد بيّن الشارح منهجه 
في مقدمته؛ فقال: «فأذكر الأحاديث» وأبيّن مراتبهاء وأكشف عن وجوه 
مخدرات فرائدهاء وأشرح غرائبهاء وأضم إلى فضائل الأعمال أمهات 
سكديا :و اميه تافر فين سو اتعرقانها + واقات انالا وأعرب عن تراجم 
الأئمة المخرجين لهاء على سبيل التعريف والاختصار» . 

وتمتاز هذه الطبعة بأنها أول تحقيق للكتاب» وقوبلت على نسخة خطية 
نفيسة منقولة عن نسخة المؤلف» وبخط تلميذه. 

وقد حظيت هذه الطبعة بالمراجعة والتدقيق بإدارة الشؤون الإسلامية . 

والحمد لله على توفيقه ونسأله المزيد من فضله . 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . 


[لالالا 





الحمد لله رب العالمين» والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين» 
المبعوث رحمة للعالمين» وهدايةً للثقلين» برسالة ودين واحد قويم . 

رسخ به الحق» وأقام العدل المبين» واختار لتبليغه للأمم الغابرة خير 
عباده من الرسل والنبيين» وأنزل إليهم الكتب السماوية بالهدى ودين 
الحق» فجاهدوا في سبيل تبليغها الأممّ والشعوب؛ لإنقاذها من الظلم 
الذي يحكمهاء والظلام الذي يلقّهاء والجهالة التي تعمّهاء وإخراجها من 
عبادة العباد إلى عبادة ب العباد. 

فاستجاب لهم قلةٌ من الناس» وكدّب آخرون»ء وجحدواء فكان الله 
للجاحدين بالمرصاد» فأرسل عليهم ألوانًا من العذاب؛ ليكونوا عبرة لكل 


5 سك 724 17 عد د جع يع كم سوس سي سر رار عع م 2224 
معقار؟ #ذكلا أحذنا د فَمِنهُم مَنْ أَرَسَلنَا عليه حاصبا ومنهم من أخذته 
لح سا سه ين ل عر 


3-00 ع لا 0 ادا 2 سام 3 1 ل م 
الصَبحَه وَمِنْهُم من حسفنا ب والأرضت ومنهم مَنْ أغرقنا وما كات أللّه 


ليظلمهم ولب : حكاوا أَنفْسَهم يُظلمورت *[العنكبوت: ]. 


وللحق أن يعلو ولا يُعلى عليه» فآن الأوان لبعثة نبي رسول» يرسخ أركان 








العدل والحقٌ المبين» فاختار الله سبحانه لتبليغ ونشر رسالته نبينا محمدًا يل 
خاتم الرسل والنبيين» واختار سبحانه أمة العرب من بين الأمم؛ لتكون 
موئل الرسالة» واختار مكة المكرمة والبلاد المقدسة من حولهاء من بين 
بقاع الأرض؛ لتكون موطنًا للإسلام» ترتفع فيها راينّه وتضيء منها 
مشاعله» وتنطلق منها جحافله» لنشر دين الله في كل مكان من المعمورة» 
«رَيَكُونَ ألرِينٌ كله بر 1[الأنفال: 9م ] . 

بلَعْ النبي يك ما أرسل إليه من ربه من الكتاب الحكيم والذكر المبين» 
فرقاناً بين الحق والباطل» دستورًا إلهيًا للناس أجمعين» في سائر العصورء 
عامًا شاملًا لكل الأمور» #أتَاقرَطَافالْكتَب من و4 [الأنعام: 4"] . 

وكان لا بد للمسلمين من الاستفسار والتعلم» في أثناء تطبيق تعاليم 
القرآن الكريم» وكان مرجعهم الوحيد في ذلك رسول الله يلوه يقتتدون بهء 
وينفذون أوامره» بعيدًا عن الأهواء» ينطلقون من مرجع واحد على قلب 
رجل واحد» لهم دستور واحد. ونبي واحد» وقائد واحدء ومعلم واحدء 
وهدف واحدء وسبيل واحدء فكانوا كما قال النبي كله: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ 
ِلْمُؤْمِن كَالْينْيَانِ يَسْدَبَعْضْهُ بَعْضًاهء وَشَبَكَ أَصَابعَة0". 

وراح المسلمون يتناقلون حديث رسول الله بل وأفعاله» وكلّ ما يصدر 
عنه» يلتزمون به» ويحفظونه بحرص ودقة» بأمانة وصدقء لا يحرفونه» 
ولا يزيدون فيه ولا ينقصونء فكانت السنة المطهرة رديفًا للقرآن الكريم» 
تبين أحكامه قولّا وعملا. 


000 رواه البخاري (541)» ومسلم (5086). من حديث أبي موسى الأشعري طلله . 


6 


دينُ الرسولٍ وشرعه أخباره 
وأججبل علميقتشّىآئارةٌ 
مَنْ كان مشتفلًا بهاوبنشرها 
بنحيو الركننة لافيت اننا 0 
وتسارع المسلمون لتلقي أحاديث الرسول كلل بألفاظه الصحيحة 
المحكمة» التي يسطع منها نورٌ النبوة» وتناقل الناس هذه الأحاديث» وأثبتوا 
صحتها بالأسانيد المتصلة الموثوقة» وحَرصوا على نقل الحديث نضا وروحًا 
وتطبيقاء فنشأ بين المسلمين : علمٌ الحديث على أسس علمية راسخة» لا مثيل 
ولا سابقة لها. 
وهكذا أخذ الحديث مكانته في نشر الإسلام جنبًا إلى جنب مع القرآن 
الكريم» وإقامة شرع الله على هذين الأصلين» لا ثالث لهما. 
هذا وإن الدعوة في ديننا الحنيف تدور بين أمرين اثنين: ترغيب 
وترهيب» فالترغيب يتجلى من خلال التذكير بشواب الطاعات؛ وفضل 
الإلتزام بهاء كما أن الترهيب يكون عن طريق التذكير بالعقوبات المترتبة 
على اقتراف الذنوب والأثام ومخالفة أوامر الشرع . 
ويصنف كتابنا هذا ضمن كتب الترغيب؛ حيث اختص بذكر فضائل 
الأعمال وما يترتب عليها من ثواب جزيل وفضل عظيم . 


)١(‏ الأبيات من البحر الكامل» وهي للحافظ أبي طاهر السلفي . انظر: «المجالس 
الخمسة» له (ص: 750 


ولا بد قبل الشروع في تحقيق هذا السفر النفيس المسمى ب: «تناضل 
العمال» من تقديم الفصول التالية : 

الفصل الأول: دراسة الكتاب . 

الفصل الثاني : ترجمة المؤلف . 

الفصل الثالث : وصف النسخ الخطية. 

وفي الختام نسأل الله تعالى القبول والإخلاصء والتّوفيق والسّدادء 
لنا ولجميع المسلمين» وجزى الله خيرًا كلّ من ساهم وساعد في إخخصراج 
هذا الكنات بهدهالكزة الزاهيةه والتهمد ارت العالمية:. 


المحقّق 
دمشق 


[لا1ل0الا 


اك 


٠» 
عدر‎ 


* المبحث الأول اسم الكتاب : 

نص المؤلف في مقدمة كتابه على اسمه فقال: وسميته ب: «تناضل 
العمال لشرح فضائل الأعمال»» وكذا كتب على صفحة غلاف النسخة 
الخطية في كلا الجزأين الأول والثاني. 

وقد نص على هذا الاسم أيضًا غير واحد ممن ترجم للمؤلف؛ 
منهم: المرادي في «سلك الدرر» (5/ 227١‏ والغزي في «النعت الأكمل» 
(ص : ”4070 والبغدادي في «إيضاح المكنون» (7/ 7377)» والكتاني في 
«فهرس الفهارس» (؟5/ .)1١١7‏ 


#* #0 
* المبحث الثانى ‏ نسبة الكتاب إلى مؤلفه : 
لاريب في صحة نسبة كتاب «تناضل العمال» لمؤلفه الإمام السّمّاريني» 
وذلك للأسباب الاتية : 
-١‏ جاء في مقدمة الكتاب تصريح المؤلف باسمه» فقال: (اوبعدل: 
فيقول العبد الفقير لمولاه العلى محمد بن أحمد السفارينى الحتبلى . . 2١‏ . 








"- ذكرٌ اسم المؤلف في الغلاف والصفحة الأخيرة في كلا الجزأين 
الأول والثاني للنسخة الخطية. 

*- ذكر كمبٍ التراجم لهذا الكتاب معزوًا للسّمَاريني» وقد نص على 
ذلك غير واحد مممن ترجم للمؤلف؛ منهم: المرادي في «سلك الدرر» 
(5/ 01 والغزي في «النعت الأكمل» (ص : 707)» والبغدادي في «إيضاح 
المكنون» (7/ 377)» والكتاني في «فهرس الفهارس) (؟7/ .)٠١١7‏ 

؛ - ذكرٌ المؤلف عناوين لبعض كتب له في سياق هذه الكتاب؛ 
منها: «معارج الأنوار شرح نونية الصرصري» ذكره في شرحه للحديث رقم 
(4175)» و«شرح منظومة الآداب» ذكره في شرحه للحديث رقم (4/7)؛ 
و«البحور الزاخرة في علوم الآخرة» ذكره في شرحه للحديث رقم (70), 
وكما هو معروف أنَّ جميع هذه الكتب من تأليف السّمّاريني كما نصَّت على 
ذلك كتب التراجم» كما أنَّ الكتابين الأخيرين قد طبعا محقّقين. 


#6 # 


* المبحث الثالثك ‏ منهج المؤلف والشارح : 

يتألف الكتاب الذي بين أيدينا من: متن» وشرح له. 

أما المتن؛ فهو كتاب «فضائل الأعمال» للضياء المقدسيء» وأما 
الشرح ؛ فهو كتاب «تناضل العمال لشرح فضائل الأعمال» للسفاريني. 

وسنتحدث فيما يلي عن المنهج الذي اتبعه كلٌّ من المؤلف والشارح 
في كتابيهما: 


أ منهج الضياء المقدسي في «فضائل الأعمال»: 

وهو من المصنفات الحديثية التي جمعت الأحاديث التي ترغٌب بفعل 
الطاعات والقربات» وتبيّن ثوابها وأجر فاعلها . 

وقد احتوى الكتاب على (174/) حديثاء ورنّبها على الكتب والأبواب» 
وهي تسعة كتب: الصلاة» والجنائز» والصيام» والزكاة» والحج» والجهادء 
والنتكاح» وفضائل القرآن» والعلم. 

ويندرج تحت هذه الكتب العديد من الأبواب . 

أما منهجه في ذكره للأحاديث وتخريجها؛ فقد قام المؤلف بحذف 
الأسانيد والاقتصار على ذكر راوي الحديث ومُخْرّجهء فقد قال الضياء في 
مقدمة كتابه: فهذا كتابٌ جمعتّه محذوف الأسانيد» وعزوته إلى كتب الأئمة» 
وإذا كان في الصحيحين أو أحدهما؛ لم أعزه إلى غيره غالبّاء وإن كان في 
بعض السئن ؛ لأن المقصود معرفةٌ صحته» لا كثرة الرواة له. 
ب منهج السّفَاريني في «تناضل العمال لشرح فضائل الأعمال»: 

وهو من كنب شروح الحديث» شرح فيه مؤلَفُه كتاب «فضائل الأعمال» 
للضياء المقدسي . 

وقد استهل السّفَاريني كتابه بمقدمة تضمنت ترجمةً للضياء المقدسي» 
حيث قال في مقدمة كتابه: وأبدأ في أول ذلك بترجمة الإمام الحافظ 
المؤلّف» وأنوهُ بذكر فضله وفضائله . 

وبين أيضًا في مقدمته منهجّه المتبع في الكتاب» فقال: فأذكر 
الأحاديث» وأبيئّن مراتبهاء وأكشف عن وجوه مخدّرات فرائدهاء وأشرح 


1 


غرائبهاء وأضم إلى فضائل الأعمال أمهاتٍ أحكامهاء وأتبعها بالترهيب من 
متعلقاتها وآفاتٍ آثامهاء وأعرب عن تراجم الأئمة المخرجين لهاء على 
سبيل التعريف والاختصار. 

ومما تقدم من كلام السّمّاريني واستقراء عمله في كتابه يتحدد لنا 
المنهج المتبع بالنقاط التالية : 
١‏ -إدراج كتاب «فضائل الأعمال» ضمن شرحه المسمّى ب «تناضل العمال» : 

حيث يذكر الكلمة أو الجملة من كتاب «فضائل الأعمال»» ثم يقوم 
بالتعليق عليها بالشرح والاستنباط وذكر الفوائد» ونحو ذلك» وقد كتبت ألفاظ 
«فضائل الأعمال» في النسخة المعتمدة لدينا في التحقيق باللون الأحمر. 
- ذكر الفروق في نسخ «فضائل الأعمال»: 

أورد العلامة السّمَّاريني في سياق شرحه الفروقّ التي وقف عليها بين 
نسخ «فضائل الأعمال»» مع ذكر توجيهها. 

ومن أمثلة ذلك : 

-ما جاء في سياق شرحه لمقدمة «فضائل الأعمال»» حيث قال: (و) 
حيثٌ (عزوته)» وفي بعض النسخ : عزيته» يقال: عزوث الشيءَ وعزيته 
أعزيه وأعزوه: إذا أسندته إلى أحد. 

- وما جاء في سياق شرحه للحديث رقم (7)» حيث قال: (فينتثر)» 
وفي نسخ : (فيستنثر) بالسين المهملة قبل التاء المثناة» والانتثار والاستتثار 
هو افتعال» أو استفعال من التثر ‏ بالنون والمثلثة ‏ » وهو طرح الماء الذي 
يستنشقه المتوضيء ؛ أي : يجذبه بريح أنفه لتنظيف ما في داخله» فيخرجه 


12 


بريح أنفهء سواء كان بإعانة يده أم لا. 
ترجمة الأعلام: 

حيث قام السّعَاريني بترجمة الأعلام الذين ترد أسماؤهم في «فضائل 
الأعمال» عند ذكرهم لأول مرة» سواء أكانوا صحابة؛ كعثمان بن عفان» وأبي 
هريرة» وغيرهم ؤي أجمعين» أو تابعين؟ كالحسن البصري» وأبي صالح 
السمان» أو مخرجين للأحاديث؛ كالبخاري» ومسلم, فذكر أسماءهم وكناهم 
وأنسابهم وتاريخ ولاداتهم ووفياتهم» وأهم فضائلهم ومناقبهم وأخبارهم . 
5 شرح غريب الألفاظ : 

حيث قام السفاريني بشرح الألفاظ الغريبة» سواء الواردة في أحاديث 
«فضائل الأعمال»؛ أو في الأحاديث والآثار التي يستشهد بها في سياق 
الشرح» وقد يستطرد أحياناً فيذكر أقوال علماء اللغة وشبّاح الحديث في 
اللفظ المشروح» ومعانيه» وأوجه ضبطه . 

ومن أمثله ذلك : 

-ما جاء في الحديث رقم (0)» حيث قال: (كان بطشتها)؛ أي: 
عملتها (يداه) . 

أضز العلفن؟ اعد لتقتو والتنت والسطرةة يقان: بطش مه 
يبطش ؛ كأبطشه» أو البطش : الأخذ الشديد في كل شيء. 

قال في «المطالع»: البطش : التناول والأخذ الشديد بقوة وسرعةء 
وفي مستقبله لغتان: الكسرٌ والضمٌ في الطاء . 


قال: وبطشْئّها يداه: عملتها كسبًا. 


13 


- وكذلك ما جاء في الحديث رقم (7)» حيث قال: (يُقَربٍ وَضوءه) - 
بفتح الواو- : اسم لمطلق الماء» وهو اسم للماء الذي يُتوضأ بهء أو المعدٌ 
للوضوء به. 

قال في «المطلع»: الوّضوء بضم الواو: الفعلء وبفتحها: الماء 
المتوضّأ به» هذا هو المشهور. 

قال في «النهاية» : كالفطرو وال عزوو الها قطن فاه وشتكر يه 

- وفي الحديث رقم (7) أيضاء حيث قال: (فيه)؛ أي : فمه. 

قال في «القاموس»: الفاه والفوه _بالضم ‏ » والفيهبالكسر ‏ والفم 
سواءء والجمع أفواه» وأفمام» وأصل فم: فوه حذفت الهاء-كما حذفت 
من سنة ‏ وبقيت الواو طرقًا متحركة» فوجب إبدالها ألا؛ لانفتاح ما قبلهاء 
فبقي (فا)» ولا يكون الاسم على حرفين أحدُهما التنوين» فأبدل مكانها 
حرف شفوي مشاكل لهاء وهو (الميم)؛ لأنهما شفهيتان» وفي الميم هوي 
في الفم يضارع امتداد الواو. ويقال في تثنية الفم: فمان» وفموان» وفميان» 
والأخيران نادران. 

وفي الفم ثلاث لغات: فتح الفاء وضمها وكسرها. 

وفي «المطلع»: أصل الهم : فوه» حذفت هاوه استقالًا لاجتماع 
الهاءين في الإضافة إلى الغائب» ثم عوض عن واوه ميمّاء وقد أشرنا إليه» 
والله أعلم . 
»_ذكر الروايات والشواهد: 


أورد السفاريني في سياق شرحه الروايات الأخرى للحديث المشروح» 


14 


وبين اختلاف ألفاظهاء مع بيان ومخرجهاء وذكر أيضا الشواهد التي تتفق مع 
حديث الباب بالمعنى» مع بيان راويها ومخرجهاء والحكم عليها أحياناً. 
الأحكام الفقهية : 

قال السفاريني في مقدمة كتابه: وأضم إلى فضائل الأعمال أمهاتٍ 
أحكامها . 

فلذلك قام بذكر أمهات الأحكام الفقهية المتعلقة بالموضوع الذي 
يتناوله الضياء» وذلك من كتب الفقه الحنبلي غالبّاء مع التطرق أحياناً إلى 
ذكر مذاهب الصحابة والتابعين والمجتهدين» وأقوال الأئمة الثلاثة: أبي 
حنيفة » ومالك» الشافعي رحمهم الله تعالى. 

ومن أمثله ذلك : 

-ما جاء في شرح الحديث رقم (75)» حيث بِيّن حكم صلاة الجماعة» 
فقال: ومعتمّدٌ مذهب سيدنا الإمام أحمدَ ه وجوبُ صلاة الجماعة على 
الرجالٍ الأحرار القادرين للخمس المؤداة حَضرًا أو سفرّاء وبهذا قال عطاءء 
والأوزاعي؛ وجماعة من محدثي الشافعية؛ كأبي ثورء وابن خزيمة» وابن 
المنذر» وابن حبان» لا شرطًا لصحتها؛ خلافا لداود ومن تبعه. . 

وروي عن غير واحد من الصحابة يَق» منهم ابن مسعود وأبو موسى» 
قالوا: من سمع النداءً ثم لم يُجب من غير عذر» فلا صلاة له. . 

قال الحافظ ابن حجر في «شرح البخاري»: وظاهر نصّ الإمام الشافعي : 
أنها فرض كفاية» وعليه جمهورٌ المتقدمين من أصحابه» وقال به كثير من 
الحنفية والمالكية» والمشهور عند الباقين أنها سنة مؤكدة» انتهى . 


15 


- وما جاء في شرح الحديث رقم ))5٠(‏ حيث ذكر واجبات الصلاة 
عند الحنابلة» فقال: وجملة واجبات الصلاة التى تبطل بتركها عمدّاء وتسقط 
سهرًا وجهلًا عندنا معشر الحنابلة» خلافا للأئمة الثلاثة؛ فإنها ستة عندهم 


ف الجملة. 
الواجبات ثمائية : 


التكبير» لغير الإحرام» في محلهء فلو شرع فيه قبل انتقاله» أو كمله 
بعد انتهائه» لم يجزئه» على المعتمدء وقيل: يجزئه؛ للمشقة لتكرره» 
وصوّبه في «الإنصاف)”2" . 

نعمء تكبيرة المسبوق التي بعد تكبيرة الإحرام إذا لحق الإمام وهو 
راكع » فدخل معه في حال ركوعه تقع سنة لا واجبة. 

والتسميع» والتحميد» وتسبيح ركوع. وهو قوله: سبحان ربي العظيم . 

وتسبيح سجود: وهو قوله في حال السجود: سبحان ربي الأعلى. 

ورب اغفر لي بين السجدتين» فالواجب من ذلك مرة مرة» وأدنى 
الكمال ثلانّاء إلا في رب اغفر لي» فالكمال ثلاث مرات فقط . 

والتشهد الأول على غير من قام إمامه سهوًا . 

والجلوس له. 

فهذه عندنا واجبات تبطل الصلاة بترك شيء منها عمدًا. 
١‏ - ذكر نفائس أقوال وأبحاث من سبقه : 


.)09 انظر: «الإنصاف» للمرداوي (؟5/‎ )١( 


16 


يتناوله» فاستفاد منها وأفادء وذكر نفائس أقوالهم وأبحاثهم . 

فمن ذلك ما جاء في سياق الحديث رقم (7): (صّلاة الْجَمَاعَةِ أفضلٌ 
مِنْ صَّلاة الْمَذَّبِسَبْع وَعِشْرِينَ دَرَجَةً) . 

فنقل السفاريني ما جاء في «فتح الباري» من الأسباب المقتضية للدرجات 
المذكورة» فقال: وقال الحافظ ابن حجر في «الفتح» : وفك اتح نا وقفت 
عليه في ذلك» وحذفت ما لا يختص بصلاة الجماعة» [فآأوَّلها: إجابة 
المؤذن بنية الصلاة في الجماعة . 

التبكير إليها في أول الوقت. 

المشي إليها بالسكينة . 

دخول المسجد داعي . 

صلاة التحية عند دخوله» كل ذلك بنية الصلاة في الجماعة . 

سادسها : انتظار صلاة الجماعة» والتعاون على الطاعة. . . 

فساق السفاريني سبعة وعشرين سببًا . 


-وما جاء في شرح الحديث رقم (4): (إِذَا أَمّنَ الإمَامُء فَأمّنواء 


عا وميه يغ في نا سيوم وهار افيس مده 5 
مَنْ وَافق تأميئة تأمِينَ الْمَلائِكَق غَفْرَ له ما تقدّمَ مِنْ ذنبه» . 


55 
0 


قال السفارينى: وقد ألف الحافظ ابن حجر كتايًا سماه: «الخصال 
2 7 و 
المكفرة للذنوب المقدّمة والمؤخّرة»» وسبقه إلى ذلك الحافظ المنذري» 


ثم أورد السفاريني هذه الخصال مع ذكر دليل كلّ منها. 


17 


6- الترهيب من ترك العمل ببعض أحاديث «فضائل الأعمال» : 

قال السفاريني في مقدمة كتابه: وأضم إلى فضائل الأعمال أمهاتٍ 
أحكامهاء وأتبعها بالترهيب من متعلقاتها وآفاتٍ آثامها . 

ومن أمثلة ذلك : 

-ما فعله عقب شرحه للأحاديث ذوات الأرقام (؟5؟, "الاء 554 56)غ 
والتي تتحدث عن فضل صلاة الجماعة» فقال السفاريني: واسمع الآنّ ما جاء 
عن النبي يَلْةِ من الزجر والتهديد. والردع والوعيد في من ترك الجماعة بلا 
عذر. 

ثم ساق مجموعة من الأحاديث التي تحدّر من ترك صلاة الجماعة. 

- وكذا ما فعله في نهاية شرحه للأحاديث المندرجة تحت باب: فضل 
يوم الجمعة وفضل الرواح» فقال السفاريني عقب الحديث رقم (05): تتمة 
في الترهيب والتحذير من ترك الجمعة لغير عذر. 

ثم ساق الأحاديث والآثار في ذلك . 
4 _الأمانة العلمية : 

ويبدو هذا جليًا في نسبة الأقوال التي يوردها في شرحه إلى قائليهاء 
وفي أحيانٍ كثيرة يحدد عنوان الكتاب الذي ينقل عنه . 
٠-_الاستدراك‏ على الضياء المقدسي : 

قام العلامة السَّمّارِيني بالاستدراك على ما ذكره الضياء في تخريج 
الأحاديث أو الموضوعات,» فمن أمثلة ذلك: 


ما جاء في الحديث رقم (؟)» حيث قال الضياء: رواه مسلم . 
فاستدرك عليه السّّاريني بقوله : ورواه الإمام مالك في «الموطأ». 
والترمذي» وليس عند مالك والترمذي غسلّ الرجلين. 
- ما جاء في الحديث رقم (/2)1 حيث قال الضياء: رواه اللبخاري 
ومسلم . 
فاستدرك عليه السفاريني بقوله: وكذا رواه الإمام أحمد في «المسنداء 
والنسائي في (ستنه) . 
- ومن أمثلة الاستدراك في الموضوعات: ما قام به السفاريني في 
بعد إتمام شرح الحديث رقم (5) الذي جاء تحت باب : فضل الشهادة بعد 
الوضوءء فقال السفاريني: تنبيه : أغفل الحافظ المصنف ‏ رحمه الله ورضي 
عنه ‏ فضائل السواكء فلم يذكره» مع أنه من سئن الطهارة والصلاة. 
فتكلم عن فوائده» وأتى بما جاء في فضله من الأحاديث والآثار. 
١-التنبيهات‏ والفوائد والتتماث : 
قام الشارح بإغناء كتابه بذكر التنبيهات يوضح فيها حكمًا أو يزيل التباساء 
وكذلك الفوائد التي يعر وجودها في الكتب التي تناولت شرح الحديث 
المذكور» والتتمات التي تستكمل موضوع البحث . 
- فمن التنبيهات : ما جاء في شرح الحديث رقم (5١)؛»‏ حيث قال: 
تنبيه : استدلٌ بعض من لم يقل بوجوب صلاة الجماعة بالأحاديث المارة 
وغيرها من ذكر فضائل صلاة الجماعة على صلاة المنفرد. 
والجواب عن ذلك : أن كون الشيء واجبًّا لا ينافي كونه ذا فضيلة . . . 


19 


ثم بحث في هذه المسألة موردا أقوال العلماء في ذلك . 

ْم الفوائل* ماد يي قرع اتيك وك (1 الوقن" «مَنِ اغْمَسَلٌ 
يوم الْجْمُعَةِ غُسْلَ الْجََاَة» تم رَاح» فَكَأَنمَا قَدَبَ بَدَنَدَه . 

فقال السفاريني في سياق شرحه: فائدة: أول من أهدى البدن إلى 
البيت الحرام إلياسُ بِنْ مضر . 

- ومن التتمات اماجاء ترح الميكاوم 007 زمر : «إذًا أّنَ 
الإمامء أَمّنُوا؛ فإِنَه مَنْ وَافَقَ مين مين الْمَلائِكَةَ عُفِرَلَهُمَاتَقَدَمَ مِنْ 
ذَنبِهِ). 

قال السفاريني : تتمة: يستحب الجهرٌ بالتأمين للمأموم والإمام والمنفرد 
حيث جهر بالقراءة» وإن تركه إمام» أو أسرّه» أتى به مأموم جهرًا. . 
١‏ الحكم على الأحاديث : 

فقد احتوى كتاب «فضائل الأعمال» على أحاديث رواها أصحاب 
السنن أو الإمام أحمد أو غيرهم من الأئمة المحدثين الذين لم يشتر 


مصنفاتهم إيراد الصحيح» فقام السفاريني بذكر أقوال العلماء في الحكم على 
تلك الأحاديث . 


ومن أمثلة ذلك : 

-ما جاء في الحديث رقم (77)» حيث قال الضياء: رواه ابن ماجه . 
فقال السفاريني : ورمز الحافظ جلال الدين السيوطي لحسنه. 

وقال الدميري: ضعيف ؛ لأن في سنده إسماعيل بن رافع القاضي» 


المدني» أخو إسحاق» ويكنى : أبا رافع» ضعقه ابن معين . 


20 


وقال أبو حاتم : منكر الحديث. 

وقال الترمذي : ضعفه بعض أهل العلم» قال: وسمعت محمدًا يعني : 
البخاري يقول : هو ثقة» مقارب الحديث. 

وقال النسائي : متروك الحديث» وقال في موضع آخر: ضعيف» وفي 
موقع آخر: ليس بثقة» وفي آخر: ليس بشيء. 

وقال ابن عدي : أحاديثه كلها فيها نظرء إلا أنه يُكتب حديثئه في جملة 
الضعفاء . 

وقال الحافظ ابن حجر : هو ضعيف الحفظء من الطبقة السابعة» ومات 
في حدود الخمسين ومئة» انتهى . 

لكن لكثرة طرق الأحاديث في هذا المعنى» وتباين مخارجهاء يرتقي 
إلى درجة الحسن . 

- وما جاء في الحديث رقم (10) حيث قال الضياء : رواه أبو داود» 
وابن ماجه في سئنهما. 

فقال السفاريني: ورواه ‏ أيضًا ‏ الإمام أحمد في «المسند»؛ والنسائي 
في «سننه»» وابن خزيمة» وابن حبان في صحيحيهماء والحاكم . 

وقد جزم يحيى بن معين» والذهلي بصحة هذا الحديث . 
١‏ _التحذير من المقولات الخاطئة : 

نه السفاريني على المعتقدات والمقولات الخاطئة والشائعة بين الناس . 

ومن أمثلة ذلك : 

- ما جاء في شرح الحديث رقم (5)» حيث قال: قال المحقق ابن 


21 


القيم في «الكلم الطيب»: وأما الأذكار التي يقولها العامة على الوضوء عند كل 
عضوء فلا أصل لها عن رسول الله يلك ولاعن أحد من الصحابة ولا التابعين» 
ولا الأئمة الأربعة» وفيها حديث كذب على رسول الله يَكهِ. 

-وما جاء في شرح الحديث رقم (51)؛ حيث قال: وأمامايقولة 
بعض الناس : إنه يكل يوم الجمعة وليلتها يسمع بأذنيه صلاة من يصلي عليهء 
فقولٌ بلا علم» باطلٌ» والذي في الأحاديث المعروفة أنه يَُلّعْ ذلك» ويُعرض 
عليه» وكذلك السلام تبلغه إياه الملائكة . 

من ذلك كله يتبين طول باع العلامة السّمّاريني رحمه الله تعالى» 
وتمكنه» ومقدرته الفائقة في العلوم الشرعية واللغوية وسواها؛ مما يوفر 
لطالب العلم موردًا غنيًا بالمعرفة المتنوعة . 

4 #6 4 
* المبحث الرابع ‏ منهج التحقيق : 

أما ما قمت به من جهد لإظهار هذا الكتاب» ووضعه محققا بين أيدي 
المتعلم والعالم؛ فيتلخص بما يلي : 

أ- منهج تحقيق المتن : 

١‏ -نسخ كتاب «فضائل الأعمال» للضياء المقدسي بالاعتماد على النسخة 
الخطية المحفوظة في خزانة آل الشطي التراثية» وذلك ياتباع القواعد الإملائية 
الحديثة» وقد تم الاستئناس بالنسخة المطبوعة في مؤسسة الرسالة. 

ضبط أحاديث «فضائل الأعمال» ضبطًا شبه كامل» ووضع علامات 
الترقيم» وتخريج الأحاديث» وترقيمها تسلسليًا . 


22 


وقد قمنا بإدراج هذه الأحاديث ضمن كتاب «تناضل العمال» قبل شرح 
السفاريني لهاء وذلك لأن السفاريني يذكر هذه الأحاديث مجرّأة» فيورد 
الكلمة أو الجملة من «فضائل الأعمال»» ثم يقوم بشرحها. 

ب - منهج تحقيق الشرح : 

١‏ -نسخ كتاب «تناضل العمال في شرح فضائل الأعمال» للسّفَاريني 
من النسخة الخطية المحفوظة في خزانة آل الشطي» وذلك باتباع القواعد 
الإملائية الحديثة . 

١‏ -معارضة النص المنسوخ بالمصادر التي نقل عنها الشارح» وإثبات 
الصواب في النص» والإشارة إلى الخطأ في الحواشي . 

٠-الاعتناء‏ بنصنّ الكتاب». وذلك بوضع علامات الترقيم» وتمييز ألفاظ 
أحاديث «فضائل الأعمال» المشروحة بوضعها بين قوسين وكتابتها بخط 
خين» وضبط ما أشكل من الألفاظ . وإضافة ما يلزم لتتصحيح النصٌ في 
حالة وجود أخطاء أو تصحيفات» وذلك بوضعه بين معكوفتين . 

4 -عزوٌ الآيات القرآنية إلى مواضعها من القرآن الكريم» وإدراجها 
برسم المصحفء وجعل العزو بين معكوفين في صلب النصٌ بذكر اسم 
السورة ورقم الآية. 

هتخريج الأحاديث النبوية والآثار من دواوين السنة» مع الحكم 
على كثير منها من كلام الأئمة الحفاظ» والالتزام بتخريج ما يعزوه الشارح 
في النص» والإضافة عليه عند الحاجة . 


5 وضع الأحاديث القولية بين قوسي تنصيص لتمييزها. 


23 


توثيق الأقوال والنقولات التي ذكرها الشارح في كتابه حسب 
الاستطاعة . 

-عزو الأبيات الشعرية إلى أصحابها بالإحالة على الديوان إن كان 
للشاعر ديوان مطبوع» وإلا فبالإحالة إلى كتب العربية والأدب . 

4 -إثبات رأي العلماء في بعض المسائل الفقهية التي اعتقدت أن الشارح 
قد تجاوزها أو خالفهاء وبينت الرأي الصواب فيها مدعّمًا بالحجج. 

١‏ -ترجمة الكثير من الأعلام الذين مر ذكرهم» خصوصًا غير 
المشهورين» ومن وقع بعض الخطأ في أسمائهم» والتعريف بالأماكن غير 
المشهورة» والكتب التي وردت عناوينها مختزلة أو مجتزأة . 

١‏ شرح الألفاظ الغريبة الواردة في النصّ من المعاجم وكتب اللغة. 


010لا 


24 


تَحَمَةٌالِاِمَاألَفَارِيضَ”") 


* المبحث الأول اسمه ونسبه وولادته» ونشأته وطلبه للعلم : 


* اسمه ونسبه وولادته : 


هو الإمام المحدّث» المتعبحد» الزاهدء الصالح» أبو العون”) وأبو 


س 2 ع - - 3 
عبدالله0© محمد بِنْ أحمدَ بن سالم بن سليمان السفارينيٌ» النابلسئٌ » 


)١(‏ مصادر الترجمة: «ثبت الإمام السفاريني»» وإجازاته لتلاميذه: الزبيدي»؛ وعبد القادر 
ابن خليل» ومحمد زيتون؛ ومحمد شاكر العقاد. وعثمان الرحيباني» وقد طبعت 
جميعها بتحقيق أخينا الفاضل الشيخ المحقق محمد بن ناصر العجمي» و«تاج 
العروس» للزبيدي »)57/١7(‏ و«المعجم المختص» للزبيدي (ص: 547)» «ألفية 
السند» للزبيدي (ص: »)77١‏ و«عجائب الآثار» للجبرتي /١(‏ 574): و«سلك 
الدرر» للمرادي »)7١/5(‏ و«النعت الأكمل» للغزي (ص: :»276١‏ و«السحب 
الوابلة» لابن حميد (؟7/ 874)» و«هدية العارفين» للبغدادي (؟/ »)١76‏ ولمختصر 
طبقات الحنابلة» للشطي (ص: :»)١1٠‏ و«فهرس الفهارس» للكتاني »)1٠١١7/57(‏ 
و«الآعلام» للزركلي (5/ »)١4‏ و«معجم المؤلفين» لكحالة (// 5757). 

(؟) انظر: «سلك الدرر» للمرادي (5/١73)؛‏ و«النعت الأكمل» للغزي (ص: .)3"١١‏ 


() انظر: «المعجم المختص» (ص: 557)» وعنه الجبرتي في «عجائب الآثار» 
(1/ 58 ؛). 


25 








الدمشقي27, الحنبليٌ . 
ولد_-كما وُجد بخطه -سنة (114١ه)‏ بقرية سمّارين من قرى ابلس 
في فلسطين” . 
نشأته وطلبه للعلم: 
نشأ رحمه الله بقريته سمَّارِينء وقرأ القرآن سنة (11١ه)‏ في نابلس» 
واشتغل بالعلم قليلاء ثم رحل منها بقصد الطلب إلى دمشق سنة (1730١١ه)ء‏ 
ومكث بها قدر خمس سنين؛ وأخذ بها في طلب العلم مشمّرًا عن ساق 
الاجتهادء فقرأ على المتصدّرين إذ ذاك بها من الأئمة» فقرأ بها على الشيخ 
عبد القادر التغلبي» وأخذ عنه الفقه الحنبليّ» وكان الشيخ يكرمه» ويقدّمه على 
غيره؛ وقد ذاكره في عدَّة مباحث من شرحه على «الدليل»» وأجازه”” . 
كما قرأعلى الشيخ عبد الغنيٌ النابلسيٌ الحنفيّ» وأخذ عنه فقه الحنفية . 
وعلى الشيخ أبي المعالي بن زين الدين عبدٍ الرحمن العمريٌّ المعروف 
بابن العْرَّيٌّ» وأخذ عنه فقه الشافعية9». 


كما لازم الشيخ إسماعيل العَجُلونيَ خمس سنين في ثلاثة الأشهر من 


)١(‏ قال السفاريني رحمه الله في «إجازة عبد القادر بن خليل» (ص: 377): «فأقول: 
وأنا دمشقيٌ» استوطنت دمشق الشام في رحلتي زهاء عن خمس سنين» ومتى 
سكن الإنسان ببلد ثلاث سنين فصاعدًا؛ صم أن يُنسب إليها» . 

(0) انظر: «المعجم المختص» للزبيدي (ص: ؟5617). 

(6) انظر: «المعجم المختص» للزبيدي (ص : 547). 


(4) انظر: اثبت السفاريني» (ص: 2509 59. /51). 


26 


كل سنة: رجب» وشعبان» ورمضان» بعد عصر كل يوم؛ مع مراجعة 
شروح البخاري”" . 

كما كان يحضر دروس الشيخ أحمد الغزي في «صحيح البخاري»» 
0000 

وقرأ أيضًا على الشيخ العلامة الشهاب المنينيئٌ الحنفيّ . 

ثم حجّ سنة (54١١ه)»‏ فسمع بالمدينة على الشيخ محمد حياة 
السّنْدِيٌ» وتفقّه على عدّة من المشايخ بهاء وأدرك بالمدينة صهر الشيخ 
محمد حياة الشيخ محمدًا الدقاق7"» وقرأ عليه أشياء. ١‏ 

واجتمع بالسيد مصطفى البكريٌ» فلازمه» وقرأ عليه مصنفاته. 

وقد أجازوه جميعًا». 

وقد حصل له رحمه الله في طلبه للعلم ملاحظةٌ ربانيةٌ» حتى حصّل 
في الزمن اليسير ما لم يحصّله غيرُه في الزمن الكثير”©. 

وقد قضى رحمه الله أربعين سنة في الإملاء والإفادة والتدريس”©. 


*40* 


.)19/8 انظر: «إجازة الزبيدي» (ص:‎ )١( 

(6) انظر: «إجازة الزبيدي» (ص: .)١1481/‏ 

() انظر: «فهرس الفهارس» للكتاني (؟/ .)٠٠١1‏ 

(5) انظر: «المعجم المختص» للزبيدي (ص: 517). 

(5) انظر: «سلك الدرر» للمرادي (74/ »)”١‏ و«إجازة العقاد) (ص: 595). 
(0) انظر: «المعجم المختص» للزبيدي (ص: 1417). 


27 


* المبحث الثاني أخلاقه وصفاته : 

قال تلميذه الرَّبِيديٌ : وكان المترجمٌ شيخًا ذا شيبة منورة» مهابّاء 
جميلَ الشكل» ناصرًا للسنة» قامعًا للبدعة» قَرَالُا بالحق» مقبلًا على شأنه 
مداومًا على قيام الليل في المسجد. ملازمًا على نشر علوم الحديث» محيًا 
فى أهله”" . 

وقال المرادي: كان يدعى للملمّات. ويُقصد لتفريج المهئّّات. ذا 
رأي صائب» وفهم ثاقب» جسورا على ردع الظالمين وزجر المغترين» إذا 
رأى منكرًا؛ أخذته رعدة» وعلا صوته من شدة الحدّة» وإذا سكن غيظه. 
وبرد قيظه؛ يقطر رقَّةَ ولطافة» وحلاوة وظّرافة©. 

وقال الغزّي: كان رحمه الله جليلًا جميلاء صاحب سَّمْتٍ ووقارء 
ومهابة واعتبار» وكان كثيرَ العبادة والأوراد» ملازمًا على قيام الليل» ودائمًا 
يحث الناس عليه» وكانت مجالسه لا تخلو من فائدة» ولا تعرو عن عائدة» 
وكان مُشْغِلُا جميم أوقاته بالإفادة والاستفادة» يطرح المسائل على الطلاب 
والأقران» ويدور بينه وبينهم المحاورة في التحرير والإتقان» وكان صادعًا 
بالحق لا يماري فيه» ولا يهاب أحدّاء والجميع من أعيان بلده وأمرائها 
يهابونه» يأمر بالمعروف وينهى عن المنكرء وكان خيرًا جواداء لا يقتني 
شيئًاً من الأمتعة والأسباب الدنيوية سوى كتب العلم» فإنه كان حريصًا على 
جمعهاء ويقول دائمًا: أنا فقير من الكتب العلمية» وكان كل ما يدخل إلى 


.)555 انظر: «(المعجم المختص» للزبيدي (ص:‎ )١١ 
. 077 /5( (؟) انظر: «سلك الدرر» للمرادي‎ 


28 


يده من الدنيا ينفقه» وعاش مدّة عمره في بلده عزيرًا موقّرًا محتشمّا”". 

ومن تواضعه رحمه الله ما قاله عن نفسه لما استجازه الشيخ عبد القادر 
ابن خليل» فقال: «ولو رأى مّن استجازه وحقّق حلاه؛ لقال: تسمع بالمعيديٌ 
خيرٌ من أن تراه» ولو استنصحني عن نفسي» واستفسرني عن رأبي وحدسي ؛ 
لقلت له عن حالي: لقد استسمّئْت ذا ورم» وتْمحْتَ من غير ذي ضَرَّم» بضاعتي 
مُزْجاة» وصناعتي مقلاة» ماحل من التضلع من معادن العلوم الدقيقة»”" . 

وبالجملة: فقد جمع هذا الإمامٌ بين الأمانة والفقه» والديانة والصيانة» 
وفنون العلم والصدق» وحسن السَّمْتِ والخلق والتعبّد. وطولٍ الصمت 
عَمّا لا يعني. 

وكان محمود السيرة» نافذَ الكلمة» رفي المنزلة عند الخاصصٌ والعام» 
لمق الشنين: كويكا يها بملكة قينا تعظها #طله زول العنيياو 70 

*0 * 

* المبحث الثالث ‏ عقيدته ومذهبه: 

كان الإمام السفاريني رحمه الله ناصرًا للسنّة قامعًا للبدعة» قوَّالَا 
بالحق”*»» فكان حنبليّ الأصول» يقرّر عقيدته على طريقة أهل الحديث؛ 


.)7"07 انظر: «النعت الأكمل» للغزي (ص:‎ )١( 

() انظر: «إجازة عبد القادر بن خليل» (ص: .)75١5‏ 
(0) انظر: «السحب الوابلة» لابن حميد (5/ .)45١‏ 
(8) انظر: «المعجم المختص» للزبيدي (ص: 585). 


29 


باتباع المأثور» واقتفاء السلف الصالح في سائر الأمور”"'. وهو القائل 
رحمه الله [من الطويل] : 
عليك بآثار الرسول وص حبه 
ودع عنك أراءً الرجالٍ فتعِْبٌُ 
وإِنْ شتت أَنْ تخت لنفسكٌ مذهّبًا 
فقول ابن حنبلُ يا أخا العلم أصِوّبُ”" 
ويقول رحمه الله : اعلم أن مذهب الحنابلة هو مذهب السلف» 
يفون إلابها وطفع يلسع وبا وضقه واوسوله» هن في دريب 
ولا تعطيل ولا تمثيل» فالله تعالى ذات لا تشبه الذوات؛ متصفةٌ بصفات الكمال 
التي لا تشبه الصفات من المحدثات» فإذا ورد القرآن العظيم.» وصكحت 
سنةٌ النبيّ الكريم» عليه أفضلٌ الصلاة والتسليم» بوصف للباري جل شأنه؛ 
تلقّيناه بالقبول والتسليم» ووجب إثباته له على الوجه الذي ورد» وتكلٌ 
معناه للعزيز الحكيم'”"». ولا نعدل به عن حقيقة وصفهء ولا نلْحِدٌ في 


.)59 انظر: «ثبت السفاريني» (ص:‎ )١( 

(0) انظر: «الذخائر لشرح منظومة الكبائر» للسفاريني (ص: 0387 . 

(9) روى البيهقي في «الاعتقاد! (ص: )١١6‏ عن الإمام مالك رحمه الله وسكئل 
عن قوله تعالى : #اليَحمَنُ عَلَالْمَرْ شٍأسْمَوى #» كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير 
مجهول؛ والكيف غير معقول» والإيمان به واجبء والسؤال عنه بدعة» وما أراك 


30 


كلامه» ولا في أسمائه» ولا في صفاته» ولا نزيئد على ما ورد» ولا نلتفتٌ 
لمن طعن في ذلك وَرَدّ فهذا اعتقاد سائر الحنابلة كجميع السلف,. فمّن 
عدل عن هذا المنهج القويم» زاغ عن الصراط المستقيم وانحرف» فدع عنك 
فلاناً عن فلان» وعليك بسنة ولد عدنان» فهي العروة الوثقى التي لا انفصامَ 
لهاء والجُنَةٌ الواقية التي لا انحلال لها(" . 
ويقول رحمه الله [من الرجز] : 
فكلما قد جاء في الدليلٍ 
بديو موسي ة” 
وقد جمع رحمه الله في كتابه «لوامع الأنوار» أقوال السلف والخلف» 
ومذاهب الفرق في المسائل الاعتقادية» وبَيّنَ رجحان مذهب السلف على 
غيره» مؤيدًا ذلك بالدلائل النقلية» وكذا العقلية فيما يستدل على مثله بالعقل» 
واقتبس جل تحقيقاته فيه من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم 


د ئمقال: وعلى مثل هذا درج أكثر علمائنا في مسألة الاستواء» وفي مسألة المجيء 
والإتيان والنزول؛ قال الله كك: لوه رَبك وَلْمَكُ صَقَاصَهً4» وقال: لهل يرون 
إَ ن يَأهُمْ أن كل وِنَالْعَمَا و 4 . 
فمذهب السلف في آيات الصفات وأخبارها: هو إجراء معناها على ظاهرهاء مع 
تفويض الكيفية. انظر: «مجموع الفتاوى» لشيخ الإسلام ابن تيمية (7/ »)١51/‏ 
و«الصواعق المرسلة» لابن قيم الجوزية .)751١١/1١(‏ 

.)1١//1( انظر: «لوامع الأنوار» للسفاريني‎ )١( 


(0) انظر: «لوامع الأنوار» للسفاريني /١(‏ 719). 


31 


رحمهما الله11 فقد كان الإمام السفارينينٌ محا لهماء لا يكاد كتاب أو رسالة 
له تخلو من ذكر لهما بالنقول عنهماء وتقديم ترجيحاتهما'". 

ومن أحسن ما قرّر به الإمام السفاريني عقيدته ولخّصها قوله في نظم 
رائق [من الطويل]: 
ألا نحن قوم قدُْرضينابكلٌما 


أتى في كتاب الله يُتلى ويُكتبُ 


ونوصف مولانا الكريم بكلّما 
وَصَفهُ رَسُول الله ذاكَ المُمَجَبُ 
ولكنْ بلا كيفب ومثلٍ لأن مسن 


مشئة مُشبنهُ إله العرش بالا يت 
5 إمتسافق 


وماذاك!| 


وَقَل متل كن فال عش رادت 


() من تقريظ السيد محمد رشيد رضا لكتاب السفاريني هذاء انظر: «مقدمة لوامع 
الأنوار» . 

(0) وقد ترجم رحمه الله في مقدمة كتابه «الذخائر لشرح منظومة الكبائر» لشيخ 
الإسلام ابن تيمية ترجمة حافلة تنم عن مقدار حبه وتعظيمه له» ومما قاله فيه 
(ص : :)١1718‏ «وكم عظمه أناس وحفاظ! وكم مدح بقصائد وتسجيع ألفاظ! 
وقد بلغ النهاية في كل فنٌّ وجاوزه» وكان أكرم من حاتم» وأشجع من عنترة في 
المبارزة» فقد اتفق الحفاظ أنه الصيرفي في الجرح والتعديل» وإليه النهاية في 
الاستنباطات والتعليل». 


32 


ونرفضٌ قول المُلِحِدين ورَعْمَهم 
وعن قولٍ أصحاب الضلالة نرغبُ 

ولاترتضي مايزعمون جميكه 
جوع فنا موا اشنا يي 

وتأويلُهم من أقبح العلم عندتا 
وفحول وسبول الله أحلى وأعذّبُ 

فَجَهُمٌبنُ صفوان اللعينُ وحزبه 
يصيبون والمختارٌ يُخْطي ويكذب؟! 

فهذ لَحَمْري باطلٌ باتقاقِ مَنْ 
يرى الحقّ والأَعْمى عن الحقٌّ يُحْجَبُْ 

فمَّنْ قال في الله العظيم برأيه 
فلاريب [في]طغيانه يامُوَدّبُ!) 
* أما مذهبه في الفروع؛ فقد كان رحمه الله حنبليّ المذهب» كما كان 
حنبليَ الاعتقاد» فقد كان محا للإمام أحمد رحمه الله» وقد ترجم له تراجم 


مطوّلة فى أكثرَ من كتاب من كتيه22, وكان تكتوااس: غرلة مدهي العبابلة 


.)78١ انظر: «الذخائر لشرح منظومة الكبائر» للسفاريني (ص:‎ )١( 
(0؟) فقد ترجم له رحمه الله في «كشف اللثام»» و«شرح ثلاثيات المسند». و«غذاء‎ 


الألباب شرح منظومة الآداب» » و«الذخائر لشرح منظومة الكبائر . - 


33 


في سائر كتبهء ولا يخرج عن المذهب أبدّاء وهو القائل [من الكامل]: 
مالي إليكٌ وسيلةٌ إلا الجا 
وجميلٌ عفوكٌ ثمَّإني حنبلي”" 
ولم يكن رحمه الله يشئع على المخالفين لمذهبه أو يقوده تعصبٌ 
أعمى لترجيحه؛ بل كان رحمه الله يكن حبًا للآئمة الأربعة» ويذكر أقوالهم 
وأدلتهم حيث ذكر مذهب الحنابلة في الغالب» فيقول رحمه الله عنهم [من 


الرجز] : 
سه 
ورحمةاله معالرض ون 


بالبحة والكتحيري والاحعيان 
2 3 0 


_ 


مني لِمَُوى عصّمَةٍ الإسلام 
َِ ع 5 3-7 
أتمةٍلدين هذي الأمة 

أملٍ التققى من سائر الأئمةٍ 


ومالك محم دِالصُنوان 


- قال رحمه الله في كتابه «غذاء الألباب» /١(‏ 7175) بعد ذكره مطلبًا في ذكر طرف 
من مناقب سيدنا الإمام أحمد: «وإنما حلينا كتابنا هذا بطرف من ذكره ومناقبه 
ومآثره؛ لتحصل له بركة ذكرهء فرضوان الله عليه» وأماتنا على طريقته وحبه. 
ببركة نبينا محمّد كله وآله وحزبه» إنه جواد كريم» رؤوف رحيم». 

.)7١4 انظر: «النعت الأكمل» للغزي (ص:‎ )١( 


34 


مَنْ لازم لكل أرباب العَمَلَ 
تقليدٌ حِبْر منهمٌ فاسمع 00 
#* 4# * 
* المبحث الرابع - شيوخه : 
١-الشيخ‏ الإمامٌء القدوة» العالمٌ» الزاهدٌء الخاشع» أبو التقىء 
عبدٌ القادر بن عمرَ التعْلبِييٌ الحنبليٌ الفُرّضي» مفتي الحنابلة بدمشق الشام . 
وقد ارتحل إليه الإمام السفاريني سنة (77١١ه)»‏ وقرأ عليه: «دليل 
الطالب» للشيخ مرعي الكرمي» وختمهء وابتدأ بقراءة «الإقناع» للحجاوي» 
وحضره في عدّة كتب» وفي «الجامع الصغير» للجلال السيوطي بين 
العشاءين» وذاكره في عدّة مباحث من «شرحه على الدليل»» فمنها ما رجع 
عنهاء ومنها ما لم يرجع لوجود الأصول التي نقل منهاء وكان يكرمه ويقدّمه 
على غيره» وقد أجازه سنة (75١١ه)»‏ وهي السنة التي توفي فيها الشيخ 
التغلبي رحمه الله" , 
" - الشيخ المشهورء المكثْرُ من التصانيف الذائعة الصيت : عبد الغنيّ 
النابلسيئٌ» المتوفّى سنة (157١١ه)»‏ صاحبُ التآليف العديدة» والتصانيف 
المفيدة . 
)١(‏ انظر: «لوامع الآنوار» للسفاريني (7/ /401). 
(9) انظر: «إجازة الزييدي» (ص: »)١7١‏ و«إجازة عبد القادر بن خليل» (ص: 2)7587 
و«المعجم المختص» للزبيدي (ص: 117). 


35 


وقد حضر الإمام السفاريني دروسه في «تفسير البيضاوي»» و«تفسيره) 
الذي صنفه» وفي علم التصوف ‏ وكان الغالب على علمه ‏ وأجازه في سنة 
(١١ه)‏ عمومًا بسائر ما يجوز له» وبمصنفاته الكثيرة الشهيرة» وهي 
زهاء ثلاث مئة مؤلف في أنواع العلوم والفنون ما بين المجلد والمجلدين 
والثلائة» والأقل والأكثرء حسبما ذكر له في إجازة مطولة”" . 

* -الشيخ المعمّرء الفقيه. المحدّثُ» الورع» عبد الرحمن بن محيبي 
الدين بن سليمانٌ الحنفيٌ» المجلدٌ. 

وقد قرأ عليه «ثلاثيات البخاري»؛ وحضر دروسه العامة» وأجازه”"” . 

4 -الإمام العلامة» الصالحء الزاهدٌُء المحققٌء الملا إلياس الكرديٌٍ 
الكورانٌ» المتوفّى سنة (178١١ه).‏ 

وقد قرأ عليه كتب المعقولء وله عدّة تآليف في الرقائق» و«حاشية 
على رسالة العضد في الوضع»» وغير ذلك”" . 

هالإمامٌ العلامةٌ» الشيخ عبد السلام بِنُ محمد الكاملييٌ» المتونى 
سنة (11"8١ه).‏ 


2)587 ولإجازة عبد القادر بن خليل» (ص:‎ »)١77 انظر: «إجازة الزبييدي» (ص:‎ )١( 
.)157” و«المعجم المختص» للزبيدي (ص:‎ 

(0) انظر : «إجازة الزبيدي» (ص »)١76.:‏ و«إجازة عبد القادر بن خليل» (ص: 7587)» 
و«المعجم المختص» للزبيدي (ص : 5177). 

(*) انظر: «إجازة الزبيدي» (ص: »)١76‏ واإجازة عبد القادر بن خليل» (ص: 2)7587 


و«المعجم المختص» للزبيدي (ص: 11477). 


36 


وقد قرأ عليه بعض كتب الحديث» وبعض «رسائل إخوان الصفا» فى 
داره» وأجازه أن يروي عنه الكتب الستة» وسائرَ كتب الحديث والفقه والتفسير 
وغيرها(" . 

١‏ -الشيخ» الإمامٌ» العلامة» إسماعيلٌ بِنُ محمد جراح بن عبدٍ الهادي, 
العجلونيٌ» المتوفّى سنة (177١ه)»‏ المدرّئ (57 سنة) ل «صحيح البخاري» 
تحت قبةٍ الّسْر في الجامع الأموي . 

وقد لازمه السفارينيٌ خمسَّ سنين» فقرأ عليه «الصحيح» بطرفيه» مع 
مراجعة شروحه الموجودة» و«ثلاثيات البخاري». وغيرها» وعرض عليه 
كتابه : «تحبير الوفا»» فاستجاده» وأثنى عليه» وقد أجازه إجازة مطولة”" . 

٠-الإمامٌ‏ العلامةٌ» المحققٌ؛ شهابٌُ الدين أحمدٌ بن علي المنينيٌ؛ 
المتوفى سنة (1/7١١ه).‏ 

وقد قرأ عليه «شرح جمع الجوامع» للجلال المحلَّىٌ» و«شرح كافية 
ابن الحاجب» للملاً جامي» وأول «البخاري»» وحاضره في عدَّة من كتب 


الحديث» وغير ذلك» وقد أجازه إجازة مطولة كتبها إليه بخطه بكل ما يجوز 
له وعنله روايته29 . 


2)587 و«إجازة عبد القادر بن خليل» (ص:‎ 2)١75 انظر: «إجازة الزييدي» (ص:‎ )١( 
. )147 : و«المعجم المختص» للزبيدي (ص‎ 

(9) انظر: «إجازة الزبيدي» (ص : »)١78 ١150‏ والإجازة عبد القادر بن خليل» 
(ص: 584)» و«المعجم المختص» للزبيدي (ص: 547). 

(6)9 أنظر: «إجازة الزبيدي» (ص : »)١87‏ و«إجازة عبد القادر بن خليل» (ص: 35868). 
و(المعجم المختص» للزبيدي (ص: 157). 


37 


4 -الشيخ» الإمامٌ» الفقيةُ» الفرضِيٌ» المحققٌ» المدققٌ» مصطفى بن 
عبدٍ الحقٌ اللَبّدِييُء الحنبلييٌ» المتوقّى سنة (167١١ه).‏ 

وقد صحبه الإمام السفاريني» وقرأ عليه غالب مشاهير كتب المذهب» 
وباحثه وراجعه» وأجازه بكل ما يجوز له وعنه روايته”" . 

4 -الشيخ عوادٌ بن عبيدٍ بن عابدٍ الكوريٌ الحنبليٌ ‏ نسبة إلى قرية 
قزوهق قوق معز نارلدو ات المتولى مف 4 ا 

وقد قرأ عليه عدّة من كتب المذهب, وكتب عنه شيئًا في علم الحساب» 
وكتب له إجازة مطولة فيها فوائد مبجّلة”'"©. 

.)ه١١157( -الشيحٌ أحمدٌ الغزيٌ» المتوقّى سنة‎ ٠ 

وقد قرأ عليه غالب «صحيح البخاري»» وكان اويا رن 
يحضر درسه في خلوته بالجامع الأموي مع جملة من كبار شيوخ المذاهب 
الأربعة مع أنه كان في عداد الطلبة ‏ فكان يحتشم من جلوسه مع أشياخه؛ 
أو مَنْ فوقهم» وكان إذا بدا ما يسأل عنه في المذهب الحنبلي؛ سأله بحضور 
الأشياخ الكبار”" . 

»)ه١١1519 -الشيخ محمدٌ بن عبدٍ الرحمن الغزئٌ» المتوفّى سنة‎ ١ 


وهو قريبٌ الشيخ أحمد الغزيٌ المذكورء وهو الذي ولي الفتوى بعدهء 


.)545 و«المعجم المختص» للزبيدي (ص:‎ 242١87 انظر: «إجازة الزبيدي» (ص:‎ )١( 
(؟) انظر : «إجازة الزبيدى) (ص: “اهلك ل/لا14ا).‎ 
إجتارة الربيدي" [اصر‎ 


(9) أنظر: «إجازة الزبيدي» (ص: 147)» و«المعجم المختص)' للزبيدي (ص: 144). 


38 


وقد قرأ عليه بعض «شرح ألفية العراقي» للشيخ زكريا الأنصاري» 
وأول «سئن أبي داود؛» وغيرهماء وكتب له إجازة مطولة7'. 

الشيخ عبدالله البصرويٌ» المتوفّى سنة (1110ه). 

وقد سمع عليه اثلائيات أحمد) مع المقابلة بالأصل المصحح” . 

١6‏ الشيخٌ موسى المحاسني» المتوفى سنة (1117ه): صاحبُ 
تآليف» ودرّس في جامع دمشق في عدّة كتب» وكان حنفيّ المذهب» من 
بيت علم وفضل . وله مع الإمام السفاريني قصة” . 

4 -الشيخٌ المحققٌ مصطفى السواريٌ» المتوفّى سنة (1545١١ه).‏ 

وقد قرأ عليه من أول «صحيح مسلم» طرقاء وأجازه بالباقي» ويما 
يجوز له وعنه روايته من سائر العلوم النقلية والعقلية». 

وغير هؤلاء كثير. 

* *# *ا 
* المبحث الخامس - تلامذته : 

١‏ -العلامةٌ» اللغويٌ الشيخ» المسندء محمد مرتضى بن محمدٍ 

الحسيننٌ العلويٌ الزبيديٌ» المتوفى سنة (5٠1١ه).‏ 


.)5115 و«المعجم المختص» للزبيدي (ص:‎ »)١188 انظر: «إجازة الزبيدي» (ص:‎ )١( 
.)515 و«المعجم المختص» للزبيدي (ص:‎ »)١88 (؟) انظر: «إجازة الزبيدي» (ص:‎ 
.)189 انظر: «إجازة الزبيدي») (ص:‎ )9( 


(4) انظر: «إجازة الزبيدي» (ص: 42١4١‏ و«المعجم المختص» للزبيدي (ص: 545). 


39 


قال الزبيدي : كتبت إليه أستجيزه» فكتب إليّ إجازة حافلة في عدَّة 
كراريس» حشاها بالفوائد والغرائب» وذلك سنة (11/9١ه)ء‏ ثم كاتبته ثانيا 
في سنة (1417١ه)ء‏ وأرسلت إليه الاستدعاء باسم جماعة من الأصحاب» 
فاجتهد وحرّر إجازة حسنة حشَّاها بفوائد غريبة في كراريس"" . 

؟ -الشيخ مصطفى بن سعدٍ الرحيبانيٌ» الدمشقيٌ» الحنبلئٌ» الشهية 
بالسيوطيئٌ» المتوفّى سنة (7545١ه)»‏ أو (1757ه)ء وهو من أكبر تلاميذ 
الإمام السفار ينيع" . 

-عثمانٌ بن محمدٍ الرحيبانيئٌ الحنبليٌ . 

وقد ارتحل إلى سَفَارين زهاءَ سبعةٍ أشهر» وقرأ على الإمام السفاريني 
في الفقه بعض مختصر الشيخ منصور المسمّى ب «العمدة» مع شرحها 
لخاتمة المحققين عثمان النجدي» وقرأ «عقيدة النجدي» تمامّاء وحضر 
أول «شرح مختصر التحرير» لابن النجار الفتوحي» وغير ذلك" . 

5 -الشيخ» المجرّدُء المحدّثٌ عبدٌ القادر بن خليلٍ بن عبدالله الروميٌ 
المدننٌ المعروفٌ ب «كدك زاده»» المتوفى سنة (1149ه). 

وقد استجاز له الزبيدي من الإمام السفاريني؛ فكتب له إجازة طويلة 
في خمسة كراريس» فيها فوائد جمة”». 


)00( انظر: (المعجم المختص» للزبيدي (ص: 557 06 وقد طبعت هذه الإجازة 
ضمن كتاب «ثبت الإمام السّفاريني» . 


(0) انظر: «فهرس الفهارس» للكتاني (5/ 1 .)٠١‏ 
(6) انظر: «إجازة السفاريني لعثمان الرحيباني» (ص: 3717) . 
(5) انظر: «المعجم المختص» للزبيدي (ص : 456 -25707 11417). 


40 


© -الشيخ» المحدّثُ محمدٌ بِنُ أحمدَ بن محمد بن خير الله البخاريٌ» 
1 200 7 00 3 
الحنفىٌ » الآثريٌّ» المحدث» نزيل نايلسَ» المتوفى بها سنة (٠٠7١ه)20©‏ . 
" محمد شاكر بن علىٌ بن سعدٍ العمرئٌ» السْهِيرٌ بالعقاد» الدمشفئٌ» 
الحنفئٌ» المتوقّى سنة (17717ه)20. 
-الشيخ كمال الدين محمدٌ الغزيٌ العامريٌ الدمشقيٌ» ابن سبط الشيخ 
عبد الغنٌ النابلسيئ» صاحب «النعت الأأكمل»» والمتوقّى سنة (1715ه)0©. 


- الشيخ محمدٌ زيتون بن حسن بن هاشم الحنيليٌ» المتوفى سنة 


774 )2 , 
*# 2*0 
* المبحث السادس - تصانيفه : 


صنف الإمام السفاريني جملة من التصانيف الجليلة النافعة» والتي 
امتازت بحسن التقرير والتحرير» وبحسن الجمع والتأليف» والترتيب 
والترصيف, وإكثار النقول من كتب الأئمة المحققين؛ كشيخ الإسلام ابن 
تيمية» وابن القيم» وابن حجرء والحجاوي» وغيرهم» فقد ظل الإمام 
السفاريني يرتشف من كنوز علمهم الجواهرٌ والدرر» فجاءت كتبه مليئة 


.)7؟١5‎ /١( انظر: «فهرس الفهارس» للكتانى‎ )١( 
وقد أجازه الإمام السفاريني‎ ©. »41٠ انظر: «فهرس الفهارس» للكتاني (؟/‎ )( 
. بإجازة طبعت ضمن (ثبت السفارينىي»‎ 


) انظر: «عجائب الآثار» للجبرتي (7/ :)١1935‏ و«فهرس الفهارس» للكتاني 
(0/ ١8غ).‏ 


(0) انظر: «إجازة السفاريني» لهء والتي طبعت ضمن «ثبت السفاريني». 


4 


بالفواتد والعوائد(" . 


وقد تم بتوفيق الله الوقوفٌ على تسمية مصنفاته مجموعة من كتبه وكتب 


مَنْ ترجم لهء وفيما يلي عرض لكل واحد منها : 


١-«الأجوبة‏ النجدية عن الأسئلة النجدية»29 . 
«الأجوبة الوهبية عن الأسئلة الزعبية»2 . 


«إقامة الحجة في حكم صيام يوم عرفة إذا غم هلال ذي 


للق 


(0 


فرق 


2 


قال تلميذه الإمام الزبيدي في «المعجم المختص» (ص: 545): كتبت إليه 
أستجيزه» فكتب إلي إجازة حافلة في عدّة كراريس حشاها بالفوائد والغرائب. 
وقال المرادي في «سلك الدرر» (5/ :)7١‏ وله الباع الطويل في.علم التاريخ وحفظط 
وقائع الملوك والأمراء» والعلماء والأدباء» وما وقع في الأزمان السالفة. 

وقال الكتاني في «فهرس الفهارس» (؟'/ :)٠١١6‏ ويظهر لي أنه لا ييعد عد المتترجم 
في حفاظ القرن الثاني عشرء لأنه ممن جمع وصنف» وحرّر وخرّج. وا 
واستّجيز من الأقطار البعيدة» حتى من مصر والحجاز واليمن. 

وبالجملة : فتآليفه نافعة مفيدة مقبولة» سارت بها الركبان» وانتشرت في البلدان» 
كنا قال :محمد بن سلرع قيما نغله أبن حميدا في #السيحب الوابلة» 79 0449 
ذكره المرادي في «سلك الدرر» (5/ 2077-1١‏ والغزي في «النعت الأكمل» 


(ص: *3"07). 

ذكره المرادي في «سلك الدرر» (85/ 2077 والغزي في «النعت الأكمل» 
(ص: 0707. وقد طبع لدى دار الفستح بتحقيق الأستاذ مبارك بن راشد 
الحثلان . 


ذكره الإمام السفاريني في «ثبته) (ص 69). 


42 


4 «البحور الزاخرة في علوم الآخرة»”"' . 

قال عنه مؤلفه (ص: :)١772-7‏ «تتبّعت الكتب المؤلفات في هذا 
الباب» واطلعت على ما فيها من العجب العجاب» فاجتهدت في جمعه 
وترتيبه» وتفصيله وتبويبه» فصار للمحزون سلوة» وللمشتاق جلوة. ..2. 

إلى أن قال: «مشتمل من بدائع الفوائد» وفرائد القلائدء على ما يعسر 
تحصيله على الطلاب» في سوى هذا الكتاب, إذا نظر فيه المؤمن زاده 
إيماناً» وجلّى عليه الآخرة حتى كأنه يشاهدها غياناً» فهو مشير النفوس إلى 
مجاورة الملك القدوس» وزاجئُ الهمم الدنيات» عن اقتراف المعاصي 
والشبهات» وسمّيته ب «البحور الزاخرة في علوم الآخرة»؛ فإنه اسم يوافق 
كانه لفط زفق سفن 


ه ‏ «بغية النساك في فضل السواك»”"' . 


(1) ذكره الإمام السفاريني في «ثبته» (ص: 18)» وفي «إجازة عبد القادر بن خليل» 
(ص : 227417 وفي «إجازة محمد زيتون» (ص: 201917 والزبيدي في «المعجم 
المختص) (ص : 2)5190 والمرادي في «سلك الدرر» (5/ 207١‏ والغزي في 
«النعت الأكمل» (ص: 20072١7‏ وابن حميد في «السحب الوابلة» (؟/ 847)) 
وغيرهم . وقد طبع الكتاب في مجلدين في دار غراس بالكويت سنة (1574ه- 
07٠لم)»‏ الطبعة الأولى» بتحقيق محمد إبراهيم شومان. 

(؟) كذا ذكره الإمام السفاريني في اثبته» (ص: 07١‏ واكشف اللثام» (1/ 174). 
وقد سماه في «إجازة محمد زيتون» (ص : ١03717‏ وكذا المرادي في «سلك الدرر» 
»67١74(‏ وابن حميد في «السحب الوابلة» (؟/ 847)» ب «تحفة النساك». وقد 
طبع لدى دار الصميعي بتحقيق الأستاذ عبد العزيز الدخيل . 


43 





؟ ‏ «تحبير الوفا في سيرة المصطفى 006" . 

قال عنه مؤلفه في «إجازته للزبيدي» (ص: 1١78‏ -11794): وعرضت 
عليه أي : شيخه العجلوني ‏ كتابي الذي اختصرته من «الوفا» للحافظ ابن 
الجوزي. من أوله إلى انتهاء باب معجزات النبي ككل فاستجاده وأثنى 
عليه» وقال: «هذا في غاية التنقيح والتحرير» ويفوق أصله من الفوائد بكثير»» 
هذا لفظه. 

«التحقيق في بطلان التلفيق»9 . 

وقد رد بها جواز التلفيق في العبادات وغيرها للشيخ مرعي . 

8 «تعزية اللبيب بأحب الحبيب»»؛ وهي قصيدة في الخصائص 
النبوية ولم يكمل أيضا9"©. 


() ذكره الإمام السفاريني في (ثبته) (ص : 58)» وفي «إجازة الزبيدي) (ص: 2)١78‏ 
وفي «إجازة محمد زيتون) (ص: ؟١")2‏ والزبيدي في «المعجم المختص» 
(ص: 546)» والمرادي في «سلك الدرر» (5/ 71)» والغزي في «النعت الأكمل» 
(ص: 0707)» وابن حميد في «السحب الوابلة» (؟/ 847)» والكتاني في «فهرس 
الفهارس» (؟/ )1١٠١7‏ ووقع عنده «حجر الوفا» . 

(؟) ذكرهالإمام السفاريني في «ثبته) (ص: .)7١‏ وفي «إجازة محمد زيتون» 
(ص: 0217 والمرادي في «سلك الدرر» »07١/5(‏ والغزي في «النعت الأكمل» 
(ص: 707), وابن حميد في «السحب الوابلة» (؟/ ”84)» وقد طبععت هذه 
الرسالة طبعة قديمة دون تاريخ . 

0) ذكره الإمام السفاريني في «ثبته» (ص : ,27١‏ والمرادي في «سلك الدرر» 
(4/ 077 والغزي في «النعت الأكمل» (ص: 20707 وابن حميد في «السحب 
الوابلة» (5/ 8457). 


4 -«تناضل العمال بشرح حديث فضائل الأعمال»» وهو كتابنا هذا. 
٠‏ _«الجواب المحرر في الكشف عن حال الخضر والإسكندر)”" . 
١‏ -«الدّرٌ المنظم في فضل عشر المحرم»” . 
-«الدر المنثور في فضل يوم عاشور المأثور»”” . 
١‏ «الدرر المصنوعات في الأحاديث الموضوعات». في مجلد 
ضخمء وقد اختصر فيه السفاريني «الموضوعات» لابن الجوزي”'. 


5 «الذخائر في شرح منظومة الكبائر» . 


2)181/ ذكره الومام السفاريني في «ثبته) (ص : 594)» وفي «إجازة عبد القادر) (ص:‎ )١( 
207١ /5( وفي اإجازة محمد زيتون» (ص: ؟0517» والمرادي في «سلك الدرر»‎ 
وابن حميد في «السحب الوابلة»‎ 2273١7 : والغزي في «النعت الأكمل» (ص‎ 
.)147/0( 

(؟) كذا ذكره الإمام السفاريني في «إجازة محمد زيتون» (ص: .)13١7‏ وذكره في 
(ثبته) (ص: 54)» «الدر المنظم في فضل شهر الله المحرم» . وذكره المرادي في 
«سلك الدرر» (5/ »)7١‏ والغزي في «النعت الأكمل» (ص : 20707 وغيرهم. 

(*) ذكره ابن حميد في «السحب الوابلة» (؟75/ 847). 

(5) ذكرهالإمام السفاريني في «ثبته» (ص: 18)ء والمرادي في «سلك الدرر) 
.)7١/5(‏ والغزي في «النعت الأكمل» (ص: 20707 والكتاني في «فهسرس 
الفهارس» (7/ :»23٠١5‏ وغيرهم. 

(©) ذكره الإمام السفاريني في «ثبته) (ص: 54)» وفي «إجازة محمد زيتون» (ص: 207١١‏ 
والمرادي في «سلك الدرر» »)7١/85(‏ والغزي في «النعت الأكمل» (ص: 0007, 
وابن حميد في «السحب الوابلة» (7/ 847)» نقلاعن محمد بن سلوم» - 


45 


وقد شرح فيه منظومة الإمام الحجاوي في الكبائر التي كانت متثشورة في 


كتابه «الإقناع»» قال عنه مؤلفه في مقدمة كتابه (ص: :)٠٠١‏ «فاستخرث الله 


أن أشرحها شرحًا يكون لطالبها دليلًا» ولمن قصدّ حل معاني ألفاظها سبيلًا» 
وأتيث فيه بدليل كلّ كبيرة منها وبرهان» ووشختة ببعض حكايات لها وقع 
فى القلوب والأذهان» . 


0010 


00( 
م2 
2 
)2 
00 


6 «رسالة في بيان الثلاثة والسبعين فرقة والكلام عليها»0" . 
76 -«رسالة فى بيان كفر تارك الصلاة)”" . 

. «رسالة في ذم الوسواس)””‎ ١١ 

١‏ «(رسالة فى شرح حديث الإيمان بضع وسبعون ع 
4 «رسالة في فضل الفقير الصابر»””. 

. -«شرح دليل الطالب» ولم يكمل» ووصل فيه إلى كتاب الحدود"‎ ٠ 


وسماه: «دراري الذخائر شرح منظومة الكبائر)» وقد طبع الكتاب بتحقيق أخينا 
الدكتور وليد العلي» ونشرته دار البشائر الإسلامية ببيروت سنة (14751١ه-١١٠٠م)‏ 
الطبعة الأأولى. 

ذكره الإمام السفاريني في «ثبته» (ص: »)7١‏ والمرادي في «سلك الدرر» 
:»)0"١7/5(‏ والغزي في «النعت الأكمل» (ص: 0707 . 

ذكره ابن حميد في «السحب الوابلة» (؟/ 8147). 

ذكره ابن حميد في «السحب الوابلة» (؟5/ 8147). 

ذكره ابن حميد في «السحب الوابلة» (5/ 817). 

ذكره ابن حميد في «السحب الوابلة» (؟5/ 847). 

ذكره الإمام السفاريني في «ثبته» (ص: »)272١‏ والمرادي في «سلك الدرر» - 


46 


. اعَرْف الرَّرْنب في شأن سيدتنا بنتٍ المصطفى كله زينب»”"‎ ١ 

7 «غذاء الألباب بشرح منظومة الآداب» في مجلد ضخه”" . 

قال عنه مؤلفه في آخره (؟5/ 477): «...وقد سهرت الليالي في 
جمع مسائله» وبذلت مجهودي في تهذيب دلائله» ولم آل جهدًا في زيادة 
تبيينه» وتوضيحه وتمكينه» وجمعه وتأليفه» وتحريره وتصنيفه...») ثم 
قال : «فهاك كتابًا جمع فأوعى؛ وسفرا حوى من العلوم فصلًا ونوعًاء ولو 
سافرت إلى صنعاء اليمن في تحصيله؛ لما عارك تركف ولو تاجرت فيه 
بأغلى بضاعتك ؛ لما خسرث تجارتك» وقد جلبثٌ إليك فيه نفائسَ في مثلها 
يتنافس المتنافسون» وجليت عليك فيه عرائسّ إلى مثلها يبادر الخاطبون» . 


وقال عنه ابن حميد في «السحب الوابلة» (؟/ 687): وأودع فيه من 


- (75/4)» والغزي في «النعت الأكمل» (ص: 20701 وابن حميد في «السحب 
الوابلة») (7/ 857). 

)١(‏ ذكره الإمام السفاريني في «ثبته») (ص: 2)594 وسماه في «إجازة عبد القادر» 
(ص: 7817): «عرف الزرنب في شأن السيدة زينب بنت سيد العجم والعرب وَل . 
وذكره في «إجازة محمد زيتون» (ص: 73217). والمرادي في «سلك الدرر» 
51/5 والغزي في «النعت الأكمل» (ص: 2)1037 وغيرهم. 

(؟) ذكره الإمام السفاريني في «ثبته» (ص: 88)» وفي «إجازة عبد القادر بن خليل» 
(ص : 4)7817, وفي «إجازة محمد زيتون» (ص: 2073١7‏ والزبيدي في «المعجم 
المختص» (ص : 555). والمرادي في «سلك الدرر» (75/ ١275)؛‏ والغزي في «النعت 
الأكمل» (ص: 0707» وابن حميد في «السحب الوابلة» (؟/ 847)» وغيرهم. 
وقد طبع الكتاب عدة طبعات لا يخلو بعضها من التصحيف والتحريف . 


7 


غرائب الفوائد ما لا يوجد فى كتاب . 


(00 


فق 


فرق 


. «قرع السياط في قمع أهل اللواط)”"‎  ”* 

4 «القول العلى في شرح حديث سيدنا الإمام علي»”" . 

شرح فيه أثر سيدنا علي ذه الذي أملاه على كميل بن زياد النخعي””. 
6" ١كشف‏ اللثام شرح عمدة الأحكام»”''. 


ذكره الإمام السفارينى فى «ثبته» (ص : 54)» وفى «إجازة عبد القادر خليل» 
(ص: لا1 ل وفي ل(إجازة محمد زيتون» (ص: ل والمرادي في «سلك 
الدرر» 0“ الل والغزي في «النعت الأكمل» (ص : و 5 وابن حميد فى 
(السحب الوابلة») “/ 184167( وغيرهم . 

ذكره الإمام السفاريني في «ثبته» (ص : 594).» وفي «إجازة عبد القادر خليل» 
(ص : 787)» وفى (إجازة محمد زيتون» (ص: ,.)7١7‏ والمرادي فى «سلك 
الدرر» (5/ »)7١‏ والغزي في «النعت الأكمل» (ص: :»)73١7‏ وابن حميد في 
«السحب الوابلة» (؟5/ 857)» والشطى فى «مختصر طبقات الحنابلة» (ص: ,)١5١‏ 
والكتاني في «فهرس الفهارس» (7/ 5 2)٠٠١‏ ووقع عنده: «القول الجلي»). وقد 
وهو ما رواه أبو نعيم في «حلية الأولياء» /١(‏ 89 والخطيب في «تاريخ بغداد» 
(79/5").» وابن عساكر في ”تاريخ دمشق» )١50١ /0٠0(‏ من طرق» عن كميل بن 
زياد: أن علي بن أبي طالب به قال له : يا كميل بن زياد! القلوبٌ أوعية» فخيرُها 
وعاهاء احفظ ما أقول لك : الناس ثلاثة. . .»» فذكره فى حديث طويل . 
أوعاهاء احفظ ما أقول لك: الناس ثلا ذكره في طويل 

وقد ذكره ابن قيم الجوزية في «مفتاح دار السعادة» (1/ »)١71*‏ وأفاض الكلام 
عليه . 


فق وقد طبع لدى دار النوادر بتحقيق الشيخ نور الدين طالب» ولله الحمد والمئة. 


48 


5" «اللمعة في فضل وخصائص يوم الجمعة»”"'. 
«لوائح الأنوار السّنية ولواقح الأفكار السّنية في شرح منظومة 


الإمام الحافظ أبي بكر بن أبي داود الحائية»”" . 


8 الوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة 


المضية فى عقيدة الفرقة المرضية»2 . 


الاعتقاد» وبين رجحانٌ مذهب السلف على غيره» مؤيدًا ذلك بالدلائل النقلية» 
وكذا العقلية» فيما يستدل على مثله بالعقل» واقتبس جل تحقيقاته فيه من 


(00 


(00 


6 


ذكره الإمام السفاريني في لثبته) (ص : »)7١‏ والمرادي في اسلك الدرر» 
(175)» والغزي في «النعت الأكمل» (ص: 707)» وابن حميد في «السحب 
الوابلة» (؟/ 847)» وغيرهم. 

كذا ذكره الإمام السفاريني في «ثبته؛ (ص: 14)» وفي «إجازة عبد القادر بن 
خليل» (ص: 7817): وسماه ب «طوالع الأنوار السنية ولوامع الأفكار السنية» 
وفي «إجازة محمد زيتون» (ص: 0314 والزبيدي في «المعجم المختص» 
(ص: 550)» والمرادي في «سلك الدرر» (5/ :)7١‏ وسماه: «لواقح الأفكار 
السنية»» وتبعه الغزي في «النعت الأكمل» (ص: 3207)» والكتاني في «فهرس 
الفهارس» (1/ 5 )29٠١‏ وسماه كما ذكره السفاريني في «ثبته» ب «لوائح الأنوار» . 
ذكره الإمام السفاريني في «ثبته؛ (ص : 254)» وفي «إجازة عبد القادر بن خليل» 
(ص : 25817»: والزبيدي في «المعجم المختص» (ص: 26555).؛ والمرادي في 
«سلك الدرر» »)7١/5(‏ والغزي في «النعت الأكمل» (ص: 203707 وابن حميد 
في «السحب الوابلة» .)64١/1(‏ وقد طبع الكتاب عدّة طبعات» منها طبعة المكتتب 
الإسلامي ببيروت سنة (١541١ه-‏ 1441م)» الطبعة الثالثة . 


49 


كلام الإمامين شيخ الإسلام ابن تيمية» وتلميذه المحقق ابن القيم؛ فجاء كتابًا 
حافل الرأي» جامعا لما لم يجمعه غيره من المأثور والمروي» كثير الفوائد» 
جم الأوابد والشوارد» لا يكاد يستغني عنه طالبٌ السعة والتحقيق في العقائد 
الإسلامية» أو يحيط بما في كتب ابن تيمية وابن قيم الجوزية"'. 

وقال عنها ابن حميد في «السحب الوابلة» (؟5/ :)85١‏ العقيدة الفريدة» 
وشرحها الحافل» العظيم الفوائد» الجم العوائد. 

ولأهل العلم بعض التنبيهات والتعليقات على مواضع من الشرح. 

4 («معارج الأنوار السنية ونتائج الآثار السنية في شرح القصيدة 
النونية في السيرة النبوية» وهو شرح «نونية الصرصري»”" . 

. «الملح الغرامية بشرح منظومة ابن فرح اللامية»”"‎ ٠ 


)١508 /7 /٠١١( من تقريظ السيد محمد رشيد رضا لكتابه هذا. انظر: «مجلة المنار»‎ )١( 
سنة /951ام.‎ 

(0) ذكره الإمام السفاريني في «ثبته) (ص : 2)5/8 وفي «إجازة محمد زيتون» 
(ص: 017» والزبيدي في «المعجم المختص» (ص: 2515). والمرادي في «سلك 
الدرر» (5/ »)9١‏ والغزي في «النعت الأكمل» (ص: :)7١7‏ وابن حميد في 
«السحب الوابلة» (7/ :)44١‏ وغيرهم» وهو قيد الطباعة في دار النوادر» 
بتحقيق الشيخ نور الدين طالب. 

0 ذكره الإمام السفاريني في «ثبته» (ص: 54)». وفي «إجازة محمد زيتون» 
(ص: 0717 والمرادي في «سلك الدرر» (4/ »07١‏ والغزي في «النعت الأكمل» 
(ص : 0077: وابن حميد في «السحب الوابلة» (71/ 8547)» والكتاني في «فهرس 
الفهارس» (7/ 4 )3٠١‏ وغيرهم. وقد طبع لدى دار ابن حزم بتحقيق الأستاذ سامي 
جاهين . 


50 


١‏ «منتخب الزهد للإمام أحمد». وقد حذف منه المكرر 
والأسانيد(؟ . 


. انتائج الأفكار لشرح حديث سيد الاستغفار»”"‎ ١ 
. وقد أودع فيه غرائب نحو سبع كراريس» كما نقل ابن حميد'"‎ 
. «نظم الخصائص الواقعة في الإقناع»)‎ 


4" «نفئاثُ صدر المُكْمّد وقرة عين المُسْعَد لشرح ثلاثيات مسندٍ 
الإمام أحمد)7 , 


)١(‏ ذكره ابن حميد في «السحب الوابلة» (؟5/ 847). والكتاني في «فهرس الفهارس» 
(0ك/ غ١٠١٠).‏ 

(؟) ذكره الإمام السفاريني في «ثبته» (ص : 54)» وفي «إجازة عبد القادر خليل» 
(ص: 75817)» وفي «إجازة محمد زيتون» (ص: ؟7١3).‏ والمرادي في «سلك 
الدرر» (8/ ,)7١‏ والغزي في «النعت الأكمل» (ص: .)7١7‏ وابن حميد في 
«السحب الوابلة») (؟7/ 847). وغيرهم. 

(5) في «السحب الوابلة» (7/ 847) عن محمد بن سلُوم. 

(4) ذكره المرادي في «سلك الدررا (5/ 7"7). والغزي في «النعت الأكمل» 
(ص: ا 0 

(6) ذكره الإمام السفاريني في «ثبته) (ص: 58)» وفي «إجازة الزبيدي) (ص: ؟7١١)»‏ 
وسماه: «نفئات صدر المكمد لشرح ثلاثيات المسند»ء وفي «(إجازة عبد القادر بن 
خليل» (ص: /73417)» والزييدي في «المعجم المختص» (ص : 255).» والمرادي 
في «سلك الدرر» (5/ 07١‏ والغزي في «النعت الأكمل» (ص: 0707» وابن حميد 
في (السحب الوابلة» (؟5/ »)84١‏ ووقع عنله: «نفاث» بدل «نفثات»» - 


5 


قال عنه مؤلفه (ص : 7717) من كتابه هذا: «وإذا تأملت شرحي للثلاثيات 
تأملا تامّاء وأنعمت النظرَ فيه بإنصاف؛ رأيت من الفوائد الغريبة» والحقائق 
العجيبة» والدقائق النفيسة» والتنبيهات الأنيسة» والتحقيقات الفقهية» 
والتدقيقات الأثرية» ما لعلك لا تكاد تظفر به في غيره من الكتب» وستقف 
على أشياء في مصنفنا أكثر مما وصفنا» . 

وأما الفتاوى التي كتب عليها الكراس وأقل وأكثر؛ فكثير» ولو جمعت 
بلغت مجلدات . 

وله من الأشعار في المراسلات والغزليات» والوعظيات والمرثيات» 
شيء كير" , 

كما أن له «ثبتَا» وإجازات لعدد من الأعيان؛ كالعلامة الزبيدي» 
وعبد القادر بن خليل» ومحمد شاكر العقاد. ومحمد زيتون الحنبلي» وعثمان 
الرحيباني/"2 ضمّنها فوائد عدَّة وتفئّن فيها بإيراد الأسانيد” . 


* 


- والكتاني في «فهرس الفهارس» »)3١١7/7(‏ وغيرهم . وقد طبع الكتاب في المكتب 
الإسلامي ببيروت سنة (١51١ه-‏ 1140م)» الطبعة الرابعة» ووقع تسميته في 
المطبوع من الكتاب : «نفئات صدر المكمد» وقوة عين الأرمد لشرح ثلاثيات 
مسند الإمام أحمد». 

.)ه١١181( والذي كتبه سنة‎ »07١ انظر: «ثبت السفاريني» (ص:‎ )١( 

(؟) وقد طبع هذا «الثبت» مع الإجازات بتحقيق الشيخ محمد بن ناصر العجمي» 

ونشرته دار البشائر الإسلامية ببيروت. 


()6 ومما يتبغي التنبيه إليه هنا ما أشار إليه الإمام السفاريني في «إجازته لعثمان - 


52 


* المبحث السابع ‏ ثناء العلماء عليه : 

)ه1١14١( -قال الشيخ محمد بن محمد المغربي التافلاني المتوفّى سنة‎ ١ 
في تقريظه لكتاب الإمام السفاريني «شرح ثلاثيات المسند» : «الإمام البارع‎ 
الذكى» اللوذعى الألمعى» العذب المشارك؛ المدركُ لخفى المدارك»‎ 
الذي هو في فئون العلم مشارك» مولانا أبو عبدالله الشيخ محمد السفاريني‎ 


العبل 0716 
١‏ -وقال تلميذه الإمام الزييدي: «شيخنا الإمامٌ المحدّث البارع» الزاهد 
الصوفث)”) ١‏ 


: وقال عنه أيضا [من الرجز]‎  “ 
النضياك‎ ١ وسصعي لاسي‎ 


- الرحيباني» (ص: ”7737-7) بقوله : «والإجازات لا تفيد علماء فمّن حصل 
العلوم» وأدرك منطوقها والمفهوم؛ فقد فازء وأجيز على الحقيقة لا المجاز» ومّن 
لا فلاء ولو ملأ سَبَتَ أمه إجازات»» فلا ينبغي التشاغل بها وتقديمها على غيرها 
مما يجب على طلبة العلم» فهي لا تعدو اليوم أن تكون من مُلح العلم لامن 
متينه» وأحسنٌ ما فيها إحياء سنة من سلف» والوصول إلى العلماء ومجالستهم 
وأخذ الفوائد عنهم» وبالله التوفيق. 

)١(‏ انظر: «مقدمة شرح ثلاثيات المسند» /١(‏ ؟). 


(0) انظر: «المعجم المختص» للزبيدي (ص: 157): وعنه: الجبرتي في 
«عجائب الآثار» /1١(‏ 5584). 


53 


منسوبٌ سَغَارِينَ ذاكَ الحنييي 
مسندٌ عصره الإمامٌ المُمْتَلِِي 
الأتميتترع الأاشفت ث اللحسحتكاة 
بعلهه قدرّفع العماذ""© 
4 -وقال عنه في إجازته لحفيد الإمام السفاريني عبدٍ الرحمن بن يوسفت 
ابن محمدٍ السفارينيٌ [من الرجز] : 
وتخنمطة سيا سير خبطا 
شيخ الحديثٍ قدهّدَى وسّدَّدا 
قدكان عَم وٌاللوفي نابلْس 
بقية الأخيار عالي التَفْس 
أوحد مَنُْ كانت لهالعنايّتة 
في حفظ هذا الفنّ فوق الغايَه) 
© وقال العلامة المرادي: «الشيخ الإمامء والحبرٌ البحرٌ التُحريرء 
الكاملٌ الأوحد العَادّمة» والعالمٌ العاملٌ الفكامة»7©. 


5 -وقال تلميذه العلامة الغزي: «الشيخ الإمامٌء والحبرٌ البحرُ النحرير» 


.)7ا9/١ انظر: «ألفية السند» «للزييدي» (ص:‎ )١( 
.)١١١7 /17( نقله الكتانى فى «فهرس الفهارس»‎ )'( 
.)7”1١ /5( انظر : «سلك الدرر» للمرادي‎ )( 


54 


الكاملٌ الهمامُ الأوحدٌء العلامةٌ العالمُ الكاملٌ المتفوق. . .» خاتمةٌ الحنابلة 
في الديار النابلسية. . . » أكملٌ المتأخرين» حُجَةٌ المناظرين» مُحَررٌ المذهب» 
منقّحُ الفروع» الجامع بين المعقول والمنقول» مخرجٌ الفروع على الأصول» 
مُطْرّرُ أردية الفتاوى بحرير التحرير» مُلبس هامات المباحث بتيجان التقريرء 
سيك التتحقيق :سيد العد 20 

وقال العلامة ابن عابدين في (ثبته) بعد أن سرد جملة من شيوخ 
الشيخ محمد شاكر العقاد: «ومنهم: الإمام العلامة» والأوحدٌ الفهامة» 
خاتمةٌ المحققين» وكهف الطالبين» الإمامٌ الفقيه» والعلامةٌ النبيه»ء صاحبُ 
التآليف العديدة» والتحارير المفيدة)7 , 

د وقالاعفة ابن حعميد؛ #الغلامة الفهانة» المستة) الحافط 
المتقن)27 . 

4 -وقال عنه محمد جميل الشطي: ١بَهْجَةُ‏ الفقهاء والمحدّثين» شمسُ 
الدنيا والدين» خاتمةٌ الحنابلة في الديار النابلسية»© . 

٠‏ -وقال عنه الكتاني : «الإمامء تحدث الشام وأَتْرِيُة مسندٌ عصره 
وشامته)2 . 


#*0«* 


.)7”0١ انظر: «النعت الأكمل» للغزي (ص:‎ )١( 

(؟) انظر: «إجازة السفاريني للعقاد» (ص: 596). 

(*) انظر : «السحب الوابلة» لابن حميد (؟5/ 4879). 

() انظر: «مختصر طبقات الحنابلة» للشطي (ص: .)١5٠‏ 
(5) انظر: «فهرس الفهارس» للكتاني (؟5/ .)١٠١١7‏ 


55 


* المبحث الثامن ‏ وفاته : 


ولا زال رحمه الله يملي ويفيد من سنة (54١١ه)‏ إلى أن توفي يوم 
الإثنتين ثامن شوال سنة (1184ه) بنابلس» وجُهّز وصَّلَي عليه بالجامع 
الكبير» ودذقن بالمقبرة الزاركية من تربتها الشمالية» وكثر الأسف عليه» ولم 


يخلف بعده مثله» رحمه الله رحمة واسعة( 2 . 


لالالا 


() انظر: «المعجم المختص» للزبيدي (ص: 547)؛ و«سلك الدرر» للمرادي 
(5/ 4077 و«النعت الأكمل» للغزي (ص: 7:5)» و«السحب الوابلة» لابن حميد 
(؟/ 457)» ووقع عنده شك في سنة وفاته» فقال: سنة (/8١1اه)ء‏ أو (489١1١اه).‏ 


56 





لات 


د ؤ 


عا 


إنَّ مخطوطة «تناضل العمال» التي نحن بصددهاء هي في الأصل من 
الكتب المخطوطة التي آلت إليّ من إرث آل الشطي» ومن القليل الذي بقي 
من خخزانة الكتب الضخمة التي كان يمتلكها العديد من علمائهم» والتي آل 
بعضهاء بالإرث الشرعي», لوالدي الشيخ حسن الشطي قاضي دمشق رحمه 
الله. وتفرق بعضها الآخر هنا وهناك» وتسلط على بعضها لصوص النهارء 
فسرقوها بجهل أصحابها وتهاونهم . 

والمخطوطة المذكورة هي كتاب ضخم ألفه الشيخ محمد بِنُ أحمد بن 
سالم بن سليمان السفاريننٌ النابلسيٌ الحنبليٌ» أبو العون» شمسُ الدين» 
المحدثٌ والفقيه والمؤرخ» الذي ولد بسفارين من قرى نابلس بفلسطين» 
سنة أربع عشرة ومئة وألف» ونشأ بهاء ثم رحل إلى دمشق. وقد كتبتٌ 
ترجمة مختصرة لهء أرجو أن تفي بالتعريف به. وأفردثٌ لها مكاناً في آخر 
هذا التمهيد» فارجع إليها. 

اطلعت على هذه المخطوطة» فأعجبني موضوعها: فضائل الأعمال» 
وعجبت لما اختاره مؤلفها من عنوان لها: «تناضل العمال لشرح أحاديث 
فضائتل الأعمال»» ورحت أتساءل: لماذا سماها: تناضل العمال؟ ولمّا 


57 








أبحرت في صفحاتهاء وتجولت في أسطرها وكلماتهاء وعُصت في أعماق 
أحرفها ومعانيهاء تبين لي سبب هذه التسمية» فوجدته قد ضمنها علوم 
الحديث» والسنة» والفقه» والعربية» والتاريخ» والتراجم» والعقيدة» وعلوم 
القرآن» والتفسير» والسير» والتصوف, وما يرتبط بذلك من علوم فرعية» 
لا يلم بها إلا عالم جليل واسع العلم. وفهمث سر وصف المخطوط بأنه 
اتناضل العمال»؛ إشارة إلى ما قام به من النضال» وما صرف فيه من وقته 
وجهده» وما جمع فيه من كنوز معرفته وعلمه. وقد استعان لإنجاز هذا 
السفر الكبير بمئات الكتب والمراجع» واعتمد عليها في شرحه؛ واقتبس 
منها نصوصًا كثيرة» واستفاد كثيرًا من أفكارهاء وناقش الآراء ذات الصلة 
التي وردت فيها. 

فوجدت في هذا المخطوط ما كنت أمني به نفسي» من خدمة السنة 
الشريفة على قصر باعي في ذلك المضمار فاستعنت بالله المعين» الذي 
لا يخيب من استعان به» وشمرت عن ساعد النضال والعمل» وعزمت 
على خوض هذا المغترك» بعد أن أعددت له ما استطعت من العدّة» باذلًا 
في ذلك قدر المستطاع» ومستكملًا ما ينقصني من الأدوات» متوكلًا على 
رب الأرضين والسماوات. 

وكان من أول ما وجب علي القيام به» أن حددث المراجع والكتب 
الضرورية لهذا العمل» سواء منها ما استعان به المصنف. أو ما لم يستعن 
به» فبلغت الآلاف. ما بين مطبوعة» وألكترونية على الأقراص» أو من 
مواقع الشبكة العالمية: +121682©6 . 

وكنت قد دعمت ما أخذته من العلم الشرعي عن والدي رحمه الله 


58 


وآخرين من علماء الشام» فقرأت العديد من كتب الحديث ومصطلحاته» 
والفقه بمختلف مذاهبه» والتاريخ والسير» بل وقرأت مؤلفات عديدة في 
علم المخطوطات» واقتنيت العشرات من كتب التراث الإسلامي التي اشتملت 
على الفهارس والأوصاف, وعلى الكتب التي تناولت أصول تحقيق 
المخطوطات» وكل ما يتعلق بذلك من المعلومات الضرورية للتغلب على 
الصعوبات التي قد تعترضني في أثناء عملي . 

اعتمدت في التحقيق على أصلين مخطوطين : 

أولهما: كتاب «فضائل الأعمال» للضياء المقدسي» صاحب 
«المختارة» . 

والثاني : شرحه المسمى: «تناضل العمال لشرح أحاديث فضائل 
الأعمال» للشيخ السفاريني. 


# + * 
7 د لخ عه 3 
وفيما يلي وصف موجز لهذين المخطوطين . 
** أولّا- «فضائل الأعمال» للضياء المقدسى رحمه الله : 
وهو من مخطوطات خزانة آل الشطى التراثية» يتألف من (54) ورقة 
قياس »)١7 * 7١(‏ وعدد الأسطر فى الصفحة الواحدة ما بين (717) و(794) 


سطراء وهو بحالة جيدة» كامل» ليس فيه نقص أو خرم أو طمس أو رطوبة» 
وتاريخ نسخه (1117ه). 


وجاء في أول المخطوط ما يلي : «بسم الله الرحمن الرحيم» الحمد 


59 


له رب العالمين» وصلى الله على سيدنا محمد أشرف المرسلين» وعلى آله 


أما بعد: 


فهذا كتاب جمعته محذوف الأسانيد» وعزوته إلى كتب الأئمة رحمهم 
الله تعالى» وإذا كان في الصحيحين أو:أحدهماء لم أعزه إلى غيره غالبّاء 
وإن كان في بعض السنن؛ لأن المقصود معرفةٌ صحته لا كثرة الرواة له 
رجوت أن ينفعنا الله به ومن كتبّه أو سَمِعَهء إنه حسبنا ونعم الوكيل». 

ثم ابتدأ بكتاب الصلاة ‏ فضل الوضوء ‏ » فذكر حديث عثمان بن 
عفان 5ه : «من توضأ فأحسن الوضوء» مما رواه مسلم في «#صحيحهاء 
وختم الكتاب بحديث عبدالله بن عمرّ الذي رواه ابن ماجه» والذي ذكر فيه 
قول النبي كَل : «إن الله لا يعذب من عباده إلا المارد المتمرد) . 

ثم قال ناسخ الكتاب: «ويهذا الحديث ختم المصنف رحمه الله تعالى 
كتاب فضائل الأعمال. والله سبحانه وتعالى الموفق للصوابء وكان الفراغ 
من كتابة هذه النسخة المباركة يوم السبت» التاسع من شهر الله المحرمء 
سنة (1711ه)» بقلم الفقير الحقير المعترف بالذنب والتقصير: ياسين بن 
طه بن أحمد بن طه اللبدي الحنبلي» غفر الله له ولوالديه» ولمشايخه وإخوانه 
ولكل المسلمين» ولكل من دعا له بالمغفرة يا رب العالمين»؛ وصلى الله 
على سيدنا محمد» وعلى آله وصحبه أجمعين» . 

أما الهوامش فتشتمل على تصويبات قليلة» وعلى شروح مقتضبة» 
وبعض رؤوس العناوين» وقد كتب الناسخ بالحبر الأحمر عناوين الكتب 
والأبواب والفضائل» وكتب لفظ (عن) في بداية الأحاديث بخط أسود وأحمر 


60 


مميز وممدود. 

وفي الصفحة التي تلي الأخيرة كتبت العبارة التالية بخط فارسي مميز 
ومتقن: «تشرفث بقراءته ‏ ولله الحمدٌ والمنة بداية بمدرستنا الباذرائية() 
في )٠١(‏ رجب» وختامًا بمسجدنا الحنبلي في )١1/(‏ شعبان سنة (1111ه) 
ليلا بين العشاءين» وأنا الفقير إليه تعالى: محمد جميل الشطيء النائبُ 
الحنبليٌ بالمحكمة العونية بدمشق عفي عنه . 

وتبين الصور التي سنعرضها لهذه المخطوطة ما يلي : 

١‏ -صورة صفحة العنوان: وجاء فيها: «كتاب فضائل الأعمال» تصنيف 
الإمام العالم أبي عبدالله ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الصالحي 
الجماعيلي الحنبلي رحمه الله » ونفعنا به . 

. صورة الصفحة الأولى‎ - ١ 

صورة الصفحة الأخيرة. 

5 صورة الصفحة بعد الأخيرة. 


هذا وقد استأنسنا بنسخة مطبوعة ل «فضائل الأعمال» في مؤسسة 


() نسبة إلى الباذرائي المدفون بهاء وهي مدرسة وجامع» بالقرب من الجامع 
الأموي الكبير» في محلة العمارة في مدينة دمشق» وقريبًا منها تقع دار آل الشطي 
القديمة التي سكنها رعيلهم الأوائل بعد نزوحهم من بغداد مطلع القرن الثاني 
عشر الهجري . والباذرائي هو نجم الدين الباذرائي الشافعي الفرضيء عبدالله بن 
محمد بن أبي الوفاء . ولد سنة أربع وتسعين وخمسمئة» وتوفي سنة خمس 


وخمسين وستمئة . 


61 


الرسالة بتحقيق الأستاذ غسان عيسى محمد هرماس» وتقع في )8١6(‏ 
صفحة» وقد ذكر المحقق أنه اعتمد على ثلاث نسخ خطية : 

الأولى : نسخة مكتبة شهيد علي باشا المحفوظة ضمن المكتبة 
السليمانية برقم (014)» كتبت سنة (9٠/اه)»‏ وهي نسخة مقابلة على 
نسخة المؤلف رحمه الله تعالى كما هو مصرح بذلك في كثير من المواضع . 
وقد اعتمدها المحقق أصلًا . 

الثانية : نسخة المكتبة الأزهرية المحفوظة برقم 2»)١١450(‏ كتبت سنة 


(ككلم). 


الثالثة : نسخة المكتبة المحمودية في المدينة المنورة المحفوظة برقم 
(540)» كتبت سنة (1608١ه).‏ 
* ثانيًا ‏ «تناضل العمال في شرح فضائل الأعمال»: 

وهو مخطوط ضخم يتألف من مجلدين» وهما بحالة حسنة. 

يتألف المجلد الأول من (0/”) ورقة بقياس (577 «5١)؛‏ أي: أن 
صفحات هذا المجلد تبلغ (70/) صفحة؛ وفي الصفحة الواحدة (99) سطرا . 

وقد اشتمل ‏ في مجلده الأول -على شرح (585) حديثًا موزعة على 
)١(‏ كتب» مرتبة بحسب ترتيب أبواب الفقه» وهي : كتاب الصلاة» كتاب 
الجنائز» كتاب الصيام» كتاب الزكاة» كتاب الحج» كتاب الجهاد. 

كما اشتمل مجلده الثاني الذي له نفس المقاييس على (770) ورقة؛ 
أي : (470) صفحة» وعلى )١97(‏ حديئاء موزعة على الكتب التالية: 
كتاب النكاح» كتاب فضائل القرآن» كتاب العلم. 


62 


وتبين صور الصفحات التي نعرضها هنا ما يلي : 

١-صورة‏ ضفحة عنوان المجلد الأول: وجاء فيها: «كتاب تناضل 
العمال في شرح فضائل الأعمال» تصنيف الإمام العالم العامل الحافظ الحجة 
أبي عبدالله ضياء النين محمد الجمّاعيلي الحنبليّ المقدسيّ» قدس الله تعالى 
روحه» ونور ضريحه»ء ونفعنا والمسلمين بعلومه» آمين. 

والشرح المذكور جمع وتأليف العبد الضعيف الحاج محمد بن الحاج 
أحمد السفاريني الحنبلي» عامله الله بلطفه الخفي والجليء ووفقه للصواب» 
إنه جواد كريم رؤوف رحيم» آمين». 

وكتب في نفس الورقة» وبنفس الخط ما يلي : «فائدة: قال شيخ 
الإسلام ابن تيمية في الفتاوى المصرية رحمه الله ورضي عنه ‏ : تصحيح 
الحافظ ابن عبد الواحد المقدسي يعني : الحافظ ضياء الدين المقدسي- 
خيرٌ من تصحيح الحاكم بلا ريب» وتحسينٌ الترمذي أحيانًا يكون مثلّ 
تصحيحه يعني : الحاكم » أو أرجح, فعلم أن تصحيح الضياء فوق تحسين 
الترمذي . والله أعلم». 

وكتب في نفس الصفحة بخط مختلف. العبارة التالية : «طالعه الحقير 
العبد الضعيف محمد مراد بن العلامة الشيخ محمد الشطي الحنبلي» عفا عنه 
المولى العلي» آمين». 

كما يوجد في نفس الصفحة آثار كتابة فيها طمس وحكء فلم أستطع 
قراءتها . 


؟ - صورة الصفحة الأولى من المجلد الأول. 


63 


'-صورة الصفحة الأخيرة من المجلد الأول.: وجاء فيها على الهامش : 
«عدة الأحاديث المشروحة من أوله إلى هنا (5/5)» مؤلف» . 

واختتم الناسخ الصفحة بقوله: #تمت» وكان الفراغ من كتابة هذا 
الجزء من شرح فضائل الأعمال على يد الفقير الحقير ياسين اللبدي 
الحنبلي غفر الله له ولوالديه» ولمن دعا له بالمغفرة» ولكل المسلمين» 
آمين يوم السبت» آخر ذي الحجة» سنة ١١75١ه».‏ 

ثم أعقب ذلك في صفحتين ‏ بسؤال رفع للشيخ السفاريني يتعلق بمن 
أفتى من أهل العلم بأن من تسمى بمحمد أو أحمد لا يدخل النار ببركة هذين 
الاسمين» ثم ذكر نص الفتوى التي كتبها الشيخ السفاريني على هذا القول» 
وفيه: «أما بعد: هذا الإفتاء المذكور على الوجه المزبور خطأ مذموم» وصاحبه 
معتوب عليه. . .)2 ثم أسهب بتقديم الأدلة من الحديث وأقوال العلماءء 
بعدم صحة مثل هذه الفتاوى. وأن ما روي في ذلك هو من الكذب. 

5 صورة صفحة عنوان المجلد الثاني : وهي خالية إلا من العنوان. 
وهو: «هذا الجزء الثاني من تناضل العمال لشرح قضائل الأعمال» تصنيف 
الإمام الحافظ الحجة أبي عبدالله ضياء الدين محمد الجماعيلي المقدسي فقي ؛ 
جمع الشيخ الإمام محمد السفاريني الحنبلي» عفا الله عنه وعن والديه 
وأشياخه والمسلمين أجمعين» أآمين» . 

5 -صورة الصفحة الأولى منه: وتبدأ بكتاب النكاح . 

" - صورة الصفحة الأخيرة منه. 


وقد اختتم الناسخ المجلد الثاني بقوله: «إلى هنا انتهى ما كتبه 


64 


المصنف رحمه الله» ورضي عنه ‏ بقلمه من شرح فضائل الأعمال» وبالله 
التوفيق» والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات» وهو الإمام والحبر الهمام 
شيخُنا الشيخ محمد بن الحاج أحمد السفاريني الحنبلي» وحمة أشوعنا 
عنه» وغفر له ولمن دعا له بالمغفرة» ولكاتبه ولقارئه ولكل المسلمين». 

ثم قال: «وكان الفراغ من كتابة هذا الشرح لفضائل الأعمال يوم 
الجمعة سادس شهر صفر الخير من سنة ألف ومئتين وثلاثة عشرء بقلم 
الفقير الحقير المعترف بالتقصير الراجي لعفو ربه القدير: ياسين بن طه بن 
أحمد بن طه اللبدي الحنبلي» غفر الله له ولوالديه» ولمن دعا له بالمغفرة» 
ولكل المسلمين أجمعين» آمين» . 

فمن هذه العبارة وما قبلهاء يمكننا الحكم بأن الناسخ إنما اعتمد على 
نسخة بخط المؤلفء وبأنه من تلامذته» بل وسوف نعلم لاحقا بأنه ابن 
أحدٍ مشايخ السفاريني. 

ثم كتب بخط آخر مختلف عن خط الناسخ : «ترجمة له: هو محمد بن 
أحمد السفاريني الحنبلي» الشيخ الإمام» الحبر البحر الكامل الهمام»؛ صاحب 
التآليف الكثيرة» ولد سنة (5١١١ه)»‏ وأخدذ عن الأستاذ الشيخ محمد الغزي» 
والمجلد» والسوادي» والمنيني» والتغلبي» ومصطفى بن عبد الحق اللبدي. 
وغيرهم» واشتهرء ودرس وأفاد» وله تآليف عديدة» وله شعر لطيف» 
وكان يدعى للملمات» ويقصد لتفريج الكربات والمهمات» جسورًا على 
ردع الظالمين. توفي في مدينة نابلس سنة 44١١ه).‏ 


وهنا لا بد من الإشارة إلى أن ناسخ الكتاب وهو: ياسين بن طه بن 


65 


أحمد اللبدي» هو ابن أحد شيوخ السفاريني7"'. 

وعائلة اللبدي هي من أصول فلسطينية» من بلدة كفر اللبد القريبة من 
نابلس» وهي نفس المنطقة التي نشأ فيها السفاريني» وتضم هذه العائلة 
عددا من علماء الحنابلة» كثيرٌ منهم قدم بلاد الشام واستوطنهاء بل وصار 
من أعلامهاء من أهمهم : مصطفى عبد الحق اللبدي» الذي قدم دمشق سنة 
(١1١١١ه)»‏ وولداه: محمد (50١١-١91١١ه‏ وحامد (57١١506-1١ه).‏ 
ومنهم : طه بن أحمد اللبدي . 

وقام ناسخ الكتاب بهذا العمل فيما بين سنتي (١١؟١‏ و11١ه)ء‏ 
وهو ناسخ متن «فضائل الأعمال» الذي يعود تاريخ نسخه لعام (11؟١ه)ء‏ 
وهكذا نجد أن نسخ الكتاب قد تم على يد أحد تلاميذ السفاريني» وهو في 
نفس الوفت ابن أحد مشايخه. 

وستأتي لاحقًا صور النسختين الخطيتين اللتين قدمنا التعريف بها. 
* ثالثًا ‏ البحث عن نسخ أخرى للمقابلة : 

هذا وقد كان عليّ أن أقارن هذه المخطوطة بنسخ أخرى لضبط ألفاظهاء 
وتوضيح غوامضهاء واستكمال نواقصهاء وتصحيح أخطائتها لذلك بحشت 
في فهارس المخطوطات في المكتبات والمعاهد؛ ودور الكتب في البلاد 


)1١‏ قال الجبرتي في «عجاتب الآثار» (ص: 414) مترجمًا للشيخ السفاريني: وتفقه 
على شيخ المذهب مصطفى بن عبد الحق اللبدي» وطه بن أحمد اللبدي» 
ومصطفى بن يوسف الكرميء» وعبد الرحيم الكرمي» والشيخ المعمر السيد هاشم 
الحنبلي» والشيخ محمد السلقيني» وغيرهم. . . إلخ. 
وفى هذا أيضا ما يثبت صحة نسبة الأصلين المخطوطين. 


66 


العربية وغيرها. ونظرًا لتعدد هذه الفهارس وكثرتهاء» وصعوبة حصرها 
واستقصائها؛ إذ تبلغ الآلاف؛ وتنتشر في البلدان العربية والإسلامية 
والغربية» بل تكاد توجد في سائر أنحاء المعمورة - لذلك اقتصرث عملية 
البحث على بعض أهم هذه المراجع والفهارس مما رجختٌ وجود دسخ من 
المخطوط فيهاء ومن أهمها: «فهرس مخطوطات المكتبة الخالدية في 
القدس». و«فهارس المكتبة البديرية»» و«فهرس مالم يفهرس من 
المخطوطات المغربية»؛ و«فهارس خزانة الرباط للكتب المخطوطة»» 
و«فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المتتخب من مخطوطات الحديث»» 
من إعداد: ناصر الدين الألباني» و«فهارس تاريخ التراث العربي»؛ من 
إعداد: فؤاد سزكين» و«فهارس رمضان ششن»» و«مختارات من المخطوطات 
النادرة في مكتبات تركية»» و«فهارس مخطوطات مكتبة تشستربتي»» 
و«فهارس مخطوطات مكتبة برنستون»» و«فهارس مخطوطات مكتبة برلين 
الملكية»» و«فهارس المكتبة الأزهرية»» و«فهارس دار الكتب المصرية» . 

وغير ذلك من الفهارس والكتب والمجلات التي تناولت المخطوطات 
العربية بالبحث والدراسة؛ مثشل : مجلة «معهد المخطوطات العربية»)» 
وفهارس أخرى لجامعات في الأردن» والسعودية» ودار التراث لجمعة 
الماجد في الإمارات العربية. . . إلخ . 

ولم أغفل عن الاستعانة بمواقع الشبكة العالمية» وما فيها من المعلومات 
والمنشورات العديدة؛ والفهارس والكتب والأبحاث التي ينشرها الباحثون» 
وغير ذلك . 

ويؤسفني أني لم أعثر على بُغيتي» وكنت كمن يبحث عن إبرة في 


67 


كومة قش ؛ نظرًا للعدد الهائل من الفهارس والمخطوطاتء وكان عليّ أن 
أتبع طريقة أخرى أستطيع معها التحقق مما في هذا المخطوط من المادة 
العلمية» وضبط ألفاظه». وغير ذلك مما يتطلبه التحقيق دون المقارنة 
والمقابلة مع نسخ أخرى . 

وحيث إن المخطوطة قد كتبت بخط واضح مقروء» وليس فيها من 
الطمس والتشويه إلا النزر اليسير» وهي غير مخرومة» ولا نقص فيهاء فقد 
تمكنت بالمقارنة بما جاء فيها من النصوص مع ما ورد في المراجع التي 
اعتمد عليها الشارح» من التغلب على أكثر ما اعترضني من المصاعب في 
إنجاز هذا التحقيق» وإن تطلب ذلك مني جهودًا مضاعفة . 

والأهمٌ من ذلك: أن هذه النسخة منقولة عن نسخة المؤلف الأصلية؛ 
لما ورد في هوامشها من إشارات سوف أبينها في مواضعهاء ولأنها نسخت 
في فترة قريبة جدًا من عهد المؤلف. فتاريخ نسخها هو (١١17١ه)»‏ وتاريخ 
وفاة المؤلف هو (8/4١١ه)؛‏ أي: بفارق (77) سنة فقط . والناسخ هو أحد 
تلاميذ المؤلف» وهو ابن أحد أساتذته كما سبق بيانه . 

ومن الصعوبات التي تطلبت مني المزيد من الجهد : أن المؤلف كان 
يذكر بعض الأسماء والكنى كما كانت مشتهرة في عصره» لا كما توجد في 
كتب التراجم» وكذلك عناوين الكتب» يذكر طرفا منهاء أو ربما كلمة 
واحدة؛ كعادة الأقدمين من المؤلفين» ونظرًا لتشابه أسماء الأعلام» وعناوين 
الكتب» فكان من الصعب أحياناً معرفة قصد المؤلف من هذه الأسماءء 
وسوف يجد القارى؟ الكثير من هذه الأمثلة . 


للالا 


68 








تميق اما الما اويعهراتم 
ميا لزين كور بريعيزالر2 
المقومى العا حى 
جاع و امل 
حت لاير 
ولقها 


م 











كتاب «فضائل الأعمال» 


صفحة العنوان 


71 







سس جر لله لر 0 اله 
الى درب العالين وصفى الدمعفومير راشف لل بوي 
الوب تمعن | «أب عدم د لصت حامج ندمو زوز الامائد 
د ل ججررا رداول لمان والصممي لولمدها 
7 ناما 200 اب الست ران لت رمسطاة 
ا وجوت ان إنزع لادمبر وكش وميم 
ا ونعمالول ب الصف 3 
سدوانن ماي دول ودسلا 
تت انارو رواه مس الم عرز[ قير بو التمعشاد :2ه 
سلا ب الاي 00 (وثلومن: 
0 إخطي: فطرالبيع) بعيض عع لعش اوس اخرقطرانا 
جد ضع عن يريم إبخطير ن بطشتهايداه 
0 ا 
مع الم/اومع لحزوقطرا ل اح ق اتضخرج نفنيأمن الزؤبه رواة 1 


عي مو 1 و 
















دجل بفووضى غمص ولستننن ميغ 
وفي روعأ شصريث لالفس ل وجهمامرهاتده حيتت 0 
من لطأراف يتدوع المامشم ببسل يديه الى مرت 
خطايايويرمنانا ملرمع امأ شم إس_الا 0 
عن طراف ستعرومع الما سوريفل قتزميالى ١‏ 
خطايحط ومن أطرمة قات حون نخس رو 
علي رويجدهبالذىعوله اعليرؤة غ قلي رالاانهرؤين خطي ابت 
يوم عط رن امد روام مسح ذضر _ ١‏ الت [لفادي. لى عر طم 








ان رسو اندمصفلاده عليرى ةا ['لا!د 0 0 


كتاب «فضائل الأعمال» 
الصفحة الأولى 


72 









عب عمرين لفط ابره سهيم] وال 3 ١‏ 
عليروس سبي واذ 0 وإلس افد 
الصقت ببطنهاوارضعنتفة)ل لنارسولالده ساد لمرويس| زود 
عزه للراة طاصى: وذدهاؤ لئرارة زرالاو البموعرنور بإ لالنقلرجم فيال 
رسول دده سان نارهم جيك سا0 
- _ 0 ل 

ب حدد ل الجندمن! م سرع الزالاحم_أي وللا 












القومة اانا وإميلة + أن 
اد و2 الغ بد قوير لوصا ا «إفقالت 
5 01 
1 1 0 لاي 
اا 
رفع باس البيواذقا الات اده ريوزت مب عباب» قي ا 
مو ع 0 ل1الذه روه إننماجوز 
تاب ضاي الامالوادره 
0 













00 ل 


السميج 





كتاب «فضائل الأعمال» 
الصفحة الأخيرة 
وفيها تاربخ النسخ (7١1١ه)‏ 


3 


مره 1ه 


شرفت ثرا ور 3 هه يسما ليا در سعر 
يرحب وان ونا اكلى ف مسقا لاد 
يلاي الاي وان الفقرالتا ميتصطز التي 
نأك هلعن ةميق عنم 


كتاب «نضائل الأعمال» 
الصفحة بعد الأخيرة 





14 





هاا 


جد 
١‏ تساضل! نكال وجضاي لا لهال. 
0 



















ضياالري فهر ايا باراأبم املقرسف 1 5 ٍ 3 
وإرسرانزن لكأروحد لومحم 500 3 4 وله 1 
وده 1 ا 2 ار : 0 3 1 5 4 
بحلوم 9 م 7 2 5-3 
انشررالموكورجمع وساليق العبد الضعيق ار 9 
والشرم ع للمعا تغللى : ك 2 ب 
اماععرن الرإواجرا 8 ب ررد ري . 
عامله اانه بلطزي الكنغى واب 
و الى ووق يك للصواب عه 
انمجملة لزع 






المجلد الأول من كتاب «تناضل العمال لشرح فضائل الأعمال» 


صفحة العنوان 






75 












4 > 
4 ا 





2 يم 
2 4 ا 
2 يي ذم 0 
م 0 بعواش راان 00 
ا 00 
112 اال ا 2 
ات ع اللموجره 
ا 
م ع لولشم <زقيعول! 
2 راذا طق جراسنايز زيمن 


|السرؤل من بعمزط ل راهن ل 

2 لحاس اكاب كه امال تسد دا ان أت 

يي اس 0 
ا باشتغال البال وتارنا! 

مويه اتات وا ايقأوزه نابأ مسرة فأيةأقاذ١‏ لط لي إدره 0-0 


الوا امود لس تقأق:ما 
اام سان إن قخبطمرهن! سا 


عن العران والتعوام مأمسأ ما ل الداع را 

ا 0 ني عزج 51 
0 اس : 

عونا فد أيل لاسال ودار ائده هه 
ا 0 0 


بلرواعرف وأ ذوذ..-._.عوالاوام! خ[اكتتت الجن البارعابوجبداه» 
0 ودين دونه دألوين معاي من 


د 

قرس إلساترا! نين إباعد كد 

ب ع ام 0 ل 
ولو سد تع وستى وطسم)ية و قأل_لغاضاين رب 2 
لوق ساللدعزعولد فقال جا الاراعنه الستؤسوع العأند مسقا 
5 0 0 ا سك 





المجلد الأول من كتاب «تناضل العمال لشرح فضائل الأعمال» 
الصفحة الأولى 


6 






للشعنم!! 8 
عٍِ 1 ا 0 


00 
5 لاسن عد سلطا 21 و 1 0 0 3 
جٍُ ريا العزهدى ونا لحري حسن غراب م 


0 تابر« زوىحوة السأىباسياه 0 
0 بره 20 عر اران جه جل 1و ٍّ 
3 7 جه م 
حْ اب رياب راان منج لد وض وف لاغش 
5 ,يقرأ وزوى١‏ ابن عاجبا ا فى اعامة ره:! سرعت فال عرض لرسول اند 
1 00 






















ع 0 ا 

2 فل وزواهالحافظ المصرر: زبواال 0 ا و1 
أن بعر دل (لاع على يدا لمق حتيرون ري 

3 0 ا 1ن 


المجلد الأول من كتاب «تناضل العمال لشرح فضائل الأعمال» 
الصفحة الأخيرة 
وفيها تاريخ النسخ (١١1١ه)‏ 


77 





البئارب عير اسررعا اين 
سلما رفع للخ ردق 
شن الاسلا عوجن 1 السلامرفره و رمن اصلالع(والفقم 
م عدن نشي ني رواحي احيرفهل تجذي هزه اأتمية رود نأا وار 
0 21 او 
العم كينا 20 2 5 
0 2 ل 0 
0 مسي معطم ب اتجوابيان طامنا ا سراي 
2 لمم اناهن 
0 #الهرادرذهالاغار 
4 فزع سبيل واحسن سن وكام التقلر رط نلا عرف التريدوا نكن ذ السن. 
0 0-6 
ا زضيو ل الصذاومورن 8 5-7 










امبر نشم بول بن 1ل 
مانت ا 2-0 واحدالاتة ” 
فاط رين يكين انو الجا اجرالحنا الطحام وو .ارد 0 

رباج مهرود امن الاجمة الاحيأ ره لها صل ان التمية الانقرم الىلجنء ولا جود 
عن الزازوان)ان ليمز ليوز ين الاسعين دوع. عزتةعتويعض الصسرفيدوم: من ا 
كافش لاس عاد دعب لد راصو عام عات وان ببوسضامد 
0 مو عل لوانت" 
ل م اي 1ه د البزجرغ !نيلي وس 















المجلد الأول من كتاب «تناضل العمال لشرح فضائل الأعمال» 
الصفحة بعد الأخيرة )١(‏ 


78 








مطلى الع امسدوا ادا ابه 0 قالوحت 









0 م بأ ناد : 
دلاادتيام فآلا لامام عمرالرين العخرو زياوومولفى آلا 2 
المالءَ !لد مود تن لبقا 11 فهووقال 
(لاها م الحلاعاتمفق بن القيرق كنا تابمان عنم و انطرا لسيايا ييه 
ومزعة دو اسراف ال رمقاي يناعن اسوك 


وان كل عن نتسيي يوز ا إل 
اذالنارلايا 00 0 
الإجاءاجد قد كال اقلم لق هل: لذ ذاقاليخيره اب لبس 
الطراق مزحويية إلى زصير لنت غوايضا هن يديت زعو 
حرنية عب الاعالراه اقب ل وسند بغ وال لاع الم وكاب لتر 


هك ع ماس 2 0 
الحديث كاجات ير السزد ا لمنررية على ساد 









هذا نياب احاد بيت رع من انه مهد ا 1 مب انر 
كالوهرابناتض اتماص دارع زود قال سرج (لاء 

اليك عل تقسية. فقون ادل انان اذ اهم 00-7 ظ<2 

لي 0 رةه ذال عباتي 

مت بسي رعورا الإارزقه الدروا جردكاء لزبانهى 

م 

وارضاء وجول اند 

ملقلير ومشوأه اهين 








المجلد الأول من كتاب «تناضل العمال لشرح فضائل الأعمال» 
الصفحة بعد الأخيرة (17) 








9 


حس اومن نامضل ائجال 


المجلد الثاني من كتاب «تناضل العمال لشرح فضائل الأعمال» 


صفحة العنوان 





030 


0ق ا 


ده ل 0 2 ا 
0 0 0 7 3 


إسماالء 0 فزادنتعلى الفا 
١‏ ولهين اوعي أت قب مه لدزة 0 .ردت تعد زول 


ا 0 0 شي 


م 


اااي 
0 0 0 


بقل لخد ا 5 


0 9011 0 


المجلد الثاني من كتاب «تناضل العمال لشرح فضائل الأعمال» 
الصفحة الأولى 





81 










الصاعت رع دده عتما نرسول اذيوم أرا ددمل 
دكابت 1 

ذال ليأ ارؤعوااب دي وقواءا لذ ,كرفا 000 
وح مهذه الكل رك مروت 


اعرن 2 
ا 0 


سا الندفه 5-0 0 و 1 


جبالمعم بجساللة 
بأددهالترديت دا 0 

0 0 1 
ا عرو كفرله وامت ولد اذة بك العلتيتبت 
0 
سماد الق ومابون رنلتضعت 

قا الفقرايي توي ارب داتعت ع ل 

عبد ب اللييك لل غغرايده 0 ص 
عل دعالهبالم دل المس وين دين اميت 


زرد 
لال ةلدان ار 2 
ا 0 0 
دي لوست ولد قادعلم عدي 2 عقي" 
لخن يكنات ولإبأت مسواعل رم عكظا ينات وتيمرين نال 
وو 0 0 1 اذا ري 
ل 00 























المجلد الثاني من كتاب «تناضل العمال لشرح فضائل الأعمال» 
الصفحة الأخيرة 
وفيها تاريخ النسخ (71١ه)‏ 






82 


ومما عثرت عليه بخط يده إجازة ذكر فيها بعض مؤلفاته. مثل: 
«تحفة النساك في فضائل السواك»؛ و«شرح ثلاثيات الإمام أحمد»» وغيره 
مما سيرد ذكره أيضًا فى كتابه هذاء وهو دليل إضافى على صحة نسبة هذا 
الكتاب إليه» وأنه قد صنفه بعد عام (569١1١ه).‏ 


وفيما يلي صورة الورقة التي ذكر فيها هذه التصانيف» وصورة الورقة 
الأخيرة من الإجازة المذكورة» والصفحة الأخيرة من كتاب اشرح عمدة 
الأحكام», المشتملة على تاريخ كتابة ذلك كله . 


وبكالية ب سوبة د لها رغ وات عطرات ها ل نهد ا ويه جم 


مع رب همنة © التصلة اليم علي ف لمزم سراق ةد وانعلت 
واي الأظ يتنا دك لأطائمة ولا اكت الس هاريق بر لامر 


5 

5 لا مهم ا لاماذ د 

يه المزهب وشكزعزالمروؤهمم سل زنطاراء ّ 
00 عالولي لفن ريق 1 0 ا 


نت وم ست كناد إلاررزدانانى #والصلات ش 
: 2 اتسخريز تيقال اونا ركه 
لين واس رايط وملام 


ريطما ريرنا وسفن 
أياعاالر ال ا مم قال وات 
درن تقالو لحري 


القسم الأخير من الإجازة بخط وتوقيع الشيخ السفاريني 





53 


عمسيرام لزاه يل اداجسج ١‏ لخر عون لاه جرعهت ١‏ 8 
احم جات اقلم مز لله ل 0 6 
لحت ميل كيل سن ١‏ لسش عرارة ا جسشييا مستي جلا شه بمعبغة اللو 
اليد 73ل كك عاد بت حصي شالك لماه الم 
لهي بجاو حصنا التاق بارج سرباك ماك الي كك 
اله بيمسي ب افر صر يجو عه 1 مام سام رونك تاوت 8 
مسن" ا عز يا تسمه ادم رصي لع 4 لسسلي عم «أكدة اشنا اس اس تابد المي 
ممه جمد سسحتي حسام سكت ودع ١‏ شط الوح شو مده ا لسر 01 
سس نا لي لمحن واو شريو الق اط( متري اميل معاي 


ه مد ط تسا الو فحت ريا دس ول معدة ءا قف : 2 
2 2 


دنه عت 
- «منمتوالك »> 
وه و عضرلا عم * ابم 
للم - 


صورة الورقة الأخيرة من كتاب «شرح عمدة الأحكام» 


وفيها التاريخ بخط ناسخ الكتاب» وهو نفسه صاحب الإجازة 





84 








معترة شخ مشا حا لعلاءة:. سا يزيت مزقعة ميالدبعمات 
ودرا شرو علطم :لملا ا حقو امار إىهائعا زهزسا ٠‏ 
وقر! إعريسدى كات وف شاشر هر امزحهم 6 مره َف 0 


كتسب" و اتعقمف وقء تفز نا والاهر لها م 9 
وناك 


نوم خمرة - هيمد للع سناو سسعيين! كدي تقؤ) 
0 سح هعورو معروانكان قراه رريالا فاج 
مع بإ إخا/ ف نلا زعابات ملنرواء جبتس ها شر واجراز 
بكرم حر لاض رهاش رمز قير ع ولاملتسوواجزند يباين اموييات 
واغاع 0 لت بماد ب متهويالاظناع و طردههارهوا سس ربابةا. و 

ب عرقت" 4 واتناغ عون : وجا و اقوفت 5 
شع أ نهو إليوق يوسا وراتا مزهت ور فلابو إرزهااتهان" 


١ 1 


امنا ما َر شيو جاو شر صاب لاحاد ب و! ا 
و 0 :كا و قن بجر مسيتي را الإوو لبس يباه 
ماوت كوو روتركب انض والماؤها باح تضعائتر 
وساأ رعنوس واأدفويد سوط وعرة 000 ر٠د‏ 
2111111 ول ونون سمن :51 بخسة والم 
وإعطرمات برو كسان وكترع قراف الزن 

0 سرج للائات اسنيخل دود سرج نينت لمر وسهزعار 2 

الاسوارية سهرة كن نا يكبدين وخبصالوتوية اي 
وغعالاها بم ا 

260 2 ل ديرد شروى ا 2 0 


المومية اذلف يوه مز زولا كدر وعرفهازرت ند شان اسية 
زبيب وا لم فلاجا شرع ال مطاو ني عا /ضعر وبرج 

أكل ةلاقا ونه 00 

0 تح اهل واه ى ملو ان هئ شر 

مف ليمارب #لرد لإ الضف بطلان'اتلنق ومشرجالمصرة 

0 0 2 ار 0000 

ل عا ف وهنا 00 

وشترملم) نوج 9 : 





































صورة الورقة المشتملة على أسماء الكتب 
التي ألفها قبل تاريخ الإجازة في (79١1م)‏ 


55 





تاليف 


لْإِمَاوِسَمَ رين تفار 
متب أتمدبنسَالوالمَقَاقََالميَا لبق 
لْمَوَووِسَمة 4 ١ ١١‏ وَالمتَوؤْسَمَة 184 اه 


رمه أله تَعنال 





























الحمد لله المنعم على خواصٌ عباده بفواضل النعم وتواصل الأفضال» 
الملهم من أراد به خيرًا من خَلقه نوافل العلوم وفضائلٌ الأعمال؛ المكرم 
لآهل طاعته بالتلذذ بالتذلل في مناجاته» ولا سيما تحت سجف الليال» 
المفعم'١'‏ لهم من كؤوس محبته ولذِيذٍ مراقبته ما فضح به كؤوس التأمور'") 
والجريال”"؛ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك لهء الحيٌ القيوم» 


)١(‏ في هامش الأصل: «قوله: (المفعم): فَعُم الساعدٌ والإناءً ككَوُم: امتلأء وأفعم 
الإناء : ملآه» والمسك البيت: طيبه. قاموس باختصار) . 

(؟) في هامش الأصل : «قوله: (التأمور): الوعاء» والنفس وحياتهاء والقلب وحبته 
وحياته ودمه. وعِريسَةٌ الأسد, والخمرء والإبريق. اه. قاموس مختصرا». 
وقال الشريف الرضي من الوافر: 
تركت لَهُم عيونَ الطعن تدمى بِمُنكَرطٍ مسن القامور قانٍ 
انظر : «ديوان الشريف الرضي» (5/ 9417). 

(9) في هامش الأصل : «قوله: (الجريال) بالكسر: هو صبغ أحمر» وحمرة الذهب» 
وسّلافة العصفر» وما خلص من لون أحمر وغيره. قاموس». 
الجريال : بالكسر صبغ أحمرء والخمر أو لونها. انظر: «القاموس المحيط» - 

إ 








المحمود على كل حال» وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله أفضلٌ من 
دأب» وخير من عمل » وأنصحٌ من نصح» وأصدق من قال» صلَّى الله عليه 
وسلم وعلى آله وصحبه خير صحب وآل . 


واشطر: 


فيقول العبد الفقير لمولاه العلىٌّ محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي : 
قد عنّ لي بعد السؤال من بعض طلبة العلم وأهل الاشتغال أن أكتب شرحًا 
مفيدًا على كتاب «فضائل الأعمال»» تصنيف الإمام الحافظ الحجة المتقن» 
المتّمّق على حفظه وجلالة قدرهء وعلوٌ شأوه وسمرٌ أمره. المحافظ سيا 
الدين» هو: أبو عبدالله محمدٌ بن عبد الواحد بن أحمدٌ بن عبد الرحمن بن 
إسماعيل بن منصور المقدسي الصالحي الجماعيليء الإمام الكبير كه . 
فكنت أتعلل عن ذلك باشتغال البال» وترادف البلابل والبلبال2» وأتطلب 
وقنًا رائقاء وزمئًا بالمسرة فائقا. فإذا المطلوب أعرٌ من عنقاء مُغْربِ9©. 


- للفيروزأبادي (مادة: جرل). 
قال الشاعر عنترة من الكامل : 
ولوب قِرَنِ مد تَركث مُجَدَلَا ‏ بلبان هو كتواضي حالجريالٍ 
انظر : «ديوان عنترة) (ص: 775). 


)١(‏ البلبلة: وسواس الهموم في الصّدرء وهو البَلبال؛ وجمعه البلابل. انظر: 
«تهذيب اللغة» للأزهري (9١/17؟).‏ 

(؟) سميت العنقاء؛ لطول عنقها. وسميت مغربًا بزنة اسم الفاعل من أغرب؛ لأنها 
كانت تجيء بالغرائب . 
قال الشاعر صفي الدين الحلي من الكامل : 0 


ف 


وأغربٌ من الخْلٌ الوفي والصديق المتقرّب . وإذا الأمرُ كلما انتظر انتظامُه 
تفاقم”ا2, والبلاء كلما رجي انعدامّه ترادف وتراكم. فأردت أن أختلس من 
الأيام ما لعله يكون للظمآن بلالّة» وأختطف من الأوقات والأعوام ما عساه 
أن يكون للحيران ذبالّة29. فأذكر الأحاديث» وأبين مراتبهاء وأكشف عن 
وجوه مخرات ترابدفاة و اضرع غرابهاء راضم إلى تقائل الأعمال أبينات 
أحكامهاء وأتبعها بالترهيب من متعلقاتها وآفاتٍ آثامها . وأعرب عن تراجم 
الأئمة المخرجين لهاء على سبيل التعريف والاختصارء وعند ذكر الواحد 
منهم أول مرة بالاختصار. وسميته ب: 


كك 
1 
ص_ 2م ساس 33 0# 

لمارأيت بني الزمان ومابهم خحلّ رفي للشدائد أصطفي 


فعلمت أن المستحيل ثلائةٌ: الغولٌ والعنقاءً والخلٌ الوفي 
انظر: «خزانة الأدب» للبغدادي (5/ 175). 


: في هامش الأصل : «قوله (تفاقم): قال في القاموس : : قَقَم الأمر فة ا نر‎ )١( 
. لم يجر على السواء؟‎ 

(؟) الذبالة: السراج. قال العباس بن الأحنف من المنسرح: 
صرت كأني ذبالةٌ نصبت ١‏ تضيءللناس وهي تحترق 
انظر: «نهاية الأرب في فنون الأدب» للنويري (7/ .)8٠‏ 

() أي: بذل أقصى الجهد في شرح أحاديث «فضائل الأعمال» . 


ن 


وعلى الله سبحانه أعتمد» ومنه الإعانة والتوفيق أستمد. وأبدأ فى 
أول ذلك بترجمة الإمام الحافظ المؤلّف» وأنوّهُ بذكر فضله وفضائله وأعرّف» 
فأقول : 


الا 


هو الإمام الحافظ المتقن الحجة البارع» أبو عبدالله محمد بن عبد الواحد 
ابن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي المقدسي الصالحي 
الجماعيلى”"' الحتبلى» الحافظ الكبير . ضياء الدين بن أبى أحمدء» محدث 


عصره» ووحيد دهره» وشهرته تغنى عن الإطناب فى ذكره» والإسهاب فى 
أمره . 

ولد وه خامس جمادى الآخرة سئة تسع وستير: وخمسمئكة . 
سألته عن مولده» فقال: فى جمادى الأولى من السنة. 

سمع الضياء بدمشق من : أبى المجد البانياسى» والخضر بن هبة الله بن 


طاووس» وأحمد بن الموازيني» وغيرهم. 


. الصالحي: نسبة إلى الصالحية في دمشق‎ )١( 


أما جَمَاعِيلٌ بالفتح وتشديد الميم وألف وعين مهملة مكسورة وياء ساكنة ولام : 
في في جيل يل من أرض فلسين. القر؛ مهجم بلدا لاقت الحدوي 
.)١6١9/5(‏ 








وبعضومن” البوضيري» وقاطفة بنث سعد الكين» وجماعة . 

وببغداد الكثير من: الإمام الحافظ ابن الجوزيء وابن المعطوش» 
وابن سكينة» وابن الأخضر وطبقتهم . 

وسمع من: أبي جعفر الصيدلاني وطبقته بأصبهان» ومن عبد الباقي 
ابن عثمان بهمذان» ومن المؤيد الطوسي وطبقته بنيسابور» ومن أبي روح 
بهراة» ومن أبي المظفر السمعاني بمرو”" . 

ورحل مرتين إلى أصبهان» وسمع بها ما لا يوصف كثرة» وكتب 
بخطه الكثير من الكتب الكبار وغيرهاء ويقال: إنه كتب عن أزيدَ من خمسمئة 
شيخ » وحصل أصولًا كثيرة» وأقام بهراة ومرو مدة» وله إجازة من السّلفِي 
وشهادة . 

قال ابن النجار: كتب عنه ببغداد» وبنيسابور» ودمشق» وهو حافظ 
متقن ثبت ثقة» صدوق حجة نبيل» عالم بالحديث وأحوال الرجال» له 
تصانيف ومجموعات وتخريجات» وهو ورع تقي زاهد عابد» محتاط في 
أكل الحلال» مجاهد في سبيل الله . 

ثم قال ابن النجار: ولعمري! ما رأت عيناي مثله في نزاهته وعفته 
وحسن طريقته في طلب العلم . 

وقال عمر بن الحاجب: شيخنا أبو عبدالله شيخ وقته» ونسيج وَحْده؛ 
أي : من لا نظير له علمًا وحفظاء وثقة وديئّاء من العلماء الربانيين. 


)١(‏ مرو وهراة بلدتان من بلدات خراسان. انظر: «المسالك والممالك» للإصطخري 
(ص:7١١).‏ 


قال: وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي. كان شديد التحرير في الرواية» 
مجتهدًا في العبادة» كثير الذكر منقطعًا عن الناس» متواضعًا سهل العريكة؛ 
أى لين : 

ذكره جماعة من المجدين». فأطنبوا في حقه. ومدحوه بالحفظ 
والزهد» سألت الزكي البرزالي عنهء فقال: ثقة جبل حافظ ديّن. 

وقال الشرف بِنُ النابلسي : ما رأيت مثل شيخنا الضياء . 

ونقل الحافظ الذهبي عن الحافظ المزي: أنه كان يقول: الضياء أعلم 
بالحديث والرجال من الحافظ عبدٍ الغني» ولم يكن في وقته مثله. 

وقال الحافظ الذهبي في ترجمة الحافظ الضياء: هو الإمام العالم 
الحافظ الحجة محدّث الشام» شيخ السنة» صنف وصحّح ولين» وجرح 
وعدّل» وكان المرجوع إليه في هذا الشأن. 

وقال الشريف أبو العباس الحسيني: حدث بالكثير مدة» وخرّج 
تخاريج كثيرة مفيدة» وصنف تصانيف حسنة» وكان أحد أئمة هذا الشأن» 
عارفا بالرجال وأحوالهم» وبالحديث وصحيحه وسقيمه» ورعًا متديئًا طارحًا 

قال الحافظ الذهبي : بنى الحافظ الضياء مدرسته على باب الجامع 
المظفري بسفح قاسيون» وأعانه عليها بعض أهل الخير»ء ووقف عليها كتبه 
وأجزاءه» بناها للمحدّثين والغرباء الواردين» مع فقره وقلة ما بيده» فكان يبني 
فيها جانبّاء ويصبر إلى أن يجتمع معه ما يبني به . وكان يعمل فيها بنفسه. 


وقال بعضهم : إن الحافظ الضياء لم يقبل من أحد في بنائها شيئًا 


تورعا. وكان ملازمًا لجبل الصالحية؛ قل أن يدخل البلدء أو يحدّث به. 
ومناقبه 4ه أكثر من أن تذكر في مثل هذا الكتاب . 

ومن تصانيفه ه : كتاب «الأحاديث المختارة»؛ وهي الأحاديث 
التي يصلح أن يحتج بها سوى ما في الصحيحين» خرجها من مسموعاته» 
كتب منها تسعين جزءًاء ولم تكمل . قال بعض الأئمة: هي خير من صحيح 
الحاكه”" . 

ورأيت لشيخ الإسلام الإمام أبي العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم 
ابن عبد السلام بن تيمية ‏ قدس الله روحه. ونور ضريحه _كلامًا في الثناء 
على «المختارة»؛ وأنها خير من صحيح الحاكم» وابن حبان” . 

وللضياء ‏ أيضًا -كتاب «فضائل الشام» مجلد» وكتاب «مناقب أصحاب 
الحديث» أربعة أجزاء» «صفة الجنة» ثلاثة أجزاءء «صفة النار» جزءان» 
«أفراد الصحيح وغرائبه» تسعة أجزاءء «ذم المسكر» جزءء «فضائل القرآن» 
جزءء «الرواة عن البخاري» جزءء «دليل النبوة الإلهية» ثلاثة أجزاء؛ «فضائل 
الجهاد» جزء, «النهي عن سب الأصحاب» جزءء «الحكايات المستظرفات» 
أجزاء كثيرة» فيها أحاديث مخرجة؛ وله كتاب: «سبب هجرة المقادسة إلى 
دمشق الشام وكرامات مشايخهم»»؛ نحو عشرة أجزاء» وأفرد لأكابرهم من 
)١(‏ انظر ما سبق من أقوال في ترجمة الضياء المقدسي في : «تاريخ الإسلام» للذهبي 


7/50 5-09١51)ء‏ و«ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب الحنبلي (7/ 51١5‏ - 
ااه). 


(؟) قال ابن تيمية في «الرد على الأخنائي» (ص: 47): وهو أعلى مرتبة من تصحيح 
الحاكم» وهو قريب من تصحيح الترمذي وأبي حاتم البستي ونحوهما. 


٠١ 


العلماء لكل واحدٍ منهم سيرة» في أجزاء كثيرة. و«أطراف الموضوعات» 
للحافظ ابن الجوزي في جزءين» وله: الاستدراك على الحافظ عبد الغني 
في عزوه أحاديث في «درر الأثرا» جزء. 

وله جزء في «الحرف والصوت»». و«الأمر باتباع السنن واجتناب البدع» 
جزء. وله تآليف وأجزاء غير ذلك20 . 

ومن مؤلفاته: هذا الكتاب الذي هو «فضائل الأعمال» . 

قال الحافظ ابن رجب: روى عن الحافظ ضياء الدين ابن نقطة في 
(استدراكه». فقال: حدثنا محمد بن عبد الواحد الحنبلي بالجبل ظاهر دمشق» 
وروى عنه - أيضا ‏ ابن النجار في «تاريخه»» والبرزالي» وعمر بن الحاجب» 
والفخر ابن البخاري» وغيرهم ممن يطول ذكرهه”" . 

قال الحافظ ابن رجب في «طبقات الأصحاب» : توفي الحافظ الضياء 
يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الآخرة سئة ثلاث وأربعين وستمئة بسفح 
قاسيون» ودفن به. انتهى”" . 

وذكره الحافظ جلالٌ الدين السيوطي في «طبقات الحفاظ»» فقال: 
الإمام العالم الحافظ الحجة محدّث الشام» شيخ السنة؛ ضياء الدين. 


ثم قال: رحل وصنف» وصحح ولين» وجرح وعدل» وكان المرجوع 
)١(‏ انظر: «ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب الحنبلي (7/ .)05١- 515١‏ 


(6) انظر: «ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب الحنبلي كل ١5ه).‏ 
إفرة المرجع السابق » الموضع نفسه. 


إليه في هذا الشأن» جبلًا ثقة ديا زاهدًا ورعًا”"2. ثم ذكر تاريخ وفاته ومولده 
على نحو ما ذكرنارحمه الله ورضي عنه ‏ آمين”" . 

واعلم أن المصنف ‏ رحمه الله تعالى» ورضي عنه ‏ قصد في هذا 
الكتاب ذكرٌ فضائل الأعمال؛ من الصلاة ومتعلقاتهاء ولم يرجم لذلك 
بكتاب الطهارة» ثم كتاب الصلاة. . .إلخ» فاخترت أن أترجم للطهارة والصلاة 
ومتعلقاتها بترجمة واحدة» وهو: 


0للالا 


.)4417 انظر: «طبقات الحفاظ» للسيوطي (ص:‎ )١( 
المرجع السابق» الموضع نفسه.‎ )0( 


( ل 
سحي ب ول 0 


كما ترى إن شاء الله تعالى - . 

قال الحافظ ضياء الدين رحمه الله؛ ورضي عنه ‏ : 

(بسم الله الرحمن الرحيم): ابتدأ كتابه بالبسملة؛ تأسيًا بالكتاب 
المنزل على النبي المرسّل يك واقتداء به يَكِ في مكاتباته الملوك وغيرهمء 
وامتثالًا لقوله يكل : اكلّ أمر ذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم» 
فهو أقطع». رواه عبد القادر الرهاوي في أول «الأربعين البلدانية»7©. وكذا 
الخطيب من حديث أبي هريرة 45ه”" . ورواه ابن ماجه والبيهقي بلفظ : 
«كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله» والصلاة على رسول الله يلوه فهو 


أقطمٌ أبتر ممحوقٌ من كل بركة»("» تفرد بذكر الصلاة عليه يه إسماعيل 


:)14 كتاب «الأربعين» للحافظ الرهاويء قال الإمام النووي في «الأذكار» (ص:‎ )١( 
وقد روي موصولًَا كما ذكرناء وروي مرسلاء ورواية الموصول جيدة الإسناد.‎ 

(؟) رواه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (5/ 19). 

() رواه ابن ماجه »2١845(‏ والبيهقي في «شعب الإيمان» (4777) وابن حبان في 


(صحيحه) 2))١(‏ من حديث أبى هريرة ذَك بمعناه دون ذكر الصلاة. 


1 








ابن أبي زياد وهو ضعيف""". 


ومعنى (ذي بال)؛ أي : صاحب حال شريف يحتفل به ويهتم له» من 
مصنف ومدرس ودارس وخطيب وخاطب» وبين يدي كل الأمور المهمة. 

ويعني بالأقطع والأبتر: ناقص البركة. وقد يكون غير معتدٌ به. 

والباء في البسملة للاستعانة» أو للمصاحبة» متعلقة بمحذوف,. وتقديره 
فعلّا خاصًا مؤخراء أولى من ضِدّ ذلك . 

والاسم لغةّ: ما دل على مسكّى» وعرفا: ما دل مفردا على معنى في 
نفسه» ولم يقترن بزمان. 

والتسمية: جعلّ اللفظ دالّا على المعنى» وهو مشتق عند البصريين من 
السموّء وهو العلوٌ؛ لأنه يدل على مسماهء فيعليه ويظهره. وعند الكوفيين 
من السمة» وهي العلامة؛ لأنه علامة على مسماه» وإنما حذفت الألف من 
(بسم الله) خطاء كما حذفت لفظًا؛ لكثرة استعمالها؛ بخلاف: باسم ربك» 
وألحق بها: لوال أتكَأفيا سب الَوجحرِههَاوَمرْسنهاً #[هود : ١‏ وطولت 
الباء لتدل على حذف الألف . 

ولفظ الجلالة : عَلَمٌ على الذات الواجبٍ الوجود المستحقٌ لجميع 
المحامدء وهو عربي عند الأكثر» وزعم البلخي من المعتزلة أنه معرب» 
عبراي6 أو سرياني. وأكثر محققي النظار على عدم اشتقاقه بل هواسم 


» من حديث أبي هريرة ل‎ )١6 /١( رواه السبكي في «طبقات الشافعية الكبرى»‎ )١( 
وقال الألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» (؟/ 707؟): إنه موضوع»‎ 


وإن آفته إسماعيل بن أبى زياد» وهوواه متروك كذبوه» ولم يأخذوا بحديئه . 


١: 


مفرد مرتجل للحقٌّ جلّ شأنه . 

قال في «شرح المواقف2١2:‏ وعلى تقدير كونه في الأصل صفة» فقد 
اثقلب عَلَْمًا مشعرا بصفات الكمال للاشتهار”” . 

وهو أعرف المعارف» كما ذهب إليه سيبويه وغيره؛ لأنه لم يشارك 
فيه» ولم تكن المشاركة فيه؛ قال تعالى: هل تَعَمْلَهُسَميًا #[مريم: 16]» 
أي : هل تعلم له نظيراء أو مَنْ يسمى بالله . 

ويحكى أن سيبويه رئي في النوم» فسئل عن حاله» فقال: أعطيت 
خيرًا كثيرًا بجعل اسمه تعالى أعرفٌ المعارف2”7 . 

وعند بعض الصوفية أنه الاسم الأعظم» وقد حكاه بعض العلماء عن 
أكثر أهل العلم . 

وذكر بعض المفسرين أنه ذكر في القرآن في ألفين وثلائمئة وستين 
موضعا . 

والذي اختاره المحققٌّ شمس الدين أبو عبدالله محمد بن القيمء 
وشيخه شيخ الإسلام ابن تيمية» والإمام النووي من الشافعية» وجمع 
محققون: أن الاسم الأعظم : الحي القيوم» ولذا لم يرد في القرآن إلا في 
ثلاثة مواضع : في البقرة» وآل عمران» وطه. 


)١(‏ «شرح المواقف» للسيد الشريف علي بن محمد بن علي الجرجاني» المتوفى سنة 
5ه انظر : «أسماء الكتب» لرياض زاده (ص: 85). 
(0) انظر: «شرح المواقف» للجرجاني (8/ 718). 


(9') نقله الزركشي في «معنى لا إله إلا الله) (ص: .)٠١5‏ 


١6 





قال المحقق ابن القيم في انيقي : 

اسمٌالإله الأعظم اشتملا على اس 
مالحي والقيوم مقترنان90) 

وتَخَلْفُ الإجابة مع كثرة الدعاء بكل منهما؛ لتخلف بعض الشروط 
التي من أهمها : تمامٌ الإخلاص» والاستحضارء وأكل الحلال. 

و(الرحمن الرحيم): اسمان مبنيان للمبالغة في الرحمة المدلول عليها 
بهماء والرحمنٌ أبلغ من الرحيم؛ لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى 
غالبّاء كما في قَطَّمَّ وقطع . وقد يفيد ناقصٌ البناء ما لايفيده زائده من المبالغة: 
كحَذِر وحاذرء فإن حَذِر أبلغ من حاذر» وإنما أتى بالرحيم بعد الرحمن؛ 
للإشارة إلى أن ما دل عليه من دقائق الرحمة» وإن ذكر بعد ما دل على 
جلاتلهاء الذي هو المقصود الأعظم» مقصودٌ أيضا؛ لعلا يتوهم أنه غيدُ ملتفت 
إليه . وكلاهما مشتق من (رجم) بجعله لازمًا بنقله إلى باب فعُل ‏ بضم 
العين ‏ » أو تنزيله منزلة اللازم؟ لأنهما صفتان مشبهتان» وهي لا تشتق من 
متعل . 


0 2 
فإن قيل: إذا كان (الرحمن الرحيم) اسمين, فكيف أعريا نعتا لله 


)١(‏ هي القصيدة المسماة: «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية» للإمام ابن 
قِيّم الجوزية . ومطلعها: 
حكمٌ المحبة ثابث الأركان ما للصدود بفسخ ذاك يدان 
(9) انظر: «متن القصيدة النونية» لابن قيم الجوزية (ص: /717). 


حل 


والأعلام لا ينعت بها؟ 

قيل: قد قال هذا قوم» وأعربوهما على أنهما بدل. 

وقال السهيلي: البدل ممتنع ‏ أيضا ‏ كعطف البيان؛ لأن الاسم الأول 
لا يفتقر إلى تبيان؛ لكونه أعرفٌ المعارف كلهاء وأبيتهاء ولهذا قالوا: ##ومًا 
أَليَحمَنُ4 [الفرقان: »]7١‏ ولم يقولوا: وما الله20؟ 

ثم قال: لكنه وإن أجري مجرى الأعلام فهو وصف يراد به الثناءء 
وكذلك الرحيه'” . 

قال المحقق ابن القيم في كتابه «بدائع الفواتد»: أسماء الرب تعالى 
هي أسماء ونعوت» فإنها دالة على صفات كمالهء فلا تنافي فيها بين العَلَوِيّة 
والوصفية . 

الرحمن : اسمه تعالى» ووصفه لا ينافي أسميته وصفته» فمن حيث 
هو صفة جرى تابعًا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير 
تابع ؛ كقوله تعالى: لاليَمََنُ (عَلَم الْصُّرْءَانَ #[الرحمن: »]١-١‏ #البحنْعلَ 
لْعَرْشٍ آَسْتَوَئ #[طه: 0]» من هذا الى هوَ جُند لي يسرم مّن دون الت » 
[الملك: »]7٠١‏ #وَإِدَا قل لَهُمُ أَسْجَدُوا لمن © [الفرقان : ]. وهذا شأن الاسم 
العلم . ولما كان هذا الاسم مختصًا به تعالى» حسن مجيئه مفردً غير تابع ؛ 
كمجيء اسمه (الله) كذلك» وهذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمة كاسمه 
(الله) تعالى؟ فإنه دال على صفة الألوهية» ولم يجىرء قط تابعًا لغيره» بل 


.)277 /١( نقله السفاريني في «لوامع الأنوار البهية»‎ )١( 
(؟) المرجع السابق» الموضع نفسه.‎ 


1/ 


3-7 


هذه ونحوها مفردة» بل تابعة(" . 

قال: وأما الجمع بين (الرحمن) و(الرحيم)» ففيه معنى بديع» وهو 
أن (الرحمن) دال على الصفة القائمة به تعالى» و(الرحيم): دال على 
تعلقها بالمرحوم» فالأولٌ دالَ على أن الرحمة صِفةٌ ذاتٍ له والثاني دالَ 
على أنه يرحم خلقه برحمته؛ فهي صفة فعل . 

فإذا أردت فهمهذاء فتأمل قوله: #وكان بالْمَؤْمِينَ رَحِيمًا * 
[الأحزاب: 41]» نيهم رَمُوٌ تحِيِمٌ #[التوبة: 7 ولم يجىء قط: 
(رحمن بهم)» فعلمنا أن (رحمن) هو الموصوف بالرحمة» و(رجيم) هو 
الراحم برحمته. 

قال: وهذه نكتة لا تكاد تجدها في كتاب”" . 

ورحمة الله تعالى صفة قديمة قائمة بذاته تقتضي التفضيل والإنعامء 
وأما تفسيرها برقةٍ في القلب تقتضي التفضيل» فالتفضيل غايتهاء فيراد منها 
غايتهاء كما يقوله من يقوله من المتكلمة : كالزمخشري وغيره» فهذا إنما 
يليق برحمة المخلوق, لا برحمة الخالق تقدس وتعالى» وبينهما بَوْن. 

ونظيرٌ ذلك : العلم والإرادة؛ فإن حقيقة علمه وإرادته تعالى غير علم 


المخلوق وإرادته» التي هي ميل قلبه إلى الفعل أو الترك. والحقٌ منزةٌ عن 
ذلك . 


.)738 /١( أنظر: «بدائع الفوائد» لابن قيم الجوزية‎ )١( 
فق المرجع السابق» الموضع نفسه.‎ 


18 


وبما ذكرنا علم أن لا حاجة إلى دعوى المجاز في رحمته تعالى؛ فإنه 
خلاف الأصل» وإنما يصار إليه عند تعذر حمل الكلام على حقيقته» ولا تعذر 
هنا كما لا يخفى ؛ وأيضًا معيار المجاز صحةٌ نفيه» كما إذا قيل: زيد أسدء 
أو بحرء أو قمر؛ لشجاعته» أو كرمه» أو حسنه؛ فإنه يصح أن تقول: زيد 
ليس بأسدء أو ليس ببحرء أو ليس بقمر» ولا يسوغ أن يقال: الله ليس برحيم 
ولارحمن.» فلو كانت الرحمة مجارًا في حقه تعالى» لصح ذلك. ولاريب 
أن الرحمة صفة كمال؛ وسائر الكتب السماوية مملوءة بذكرها وإطلاقها 
عليه تعالى» وهو أولى بها وأحقّ بهاء وهي له أحقٌّ وأليق» فمن العجب أن 
تكون هذه الصفة العظيمة الدالة على الكمال حقيقة في حق المخلوقين» 
مجارًا في حق ذي العظمة والكرم والجلال والجمال. 

(الحمد) لغة: الثناء باللسان على الجميل الاختياري» على جهة التعظيم 
والتبجيل . 

وعرفا: فعل ينبىء عن تعظيم المنعم على الحامد أو غيره. 

والشكر لغة: هو الحمدٌ اصطلاحًا. 

وعرفًا: صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه فيما لق لأجله . 

فبين الحمد اللغوي والشكر اللغوي عموم وخصوص من وجهء 
يجتمعان فيما إذا كان باللسان في مقابلة نعمة» وينفرد الحمدٌ فيما إذا كان 
باللسان في مقابلة نعمة» وينفرد الشكر فيما إذا كان بغير اللسان في مقابلة 
نعمة» فمورد الحمد: اللسان وحذه» ومتعلقه النعمة وغيرهاء ومورد 
الشكر : اللسان والجنان والأركان» ومتعلقه النعمةٌ فقط» ونقيض الحمد: 


14 


الذمّ» ونقيض الشكر: الكفر. 

واختار المصنف ‏ رحمه الله تعالى ‏ الجملة الاسمية الدالة على الدوام 
والثبوت؛ على الجملة الفعلية الدالة على التجدد والحدوث؛ لأنه مع 
كونه على وفق الكتاب العظيم أليق بالمقام» وتفاؤلًا بذلك. وهي وإن 
كانت خبرية لفظاء فهي إنشائية معنى» واختار كغيره مادة الحمد؛ لاشتماله 
على الحاء الحلقية» والميم الشفوية» والدال اللسانية» في استعمالها في 
الثناء على رب البرية ؛ حتى لا يخلو مخرج من نصيبه من ذلك بالكلية . 

و(ال) في (الحمد) للعموم والاستغراق» وقيل: للجنسء وقيل: 
للعهد؛ وعلى كل تفيد العموم» أما الاستغراقية» فظاهر» وأما الجنسية» 
فلما تعقبتها لام الاختصاص دلت على أن كل فرد من أفراد الجنس مختص 
ومستحق لله تعالى» وأما العهدية: فهي لماعهد من ثناء الله تعالى على نفسهء 
وثناء ملائكته ورسله وأنبيائه وخواصّ خلقه. ولا التفات لثناء غيرهم . 

واختّلف في اشتقاق الحمد. فقال النضر بن شميل: هو مشتق من 
الحمدة» وهي شدة لهب النار» وقال ابن الأنباري: هو مقلوب من المدح؛ 
كقولهم: ما أطيبه» وأيطبه! والأول أولى. 

وإنما أعقب المصنف - رحمه الله تعالى ‏ البسملة بالحمدلة؛ لموافقة 
القرآن العظيم» وعملًا بقول النبي الكريم: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه 
بالحمد لله فهو أقطع», وفي لفظ : «بحمد الله2"00» وفي لفظ : «بالحمد لله)”"), 


)١(‏ وهي رواية النسائي وابن جبان. 


0( وهي رواية أبي داود وابن ماجه. 


وفي روايةة: «أجذم'"2. روى هذا الحديث أبو داود» وابن ماجه؛ والنسائي 
في كتابه «عمل اليوم والليلة»» وكذا ابن حبان في صحيحه من حديث أبي 
هريرة 745" . 

ولا معارضة بين رواية الابتداء بالبسملة والحمدلة؛ لحمله على ماهو 
أعمّ من لفظه من مجرد ذكر الله تعالى كما هو في رواية بلفظ : «كل أمر ذي 
بال لا يفتتح بذكر الله»”" . 

وأيضا: الابتداء يكون حقيقيًا وإضافيّاء فالابتداء بالحمد بقطع النظر 
عن البسملة» على أن حديث الحمد أصح» فحديث أبي هريرة ذه مرفوعا: 
«كل كلام لا يُبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم»» إسناده صحيح» رواه أبو داود 
وغيره كما تقدم آنقًا9 . 

(لله): اسم للذات المستحق لجميع المحامد الدالة على جميع الأسماء 
الحسنى والصفات العلى» ولهذا لم يقل: للخالق» أو للرازق» ممايوهم 
اختصاص استحقاقه الحمد بوصف دون وصف . 

(رب): مأخوذ من التربية والتنمية والخلق والتدبير. 


(العالمين) : اسم جمع ل (عالم)؛ لاختصاص العالمين بمن يعقل» 


)00( وهي رواية أبي داود. 

0( رواه أبو داود »)585٠(‏ النسائي في «السئن الكبرى» (كتاب عمل اليوم والليلة) 
(307). وابن ماجه »)١1845(‏ وابن حبان في «صحيحه» .)١(‏ 

(*) رواه الإمام أحمد في «المسند» (؟/ 04؟) من حديث أبي هريرة 45 . 


(4) تقدم تخريجه قريبّاء وضعفه الألباني في «ضعيف الجامع الصغير) (57505). 


"١ 


وشمول عالم لكل مخلوقء والجمع لا يكون أخصّ من مفرده» وإضافة 
الربوبية للعالمين» لكونها متضمنة لخلقهم وتدبيرهم وتربيتهم وإصلاحهم» 
وجلب مصالحهم وما يحتاجون إليه» ودفع الشر عنهم. وحفظهم مما 
يفسدهم ١‏ هذا معنى ربوبيته تعالى لهم وذلك يتضمن قدرته التامة» ورحمته 
الواسعة» وإحسانه الجميل لخلقه؛ وتفاضل أحوالهم. وإجابة دعواتهم» 
وكشف كرباتهم . 

(وصلى الله وسلم على سيدنا) : إنما أعقب المصنفون الثناء على الله 
تعالى بالثناء على نبيه يَكِِ؛ لأن الله تعالى هو المنعم الحقيقيء والنبي كَل 
هو الوسيلة إلى وصول نعمه تعالى إليناء قضاء لبعض حقوقه عليه الصلاة 
والسلام» ولأنه باب الله والهادي إلى صراطه المستقيم» ولطريقه القويم» 
وقوله تعالى : #وَرَمبْماكَو4[الشرح : 4] بأن لا أَذكر إلا وتذكر معي» كما 
فسره به ابن عباس وا وامتثالًا لقوله تعالى : ليكأما ال ءامَْاْصَبُوعكيهِ 
وَسَْمُواتَْليِمًَ #[الأحزاب: 01]. 

والصلاة: قال كثير من المصنفين : هي من الله الرحمة» ومن الملائكة 
الاستغفار» ومن الآدميين التضرع والدعاء بخير”". 

وقال أهل اللغة: الصلاة: الدعاء والتبريك والتحميد» يقال: صليت 
عليه؛ أي : دعوت له وزكيت؛ وقال عليه السلام : «إذا دعي أحذكم إلى 


)١(‏ انظر: «تفسير السمعاني» /١(‏ 45)» و«تفسير البغوي» /١(‏ /ا8)» و«تفسير ابن 
كثير) (7/ 557). 


يف 


طعام فليجب» فإن كان صائمًا فليصلَ7"؛ أي: ليدع لأهله”" . 

وقال أبو القاسم السهيلي : قال أهل اللغة: الصلاة تنقسم أقسامًا: 
بمعنى الدعاء» وبمعنى الرحمة» والصلاة ذات الركوع والسجود» وصلاة الله 
على أنبيائه رحمة» وصلاتنا نحن دععاء وتضرع بخيرء وصلاة الملائكة 
استغفار. 

واختار المحقق ابن القيم في كتابه: «جلاء الأفهام في فضل الصلاة 
والسلام على خير الأنام» كون الصلاة من الله تعالى ثناءه جل شأنه عليه كل 
وإرادته لرفع ذكره وتقريبه» وكذلك ثناء ملائكته عليه يَلِل. 

وفي «صحيح البخاري» عن أبي العالية قال: صلاة الله على رسوله 
ثناؤه عليه عند ملائكته . انتهى7” . 

وأما صلاة الملائكة والآدميين عليه يِه فهي سؤالهم الله تعالى أن 
يفعل ذلك به» ويكون تسمية العبد مصليًا لوجود حقيقة الصلاة منه؛ فإن 
حقيقتها الثناء» وإرادة الإكرام والتقريب وإعلاء المنزلة والإنعام» فهو حاصل 
من العبد» غير أنه يريده من الله كك . والله جل شأنه يريد ذلك من نفسه أن 
يفعل برسوله ذلك . 


والسيد: المتولى للسواد؛ أي : الجماعة الكثيرة» يقال: ساد قومه 


. 4# من حديث أبي هريرة‎ )١511( رواه مسلم‎ )١( 

() انظر: «المفردات في غريب القرآن» للراغب الأصبهاني (مادة: صلو)ء و«الكليات» 
للكفوي /١(‏ 001). 

69 انظر: «جلاء الأفهام» لابن قيم الجوزية (ص: »)١٠١‏ وخبر أبي العالية أورده 

البخاري قبل حديث (81/41)» وتتمته: وصلاة الملائكة الدعاء. 


رف 


يسوذهم سيادة وسؤددا وسيدودة» فهو سيدهم» ولما كان من شرط المتولي 
للجماعة أن يكون مهدب النفس» قيل لكل فاضل في نفسه: سيد» وعلى 
ذلك قوله تعالى في حق يحيى بن زكريا عليهما السلام : #وَسَيدَا وَحَصُورًا # 
[آل عمران: 4"]؟ أ ممنوعا من النساء» أو من الشهوات. 

قال في «النهاية)”١2:‏ يطلقى السيد على الربٌ والمالك والشريف 
والفاضل والكريم والحليم» ومتحمل الأذى من قومه» والزوج والرئيس» 
والمْقده 7 : 

وفي خبر صحّ عنه لِْ: كل بني آدم سيدٌء فالرجل سيد بينه» والمرأة 
سيدة أهل بيتها»7" . 

وفي الحديث : «لا تقولوا للمنافق: سيدنا»”»» فإن كان سيدكم وهو 
منافق» فحالكم دون حاله» والله لايرضى لكم ذلك . 


وقد منع إطلاقَ (السيد) على البشر قوم» ونقل عن الإمام مالك» 


)١(‏ «النهاية في غريب الحديث والأثر» لأبي السعادات المبارك بن محمد الجزري» 
ابن الأثير؛ وله كتاب «جامع الأصول»؛ توفي سنة (505ه). انظر: «كشف 
الظنون» لحاجي خليفة (؟/ .)١9485‏ 

(؟) انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (5/ 58). 

(9) رواه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (/8؟) من حديث أبي هريرة 5 » 
وصححه الألباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» 2275١ 5١(‏ وقال: على شرط 
مسلم . 

(5) رواه أبو داود (//441)» والإمام أحمد في «المسند» (5/ 71*) من حديث 
بريدة الأسلمي ه» ولفظ أحمد: «لا تقولوا للمنافق: سيدنا؛ فإنه إن يك سيدكم 


فقد أسخطتم ربكم 85) . 


32 


واحتجوا بقوله ككْةِ لما قيل له: يا سيدنا: «إنما السيدٌ الله(" . 
ورد الجمهور ذلك بما لا يحصى من إطلاقه على البشر بالكتاب والسنة؛ 

وقيل للنبي بكلهّ: من السيدٌ يا رسول الله؟ قال: «يوسف بن يعقوب بن إسحاق 
ابن إبراهيم عليهم السلام», قبل : أما فى أمتك من سيد؟ قال: «يلى من 
آتاه الله مالاء ورزق سماحة» فأدى شكره» وقلت شكايته فى الناس)7" . 

وقال عل : «أنا سيد ولد آدم ولا فخر )20 وكان عمر بن الخطاب ذه 
يقول كما في الصحيح : أبو بكر سيدنا وأعتقَّ سيدنا؟ يعني : بلالّا © وقال يِل 
للأتصار: «قوموا إلى سيدكم»”” . 


)١(‏ رواه أبو داود (4407) من حديث عبدالله بن الشخير 4# فَالَ: انْطَلَفْتُ في وَفْدٍ 
يفي عَامِرٍ إلى رسو ل الله كله فَفَلْنَا: أَنْتَ سَيدُناء قَقَالَ: «السَيمدٌ اللَّهَُارَكَ 
وَتَعَالَى»» قَلْنَا : وَأَفضَلًا فَضْلا لمن طول فَقَالَ : "قُونُوا بِقَوْلِكُمْ أَوْ بَمْضٍ 
َوْلِكُمْ ولا يَسْتَجْرِيئَكُم السَّيْطَان» وصححه الألباني. 

(0) رواه الطبراني ف في «المعجم الأوسط» )12٠١7(‏ من حديث ابن عباس ا بنحوه 
وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (/ 8؟3): وفيه نافع أبو هرمز» وهو ضعيف , 
وروى البخاري (7”7”87) من حديث ابن عمر وق: «الكريم ابن الكريم ابن 
الكريم ابن الكريم : يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام» . 

إفرة رواه الترمذي )7١54(‏ من حديث أبي سعيد الخدري 4 وقال: حديث 

(5) رواه البخاري (055”) من حديث جابر بن عبدالله ويه . 

(5) رواه البخاري (057) من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيٌ #5 قَالَ: لَمَا نرَلَتْ بَنُو 
ربْظَة عَلَى حُكُم سَعْدِء هُرَ ابْنُمُعَاذِه بعت رَسُولُ الله كك وَكانَ يبا من فَجَاءً 
عَلَى جِمَار َلَكَا نا قَالَ وَسُولُ الل كله : «قومُوا إلى نكم 0 ا للد - 


مه" 


وأما ما استدلوا به-إن صح-ء فيحمل على أنه قال ذلك تواضعًا 
وكراهة للمدّحة في وجهه يَكِهِ. 

(محمد): هو أشهر أسماء نبينا يل مشتق من التحميد» ومن اسمه 
تعالى: الحميد» وهو منقول من الحمد» اسم مفعول منه. يتضمن الثناء 
على المحمود» ومحبته وإجلاله وتعظيمه» هذا حقيقة الحمدء» وبني على 
زنة مُفكّل؛ مثل : معظّمء ومحيّب» ومبجّل» ومسوّد؛ لأنه موضوع للتكثيرء 
فإن اه شتق منه اسم فاعل» فمعنا قن كر هندون الفكل دعر بعد نرةه 
كمعلّم ومفهّم» وإن اشتق منه اسم مفعول» فمعناه: من تكرر وقوعٌ الفعل 
عليه مرة بعد أخرى» إما استحقاقاء وإما وقوعًاء فمحمد ككل هو الذي كثر 
حمدٌ الحامدين له مرة بعد أخرى, والذي استحق ق أن يحمد مرة بعد أخرى . 

قال المحقق ابن القيم في «جلاء الأفهام» : وهو عَلَمٌ وصفةٌ» اجتمع 
فيه الأمران فى حقه يِه وإن كان علمًا محضًا فى حقّ كثير ممن تسكّى به 
غيره» وكذلك: أحمد» والماحي» وفي حديث جبير بن مطعم ذه : أنه كَل 
قال: «إن لى أسماء : أنا ميحمدة وأنا أحمنة وأنا الماحى الذي يمحو الله 
بي الكفر)2"0» فذكر هذه الأسماء مبيئًا لما خصه الله به من الفضل» وأشار 
إلى معانيهاء وإلاء فلو كانت أعلامًا محضة» لم يحسن التمدّحٌ بهاء ولهذا 
قال حسان بن ثابت ضقي : 
- إِلَى رَسُولٍ الله يل فَقَالَ لَهُ: «إنَّ هَوُلاءِ نَرَلُوا عَلَى حُكْمِكَ». قَالَ: فَإني حك 

أَنْ تفع الْمقَاتَلكُ وَأَنْ تُسْبَى الدَّريةُ. قَالَ: «لَقَدْ حَكَمْتَ فيه بِحْكم الْمَلِكِ) . 


زفق رواه البخاري (2845). 


"35 


ومتج أحن نس مضي الجلية 
فذوالعرش مَحمودٌوَهَذا مُحَمَدُ 60 
ولمااسناه ل دمعي المطلب هذا الاسم» لسابع يوم من ولادته 
بإلهام من الله تعالى» قال له قومه: لم سميت ولدّك محمداء وليس من أسماء 
قومك؟ قال لهم : رجوته أن يُحمد في السماء والأرض”) 
فحقق الله رجاءه موافقة للعلم السابق. 


* فائدة : 


قال ابن قتيبة: من أعلام نبوة نبينا كله أ نه لم يسجٌ أحد قبلّه باسمه؛ 
صيانة من الله لهذا الاسم ؛ كما فعل بيحيى بن زكريا عليهما السلام؛ إذ ألم 
بحسل لمن قَبَلُ سكا 4[مريم : 7]» وذلك أنه عا قي يات اح 
المتقدمة» وبشرت به الأنبياء» فلو جعل الاسم مشتركا فيه» لريما ساغت 
الدعاوى فيه» ووقعت الشبهة. إلا أنه لما قرب زمنه» وبشر أهل الكتاب 
بشقربه» حضر أربعة أنفس عند راهب» فأخبرهم باسمه: وقرب زمنه» وأنه 
من العرب» فسموا أولادهم بذلك. 

قال: ولا يُعرف غيثهه”) 

قلت: قد أوصل بعضهم الذين تسموا ب (محمد) ستة عشرء 


)١(‏ انظر: «جلاء الأفهام» لابن قيم الجوزية (ص: .)١77-11١‏ وانظر: «ديوان 
حسان بن ثابث» »)1١5/١(‏ وفيه: «كي يجلها بدل «ليجله) . 

(0) رواه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (7/ 9"7) عن ابن عباس 45 . 

(9) نقله ابن الجوزي في «الوفا بأحوال المصطفى» (ص: .)١١7-31١١‏ 


يف 


ونظمهم في قوله : 
إِنَّ الذين سمواباسم محمد 
ابن البراء مجاشضع بن ربيعة 


2 


كم ابن مسلم يحمدى حرماني'') 
ولنبكت العسلمق واتن أشحافة 
سعدي واإبن سواءة هملانى 
وابن الجلاح مع الأسيدي يا فقى 
ثمالفقيمي هكذاالحمراني”'" 
قال بعضهم : وفاتةُ اثنان لم يذكرهما: محمد بن الحارث» ومحمد بن 
عمر بن مُغْفِل ‏ بضم أوله وسكون الغين المعجمة وكسر الفاء فلام 20 . 
وأما اسمه: أحمد» فلم يسم به أحد قبله كلوه ثم إنه تعالى حمى كل 
من تسمى ب (محمد) أن يذّعى النبوة» أو يذّعيها أحد له أو يظهر على يديه 


)١(‏ كذا في الأصل و«السيرة الحلبية»» ولعل الصواب: «الحرمازي»» نسبة لمحمد 
ابن حرماز اليعمري» وهو أحد من تسمّى بمحمد في الجاهلية. انظر: «فتح 
الباري» (”5/ 0865). 

(؟) في الأصل : «الحرماني»» والمثبت من «السيرة الحلبية» 2»)١74:/١(‏ وذكر فيه 
هذه الأبيات. 


(*) انظر: «السيرة الحلبية» .)١5 /١(‏ 


3274 


سبب يتشكك أحد في أمره» حتى تحققت التسميتان» فلم ينازعه منازع . 

وقوله: (أشرف): أي: أعلى وأسمى؛ من الشَّرّف ‏ محركة ‏ » وهو 
الغلوة والمكانة العالية والسجد: 

وقيل : الشرف لا يكون إلا بالإباء وعلوّ الحسب» وعلى كل» هو 
أعلى وأسمى وأمجد [من] جميع الأنبياء و(المرسلين)؛ لأنه خلاصة 
العالم» وسيد بني آدم . 

وفي «مسند الإمام أحمداء واصحيح مسلماء وغيرهما: عن وائلة 
ابن الأسقع وه : أن النبي ل قال: «إِنَّ الله كك اصُطَفَى مِنْ وَلَدِ إِْرَاهِيم 
إستايل» واشطى ون ب يني إِسْمَاعِيلَ كتانةٌ» وَاصْطْفَى مِنْ يتِي كِتانَةَ فرَيْشاء 
وَاصْطْفَى مِنْ ل بَنِي هاشم ء وَاصْطْفَانِي مِنْ بَنِي هّاشم)'" . 

قال ابن عباس 5 : ما خلق الله خلقا ولا برأه أحب إليه من محمد كله(" . 

ولا شك أن الله تعالى أعطى نبيه المصطفى كل منازل الشرف والفضل . 

وفي «صحيح مسلم» وغيره: عن أبي هريرة ذه قال: قال رسول الله كه : 
«أنا سيدٌ ولد آدمٌ يوم القيامة» وأولُ من تنشق عنه الأرض» وأول شافع» 
وأول مُشّفّع»7. 

وفي سنن الترمذي عن أنس ‏ قال: قال رسول الله كلهِ: «أَنَا أَوّلُ 
النّسٍ خُرُوجًا ذا بُعثُواء ونا حَطَيبهُهْ إِذَا وَقَدُواء وَأَنا مُبَسمْهُمْ إذَا أيِسُواء 
)0( رواه الإمام أحمد في «المسند» (5/ 22٠١7‏ ومسلم (1715). 


(؟) أورده السمعانى فى ١تفسيره» .)١53/7(‏ 
(0) روأه مسلم (098؟5). 


>30 


لِوَاءُ الْحَمْدِ يَْمَئِذِ يدي وَأَنا أَكْرَمْ وَلَدِآدم عَلى رَبي ولا فخر)20 . 
والمرسلين: جمع مرسّل: اسم مفعول من أرسل» والرسلٌ: أفضلٌ 
خلق الله تعالى» فهو كل أشرف الخلق» وأشرف الرسل» وأفضلهم أولو العزم» 
وهم خمسة: إبراهيم» وموسى» وعيسى» ونوحء» ومحمد ولو والرسل 
ثلائمئة وثلاثة عشرء والأنبياء مئة ألف وأربعة وعشرون ألمًا. 
فأفضل الخلق الأنبياء» وأفضل الأنبياء الرسلٌ» وأفضل الرسل أولو 
العزم» وأفضل أولي العزم محمدٌ صلى الله عليه وعليهم أجمعين؛ وسلَّم 


والنبي مأخوذ من النبوة» وهي الرفعة» أو من النبأء وهو الإخبار؛ لأنه 
مخبرٌ عن الله تعالى» وهو إنسان حر ذكر بالغ من بني آدم» أوحي إليه بشرع » 
وإن لم يؤمر بتبليغه» فإن أمر بالتبليغ فرسولٌ أيضاء فبين النبي والرسول 
عموم وخصوص مطلق.» فكل رسول نبي بلا عكسء ولم يشترط بعضهم 
فى النبوة الذكورية؛ واشترطها فى الرسالة» والمعتمد اشتراطها فيهما. 

(وعلى آله): هم في مقام الدعاء: أتباعة على دينه في قول بعض 
أهل العلم ؛ كما ذكره ابن عبد البر”"2. وأقدمٌ من رُوي عنه هذا القول: جابرُ 
ابن عبدالله و#اء ذكره البيهقى””؛ واختاره بعض الشافعية9© . 


. وقال: هذا حديث حسن غريب» وقال الألباني: ضعيف‎ 0751١١ رواه الترمذي‎ )١( 
.)١95 ١50 (؟) انظر: «(التمهيد» لابن عبد البر‎ 

() رواه البيهقي في «السئن الكبرى» (7/ 87) بلفظ : آل محمد يك أمنّه . 

(:) انظر: «جلاء الأفهام» لابن قيم الجوزية (ص: .)5١١‏ 


١0 


واله : 


(000 


قلت: اختاره ‏ أيضًا ‏ كثير من علمائنا في مقام الدعاء خاصة. 
قال في «جلاء الأفهام» : يقال: آل الرجل : له نفسه. وآله: لمن تبعه. 
لأهله وأقاربه» فمن الأول قوله يَكهِ: «اللهم صل على آل أبي أوفنى"7" . 


رواه البخاري (/1491)» ومسلم 2)21١1(‏ من حديث عبدالله بن أبي أوفى 5ل . 
أما الصلاة على غير النبي يَلهِ من الصحابة وآل البيت وغيرهم ففيه خلاف». 
والحق أنه من خخصائص النبي كلو فقد قال ابن حجر في «فتح الباري» (8/ 4 017): 
وَاسْمدِلَ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى جَوَاز الصّلاة عَلَى غَيْر التِيَ ل مِنْ أَجْلٍ قَؤْله ف 
«وَعَلَى آَل مُحَمّده وَأَجَابَ مَنْ مَنَمَ أن الْجَوَاز مُقَيَد يد نادوعي وام 6 
وَقَمَ مُسْتَقِلَاء وَالْحْجّة فيو : أَنَهُ صَارَ شعارًا لِلنَِ لق» 3 فلا يُشَاركهُ غَيْره فيه قلا 
ُقَال : فَالَ أَبُو بكر وَل وَإِنْ كان مَعْنَاهُ صَحِيحَاء ويُقَال : صَلَّى الله عَلَى اللََبِيّ وَعَلَى 
صِدّيفه أَوْ حَلِيفته» تو لِك وتريب بن هذا أنه لاممال: قال عد مَُحَمّد ويك 
وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُ صَحِيحَا؛ لأنَّ هَذَا الثَنَاهِ صَّارَ شعَارا للّهِ سُبْحَانهء لا يُشَاركة غَيْره 
فيه . ولا حُحجةلِمَنْ أجَارَ ذِكَ مدا فيمَا وق من قله عَالَى : وَصلٍعَليهُمَ 24 
ولا في قَوْله ك: «اللَّهُمَ صَلٌ عَلَى آل أَببِي أَوْقَى»» ولا فِي قل إمرأة جَابير: صَلٌ 
عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي » َال كلق : 'اللَّهُمَصَلُ عَلَبهمَا؛ ون ذلِكَ كله وَقَم من اللي له. 
ا ا وَلَيِسَ لِيره أن يكَصَّوّف إلا يإِذْنِهِ 
ولي يَنْبْت عَنْهُ إذْن في ذَلِكٌ . وَيُقَرّي الْمَنْمَ أنَّ الصّلاة عَلَى غَيْر ال بي يله صَارَ 
شعَارًا لأهْلٍ الأهُوَاء يُصَلُونَ علَى مَنْ يُعَظَمُونةُ مِنْ أَهْل الْيَئّت وَغَيْرهمْ . وَهَل 
المع في ذلك حرام أَوْ مَكْرُوهء أَوْ خلاف الأؤلى؟ حَكَى الأؤْججه الثّلانّة النَوَوِ 2 
فِي «الأذْكَار»» وَصَكَص الثاني . وَقَدْ رَوَى إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق فِي كِتّاب «أَحَكَام 
لآ نكو حتى ض شترن هد تود أنَهُ كدب : أَمّا بَعْدُ: فَإِنَّ نآسًا مِنْ 
س اِلْتَمَسُوا عَمَل الذَّنْا بعَمَلٍ الآخر رة وَإِنَّ سا مِنْ الْقصّاص أَحَْدَنُوا في الصّلاة - 


"١ 


وقوله تعالى  :‏ #سَلم علََإِلْيَاِينَ #[الصافات: »]1١‏ وقال قوم : لا يكون الآل 
إلا الأتباع والأقارب7©. 


وآ النبي يكلهِ: من حرمت عليهم الزكاة» وهم عندنا”" كالحنفية : بنو 
هاشم خاصة. 


وقال أشهب من المالكية : هم بنو هاشم ومَنْ فوقهم إلى غالب”" . 
وقيل: هم ذريته وأزواجه خاصة» حكاه ابن عبد البر في «التمهيد» . 


0 عو 
قال فى «القاموس» : آل الرجل : أهله وأتباعه وأولياؤه» ولا يستعمل 
إلا فيما فيه شرف غاليً”” . 


ٍ. عََى حلام وأ مَراِهِمْ عَذْلَ الصّلاة على ادر نذا جائك كيدي هنا قنرق آذ 
تَكُون صّلاتهم عَلَى النَبِيتينَ» وَدُعَاوُهُمْ لِلْمُسْلِمِينَ وَيَدعُوا مَاسوَى ذَلِكَ. ثم 
أَخْرَجَ عن ابن عباس بِِسْنَادِ صَّحِيح قَالَ: لا تَضْلّح الصّلاة عَلَّى أَحَد إِلاعَلّى 
التي لله وَلَكِنْ للْمُسْلِمِينَ وَالْمْسْلِمَات الاسْتَغمَار. وَذَكرَأبُوذَرَ أنَّ الأمر بالصّلاةٍ 
عَلَى الي يك كان في الشئة ةن الهجرة» وَقِيلَ: مين ليله الإشراء. اه. 

.)7١ 5 انظر: «جلاء الأفهام» لابن قيم الجوزية (ص:‎ )١( 

(؟) أي: الحنابلة . 

(9) انظر المذاهب في هذه المسألة في «طرح التثريب» للعراقي (5/ 270 . 

(5) انظر: «التمهيد)» لابن عبد البر .)١95/1١50(‏ 

(5) الآلُ: أَهْلُ الرجل» وأنباعُةُ وأؤلياؤه» ولا يُسْمَْمَلُ إلا فيما فيه شَرَفٌ غالبّاء فلا 
يقال: آل الإسكاف كما يقال أعلك وأصلةة أهلّ أَبَدِلَتِ الهاءً مَمْرَةٌ فصارتُ 
أألَّء تَوالّث هَمْرّتانء فَأَبْدِنَّت الثاتبةٌ ألقَاء وتصغيئة: أُوَئِلٌ وأُمَيِلّ. انظر: - 


يض 


والصواب جوازٌ إضافته إلى الضمير. 

(وصحبه): اسم جمع لصاحب» وقال الأخفش : جمع له(" وبه 
جزم الجوهريء فقال : د صاحب صَّحْب؛ كراكب وركب”" . 

والمراد بالصاحب هنا: الصحابي» والضمير عائد على النبي يلل 
والصحابي: من اجتمع بالنبي كَل مؤمنا ولو لحظة» ومات على الإيمان» 
ولو تخلله ردّة. 

وقوله : (أجمعين): تأكيد لعموم الصحابة الكرام الأطهار؛ لأنهم عدولٌ 
في الرواية وغيرهاء وفي قوله يَكِْهّ: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتهم)”" 
دليل على عدالتهم» فلو لم يكونوا عدولاء لما حصل الاهتداء بالاقتداء بهمء 
وعلى الناس جميعًا أن يكفوا عما جرى بينهم من الفتن» وحَمْل ذلك على 
اجتهادهم» وظن كل فريق منهم أن الواجب ما صار إليهء وأنه أرفق للدين» 
وأصلح للمسلمين» وكل مجتهد مأجورء والله ولي الأمور. 


وفي الصحيحين : «لا تَسْيُوا أَضْحَابِي فلؤْ أَنَّ أَحَدَ أنفق مثل أحد 


- «القاموس المحيط» للفيروزأيادي (مادة: أول). 

.)0715-1716 /١( انظر: «معاني القرآن» للأخفش‎ )١( 

(0) انظر: «الصحاح» للجوهري (مادة: صحب). 

(*) رواه اين عبد البر في «جامع بيان العلم» (؟/ )4١‏ من حديث جابر بن عبدالله وها 
وقال: إسناده لا تقوم به حجة؛ لأن الحارث بن غصين مجهولء ورواه البيهقتي 
في «المدخل إلى السئن الكبرى» (ص: )١154- ١57‏ عن عمر وابن عباس 4# 
وجرّاب بن عبيدالله» ثم قال: حديث متنه مشهور وأسانيده ضعيفة» لم يثبت في 


هذا إسنادء والله أعلم . 


رذن 


دَهَبَا ما بلع مد أَحَدِهِمْ 3 تصيقة)20 . 

والنصيف: أحدٌ لغات (النصف) الأربع ؛ فإنه يقال: نصف_ بفتح 
النون» وكسرهاء وضمها » ونصيف_بفتح النون وزيادة الياء » والمعنى: 
لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبّاء ما بلغ ثوابة ثواب مذ أحدهم من البِرٌ 
والتمرء ولا نصفه؛ وذلك لأن إنفاقهم كان في نصرة النبي يك وحمايته» 
فتضمّن ذلك أفضليتهم على غيرهم مطلقاء وأفضلية نفقاتهم على نفقات 
غيرهمء باعتبار أفضلية ذواتهم -رضوان الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين ‏ . 

(أما بعد) ما ذكر من حمد الله» والصلاة على رسول الله يِِْ وآله 
وصحبه. وهذه الكلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخرء ولا يؤتى 
بها في أول الكلام . وكان يك يأتي بها في خطبه ومكاتباته ؛ كما رواه عنه نيف 
وثلاثون صحايئًا'" . 

ولفظةٌ (أما) فيها معنى الشرط ؛ لأنها نائبة عن (مهما)» قال سيبويه: 
قولٌ النحويين: أما زيدٌ فمنطلق» معناه: مهما يكنْ من شيء فزيدٌ منطلق”" . 

و(بعد): ظرف زمان ويستعمل ظرفٌ مكان _مبني على الضم لقطعها 
عن الإضافة لقنا وهي فصل الخطاب الذي أوتيه داود عليه السلام» المشار 
إليه بقوله تعالى : #وَءَاتَتَهُ الْحَكَدَوَمْضلَكلْنِطَابٍ 1[ص: »]٠١‏ واختلف في 
أولٍ مَنْ نطقهاء فقيل: داود» وقيل : يعقوب عليهما السلام» وحيتكذ ففصلٌ 
)20 رواه البخاري (7*51/7)» ومسلم »)705١1(‏ من حديث أبي سعيد الخدري كه . 


(؟) انظر: «نظم المتنائر في الحديث المتواتر» للكتاني (ص: .)١1١7‏ 
(9) انظر: «الكتاب» لسيبويه (5/ 7370). 


>32 


الخطاب الذي أوتيه داود: البينةٌ على المدّعي واليمين على المدّعى غلك : 
وقيل: يعربُ بن قحطان. وقيل: كعبُ بِنُ لَوَّيّء وقيل: قسن بن ساعدة» 
رقفل سحبان بونوائل: 
والأولٌ أشبه؛ كما قاله الحافظ ابن حجر وغيئه”"©» نعم» نسبةٌ أولية 
ذلك لسحبان ساقطةٌ بالكلية» وقد نظم ذلك الشمسُ الميداني مع زيادة آدم 
وأيوب عليهما السلام» فقال: 
تزف ابذاك أمدا يع نذا نان افا 
بهاع دق ولا وداودأقربٌُ 
ويعقوبٌ أيوبٌ الصبورٌ وآدمٌ 
رفيد وشتعيان وك وات 
(فهذا): الفاء في جواب (أمَا) النائبة عن (مهما)» والهاء حرف تنبيه؛ 
و(ذا) اسم إشارة» والمشار إليه الكتابُ المؤلّف» فإن كانت الخطبة متقدمة 
على تأليف الكتاب» فالإشارة إلى المتصوّر في ذهن المؤلف رحمه الله 
تعالى؛ لأن من عزم على تأليف كتاب» صوره في ذهنه . وإن كانت الخطبة 
بعد وضع الكتاب» فالإشارة إلى الكتاب المؤلّف . 


(كتات) : وهو في اللغة: الضمٌ والجمع» سمي بذلك؛ لجمعه 


.)07 /5( انظر: (تفسير البغوي»‎ )١( 
.)1١ 14 انظر: «فتح الباري» لابن حجر (؟/‎ )0( 


(*) البيتان من الطويل» وذكرهما الرحيباني في «مطالب أولي النهى» /١(‏ 18). 


هوم 


المسائلَ والأبواب والفصول ونحوهاء (جمعته) من مروياتي. (محذوفٌ 
الأسانيد): جمعٌ سندء وهو الموصِلٌ إلى الحديث المقصود؛ لأن المقصود 
الأعظم من ذكره إنما هو معرفة حاله من الصحة والحسن والضعف» و 
ذلك» وهذا لا يدركه إلا الأثمةٌ الحفاظ أولو المعرفة التامة والإتقان. 

(و) حيثٌ (عزوته)» وفي بعض النسخ : : عزيته؛ يقال: عزوث الشيء 
وعزيته أعزيه وأعزوه: إذا أسندته إلى أحد» ولذا قال: (إلى كتب الأئمة): 
متعلق ب (عزوته)» والأئمة: جمع إمام» وهو الصدر المقدم على غيره؛ 
المقتدّى بأقواله وأفعاله من علمه وعمله» فأغنى عزوي الحديث إلى كتاب 
مشهور من كتب الأئمة المقتدى بهم» عن التطويل بإيراده بإسناده» سواء كان 
من الأئمة الستة الذين هم: البخاري» ومسلم» وأبوداود» والترمذي» والنسائي» 
وابن ماجه» أو غيرهم» رحمهم الله تعالى» ورضي عنهم أجمعين . 

(وإذا كان): الحديث الذي أذكره (في الصحيحين)؛ أي : «صحيح 
البخاري»» و«صحيح مسلم»؛ إذ هذا الاسم صار علمًا عليهما بالغلبة» (أو 
أحدهما) منفردًا به عن صاحبه» إما في «صحيح البخاري» دون اصحيح 
مسلماء وإما في اصحيح مسلم) دون ااصحيح البخاري»» (لم أعزه) ؛ 
أي : ذلك الحديث الذي فيهماء أو في أحدهما (إلى غيره) من بقية الكتب 
الستهء أو غيرها (غالبًا)» ومن غير الغالب قد يعزوه لغيرهماء مع عزوه له 
لهماء أو لأحدهماء النكتة من تقوية أو زيادة أو غير ذلك» فيستغني بعزوه 
لهما أو لأحدهما عن العزو لغيرهماء (وإن كان) الحديث (في بعض) كتب 


(السئن) من اسئن أبي داود»» و«سئن الترمذي»» و«ستن النسائي» ‏ الكبرى» 


” 


أو الصغرى -المسماة ب «المجتبى»» و«سئن ابن ماجه»؛ (لأن المقصود) من 
العزو (معرفةٌ صحته)؛ أي : الحديث المذكورء (لا كثرة الرواة) المخرجين 
(له)؛ ولا كثرة الروايات وتعدد الطرق وتباين المخارج . 

قال المصنف رحمه الله تعالى: (ورجوث أن ينفعنا الله) كك (به)؛ 
أي : بسبب تأليفه» ا ا أو 
استمع له أو أسمعه» (إنه) سبحانه وتعالى (حسيّنا): يكفينا ويحقق رجاءنا 
في إجابة دعائناء (ونعم) الحسيبُ» ونعم (الوكيل)؛ فإنه 508 5 


من رجاه» ولا يرد من قصده ودعاه. 


وهذا أوان الشروع في المقصود. 


010الا 


يض 


كما 
ظ ؤ 


التي هي أعظم أركان الدين بعد الشهادتين؟ كما يأتي التنبيهٌ على ذلك» 
ومن شروط الصلاة: الطهارة» ومن متعلقاتها: الأذان» وبناء المساجد» 
والمشى إلبهاء وغير ذللك مما ذكره رحمه اشاتعالى + وبدا بالوضوع فقال: 


اوأارىم 
فض ل الوصوء 
أي : هذا باب فضل الوضوءء أصلٌ الفضل: ضدٌ النقص» والجمع 
0 5 5 ع 084 ا - 0 5 8 
فضول» وقد فضل كنصّر وعلم» وأما فضل كعَلِم يفضل كينصر» فمركبة منهماء 
والفضل : الزيادة» فكأن المتوضيءٍ حاز زيادة الثواب عن الإجزاء الموصل 


للمثول بين يدي الله تعالى . 
وذكر الحافظ فيه ثلاثة أحاديث . 


*0#* 


١ 








5 5 2 ا ره خحراه © 
١‏ _عن عثمان بن عفان اه قال : قال رسول الله يل: «مَنْ توضاً 
“7ه عسوو م اميه جا م امل امم 5 7 
فأحسن الوؤضوء. خرجث خطاياه مِنْ جِسدِهِ حَنى تخرّج مِنْ تخت 
أظفاره» . رواه مسلو”' . 


ل 
و0 


الحارث _بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . كنية عثمان (445) أبو عبدالله » 
فلما ولدت له رقية عبدالله. اكتنى به. وأمٌّ عثمان 5 : أروى» وأمٌّ أروى : 
م حكيم البيضاءً بنثُ عبد المطلب» عمةٌ النبي 6و1" . 

ويلقب عثمان ضيه بذي النورين ؛ لأنه لم يُعلم أحدٌ أرسل سترًا على 
ابنتي نبي غيره» كما نقله ابن عبد البر""» وابن الأثير. 

ع و ع 

أسلم عثمان ذه قديمًا على يد أبي بكر الصديق 5ه قبل دخول 
)0غ( رواه مسلم .)١146(‏ 


(؟) انظر: «أسد الغابة» لابن الأثير (7/ 505). 


() انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر (7/ .)١١79‏ 


3 








رسول الله ككْةِ دار الأرقم» وكان يقول: إني رابع أربعة في الإسلا'" . 

وهاجر إلى الحبشة فارًا بدينه مع زوجته رقية» فكان أول خارج إليهاء 
وتابعه سائرٌ المهاجرين إلى الحبشة . 

وفي مسند أبي يعلى الموصلي : أنه قال يَلِ: إن عثمان لأولٌ من هاجر 
إلى أرض الحبشة بأهله بعد لوط عليه السلام»”" . 

ثم هاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة» ثم إلى المدينة» ولما توفيت 

زوجته رقيةٌ 4# قفولٌ النبي يَِةٌ من بدر الكبرى» زوّجه يَيْةُ ابنته الثانية أ 
0 فلما ماتت ييه قال له َك : “الوكان عندنا ثالثةٌ 6 عثمان» 227 


م 


بها غيره» ل ا قي 
22 


وجهز جيش العسرة» وجمع القرآن في المصحف, ووقف بكر 
.20 


رومة'*'» ووسع مسجد رسول الله وَكةِ وهو أحد السابقين الأولين» وأحد 

.)555/:5( أوردهابن الأثير في «أسد الغابة»‎ )1١ 

(0) أورده السيوطي في «الدر المنثور» (407/5)» من حديث أنس بن مالك وه 
وعزاه لأبي يعلى. ورواه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (19/ 0١‏ . 

إفرف رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق» (57/15) من حديث الحسن البصري مرسلًا. 

(5) أورده الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (0/ 656)» وعزاه لابن إسحاق. ورواه 
الترمذي (77/017) من حديث أنس بن مالك يه وقال: حديث حسن صحيح 
غريب . 

(4) رُومَةُ بضم الراء وسكون الواو: أرض بالمدينة بين الجُرف وزغابة نزلها - 


وف 


الخلفاء الراشدين» وأحد العشرة الذين بالجنة مبشرين» وأحد أصهار 
رسول رب العالمين يل ومناقبه كثيرة» ومزاياه شهيرة . 

بويع له بالخلافة بعد وفاة سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ذَيه 
بثلاثة أيام» يوم الجمعة» غرة المحرم» فمكث خليفة إحدى عشرة سنة» 
وأحد عشر شهراء وثلاثة عشر يومّاء ثم قتل يوم الدار شهيداء بعد أن حوصر 
في داره تسعة وأربعين يومّاء وقيل: شهرين وعشرين يومّاء واستشهد وهو 
صائم . 

ويروى: أن المصحف الشريف كان مشورًا بين يديه يقرأ فيه» فوقعت 
قطرة أو قطرات من دمه على قوله تعالى : 9سَسَعَكْنِيِكَهُمْ د وَهُوَالعِيُ 
ميغ © [البقرة : /1819] 237 , 

واختلف فيمن باشر قتله» فقيل : لا يعرف» وقيل: الأسود التجيبي 7 
من أهل مصرء وقيل غير ذلك”". وكان ذلك يوم الجمعة لثمان عشرة من 
ذي الحجة» وقيل : يوم التروية سنة خمس وثلاثين» وكان عمره يومئذ تسعين 
سنة» وحكى الواقدي الاتفاق على أن عمره يومئذ اثنتان وثمانون سنة» 


وتصدق بها. انظر: «معجم البلدن» لياقرت الحموي (77/ 5 .)٠١‏ 

)01( رواه عمر بن شبة في «أخبار المدينة» (7117/5) من حديث أبي سعيد ذه . 

(؟) في الأصل : «النخشي»» والمثبت من «معرفة الصحابة» و«المطالب العالية» لابن 
حجر /1١84(‏ 57). 

(0) انظر: «معرفة الصحابة» لأبي نعيم /١(‏ 77)» وفيه: «وقيل: قتله جبلة بن الأيهم 


من مصرا. 


ءءء 


ورجحه ابن الصلاح» ودقن ليلة السبت في البقيع في حش كوكب'', وصلى 
عليه الزبير» وقيل: حكيم بن حزام» وقيل: جبير بن مطعم . 

روي له عن رسول الله بَكِةِ مئة حديث» وستة وأربعون حديثاء اتفقا 
على ثلاثة» وانفرد البخاري بثمانية» ومسلم بخمسة'!". 

فمما انفرد به مسلم عن عثمان ذه : 

(قال) عثمان بن عفانَ: (قال رسولٌ الله يلِهِ: من توضّأ) من المسلمين 
الوضوءً الشرعي» (فأحسن الوضوء) بإتيانه بشروطه وفروضه وواجبه 
واستنشق واستتثر؛ بأن أخرج الماء الذي في أنفه بشماله؛ بعد النية والتسمية» 
ثم غسل وجهه ثلاث مرات» ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاثًا ثلانّا» ثم مسح 
برأسه» ثم غسل كلتا رجليه ثلاث ثلانّاء وأتى بالتيامن والترتيب والموالاة. 

(خرجت خطاياه من جسده) : والخطايا: جمع خطيئة» وهي الذنب» 
أو ما تعمد منه؛ كالخطء_بالكسر ‏ » والخطأ: ما لم يتعمد. 

(حتى): أي : إلى أن (تخرج) بقيةٌ خطاياه (من تحت أظفاره) مفارقة 
لسائر جسده مع ماءِ وضوئه . 


)١(‏ حش كوكب: الحش: البستان» وكوكب: رجل من الأنصار»ء وهو عند بقيع 
الغرقد» اشتراه عثمان بن عفان ولاه » وزاده في البقيع . انظر: الامعجم البلدان» 
لياقوت الحموي (؟7/ .)5١7‏ 

(؟) انظر ترجمة عثمان بن عفان طَيِبْه في : «الاستيعاب» لابن عبد البر (7/ »)1١79/‏ 
و«أسد الغابة» لابن الأثير (9/ 42505 و«الإصابة» لابن حجر (5/ 105). 


ه: 


(رواه) الإمام الحافط المتقن أبو الحسين (مسلم) بنْ الحجاج القشيريٌٍ 
النيسابوريٌ» نسبة إلى نيسابور إحدى مدن خراسان الأربعة» وهي: هراة 
وبلخ ومرو ونيسابور» ولد سنة أربع ومئتين. 

سمع من قتيبة بن سعيد» والقعنبي» والإمام أحمدء ويحيى بن بكير» 
وأبي بكر بن أبي شيبة» وخلائق. 

وروى عنه : أبو عيسى الترمذي» وابن صاعد». وخلق. 

ومن أعظم الدلالة على علو كعبه» وسمو مرتبته» وكمال رفعته في 
علوم الحديث : كتابّه الصحيح الذي يجمع به طرق الحديث» مع التنبيه 
على ما في ألفاظ الرواة من اختلاف بين متن وإسناد» واعتنى به بالتنبيه على 
الروايات المصرّحة بسماع المدلَّسِين» وغير ذلك من دقائق كتابه ولطائفه» 
حتى إن أبا علي النيسابوري وبعض المغاربة رجّحوه على «الجامع الصحيح» 
للإمام البخاري» وإن كان الجمهور على خلافه . 

روى الخطيب بإسناده عن مسلم بن الحجاج : أنه قال : صنفت هذا 
المسند الصحيح من ثلاثمئة ألفٍ حديثٍ مسموعة”'. 

وأجمع العلماء على أن كتابي البخاري ومسلم أصحٌّ الكتب المصنفة» 
ولكلّ واحد من البخاري ومسلم تصانيفٌ غير الصحيح معلومة عند أهل 
هذا الشأن. 

توفي الإمام مسلم رحمه الله» ورضي عنه ‏ بنيسابور عشية يوم الأحدء 


ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من شهر رجب سنة إحدى وستين ومئتين» 


.)٠١١ /1١1( دواآه الخطيب فى «تاريخ بغداد»‎ )١( 


ك“ء 


كما قاله محمد بن يعقوب بن الأخرم'١)‏ عن خمسٍ وخمسين سنة على ما جزم 
به ابن الصلاح وغيره» والله أعله”" . 

وروي حديث عثمان المذكور بلفظ آخر» وهو: أن عثمان نه توضأء 
ثم قال: رأيت رسول الله يله توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: «مَنْ توَضَّاً 
فكذاة فِرَ لَّهُ ما تقد مِنْ ذه وَكَانَتْ صَلاتَةُ و وَمَشْيْهُ مَشْبْهُ إلئ الْمَسْجِدٍ نآفلد» 
رواه مسلم أيضًا”"©. 

ورواه النسائي مختصراء ولفظه: قال: سمعت رسول الله يَلِةِ يقول: 
١مَا‏ مِنْ امْرئء يَتَوَضَّ بحسن رُضُوءَه نّم يُصَّلي الصَّلاة إلا غَفرَ لَه مَا بينَهُ 
ََيْنَّ الصّلاةٍ الأخْرى حَتَّى يُصَلَيهَاه!؟» وإسناده على شرط الشيخين. 

ورواه ابن ماجه أيضًا باختصار» وزاد في آخره: وقال رسول الله يله : 


«ولا يغتر أحد)" . 


. في الأصل : «الأخر»» والتصويب من "سير أعلام النبلاء»‎ )١( 
وهو أبو عبدالله محمد بن يعقوب بن يوسف بن الأخحرم الشيباني النتيسابوري»‎ 
محدث حافظء توفي سنة (155ه). انظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي‎ 
(1/؟5ة).‎ 

(6) انظر ترجمة الإمام مسلم في: «تهذيب الكمال» للمزي (71/ 5494)غ» و«تهذيب 
التهذيب» لابن حجر .)١١7 /٠١١(‏ 

م2 رواه مسلم (179) من حديث حمران مولى عثمان قال: أتيت عثمان بن عفان 
بوضوء فتوضاً ثم قال. . . فذكره. 

(4) رواه النسائي .)١45(‏ 


2( رواه ابن ماحه 80 بلفظ : «ولا تغتروا» 1 


و 


وفي لفظ النسائي : ١مَنْ‏ أت الوْضو كَهَا امن اللذكف فَالْصَّلَوَاتُ 
الْكَمْسُ كَقَارَاتٌ لما لما بَينْهَنَ0( . 

وعن عثمان بن عفان وه أيضا ‏ : أنه توضأء فأحسن الوضوءء ثم 
قال: رَأَيْتُ التَبِيَ لل توَضَّأ وَهْرَ في هَذَا الْمَجُلِسِء فَأَحْسَنَ الْوْضوءَء ثُمّ 
َال من توضاً مثل هذا الضوئ * ّم أتى الْمَسْجِدَء فرك ركْعََيْنِء ثم جَلْسَ» 
غُفِرَلَهُمَاتَقَدَمَ مِن ذضِهاء قَالَ: وَقَالَ النِِنُ يلِ: «لا تَْمَدُوااء رواه 
البخاري”" وغيره. 

وعنه ذه : أنه دعا بماء فتوضأء ثم ضحك» فقال لأصحابه : ألا تسألوني 
ما أضحكني؟ فقالوا: ما أضحكك يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله يك 
توضأ كما توضأت» ثم ضحك كما ضحكث, فقال: «ألا تسألوني ما أضحكني؟» 
قالوا: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال: «العبد إذا دعا بوضوء»ء فغسل وجهه. 
حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه؛ فإذا غسل ذراعيه كان كذلك, وإذا 
طهر قدميه كان كذلك»» رواه الإمام أحمد بإسناد جيد» وأبو يعلى”" . 

ورواه البزار بإسناد صحيح» وزاد فيه: «فإذا مسح رأسه كان 
كذلك)9 , 


.)١55( رواه النسائي‎ )١( 

(؟) رواه البخاري (1177). 

() رواه الإمام أحمد في «المسند» /١(‏ 08)» وأبو يعلى في «مسنده» كما في 
(مجمع الزوائد» للهيئمي »)7١15 /١(‏ وقال: ورجاله ثقات. 

زحق رواه البزار في «مسنده» .)87١(‏ 


4 


وأخرج البزار أيضًا ‏ بإسناد حسن عن خُمْرَانَ قال: دعا عثمان 
بوضوء وهو يريد الخروج في ليلة باردة» فجئته بماء فغسل وجهه ويديه. 
فقلت: حسبك » والليلة شديدة البرد» فقال: سمعت رسول الله ككلِْعِ يقول : 


الا يُسبغ عبد الوضوء إلا عفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»". 


«0# *# 


:)7730//1١( روه البزار فى لمسنده» (؟575)» وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد»‎ )١( 
. رواه البزار ورجاله موثقون» والحديث حسن إن شاء الله‎ 


8 


سر 0 ذه 


3 


-عَنْ أبِي هُرئرَة : أَنَّ وَسُولَ الله كه قَالَ: ددا توَضَّاً الْعَبْدُ 0 


خطيئة 


امن فَفسَلَ وه خَرجَ مِنْ وَجهِه كل حَطِيئَةٍ نظر إَِيْهَا ينه 


بعيلية 


الس 


ومسا م هه 


مَعَ الْمّاءِء أو م آخِرٍ قَطْر الْمَاء ذا خَسَ يدوه خَرجَ من يَدَئهِكلٌ 
حَطِيئةٍ كان بَطَشَعهَا يََاُ مع الما أذ وْمَعْ آخر قطر الْمَاءِ فَإِذَا غْسَلَ 
رجْلَبُه خَرجَث جل خَطِيئَةِ مَشَتْهَا رجلا مم الْمَا أَوْمَعَآخِر قَطْرٍ 
الْمَاهِه حَتَّى يَخْرْيَ نيا مِنَ الذّنُوب». رواه مسلم”" . 
(عن أبي هريرة #): عبدٍ الرحمن بن صخر على الأصم في اسيه 
واسم أبيه؛ وبه قال الأكثرون كما صححه البخاري وغيزه» وأسلمث أم أبي 
هريرة نه وعنهاء واسمها ميمونة بنث صبيح بن الحارث من دَؤْس» وله 
أخُ يسمى أبا كريمة. وأبو هريرة أولٌ من كني بهذه الكنية؛ لأنه كان له في 
صغره هريرة يلعب بهاء وهريرة تصغير هرة. وهو دوسي - بفتح الدال 
المهملة وسكون الواو وبالسين المهملة ‏ نسبة إلى دوس» قبيلةٍ من اليمن 
من الأسد» قدم على النبي يَكةِ مسلمًا عام سبع وهو بخيبر» فأسهم له ولمن 


)00( رواه مسلم (515). 








معه من قومه منهاء وهو أحفظ الصحابة. 

قال الإمام الشافعي ؤَيه في كتابه «الرسالة»: أبو هريرة أحفظ من 
روى الحديث في دهرة'" . 

وهو أكثر المكثرين» وحَدٌّ المكثر: من روي له عن رسول الله لِِ من 
الصحابة ألف حديث فصاعدًاء وهم سبعة., ثلاثة من قريش» وهم: عائشة 
الصديقة» وعبدالله بن عباس» وعبدالله بن عمر و» وثلاثة من الأنصارء 
وهم: أنس بن مالك» وجابر بن عبدالله» وأبو سعيدٍ الخدري» والسابع أبو 
عريرة: 

روي له عن رسول الله وَكِةِ خمسة آلاف حديث وثلائمئة وأربعة وسبعون 
حديثاء اتفق الشيخان منه على ثلاثمئه وخمسة عشر» وفي «منتخب المنتخب» 
للحافظ ابن الجوزي ثلائمئة وستة وعشرون حديثًا. وانفرد البخاري بثلاثة 
وتسعين» ومسلم بمئة وتسعين . 


قال في «جامع الأصول»”": لما قدم أبو هريرة على النبي كَل لزمه 


.)58٠ انظر: «الرسالة» للإمام الشافعي (ص:‎ )١( 

(؟) مصنف الكتاب هو أبو السعادات الشيباني» ابن الأثير الذي اطلع على كتاب 
رزين بن معاوية السرقسطي الذي جمع فيه بين البخاري ومسلم والترمذي وأبي 
داود والنسائي وموطأ الإمام مالك. وقارن بينه وبين أصول الكتب الستةء فرأى 
أحاديث كثيرة لم يذكرهاء وأحاديث في كتابه لم يجدها في الأصول. فقام بتهذيب 
كتابه» وترتيب أبوابه» وتسهيل مطلبهء وأضاف إليه ما سقط من الأصولء وأتبعه 
شرح ما في الأحاديث» وأسماه: «جامع الأصول في أحاديث الرسول». انظر: 
«كشف الظنون» لحاجي خليفة .)015/1١(‏ 


اه 


وواظب عليه راغبًا في العلم» راضيًا بشبع بطنه» وكان يدور معه حيثما دارء 
وكان من أحفظ الصحابة» ويحضر ما لا يحضره واحد منهم؛ لملازمته 
النبيّ يَلِء قال البخاري: روى عنه أكثر من ثمانمئة رجل من بين صحابي 
وتابعي» فمنهم : ابن عباس» وابن عمرء وجابير» وأنس» وواثلة بن الأسقعء 
مات ونه بالمدينة سنة سبع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة في آخر 
خلافة معاوية”"' . 

وصلى عليه أمير المدينة يومئذ الوليدٌ بن عتبة» ودفن بالبقيع" . 

روى أبو هريرة ظَك : (أن رسول الله كَل قال: إذا توضأ العبد المسلمء 
أو) قال: إذا توضأ العبد (المؤمن) بالله ورسوله . 

والمؤمنٌ والمسلمٌ سواءً» والإسلام والإيمان يصدّق كل واحد منهما 
على الآخرء لكنهما كالفقير والمسكين» إذا انفردا اجتمعاء وإذا اجتمعا انفرداء 
فالإسلام يراد به: أفعال الدين الظاهرة؛ من شهادة أن لا إله إلا الله وإقامة 
الصلاة» وإيتاء الزكاة» وصوم رمضان» وحج البيت» ونحوها. والإيمان: 
هو الإيمان بالله تعالى» وملائكته» وكتبه» ورسله» وباليوم الآخر من البعث 
والنشورء وبالقدر خيره وشرهء حلوه ومرّه. 


(فغسل) في وضوئه (وجهه). سمي وجهاء لمواجهته» مشتقٌّ من 
المواجهة» وقد اعتبر الفقهاء هذا الاشتقاق» وبَنُوا عليه أحكامًا. وحدّه من 


.)097-291 /157( انظر: «جامع الأصول» لابن الأثير‎ )١( 


() انظر ترجمته في: «تهذيب الكمال» للمزي (75/ 7517)», و«الإصابة» لابن حجر 
0/ 156). 


,هه 


ات شم الراسن المعتاد”» إلى ما انحدر من اللُحبين طولاء 0 إلى 
الأذن عرضًاء وغسلّه واجب بالنص والإجماع! لقوله تعالى: #إدًا قُمَثّمَ 
َلصَلَوة دعسنو وْجُوسَحْْ #[المائدة: 7]» وكل من وصف وضوء رسول الله 7 
ذكر أنه غسل وجهه»ء واتفق الأئمة على ما ذكرناه من تحديد الوجه. إلا أن 
الإمام مالكًا ضه قال: البياض الذي بين العذار ال راي 

حق الملتحي» فلا يجب غسله عنده» قال : لآن المواجهة لا تقع به" 

فإذا غسل المتوضئء وجهه الغسلّ الشرعي» موي نا 
خطيئة) من ذنوبه وآثامه (نظر إليها)؛ أي : إلى موجب تلك الخطيئة (بعينيه): 
تثنية عين» وهي الباصرة» اسم للعضو المعروف. 

قال في «القاموس»: العين الباصرة مؤنثة» تجمع على أعيان» وأعين» 


00 
.  لويعو‎ 


فيخرج غب ما اقترفه» ووضرة» ما نظر إليه بعينيه من محارم الله 
تعالى (مع الماء) الذي توضأ به» (أو) قال: خرج من وجهه كل خطيئة نظر 


)١(‏ في هامش الأصل: افلا عبرة بالآفرع _بالفاء الذي ينبت شعره في بعض جبهته» 
ولا بالأجلح الذي انحسر شعره عن مقدم رأسه ‏ شرح المنتهى -»» وقد كتبت 
هذه الحاشية بخط يختلف عن خط الناسخ» وقد تبين لي بالمقارنة أنه خط عمي 
الشيخ مراد الشطي رحمه الله . 

9) انظر: «التمهيد» لابن عبد البر .)١1١4 /57٠(‏ 

(*) انظر: «القاموس المحيط» للفيروزأبادي (مادة : عين) . 

(4) الوضر: وسخ الدسم واللبن. وغسالة السقاء ونحوها. انظر: «المحيط في 
اللغة» للصاحب ين عباد (// 75) . 


بم 


إليها بعينيه (مع آخر قطر) يقطر من (الماء) الغاسل به وجهه . 

(فإذا غسل يديه): تثنية يدء وهي من رؤوس أنامله إلى المرفقين» 
تثنية مرفق ‏ بكسر الميم وفتح الفاء» ويجوز فتح الميم وكسر الفاء ‏ » واختلف 
العلماء في وجوب إدخال المرفقين في الوضوء؛ فأكثرُ العلماء على وجوب 
ذلك» منهم: عطاءء وأبو حنيفة وصاحباهء ومالك» والشافعي» وإمامنا 
الإمام أحمد» وإسحاق» وغيرهم ؤي وقال داود الظاهري» وزفر من 
أصحاب أبي حنيفة» وبعض المالكية: لا يجب؛ لأن الله تعالى أمر بالغسل 
إليهماء وجعلهما غاية بحرف (إلى)؛ وهو لانتهاء الغاية» فلا يدخل بالمذكور 
بعده؟ كقوله تعالى : ثرَأيِنها امل ألّكَلٍ #[البقرة: 1410]. 

ولنا: أنها ترد بمعنى (مع)؛ كقوله تعالى : #وَيَزِد حك ردك فريك 4 
[هود: ؟0]؟ أي : مع قوتكم» وقوله: #قَالَمَنَ أتصسارعةإِلَ اس #[آل عمران: 07]» 
و ولاتا وا مو إل أمَولكمْ #[النساء: ؟]. 

فلا جرم رجح هنا (مع)؛ لأنه خوط والوضوء عبادة» فيحتاط لها؛ 
لتيقن زوالٍ الحدث بغسل المرفقين؟ إذ بدونه يشك في زواله» والأصل بقاؤه» 
ولأن اسم (اليد) قد يشمل جميعها إلى المنكبء فلما قال: إل الْمَرَافِقِ #» 
أخرج بعض ما يتناوله لفظ (اليد)» فهي غاية للإخراج المتيقن خروجه ما فوق 
المرفقيق» وهذا تحفيق قول المبره إذا كان الحدٌ سن جسن المحدود 
دخل فيه؛ نحو: بعثُ هذا الثوب من هذا الطرف إلى هذا الطرف”', ولما 
روى جابر ديه قال : كان رسول الله ككِدٍ إذا توضأء أدار الماء على مرفقيه» 


.)86 /1( نقله ابن قدامة فى «المغنى»‎ )١( 


َك 


رواه الدارقطني”1". 

وفي حديث أبي هريرة هه : أنه توضأء فغسل يده حتى أشرع في 
العضد» ورجله حتى أشرع في الساق» ثم قال: هكذا رأيت رسول الله وَل 
يتوضأء رواه مسله”". 

فإذا غسل المتوضىء يديه الغسل الشرعي» (خرج من يديه كل خطيئة) 
اقترفها بما (كان بطشتها)؛ أي : عملتها (يداه) . 


أصل البطش: أخذ الشيء بالعنف والسطوة» يقال: بطش بهء يبطش؛ 
كأبطشه» أو البطش : الأخذ الشديد فى كل شيء . 


قال في «المطالع»”": البطش : التناول والأخذ الشديد بقوة وسرعة» 


)١(‏ رواه الدارقطني في «سننه» /١1(‏ *41) من حديث جابر بن عبدالله و#اء وقال ابن 
حجر في #تلخيص الحبير» /١(‏ /01): وقد صرح بضعف هذا الحديث ابن الجوزي 
والمنذري وابن الصلاح والنووي وغيرهم. 

0( رواه مسلم 25430 عَنْ نيم بن بال الْمُجورٍ قال : وََبِتُ أَبَا هُرَيْرة يَتَرَضَاَ 
فَعْسَلَ وَجْهَهُ فَأَسْبَعَ الْوْضْوءَء م عَسَلَ يده الينتى حتّى أشرع في الْعَضْدِءُميَِهُ 
الُنرى حَلُى أشرعَ في الْمضَدِء نم صمح سه ثم طْسلَ جه اليُتى > 9 حي ازع 
في السّاقِء م فكل جل النترى على أضع ني العا م 03 : هَكَذَا رَأَبَتُ 
رَسُولَ اللَّد كل يتَوَضَأً وَقَالَ: قَالَ رَسُوكُ الله : «أَنْكُمْ اعد الْمُحَجُلُونَ يَوْمَ 
الْقِيَامَة مَةِ مِنْ إِسْبَاغ الْوُضوءء هَمَنِ اسْتَطَاع مكُح فلِْطِلَ عوْنَهُ َه وَتَحْجِيلَه) . 

() «مطالع الأنوار على صحاح الآثار في ما استغلق من كتاب الموطأء ومسلمء 
والبخاري» وإيضاح مبهم لغاتها في غريب الحديث» لابن قرقول: إبراهيم بن 
يوسف» المتوفى سنة (5584ه)» وضعه على منشوال «مشارق الأنوار» للقاضي 
عياض . انظر : «كشف الظنون» لحاجي خليقة (؟/ .)١9/1١6‏ 


ه» 


وفي مستقبله لغتان: الكسرٌ والضمٌ في الطاء . 

قال: وبطشْئّها يداه: عملتها كسب(" . 

وقوله: (مع الماء) متعلق ب (خرج)» (أو مع آخر قطر الماء. فإذا 
غسل) المتوضىء؛ أي : الشارع في الوضوء (رجليه) الغسل الشرعيّ؛ بأن 

قال في «شرح الوجيز»(" وغيره: غسلّ الرجلين فرضٌ عند العلماء 
كافة ؛ للآية9 , 

فقد روى.جماعة من الصحابة وي » منهم : علي» واين مسعود» وابن 
عباس : لوَأرْجُآَصكُجْ 14المائدة: *] بالنصب عطفًا على المغسول © . 

ولا بدٌ من دخول الكعبين» وهما العظمان الناتئان في جانبي الرججل في 
الغسل اتفاقًا؛ أي: كل رجل من الرجلين تغسل إلى الكعبين» -خلافا للروافض 
في تجويزهم مسح القدمين» وفي زعمهم أن الكعب مشط القدم ‏ . 


.)4/89 /١( انظر: «مطالع الأنوار» لابن قرقول‎ )١( 

(؟) كتاب «فتح العزيز شرح الوجيزاء وهو «الشرح الكبير» للإمام أبي القاسم عبد الكريم 
ابن محمد الرافعي المتوفى سنة (5171ه)2 فقه شافعي» شرح فيه «الوجيز) 
للعزالي. انظر: «كشف الظنون» لحاجي خليفة (؟/ .)75١١1‏ 

(6) انظر: «فتح العزيز» للرافعي /١(‏ /اه؟) . 

(5) قرأها بالفتح وََرِمْكَسكُمَ 4 عطفا على المغسول. كل من: نافع» وابن عامرء 
وحفص. والكسائي» ويعقوب. والباقون بالكسر: #وأرجلكم»» عطفًا على 
الممسوح» والقراءتان صحيحتان» ومن المتواتر. انظر: «النشر في القراءات 
العشر» لابن الجزري (؟/ /7581) . 


لمن 


وقد قال الإمام أحمد ذَ : الكعبان: العظمان الناتئان في أسفل الساق 
من جانبي القدم20©» ويدل عليه حديثٌ النعمان بن بشير ه قال: كان 
أحدّنا يلزق كعبه بكعب صاحبه في الصلاة» رواه أبو داود””» ولو كان الكعب 
مشطً القدم» لم يستقم ذلك . 

فإذا غسل المتوضيء رجليهء وأدخل في المغسول كعبيه» وخلل 
أصابعه» (خرجت كل خطيئة) كان قد اقترفها بما (مشتها رجلاه مع الماء) 
المنفصلٍ عن الوضوءء (أو مع آخر قطر الماء) الذي يقطر عن الرجلين» 
وفطذليل راللا دك اقيم لأن المسح لا ينشأ عنه تقطر الماء . 

(حتى)؛ أي : إلى أن ينتهي المتوضئء إلى غاية أن (يخرج) بسبب 
وضوئه (نقيًا)؛ أي: خالصًا نظيفًا (من الذنوب)؛ بانفصالها عنه. وخروجها 
منة . 

(رواه) الإمام أبو الحسين (مسلم) بن الحجاج في «صحيحه؛؛ ورواه 
الإمام مالك في «الموطأ»» والترمذي» وليس عند مالك والترمذي غسل 
الرجلين”2 . 


نينا يبا نا 


.)47 /١( انظر: «المغني» لابن قدامة‎ )١( 


6 رواه أبو داود (0590). 


زرف تقدم تخريج الحديث عند مسلم» ورواه الإمام مالك في «الموطأ» /1١١‏ 6" 


لاه 


0 عن عَمْرِ بن عبس اللي يه عن لبي َك مَالَ: هما مِنْكُمْ 
رَجْلَ يُقرَبُ وَضوءَه فِتَمَضْمَض وَيَسَْْشِقٌ فينتِرُ إلا خَرتْ خَطَايَا وَجْهِهِ 
فيد ايدو مذ سل وجهَْتا مر الل إلا حت حَطَهَا جه 
مِنْ أطراف لِخييه مَعَ الْمَاءِء ُمَيَْسِل يَدَيْهِ إلى الْمِرفقيْنِ ن إلا خَرَتْ خَطَايَا 
نه م أي تاقد ف تدمع زم إلا حوث حطها رأ يل 
أطراف شَعْرِه مَعَ الْمَاءِ ثُمَ يَعْسِلٌ قَدَمَيُِ إِلَى الْكَعْيَيْنِ إلا خَرَتْ خَطَايَا 
ِجْلبْهِ مِنْ أَنَاملِهِ مَمَ الْمَاءِه فَإِنْ هُوَّ قَامَ قصَلَّىء فَحَمِدَ الله وَنْنَى عَلَيْهِ 
وَمَجدَهْبائِّي هُوَ لهأل وَفَيَعَ ة إلا اصرف من حَوليص د كه 

َم . رواه مسلو”". 

(عن عَمْرِو) بفتح العين المهملة وسكون الميم (بن عبّسة) بفتح العين 
المهملة وفتح الموحدة وبالسين المهملة» وهو أبو نجيح» ويقال: أبو شعيب 
عَمْرُو بن عبسة بن عامر بن خالدٍ بن غاضيرة ‏ بالغين والضاد المعجمتين - 
ابن عتاب السلمي» أسلم قديمًا في أول الإسلام» قيل: كان رابع أربعة في 


يمن 
.0 لدئه 


يَوْمَ ولدته 


000( رواه مسلم (855). 


مه 








الإسلام» ثم رجع إلى قومه من بني سليم . قال له النبي وَهْ: «إذا سمعت 
أني قد خرجتء فاتبعني)”١2»‏ فلم يزل مقيمًا بقومه حتى انقضت خيبرٌ» فقدم 
بعد ذلك على النبي كَل فأقام بالمدينة» وعداده في الشاميين. روى عنه: 
أبو أمامة الباهلي» وسليم بن عامر» وسمع ابن أبي طلحة» وغيرهم» روي 
له عن رسول الله وَكْ ثمانية وأربعون حديثاء ولم يؤرخ في «جامع الأصول». 
ولا البرماوي في «شرح الزهر البسام»”" وفاته”” . 

(عن النبي كلِهِ) : أنه (قال: ما منكم) معشرّ المسلمين (رجل)» أي : 
أو امرأة» وإنما خص الرجل بالذكر لشرفه» ولأنهم المخاطبون دون النساء. 
فالرجال مخصصون بالذكرء والحكم يعمٌ الرجال والنساء. 

يقرب وَضوءه) ‏ بفتح الواو - : اسم لمطلق الماء» وهو اسم للماء 
الذي يُتوضاً به» أو المعدّ للوضوء به. 


قال في «المطلع»”': الؤضوء بضم الواو: الفعل» وبفتحها: الماء 


. 45 رواه ابن خزيمة في (صحيحها (*71) من حديث عمرو بن عبسة‎ )1١( 

(؟) هو كتاب «سرح النهر بشرح الزهر»؛ أي : «الزهر البسام فيما حوته عمدة الأحكام 
من الأنام»» وكلاهما للبرماوي» توفي سنة (871ه). انظر: «كشف الظنون» 
لحاجي خليفة (؟5/ 490/8). 


() انظر ترجمته في : «جامع الأصول» لابن الأثير »)5177/١5(‏ و«الإصابة» لابن 
حجر (50/4/5). 

(54) هو كتاب «المطلع على أبواب المقنع» للشيخ شمس الدين محمد بن أبي الفتح 
ابن أبي الفضل البعلى النحوي الحنبلى» المتوفى سنة (9٠١/اه).‏ انظر: «(كشف 
الظنون» لحاجي خليفة (؟/ .)١18504‏ 


2 


المكوف] سنسدا هو التي 00 

قال في «النهاية» : كالفطور والسّحور؛ لما يفطر عليه ويتسكّر به”©. 

(فيمضمض) به فمه» لفظ المضمضة مشعرٌ بالتحريك» ومنه مضمض 
النعامسٌ في عينيه» واستّعمل في الوضوء لتحريك الماء في الفم . 

قال ابن دُريد في «الجمهرة»7": مضمض الماء في فيه: إذا حركه. 
ومضمض النعاسُ في عينيه : إذا دب فيهماء ومنه قول الراجز: 
ومجحنااحت ابتححتةة الاتحكتدسض] 

إذالكرى في عينه تمضم ضا”*) 

(ويستنشق) بالماء في منخريه» وأصل الاستنشاق: إدخالٌ الماء أو 
غيره في الأنف . 

وفي «النهاية» : أن يبلغ الماء خياشيمّه» وهو من استنشاق الريح : إذا 
شممتها مع قوة". 


قال العلماء: تسن المبالغة في المضمضة والاستنشاق؛ إلا لصائم؛ 


.)١9 انظر: «المطلع على أبواب المقنع» للبعلي (ص:‎ )١ 
. 07417 /7( (؟) انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير‎ 


(9') «الجمهرة في اللغة» لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد اللغوي» المتوفى سنة 
(١7"ه).‏ انظر: «كشف الظنون» لحاجي خليفة .)505/1١(‏ 

(5) انظر: «جمهرة اللغة» لابن دريد »)7١7 /١(‏ والراجز هو الرّكاض الدبيري كما 
في «تاج العروس» للزبيدي (مادة: مضض) . 

(0) انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (08/6). 


و5 


فتكره» والمبالغة في المضمضة: إدارة الماء إلى أقاصي الفم . والمبالغة في 
الاستنشاق : جذبُ الماء بالنفس إلى أقصى الأنف . وتجزىء أدنى إدارة وأدنى 
جذب. لا وضع الماء في فيه بدون إدارته على المعتمد. ولا يجعلهما 
وجور)(" وسّعوطا(", نعم له بلعٌه بعد الإدارة. 

(فينتثر)ء وفي نسخ : (فيستنثر) بالسين المهملة قبل التاء المثناة» 
والانتثار والاستنثار هو افتعال» أو استفعال من التثر بالنون والمثلثة » وهو 
طرح الماء الذي يستنشقه المتوضىء؛ أي : يجذبه بريح أنفه لتنظيف ما في 
داخلهء فيخرجه بريح أنفه» سواء كان بإعانة يده أم لا. وحكي عن الإمام 
مالك كراهيةٌ فعله بغير ير اليد""؛ لكونه يشبه فعل الدابة» والمشهور عدم 
الكراهية . 

وإذا استثر بيده» فالمستحب أن يكون باليسرى» واتفقت النسخ هنا 
على الفاء في (فيستنثر)؛ لأن الاستنثار لا يكون إلا عقب الاستنشاق» وفي 
الصحيحين من حديث أبي هريرة له : أن رسول الله وَكِ قال : «إذا توضاً أحدكم» 
فليجعل في أنفه ماء» ثم لينتثر )”22 وفي لفظ : «فليستتثر»ة'. 


.)47 /1( في الأصل : «أجورا»» والتصويب من «شرح منتهى الإرادات»‎ )١( 

(؟) السَعُوطٌ: ما يجعل من الدواء في الأنفء والوجُورٌ: الَّذِي يُوجَرْه المَرِيضٌ أو 
الصَّبٌِ . انظر: «تاج العروس» للزبيدي (مادة: سعطء. وجر) 

0) انظر: «مواهب الجليل» للحطاب الرعيني /١1(‏ 517 7). 

(4) رواه مسلم (990/ 50). 


(5) رواه البخاري :))١51(‏ ومسلم (95119/ 517). 


5١ 


فإذا المتوضىئء تمضمضء. واستنشق» واستئثر: (إلا خرجت"7" 
خطايا) ؛ أي ذنوبٌ (وجهه) قبل غسل وجهه عقب المضمضة والاستنشاق 
والاستنثارء (و) خطايا (فيه)؛ أي : فمه. 

قال في «القاموس»: الفاه والفوهبالضم ‏ » والفيه ‏ بالكسر ‏ والفم 
سواءء والجمع أفواه» وأفمام» وأصل فم: فوه حذفت الهاءكما حذفت 
من سنة - وبقيت الواو طرقا متحركة» فوجب إبدالها ألمًا؛ لانفتاح ما قبلهاء 
فبقي (فا)» ولا يكون الاسم على حرفين أحدّهما التدوين» فأبدل مكانها 
حرف شفوي مشاكل لهاء وهو (الميم)؛ لأنهما شفهيتان» وفي الميم 


هُوِيٌ”" في الفم يضارع امتداد الواو. ويقال في تثنية الفم: فمان» وفموان» 


وفميان» والأخيران نادران2 . 


وفي الفم ثلاث لغات: فتح الفاء وضمها وكسرها. 

وفي «المطلع»: أصل الفم : فوه2؛ حذفت هاؤه استئقالًا لاجتماع 
الهاءين في الإضافة إلى الغائب» ثم عوض عن واوه ميمّاء وقد أشرنا إليه» 
والله أعلم . 


و( خرجت خطايا (خياشيمه) ا بالا تنشاق والا تنثار» 


)١(‏ كذافي الأصل. 

؟) أي: سقوطء قال الأصمعي: هَرَى يهوي: سقط إلى أسفل. انظر: «مختار 
الصحاح» للرازي (مادة: هوي). 

(9) انظر: «القاموس المحيط» للفيرو زأبادي (مادة: فوه). 

(5) انظر: «المطلع على أبواب المقنع» للبعلي (ص: .)١5-1١5‏ 


"7 


والخياشيم _بالخاء المعجمة فتحتية فألف ساكنة فشين معجمة فتحتية 
فميم ‏ : غراضيف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ» أو عروق في بطن 
الأنف . والخيشوم من الأنف : ما فوق نخرته من القصبة وما تحتها من 
خشاره'' الرأس. وحَشْمّه يخشمّه : كسر خيشومهء وخشم كفرح حَشمًا 
وحْشومًا: اتسع أنفهء فهو أخشمُء والأنف: تغيرت رائحته من داء فيهء 
فهو أخشم كما في (القاموس)2" . 

وفيما ذكر دليل على مشروعية المضمضة والاستنشاق والاستتثار» 
فأما المضمضة والاستنشاق» فهما عند الإمام أحمد واجبان في الطهارتين» 
على المشهور من مذهبه؛ لأن الفم والأنف من الوجهء وقد أمر الله تعالى 
بغسل الوجهء وأطلق» وفسره النبي يك بفعله وتعليمه» فمضمض واستنشق 
في كل وضوء توضأه» ولم ينقل عنه الإخلالٌ بهما مع اقتصاره على المجزى". 
وهو الوضوء مرة مرة. 

قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح البخاري»: لم يحكِ 
أحد ممن وصف وضوء النبي كله على الاستقصاء أنه ترك الاستنشاق» بل 
ولا المضمضة؛» وهو يرد على من لم يوجبٍ المضمضة:» وقد ثبت الأمر بها 
في سنن أبي داود بإسناد صحيح”" . 


)١(‏ الخرشوم _بالضم ‏ : أنف الجبل على واد أو قاع وما غلظ وصلب من الأرض. 
انظر: «القاموس المحيط» للفيرو زأبادي (مادة: خرشم) . 
(0؟) انظر: «القاموس المحيط» للفيرو زأبادي (مادة: خشم). 


0) انظر: اافتتح الباري» لابن حجر /1١(‏ 525). 


م 


ومن حديث لقيط بن صبرة: أن النبي يكيل قال : (إذا توضأت فتمضمض)20" . 

وروى الدارقطني عن أبي هريرة ذه قال: أمرنا النبي َلِْةُ بالمضمضة 
والاستنشاق('» وإسناده جيد. 

قال في «المبدع»”": ولأنهما في حكم الظاهر؛ بدليل أن وضع الطعام 
والخمر فيهما لا يوجب فطرا» ولا حداء ولاينشر حرمة» 0 
فيهما يوجب غسلهماء وينقض الوضوء بوصولها إليهماء ولا يشق إيصال 
الماء [ إليهماء وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة 5 ضيه : أن رسول الله يلل 
قال: (إذا توضأ أحدكم» فليجعل في أنفه ماء» ثم لينتشر»”؟؟» وفي لفظ: 
«فليستنثر»”*©» وإذا ثبت ذلك في الوضوء» ففي الغسل أولى9 . 

وفي «الفتح»: ذكر ابن المنذر: أن الشافعي لم يحتج على عدم 
وجوب الاستنشاق مع صحة الأمر به» إلا لكونه لا يعلم خلافا أن تاركه لا يعيد» 
وهذا دليل قوي» فإنه لا يُحفظ ذلك عن أحد من الصحابة ولا التابعين إلا 


.)١55( رواه أبو داود‎ )1١( 

(؟) رواه الدارقطني في السئنه» .)١١5/1١(‏ 

(*) هو كتاب «المبدع في شرح المقنع» في الفقه الحنبلي» تأليف الإمام إبراهيم بن 
محمد بن عبدالله بن مفلح» المقدسي الأصل» ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي» 


المعروف بابن مفلح» توفى سنئة (885ه). انظر : «إيضاح المكنون» لإسماعي 
بن توفي 1 4 2 عيل 
باشا(7/ 654). 


(6) تقدم تخريجه قريبًا. 
(5) انظر : «المبدع شرح المقنع» لابن مفلح /١(‏ ؟7؟١).‏ 


5 


عن عطاء» وثبت عنه: أنه رجع عن عدم إيجاب الإعادة”" . 

فإن قلت: لِمَ لَمْ توجبوا الاستنثار مع صحة الأمر به في الأخبار؟ 
فالجواب: لم نوجبه؛ لما في حديث أبي هريرة #5 في بعض الروايات: 
امن توضاً فليستنثر» من فعل فقد أحسنء ومن لا فلا حرج»”" . 

قال في «الفتح» في قوله يكلهِ: (فليستتثر): ظاهر الأمر [أنه] للوجوب» 
فيلزم من قال بوجوب الاستنشاق لورود الأمر به؛ كالإمام أحمدء وإسحاق» 
وأبي عبيد» وأبي ثورء وابن المنذر أن يقول به في الاستنثار. 

قال: وظاهر كلام صاحب «المغني» ‏ يعني الإمام الموفق ‏ يقتتضي 
أنهم يقولون بذلك» وأن مشروعية الاستنشاق لا تحصل إلا بالاستنثار” , 

وقال في «الفتح»: وصرح ابن بطال بأن بعض العلماء قالوا بوجوب 
الاستنثارء وفيه تعقب على من نقل الإجماع على عدم وجوبهء واستدل 
الجمهور من علمائنا على عدم الوجوب بما ذكرنا». 


ماع و 


وورد في رواية سفيان بن عبينة عن أبي الزناد من حديث أبي هريرة © : 


.)1717 /١( انظر: «فتح الباري شرح البخاري» لابن حجر‎ )١( 

0) أورده ابن الجوزي في «التحقيق في أحاديث الخلاف» )١40 /١(‏ بلا إسناد» 
ولم نقف عليه مسندًا باللفظ المذكورء وروى أبو داود (5) من حديث أبي 
هريرة ويه : «من اكتحل فليوتر» من فعل فقد أحسنء ومن لا فلا حرج ومن 
استجمر فليوتر» من فعل فقد أحسن» ومن لا فلا حرج». 

(©) انظر: «فتح الباري شرح البخاري» لابن حجر /١(‏ 517). 

(4) الموضع السابق» الموضع نفسه. 


ه56 


«وإذا استنثر فليستنثر وترًا». أخرجه الحميدي في «مسنده» عنه» وأصله 
لمسلو”". 

وفي رواية عيسى بن طلحة عن أبي هريرة ذه عند البخاري في (بدء 
الخلق): «إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأء فليستنثر ثلانًا؛ فإن الشيطان 
يبيت على خيشومه)29 . 

ثم) بعد المضمضمة والاستنشاق (إذا غسل) المتوضىء (وجهه كما 
أمره الله) تعالى في قوله : #إدًا قُمَشْمَ إِلَ الصَلزة مَأَغْسِلُواْ ووم #لالمائدة: 1]» 
وفي الحديث التصريح بتأخير غسل الوجه عن المضمضة والاستنشاق» وقد 
ذكروا أن حكمة ذلك اعتبار أوصاف الماء؛ لأن اللون يدركه بالبصر» 
والطعم يدركه بالفم» والريح يدركه بالأنف» فقدمت المضمضة 
والاستنشاق» وهما مسنونتان قبل الوجهء وهو مفروض؛ احتياطا للعبادة» 
كذا في «الفتح)”" . 

وقدمنا ما يدل على أنهما من الوجه فيجبان في الطهارتين. 

قال في «الفروع»: ثم يغسل وجههء وهو فرض بالإجماعء. قال: 
والفم والأنف منه» فتجب المضمضة والاستنشاق» وعنه : في الكبرى7»؛ 
وفاقًا لأبي حنيفة» وعنه: عكسهاء نقله الميموني*» والمعتمدٌ الأول» وأنهما 


30 رواه الحميدي في (مسنده» (481)» وأصله في مسلم‎ )١( 
.) زفق رواه البخاري‎ 


0 انظر: «فتح الباري شرح البخاري» لابن حجر .)559١ /١(‏ 
20 أي : تجب في الطهارة الكبرى . 
(0) الإمام العلامة» الحافظ الفقيهء أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد بن 


"5 


يسميان فرضين» وعنه: أنهما سنة؛ وفاقًا للإمام مالك والشافعي؛ كانتثاره 
على المعتمد» وقيل : يجب الانتثار في الطهارة الصغرى» وذكره ابن حزم . 

قال عبدالله يعني : أبا عبد الرحمن عبدالله بنَّ الإمام أحمد ذه : 
قال أبي : روي عن ابن عباس و##اء عن النبي كَل : أنه قال : «استنثروا مرتين 
بالغتين» أو ثلانًاه”"2, قال أبي : وأنا أذهب إلى هذا بأمر النبي يك وهو مأخوذ 
من النثرة» وهو طرف الأنف7"©. 

وتقدم الكلام على ذلك قريبًا. 

ويّسن تقديم المضمضة على الاستنشاق» وكذلك تقديمهما على بقية 
الوجه» فإذا تمضمض واستنشق واستنثر» وغسل وجهه كما أمره الله تعالى» 
(خرجت خطايا) سائر (وجهه) بعد خطايا الفم والأنف التي خرجت بالمضمضة 
والاستنشاق . 

(من أطراف): جمع طرف؛ أي : جوانب. 

(لحيته): وهو الشعر النابت على لحبيه تثنية لهي بفتح اللام وكسرهاء 
عن عياض'" . 


قال الجوهري: هو منيت اللحية من الإنسان وغيره» وجمعه فى 


- عبد الحميد الميموني» الرقي» تلميذ الإمام أحمدء توفي سنة (71/5ه). انظر: 
«سير أعلام النبلاء» للذهبي (17/ 89). 

)01( رواه أبو داود »)١5١(‏ والإمام أحمد في «المسند» .)7578/١(‏ 

(؟) انظر: «الفروع» لابن مفلح .)١١5/1١(‏ 

8 انظر: «مشارق الأنوار» للقاضي عياض /1١(‏ 907) . 


5/ 


القلة: (ألْح)» وفي الكثرة: لِحى» ولحَى _بالكسر والضم -”©2» ولم يجزه 
غيد الفراء . 

(مع الماء) متعلق ب (خرجث). 

ثم) بعد غسل وجهه يغسلٌ (يديه): تثنية يد (إلى)؛ أي: مع 
(المرفقين): تثنية مرفق» بكسر الميم وفتح الفاءء وبفتح الميم وكسر 
الفاء سمي بذلك؛ لكونه يرتفق بانحنائه ؛ إذ لو كان قضية واحدة» لما تهيأ 
له الارتفاق بهماء والرفق بالكسر: ما استعين به. 

(إلا خرجت خطايا يديه من أنامله) : جمع أنملة -يتثليث الميم والهمزة 
تسع لغات”0"- : المفصل التي فيها الظفرء وتجمع على أنملات ‏ أيضًا- 
(مع الماء) المتقاطر من يديه . 

(ثم) بعد غسل يديه (يمسح رأسه)؛ أي : ظاهره جميعه؛ وفاقًا لمالك» 
وجوز الشافعي الاقتصار على مسح بعضه. حتى بعض البشرة دون ظاهر 
الشعر» وعفا بعض علمائنا عن يسير للمشقة» وعند أبي حنيفة : لا بد من 
فقنداز الناصية, 

والأذنان من الرأس عندنا؛ خلاقا لأبي حنيفة ومالك» فيجب 
مسحهماء ويسن بماء جديد» بعد مسح الرأس. فلا يفعل ذلك أحد من 
المتوضئين (إلا خرجت خطايا رأسه) جميعها (من أطراف)؛ أي: جوانب 


(0) انظر: «الصحاح» للجوهري (مادة: لحي). 
0) أي: ثلاث للهمزة» فتح وضم وكسرء ومثلها للميم» فيكون مجموع ما فيها من 


١0١ 


56 


(شعره)؛ أي : شعر رأسه (مع الماء) الذي مسح به رأسه. 

(ثم) بعد مسح رأسه (يغسل قدميه): تثنية قدم» وهي مؤنثة : الرجل 
(إلى الكعبين) متعلق ب (يغسل)؛ للآية الكريمة» فلا بد من غسل كل رجل 
من رجليه إلى الكعبين» ويدخلهما في الغسل كما سبق؟ لقوله يلوه في الحديث 
المتفق عليه : «وَيْلٌ ِلأَعْقَابِ مِنّ النّارِ29. فإذا غسل المتوضيء رجليه 
كذلك» (خرجت خطايا رجليه) جميعٌها (من أنامله)؛ أي : أنامل رجُلي 
المتوضىئء الوضوء المذكور (مع الماء) المتقاطر عن قدميه بعد غسلهما. 

وظاهر ما ذكر يعم الكبائر والصغائر» لكن العلماء خصوه بالصغائر؛ 
لوروده مقيدًا باستثناء الكبائر في هذه الأحاديث» وهو في حق من له كبائر 
وصغائر» فمن ليس له إلا صغائر» تكفر عنه» وتَبِينُ منه بالوضوءء ومن 
ليس له إلا الكبائر» خفف عنه منها بمقدار ما لصاحب الصغائر» ومن ليس 
له كبائر ولا صغائر» يزاد في حسناته» ويرفع في درجاته بنظير ذلك. 

(فإن هو)؛ أي : المرء المسلم» بعد أن توضأ الوضوءً المذكور المكمّرَ 
للذنورب» والمتطهر من غبهاء (قام فصلى)» عمومٌ ظاهرّه يشمل الفرضص 
والنفل ؛ كسّنة الوضوءء (فحمد الله) سبحانه وتعالى بقراءة سورة الفاتحة 
المفتتحة ب #الكند َه الكتييت #االفاتحة: ؟]» فإنها اشتملت على أصول 
قواعد الإسلام» وأهم مقاصد الدين؛ بما تضمنته من ذكر الحمد لله والثناء 
عليه ولهذا قال: (وأثنى عليه)؛ لأنه حمده أولّاء وعاود عليه بالثناء بقوله: 


ريمن ايمر #[الفاتحة: *]. 


)١(‏ رواه البخاري (2)55 ومسلم .»)55١(‏ مرم حديث عبدالله بن عمر و #5ا. 


14 





(ومجده)؛ أي: وصفه بالملك التام» والكرم الواسع» ومنه ما في 
الأسماء الحسنى: المجيد؛ أي: الحسن الفعال» وأصله من قولهم: مَجَدَتِ 
الماشية : إذا صادفت روضة.» يقال: أمجدها الراعي. 

وقال الخطابي: الواسع الكريم»ء وأصل المجد في كلامهم: السَّعَة 
يقال: رجل ماجد: إذا كان سخيًا واسع العطاء”" . 

ولهذا قال: (بالذي هو) سبحانه وتعالى (له)؛ من الكرم الواسعء 
والملك التام» (أهلٌ)» ومنه في تفسير قوله تعالى: 3# وَآلْصَان الْمَجِيدٍ * 
[ق: ]١‏ أنه الكريم» وقيل: الشريف. 

فسورة الفاتحة تضمنت حمد الله» والثناء عليه» وتمجيده» فالحمد: 
الإخبار عنه بصفات كماله» مع محبته والرضا عنه» فلا يكون المحب الساكتٌ 
حامداء ولا المثني بلا محبة حامدّاء حتى يجتمع له المحبة والثناءء» فإن 
كرر المحامد شيئًا بعد شيء» كان الثناء» فإن كان المدح بصفات الجلال 
والعظمة والكبرياء والملك» كان مجداء وقد جمع الله تعالى لعبده الأنواع 
الثلاثة في أول الفاتحة؛ كما في «الكلم الطيب والعمل الصالح» للمحقق 
ابن القيه”" . 

وقد روى الإمام أحمد» ومسلم» وأصحاب السئن من حديث أبي 
هريرة نه عن رسول الله ل أنه قال: «قال الله تعالى: قسمث الصلاة بيني 
وبين عبدي نصفين» ولعبدي ما سألء فإذا قال العبد: #الصند ينبت 


074 انظر: «شأن الدعاء» للخطابى (ص:‎ )١( 


(؟) انظر: «الوابل الصيب من الكلم الطيب» لابن قيم الجوزية (ص: .)١١9‏ 


ا 


آأتتييت *» قال الله: حمدني عبدي» فإذا قال: #تريمئ نير #» قال 
الله : أثنى عليّ عبدي أي : لأنه كرر المحامد بما اشتمل على الصفات الذاتية 
والفعلية ‏ » فإذا قال: # ميك مر كريب *» قال: مجدني عبدي». 

فالتحميد: الثناء بجميل الفعال» والتمجيد: الثناء بصفات الجلال» 
ويقال: أثنى عليه في ذلك كله. ولهذا جاء جوابًا ل يمسن ليحر #؛ 
لاشتمال اللفظين على الصفات الذاتية والفعلية . 

وفي بعض ألفاظ روايات مسلم: «وربما قال: فوض إلي عبدي)”"©, 
ووجه مطابقة هذا لقوله تعالى: *أمَنِكِ ير رِالديِي4 ؛ أي : إن الله تعالى منفرد 
بالملك ذلك اليوم» وبجزاء العباد وحسابهم» والدين: الحساب» وقيل: 
الجزاء» ولا دعوى لأحد ذلك اليوم» لا حقيقة ولا مجارّاء وأما في الدنياء 
فلبعض العباد ملك مجازي» ويدّعي بعضهم دعوى باطلة» وكل هذا منقطع 
في ذلك اليوم» هذا معناه» وإلا فالله سبحانه وتعالى هو المالك» والملك على 
الحقيقة في الدارين» وما فيهما ومن فيهماء وكل من سواه مربوب له. عبد له 
مسخرء وفي هذا الاعتراف من التعظيم والتمجيد وتفويض الأمر ما لا يخفى» 
كما في حاشية العلامة العلقمي على «الجامع الصغير»”" . 

«فإذا قال: يك معد وَيَدَ مَنْتَمكَ #» قال: هذا بيني وبين عبدي 


ولعبدي ما سأل فالذي لله تعالى: #إيَّدَ بَبِعدُ #4 ؛ لأنه مختصّ بالعبادة» 


(1) رواه مسلم (88/896). 


08 اشمس الدين محمد بن العلقمى الشافقى> المتوقق سنة (2864). انظر + شف 
الظنون» لحاجى خليفة /1١(‏ ٠5ه).,‏ 


الا 


ومنفرد بهاء والذي للعبد: #وَِيََ مَْبَمِكَ #؛ لأنه دعاء وطلبٌ من الله تعالى 
بالإعانة ‏ فإذا قال: 9# ف لوط لتم (© مط ال عت عَلِنهم عَبِالْمَفْصبُوب 
عَيَهِرَْك آلكآِنَ * قال : هذا لعبدي» ولعبدي ما سأل)2"7. 

فإذا العبدٌ بعد فراغه من وضوئه قامَ فصلى» فحمد الله وأثنى عليه 
ومجده بالذي هو له أهل» (وفرغ قلبه) من الحوادث النفسانية» والوساوس 
الشيطانية؛؟ بأن لا يلتفت عما هو بصدده من الوقوف بين يدي الله» والمثول 
بين يدي من يعلم سره ونجواه» لا بقلبه ولا بقالبه» وفي الحديث: أنه وَل 
قال: «وآمركم بالصلاة» فإذا صليتم» فلا تلتفتوا»» أخرجه الإمام أحمدء 
والترمذي من حديث الحارث الأشعري”" . 

فالالتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان: أحدهما: التفات القلب 
عن الله إلى غيره» والثاني : التفات البصرء وكلاهما منهيّ عنه. ولا يزال الله 
مقبلًا على عبده ما دام العبد مقبلًا على صلاته» فإذا التفت بقلبه أو قالبه» 
أعرض ألله عنه . 


وقد سئل رسولٌ الله بل عن التفات الرجل في صلاتهء فقال: «هو 


))871( رواه الإمام أحمد في «المسند) (؟/ 786)» ومسلم (796)» وأبو داود‎ )١( 
. والترمذي (5957)» والنسائي (409)» وابن ماجه (85/ا”)‎ 

(7؟) رواه الإمام أحمد في «المسند» (5/ »)17١‏ والترمذي (5857) وقال: حديث 
حسن صحيح غريب . 
قال ابن حجر في «فتح الباري» (7/ 775): وسبب كراهة الالتفات يحتمل أن 
يكون لنقص الخشوعء أو لترك استقبال القبلة يبعض البدن. 


؟/ا 


اختلامئٌ يختلسه الشيطان من صلاة العبد)(2 . 


وفي أثر آخر: «يقول الله تعالى: إلى خير مني» إلى خير مني»!" . 

فهذا المصلي الملتفث بقلبه أو بصره» لا يستوي بحاضر القلب؛. المقبل 
على الرب» المفرغ قلبه من جميع خواطره النفسانية» ومناظره الشهوانية» 
فقد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه» فامتلاً من هيبتهء وذلت له 
عقن وحتفريله لشو ركنا واضسى تزه افق على عدنه از رافتت 
عنه. فهذا بين صلاته وصلاة المشغولٍ البال» والملتفتٍ المسترسل مع 
أمانيه من سائر الأحوال» كما قال حسان بن عطية: إن الرجلين ليكونان في 
الصلاة الواحدة؛ وإن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض» وذلك أن 
أحدهما مقبلٌ بقلبه وقالبه على الله بك والآخر ساه غافلٌ29 . 

فالمقبل في صلاته على ربه» المفرعٌ قلبّه من حوادسه ووسواسه. 
وقد أدى حق صلاتهء وأكمل خشوعهاء ووقف بين يدي الله بقلبه وقالبه. 
لا يفعل العبدٌ جميع ذلك (إلا انصرف من) جميع (خطيئته): من صغائر 


ذنويهاء ويخفف من كبائرهاء حتى تصير كالصغائر» ثم يغفرهاء فينصرف 


)١(‏ رواه البخاري )/5١1(‏ من حديث عائشة يَيل. 

(؟) رواه البزار في «مسنده» (91757) من حديث أبي هريرة ذه مرفوعا: «إن العبد 
إذا قام إلى الصلاة فإنما هو أحسبه قال بين يدي الرحمن تبارك وتعالى» فإذا 
التفت يقول تبارك وتعالى : إلى من تلتفت؟! إلى خير مني؟! أقبل يا ابن آدم إلي ؛ 
فأنا خير ممن تلتفت إليه؛» وقال الهيئمي في «مجمع الزوائد) (؟/ :)8١‏ وفيه 
إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو ضعيف. 

() رواه ابن المبارك في «الزهد» (؟7/ 5 ؟). 


رف 


منها (كهيئته)» الهيئة: صورة الشيء وشكله وحالته؛ كما في «النهاية»20؛ 
أي: انصرف خالصًا من الذنوب والخطاياء نظيفًا منها كحالته (يوم ولدته 
أمه), فلا خطيئة عليه» ولا ذنب له؛ لأنه غير مقترف لشيء من أسباب الذنوب 
والخطانا: 

فالإنسان يخرج من بطن أمه إلى الوجود في هذه الدار» ولا شيء عليه 
من الذنوب والأوزار» ويستمر على ذلك إلى أن يبلغ سن التكليف,» فإن 
تعاطى أسباب الذنوب والخطاياء أثقلت ظهره. وتوجّب عليه الذمّ والعتاب» 
فإن تعاطى مكفرًا لهاء أو تاب» تاب عليه الملكُ التواب» وإلاء فهو في 


3 


مشيئة رب الأرباب» إن شاء عذيه» وإن شاء نجّاه من العذاب . 


فإذا توضاً الوضوء المذكورء وصلى على النهج المزبور» غفر الله له 
ذنوبه وخطاياه» وأجزل ثوابه وعطاياه. 

وعلامة قبول الصلاة: أن ينصرف المصلي منها وقد وجد خفة من 
نقامةة وأحين اتفال قد وضيع :علب فوجد نتاطا وزالحة وزو خا حعئ 
يتمنى أنه لم يكن خرج منها؛ لأنها قرّة عينه» ونعيم روحه» وجنة قلبه 
ومستراحه في الدنياء فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيهاء فيستريح 
بها لا منهاء فالمحبّون يقولون: نصلي فنستريح بصلاتنا؛ كما قال إمامهم 
ونبيهم 5 «يا بلال! أرخنا بالصلاة»””©» ولم يقل: أرحنا منهاء وقال: 
«#جعلت كر عيني في الصلاة)29 , 


.)7585 /6( انظر: «النهاية فى غريب الحديث) لابن الأثير‎ )١( 
. رواه الإمام أحمد في «المسند) (5/ 774) من حديث رجل من أسلم‎ (0) 


() رواه النسائى )794٠0(‏ من حديث أنس بن مالك ذه . 


3, 


فصلاة هذا الحاضر بقلبه» الفارغ من شواغله» الذي قرة عينه في 
ضلاته» هن الي تضعد ولها نور ويرهان» يستقيلها الرحمن 38 فشول: 
حفظك الله كما حفظتني» وأما صلاة المفرّطٍ المضيع لحقوقها وحدودها 
وخشوعهاء فإنها لف كما يلت الثوب الخلقء ويضرب بها وجهٌ صاحبهاء 
وتقول : ضيعك الله كما ضيعتني . 

وقد روي في حديث مرفوع رواه بكرٌ بن بشر عن سعدٍ بن سنان» عن 
أبي الزاهرية عن أبي شجرة عن عبدالله بن عمرو وها يرفعه: أنه قال: «ما من 
مؤمن يتمٌ الوضوء إلى أماكنه» ثم يقوم إلى الصلاة في وقتهاء فيؤديها لله كب 
لم ينقص من وقتها وركوعها وسجودها ومعالمها شيئّاء إلا رفعت له إلى الله 
تعالى بيضاء مسفرةء يستضيء بئورها ما بين الخافقين» حتى ينتهى بها إلى 
الرحمن كنْكَ؛ ومن قام إلى الصلاة» فلم يكمل وضوءهاء وأخرها عن وقتهاء 
واسترق ركوعها وسجودها ومعالمهاء رفعت عنه سوداء مظلمة» ثم لا تجاوز 
شعر رأسه تقول : ضيعك الله كما ضيعتني» ضيعك الله كما ضيعتني2؛ ذكره 
المحقق ابن القيم في «الكلم الطيب»)7'. 


(رواه) -أي: هذا الحديث المتقدم, وهو حديث عمرودنق عسينة ب 


)١(‏ انظر: «الوابيل الصيب من الكلم الطيب» لابن قيم الجوزية (ص: /"). والحديث 
رواه الطبراني في «المعجم الأوسط» (7”040) من حديث أنس بن مالك واه بنحوه» 
وقال الهيشمي في «مجمع الزوائد» :)7١7 /١(‏ وفيه عباد بن كثير» وقد أجمعوا 
على ضعفه؛ ورواه البزار في «مسنده» (25191 )من حديث عبادة بن 
الصامت وه ؛ وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (7/ :)١77‏ وفيه الأحوص بسن 
حكيم» وثقه اببن المديني والعجلي» وضعفه جماعة» وبقية رجاله موثقون. 


076 


2 

الإمامٌ (مسلج) في (صحيحه؛»ء ولفظه عن عمرو بن عبسة السلمي كه قال: 
كنت وأنا في الجاهلية أظنٌ الناس على ضلالة» وأنهم ليسوا على شيء وهم 
يعبدون الأوثان» فسمعث برجل فى مكة يخبر أخباراء فقعدت على 
راحلتى» فقدمتٌ عليه» فإذا رسول الله كلكِ. . . فذكر الحديث إلى أن 
قال: فقلث: يانبي الله! فالوضوءء حدثني عنهء فقال: «مامنكم 

رجل. . .» فذكر الحدد نق2920, 
ومثله حديث عبدالله الصّنَابحِيٌ طلله : أن رسول الله كله قال: : «إذَا د ويا 
الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ» فْتَمَضْمَضَء حَرَجَتٍ الْخَطَايَا مِنْ فيه» فَِذًا اسْتَئْيرُ خَرجَتِ 
مِنْ تحت أشفار عَيَْْه فَإذَا عَسَلَ يَدَيْوِه خَرَجَتٍ الْخَطَايَا مِنْ يَدَيْهِه حَنّى 


تحرج مِنْ تخت أظفار يَذَيْهِ ذا مَسَحّ يرأسهء خَرَجَتٍ الْخَطَايَا مِنْ رأسدء 


م ما 


حَنَى تَخْرْجَ مِن ديد َإِذَا غْسَلَ رِجْليْهء حرجت الْحَطَاَا مِنْ رِجْليهِ حَتّى توج 
مِنْ نَحْتٍ أَظْمَارِ رِجْلَيُه نّم كَانَ مَشْيهُ مَشْيْهُ إلى الْمَسْجِدٍ وَصَلائَهُ تله لَه . 

رواه الإمام مالك والنسائي, وابن ماجه. والحاكم» وقال: صحيح 
على شرطهماء ولاعلة له» والصنابحي: صحابي مشهور”) 


* فائدة : 


الحكمة فى غسل الأعضاء المذكورة فى الوضوء دون غيرها: أنه 


(9) رواه مسلم (85). 


(؟) رواه الإمام مالك في «الموطأ» ,)7١ /١(‏ والنسائي »)2١١7(‏ وابن ماجه (587)» 
والحاكم فى «المستدرك» (555). 


كلا 


ليس في البدن ما يتحرك للمخالفة أسرع منهاء فأمر بغسلها ظاهرًا؛ تنبيهًا على 
فأمر بغسل الوجهء وفيه الفم والأنف, فابتدأ بالمضمضة؛ لأن اللسان أكثرُ 
الأعضاء وأشدَّها حركة» فإن غيره قد يسلم» وهو كثير العطب قليلٌ السلامة 
غالبًا. 

ثم بالأنف ليتوب عما يشم به. 

ثم بالوجه ليتوب عما نظر إليه من المحظورات . 

ثم باليدين ليتوب عن البطش بهما فيما لا يباح ولا يصلح. 

ثم خص الرأس بالمسح؛ لأنه مجاور لمن تقع منه المخالفة . 

ثم الأذن؛ لأجل السماع والاستماع. 

ثم الرّجل؛ لأجل المشي» ثم أرشده بعد ذلك إلى تجديد الإيمان 
بالشهادتين كما يأتي» والله تعالى أعلم . 


الا 


/ا/ 





هر ص و ع ضر 2 


فض ل الوضوء ع لأ أمحكاره 


أي : هذا بابه» وذكرالحافظ فيه حديثًا واحدّاء وهو: 


3 2 0 ع 


1 عَنْ أبِي هْرَيرَة : أن َسُولَ الله ف قَالَ: ال 
ا يَنْحُو الله به الْحَطَايَاء تقب الدرجَات؟» فوا 2 مول الل 
قَالَ: ابام الْوْضُوءٍ عَلَى المكاروء وَكدرَة الْخطًا إلى الْمَسَاجِدِء وَانَتِظَارٌ 
الصّلاة بَعْدَ الصَّلاةَ تَذَلِكُمُ الجَاط» . رواه مسلم'" . 

(عن أبي هريرة) عبد الرحمن بن صخر 45 (أن رسول الله كِهِ قال) 
لأصحابه الكرام : (ألا): أداة استفتاح» ومن معانيها العرضٌ والتحضيض» 
ومعناهما الطلب» لكن العرض طلبٌ بلين؛ لقوله تعالى : 1 0 
أَمَّهُ ك4 [النور: 77]» (أدلكم) دلالةَ بينة صحيحة (على ما)؛ أي : الذيء أو 
شيء» (يمحو الله تعالى به) ؛ أي : بذلك الذي دللتكم 05 (الخطايا)ء 
جمع خطيئة» وتقدم الكلام عليهاء (ويرفع الله به الدرجات) في دار النعيم 
والبقاء الدائم والخلود المقيم» وهل المراد بالمحو عدمٌ المؤاخذة بها؛ بأن 
يمحو الله تعالى عنه تلك الخطاياء وإن لم تمح من صحف الأعمالء أو المراد 


للك رواه مسلم .)590١(‏ 


4 








محؤها حتى من الصحف؟ وفي حديث أبي ذر» ومعاذ بن جبل #35ا: «وأتبع 


السيئة الحسنةً تمحهاارواه الترمذي» وقال: حسن صحيح7", وفى الآية 


_-0. سك سر كك مسج مي لخب ع متكي 0 2ج + إسم ل لت احج ريس م 
الكريمة : أ وق الصَكرء طرَقٍ التبَارِورُلَْائَنَاليَلِ إن لست يَذْهِنَ التَيعَاتٍ دلِكَ 


وك دكت #[هود: .]1١4‏ 

وفي الصحيحين: عن ابن مسعود ذه : أن رجلًا أصاب من امرأة قبلة» 
ثم أتى النبئ كَل فذكر ذلك لهء فسكت النبي ككلهِ حتى نزلت هذه الآية» 
فدعاه فقرأها عليه» فقال رجل: هذا له خاصة؟ قال: «بل للناس 
عامة)20 , 

وفي الصحيحين عن عثمان بن عفان 5ه : أنه توضأ ثم قال: رأيت 
رسول الله َل يتوضأ نحو وضوئي هذاء ثم قال: «من توضأ نحو وضوئي 
هذاء ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه» غفر له ما تقدم من 
ذنبه20 , 

وفي «مسئد الإمام أحمد» : عن أبي الدرداء نه قال: سمعت رسول الله يك 


يقول: امن توضأ فأحسن الوضوء» ثم قام فصلى ركعتين أو أربعًا يحسن 


)١(‏ رواه الترمذي )١1941/(‏ من حديث أبي ذر ذاه » وقال: حديث حسن صحيح» 
ثم رواه من حديث معاذ بن جبل #5 » ولم يسق لفظهء وقال محمود بن غيلان: 
والصحيح حديث أبي ذر. 


(9) رواه البخاري (587ة)ء ومسلم (3370). وفيه: «لمن عمل بها من أمتي» بدل 
«بل للناس عامة» . 


فرق رواه البخاري (19). ومسلم (2)2. 


/4 


فيهما الركوع والخشوعع» ثم استغفر الله ولك غفر له)”3' . 
وفي الصحيحين: عَنْ أَنّسِ بْن مَالِكِ ضله قَالَ: اكنث عند التي 2؛ 


فجاءة رخا فقالة 16 سُولَ اللّوا إن أَصَبْتْ حَذَا فَأقَمْهُ عل ع» قَالَ: وَلَخْ يَسْأَلَهُ 


2 


عَنْهُه قَالَ: وَحَضَرَتْ الصّلاةٌ» فَصَلَى مَعَ البِي كل» فَلَمَا قَضَى لني َكل 
الصَّلاةَ قَام إِلَيْهِ المَجُلُء فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللا إن أَصَبْتُْ حَدّاء َأَقِمْ فِيّ 
كتَابَ الل قال : «أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا؟) قالَ: نعم َال : «فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ 
عَمْرَ لَك ذَنْبكَف أَوْ قَالَ: «حَدك)9©. 

ورواه ابن جرير الطبري من حديث أبي أمامة 5 ذه » وفي حديثه قال: 
«فإنك من خطيئتك كما ولدتك أمك» فلا تعداء فأنزل الله تعالى: # وَأَيَم 
لصَكَرءَ عرَيٍ ار 27 ؛ أي : الغداة والعشي ؛ أي : الصبح والظهر والعصرء 
#وَرُلًَا 4 جمع زلفة؛ أي : طائفة ليَرَابكَلٍ #؛ أي : المغرب والعشاء» إن 
لَلَسََتٍ #؟؛ أي: الصلوات الخمس #يدْحنَ آَلتءَاتٍ 4 : الذنوب الصغائر» 
تجنامها: ذلك وري لذكريت © [هود : 4؛ أي : عظة للمتعظين . 


0)ع0( رواه الإمام أحمد في لمسنده) (/ »)50٠‏ وفيه: «الذكر» بدل «الركوع» . 
0,0( رواه البخاري (1857)» ومسلم (15715). 


قال النووي في «شرحه على مسلم» (7117/ :)8١‏ الْحَذَ مَعْنَاهُ: عقوبة على مَعْصِيّة 

مِنَ المعاصي الْمُوجبّة للنَعْزِيره وَهِيَّ هُنَا مِنْ الصّعَائِر؛ لأنّها كمَرتَهَا الصّلاةء وَلَوْ 
كانت كير مُوجبّة لحَدّء أو غَيْر مُوجبّة لَك نَم تَسْقْط يالصّلاق َقَد أَجْمَعَ 
الما عَلَى أذ الْمَعاصِي الْمُوجبة لخدو لا تشفط حُدُوها بالصّلاة. مَذَامُوَ 


(9) رواه الطبري في «تفسيره» .)175/١5(‏ 


م٠‎ 


وقد أخرج الإمام أحمدء وأبو داود» والنسائي» وابن ماجه من حديث 
أبي بكر الصديق ه عن النبي كله أنه قال: «ما من رجل يذنب ذنباء ثم 
يقوم فيتطهر» ثم يصليء ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية: 
وَالَدِي إدَاتَسَنُوَا َدِكَةٌ 4 ذنبًا قبيحًا كالزنا #أوكلكموا نْب 4 بما دونه؛ 
كالقبلة» #ذكَوُو أهَهَهسَحغفروأ ليوح ومن يَمْفِوٌألذوسإلّهأهه4 1ل عمران: 7080" . 

وقد قال بعض المحققين من العلماء : إن السيئة قد تمحا ويسقط 
نظيرها؛ أي : من الحسنات التي هي ثواب العمل . 

قال الحافظ ابن رجب: إذا كان هذا في الصغائر» فكيف بالكبائر؟ 
فإن بعض الكبائر قد يحبط من الأعمال المتافية لها كما يُبطل المرٌّ والأذى 
الصدقة؛ وقال حذيفة 5 : قذفٌ المحصّنة يهدم عمل مئةِ سنة”". وروي 
عنه مرفوعا. خرجه البزار”” . 


كما أن ترك صلاة العصر يبطل العمل 29 . 


)1١(‏ رواه الإمام أحمد في «المسئد» /١1(‏ 7)» والترمذي (505)» والنسائي في «السئن 
الكبرى» »)11١178(‏ وابن ماجه »)١746(‏ من حديث علي بن أبي طالب 5ه . 

2( أورده البزار في «مسنده» عقب حديث (19479). 

() انظر: «جامع العلوم والحكم» لابن رجب (ص: »)١175‏ والحديث المذكور 
رواه البزار في «مسنده» (594794) مرفوعا وموقوفاء ورواه الطبراني في «المعجم 
الكبير» (7071) مرفوعاء وقال الهيئمي في «مجمع الزوائد» (6/ 71/4): رواه 
الطبراني والبزار» وفيه ليث بن أبي سليم» وهو ضعيف» وقد يحسن حديثه» 
وبقية رجاله رجال الصحيح . 

(5) رواه البخاري (007) من حديث بريدة هه بلفظ : «مرن ترك صلاة العصر > 


م١‎ 


قال: فلا يستنكر أن يبطل العمل الذي يكفر الكبائر”" . 

وقد روى البزار في «مسنده»», والحاكم في (مستدركه» من حديث 
ابن عباس يها عن النبي كل أنه قال: «يؤتى بحسنات العبد وسيئاته يوم 
القيامة» فيقتص - أو يقضي - بعضها من بعضء فإن بقيت له حسنة» وسع 
له بها فى الجنة»)27 . 

فظاهر هذا: أنه تقع المقاصّة بين الحسنات والسيئات» ثم تسقط 
الحسنات المقابلة للسيئات» وينظر إلى ما فضل منها بعد المقاصّة . 

وهذا يوافق قول من قال بأن: من رجحت حسناته على سيئاته بحسنة 
واحدة» أثيب بتلك الحسنة» وتسقط باقي حسناته في مقابلة سيئاته؟ خلاقا 
لمن قال: يئاب بالجميع» وتسقط سيئاته كأنها لم تكن . 

وهذا الذي تقدم في الكبائر. وأما الصغائر» فإنها قد تمحى بالأعمال 
الصالحة» مع بقاء ثوابها؛ كما قال كلِهّ: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به 
الخطاياء ويرفع به الدرجات. . .2 الحديث”"» فأثبت لهذه الأعمال تكفير 
الخطايا ورفع الدرجات. 

وكذلك قوله كلِِ: «من قال: لا إله إلا الله وحذه لا شريك له» له الملك 


وله الحمد» يحبي ويميت وهو على كل شيء قدير» مئة مرة» كتب الله له 


- فقد حبط عمله) . 


لفق انظر: «جامع العلوم والحكم» لابن رجب (ص: 9 
زفق رواه الحاكم في «المستدرك) (2)07/551 ولم نقف عليه عند البزار. 


(9) وهو حديث الباب. 


,م 


مئة حسنة» ومحيت عنه مئة سيئة » وكانت له عدل عشر رقاب)22 . 


فهذا يدل على أن الذكر ونحوه يمحو السيئات» ويبقى ثوابه لعامله 
مضاعفاء ومن هذا: قوله تعالى في التائب: ١‏ ْكيكَ انبل َنْب 
َحَسَنَ مَا ملوأ ويجَاودحَن ميات فى أي للم وَعَدَ لد دَق الَذِى كاثوا وَعَدُونَ * 
[الأحقاف: 17]» في قوله تعالى: وعد أله الْمُؤْميبر والْمُوْمِنَتِ 
نيا لتهَرُ حَيِيَ نبا وَسَسكنَ يبه ل 
َلِكَ هْوَالْموَُالْمظيغ 4لالتوبة: ؟7] . 


وأما قوله تعالى : ريا هعفر نا دُنويسَا وَكَْرَ حَنَاسَيكَاتنَا وشا مَعْ 


تِ جَدتٍ وى مِن 


م 


لجار 4[آل عمران: 197]» فخص الذنوب بالمغفرة» والسيئات بالتكفير» 
فقد يقال: السيئات تخص الصغائر» والذتوب يراد بها الكبائرء فالسيئات 
تكمّر؛ لأن الله تعالى جعل لها كفارات في الدنيا شرعية وقدرية» والذنوب 
تحتاج إلى مغفرة تقي صاحبها من شرهاء والمغفرة والتكفير يتقاربان» فإن 
المغفرة إما ستر الذنب» وإما وقاية شره مع ستره» ولهذا يقال لما ستر الرأس 
في الحرب ووقاه: مغفرء وليس كل ما ستر الرأس يسمّى مغفر!؛ كالعمامة: 
والتاج» وقد أخبر تعالى عن الملائكة: أنهم يدعون للمؤمنين التائبين 
بالمغفرة؛ ووقاية السيئات» والتكفير من هذا الجنس؛ فإن أصل الكفر 
الست والتغطية . 


وقد فرق بعض المتأخرين بينهما؛ بأن التكفير محو أثر الذنب كأنه لم 


)١(‏ رواه البخاري (71791)» ومسلم (75141)». من حديث أبي هريرة طك » وليس 
فيهما: #يحيي ويميت». 


الذذا 


يكن» والمغفرة تتضمن مع ذلك إفضال الله على العبد وإكرامه» واعترض 
عليه الحافظ ابن رجب بأن مغفرة الذنوب بالأعمال الصالحة تقلبها حسنات» 
وتكفيرها بالمكفرات تمحوها فقط. ونظر في هذا أيضًا_بأنه قد صح أن 
الذنوب المعاقبَ عليها بدخول النار تبدل حسنات» فالمكفرة بعمل صالح 
يكون”" كفارة لها أولّاء ومثابًا عليها ثانيّاء بتبديلها حسنات. وقيل: المغفرة 
ما كان مع عدم العقوبة والمؤاخذة؛ لأنها وقاية شر الذنب بالكلية» والتكفير 
قد يقع بعد العقوبة؛ فإن المصائب الدنيوية كلها مكفرات للخطاياء وهي 
عقوبات» وكذلك العفو يقع مع العقوبة وبدونهاء وكذلك الرحمة”" . 

ولنا عود تحرير لهذا المقام الكبير. والله ولي التدبير. 

فقوله عَلِل : (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا): ظاهره أن 
السيئات تمحا بالأعمال المذكورة حتى من صحف الملائكة» وهو ظاهر 
قوله يه في حديث أبي ذر» ومعاذ وَا: «وأتبع السيئة الحسنة تمحها»”" . 


قال: عطية العوفي”؟؟: بلغني أنه من بكى على - خطيئته محيت عنه 


)1١(‏ في الأصل : «تكون». والمثبت من «جامع العلوم والحكم». 

() انظر: «جامع العلوم والحكم» لابن رجب الحنبلي (ص: .)١75‏ 

(9) تقدم تخريجه قريبًا. 

(5) في الأصل: «الصوفي»» والمثبت من «جامع العلوم والحكم؟. 
وهو عطية بن سعد بن جنادة العوفي الججدلي الكوفي» أبو الحسن» صدوق 
يخطرءٍ كثيراء مات سنة (١١١ه).‏ انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر 


(ص: ”0297). 


4 


وكتبت له حسنة7" . 

وعن عبدالله بن عمرو كا قال: من ذكر خطيئة عملهاء فوجل قلبه 
منهاء فاستغفر الله وَبْدَه لم يحبسها شيء حتى يمحوها عند الرحمن”" . 

وقال الفضيل بن عياض : بكاء الليل يمحو ذنوب السرء وبكاء النهار 
يمحو ذنوب العلانية”” . 

وهذا هو المتبادر من ظاهر المحو بأن تزال الخطيئة حتى من الصحف . 

وقال جماعة من أئمة العلماء : لا تمحا الذنوب من صحائف الأعمال 
بتوبة ولا غيرهاء بل لا بد أن يوقف عليها صاحبهاء ويقرأها يوم القيامة 
واستدلوا بقوله تعالى : ل وَوْضِعَالككبُ فَرَى الْمْجرمِنَمُشْفِقِنَ مِمَاضِهِ 4 
[الكهف: 9ع]40 . 

ونظر الحافظ ابن رجب في الاستدلال بالآية الكريمة بأنه إنما ذكر 
فيها حال المجرمين» وهم أهل الجرائم والذنوب العظيمة» فلا يدخل فيهم 
المؤمنون التائبون من ذنوبهم أو المغمورة ذنوبهم» بحسناتهم» ثم قال: 


وأظهر من هذا الاستدلال قوله تعالى : #هْمَن يَعْمَلْ مِعْقَسالَ دَرَوَ حبرا ره (5) 


)001 أورده ابن رجب الحنبلي في «جامع العلوم والحكم» (ص: 2004 

(0) كذا في الأصل» رواه ابن أبي الدنيا في «التوبة» 2»)١١19‏ وفيه: «حتى يمحاها», 
وابن الجوزي في «ذم الهوى» (ص : 5١27»؛‏ وفيه: #حتى تمحى»؛ كلاهما بدل 
«حتى يمحوها عند الرحمن» . 

مم أورده ابن رجب الحنبلي في «جامع العلوم والحكم» (ص: 4). 

(5) المرجع السابق» الموضع نفسه. 


وَمَن يَمْمَلْ مِنْعَسَالَ رسيا ير [الزلزلة: 9-م]"'" . 

قال الحافظ : وقد ذكر بعض المفسرين عن هذا القول أنه هو الصحيح 
عند المحققين» وروي هذا القول عن الحسن البصري» وبلال بن سعد 
الدمشقي . 

قال الحسن: في العبد يذنب ثم يتوب ويستغفر يغفر له» لكن لا يمحاه 
من كتابه دون أن يقفه عليه» ثم يسأله عنه”" . 

ثم بكى الحسن بكاء شديدًاء وقال: لو لم نبك إلا للحياء من ذلك 
المقام» لكان ينبغي لنا أن نبكي” . 

وقال بلال بن سعد: إن الله تعالى يغفر الذنوب» لكن لا يمحوها من 
الصحيفة حتى يوقفه عليها يوم القيامة وإن تاب . 


)١(‏ المرجع السابق» الموضع نفسه. 

00( رواه أبو بكر الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (ص: 555). 
إفرة أورده محمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (247/0). 
05 رواه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (64/ 175). 


5 5 1 ا ل 200 0 2000 2 2 4 مس ا مي 
قال تعالى : ٍإِلَّاسَتَبَوَءَس وَعَيِلَعحمَلَاصنِ سالك برل متهم حَسَتدض 


0 
انهه ماحم © [الفرقان : ٠‏ وقد تباينت الآراء في تفسير هذه الآية فمنهم 
من قال: إن تلك السيئات الماضية تنقلب بنفس التوبة النصوح حسناتء وما ذاك 
إلا أنه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفرء فينقلب الذنب طاعة بهذا 
الاعتبار. فيوم القيامة وإن وجده مكتوبًا عليه» لكنه لا يضره» وينقلب حسنة في 
صحيفته» كما ثبتت السنة بذلك» وصحت به الآثار المروية عن السلف» 


رحمهم الله تعالى» ورأى مفسرون آخرون غير ذلك» ولمزيد من التفصيل ‏ - 


5م 


وقال أبو هريرة وه : يُدني الله العبدَ يوم القيامة» فيضع عليه كتفه. 
فيستره من الخلائق كلهاء ويدفع إليه كتابه في ذلك السترء فيقول: اقرأيا ابن 
آدم كتابك» فيقرأء فيمر بالحسنة» فيبيض لها وجهه؛ ويُسر بها قلبه» فيقول 
الله تعالى: أتعرفٌ هذا يا عبدي؟ فيقول: نعم» فيقول: إني قبلتها منك» 
فيسجدء فيقول: ارفعٌ رأسك وعَدْ في كتابك» فيمر بالسيئة» فيسودٌ لها 
وجههء ويوجل منها قلبه-يوجل: أي : يخاف ‏ » وترتعد أي : ترجف من 
الخوف منها فرائصه”"2» ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعلمه غيره» فيقول: 
أتعرف هذا يا عبدي؟ فيقول: نعم يا رب» فيقول: إني غفرتها لك» فيسجد»ء 
فلا يرى منه الخلائقٌ إلا السجود» حتى ينادي بعضهم لبعض: طوبى لهذا 
العبد الذي لم يعص الله قطء ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين ربه كبك 
مما قد وقفه عليه(" . وأصحاب هذا القول يحملون محو السيئات بالحسنات 
وبالأعمال الصالحة» والتوبة المقبولة» على محو عقوباتها دونَ محو كتابتها 
من الصحف . 

وأما قوله يِه (ويرفع بها الدرجات): ظاهره أن محو الخطايا ورفع 
الدرجات إنما يحصل بمجموع ما ذكر من الأعمال. 


- انظر: «تفسير القرطبي» /١7(‏ لال7/8-1). 

)١(‏ في هامش الأصل بخط الشيخ مراد الشطي : «جمع فريصة» وهي اللحمة التي 
بين جنب الدابة وكتفها لا تزال ترعدء وأراد بها هاهنا: عصب الرقبة وعروقها. 
اه النهاية لابن الأثير) . 

(0) انظر: «جامع العلوم والحكم» لابن رجب الحنبلي (ص: »)18١‏ والحديث 
المذكور رواه عبدالله بن أحمد في «الزهد» (ص: .)١78- 1١177‏ 


/ا/ 


والدرجات : جمع درجة» وهي ما ارتقيت بها صاعدّاء وأما الدركات: 
فلما هبط بها نازلّاء والمراد بها : المنزلة العالية» والمكانة الرفيعة. 

وفي الصحيحين عن أبي هريرة هه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ كلهِ: <م 
آط بالل وَبِرَسُولِهء وَأَقَامَ الصَّلاةء وَصَامَ رَمَضَانَء كَانَ حَقَا عَلَى اللَّهِ أَنْ 
يُدْخِلَهُ الْجَنَّهَه جَامَدَ في سَبِيلٍ الله أو جَلْسَ في أَرْضه الي وُلِدَ فِيهًاء. 
َمَانُوا: يَا رَسُولَ اللا أقلا شد النّاس؟ قَالَ: «إنَّ في الْجَنَّةِ مِمَةَ دَرَجَةٍ 
أَعَدَمَا الله للْمْجَاهِدِينَ في سَبِيلٍ الل مَا بين الدَّرَجتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السّمَاء 
َالأَرْضٍ» َذَ سَألم لله فَاسأُوة الزعؤس؛ فَإنّهُ وسَطط الج وَأَعْلَى 
الجن أَراهُ قوق عَرْشُ الوَحْمَنء وَمِنْه تفج أَنْهَارُالْجئقه20 . 

قَالَ مُحَمَدُ بْنُّ فح عَنْ أبيه: ١وَفَوْقَهُ‏ عَرْشُ الرَحْمَنِ)"2, والمراد 
بوط الحنة كار جاار انطايا: 

وفي «مسئد الإمام أحمد» والترمذي من حديث أبي سعيد الخدري ذل 
عن النبي كَكِةِ قال : «إن للجنة مئة درجة» ولو أن العالمين اجتمعوا في 
إحداهن لوسعتهم»”" . 

وفي «سئن الترمذي» وصحيح الحاكم من حديث عبادة بن الصامت ذه : 
أن النبي ككةٍ قال : «إن في الجنة مئة درجة» بين كل درجتين كما بين السماء 


)0( رواه البخاري (1/40؟). 
فم رواه البخاري (756). 
(') رواه الإمام أحمد في «المسند» (/ 74)» والترمذي (5077)» قال الألباني: 


َه 


14 





والأرضء والفردوس أعلاها درجة» ومن فوقها يكون العرش» ومنها 
تفجْر أنهار الجنة الأربعة» فإذا سألتم الله» فاسألوه الفردوس). 
ابن عبيد الضبى يذكر عمن حدثه : أن النبى يكل قال: «فى الجنة مئةٌ درجة» 
5ت ع وى 5 04 
بين كل درجتين ما بين السماء والأرض» أول درجة منها دورّها وبيوتها وأبوابها 
وسّررّها ومعاليقها'" من فضة» والدرجة الثانية دورها وبيوتها وأبوابها 
وسررها ومعاليقها من ذهب» والدرجة الثالثة دورها وبيوتها وأبوابها وسررها 
سي يم 5 0 5 ٠‏ آي 
ومعاليقها من ياقوت ولؤْلوٌ وزيرجد» وسبع وتسعون درجة لا يعلم ما هي 
إلا الله0” , 
وفي «المسند»؛ و«سئن ابن ماجه) عن أبى سعيد الخدري 5 عن 
ااه »م 5 8 0 عرس اش عكار قم 8 سه ع8 0 0 
النبي كل قال: يْقَالُ لصّاحب الْقَرَآنِ إِذَا دَحَلَ الْجَنّه : اقرأ وَاضْعَدْ فَيَقَرأً 
1 بل آي دَرجَةٌ حَنَّى يَقَرَاً آخر شَيْءِ مَعَُ90 . 
وأخرج أبو داود» والترمذي وصححه ») وابن ماجه» وابن حبان عن 
55 5 25006 4 7 2 م 7 
ابن عمرو #6 قال: قال رسول الله كَلْ: هيُْقَالُ لصّاحب الْقَرَآن: اقرَأ وَارْقَ»ء 


للق رواه الترمذي »)75907١(‏ والحاكم في «المستدرك» (519). 

(؟) في هامش الآصل بخط الشيخ مراد الشطي : «معاليق: واحدها معلاق» وهو 
الذي يتعلق باللحوم أو العنب» أو نحوه». 

() أورده السيوطي في «البدور السافرة» (ص: 225917 وفيه: «ومغاليقها» بدل 
«ومعاليقها»). 


(5) رواه الإمام أحمد في «المسند» (7/ »)5٠‏ وابن ماجه (71/80) . 


9 


كَمَا كنْت رتل فِي الدّنيَا؛ قن متك عِنْدَ آخر آي تَرَؤهَا0" . 


اي 0 
أن المئة درجة هي المنازل والدرجات المعول عليهاء والمقصودة للسكنى» 
وفي ضمن كل درجة درج دونهاء فالدرجات الكبار مئة درجة» وما بين 
الدرجة والدرجة درج صغار. 

وقد روي عن ابن المبارك عن عبدالله بن عمرو ها قال: كل آية من 
القرآن درجة في الجنة» ومصباح في بيوتكه”". والله أعلم . 

فلما قال النبي كَل لأصحابه الكرام» ‏ والمراد ما يعم جميع مؤمني 
أمته ‏ : «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطاياء ويرفع به الدرجات»» (قالوا: 
بلى يا رسول الله): أخبرنا بذلك؛ فإنا محتاجون إلى ذكرهء والإخبار به 
لتكفير خطاياناء وارتفاع منازلناء وإجزال عطايانا. 

(قال): يحصل لكم ذلك بأشياء» منها: (إسباغ)؛ أي: إتمام (الوضوء) 

بفتح الواو: الماء الذي يُتوضاً به» وبضمها: للفعل» على المشهورء وحكي 
5 ا ان؛ كما في «الفتح)”” . 


وأبح إن المع : أتمهاء و سبغ الوضوء: : أبلغه مواضعه» ووفى كل 
عشي و عق 
)غ0( رواه أبو داود »)١555(‏ والترمذي 2)51١5(‏ وابن حبان في («صحيحه)» (55/ا)2 
(0). رواه ابن المبارك في «الزهد» /١(‏ 717/7). 


(1) انظر: «فتح الباري» لابن حجر (1/ 11737). 


4 


(على المكاره): جمع مَكْرَه وهو ما يكرهه الإنسانٌ ويشقّ عليه 
والكره بالضم والفتح: المشقةء والمعنى: يتوضاأ مع البرد الشديد» والعلل 
التي يتأذى معها الإنسان بمس الماء لبرده» ومع إعوازه والحاجة إلى طلبه 
والسعي في تحصيله» أو ابتياعه بالثمن الغالي. . . وما أشبه ذلك من 
الأسباب الشاقة» ومنه: حديث عبادة 5 : بايعت رسول الله يل على [السمع 
والطاعة في](" المنشط والمكره”؛ يعني : المحبوب والمكروه. 

وفي «أوسط الطبراني» بسند ضعيف عن أمير المؤمنين علي بن أبي 
طالب َيهء عن النبي يَكهِ قال : «من أسبغ الوضوء في البرد الشديد» كان له 
من الأجر كفلان»2 . 

ور اد امار عدوت لي اناده جا وال السكة رار 06 1 
يقول : «مَنْ تَوَضَّا َأُسْبَعْ يد اوحور امك د ررحي وَمَسَحَ عَلَى رَأْسهٍ 
5 مم إلى الصّلاَ اْممْوُوضةٍه عر لال و ذلك جره واحضت تَ ليه 
رجُلاه وَقَبِضْتُ عَلَيْهِ يَدَافُ وَسِحت إلئد داف وَنَظَرَت إِلَيْهِ عَيْنَاهُ وَحَدَّثَ 


مشت إِلَيْه 


إل 


() مابين معكوفتين من اصحيح البخاري» . 

(؟) رواه البخاري :)1/١44(‏ ومسلم .)١709(‏ 
وفي هامش الأصل بخط الشيخ مراد الشطي : «قوله: (المنشط والمكره): المنشط 
المفعل من النشاط» وهو الأمر الذي تنشط له وتحن إليه» وتؤثر فعله؛ وهو 
مصدر بمعنى النشاط فيه» والمكره مصدر أيضًا. اه. من نهاية لابن الأثير . 

(9) رواه الطبراني ق في «المعجم الأوسط» (0755)» وقال الهيثمي في «مجمع 
الزوائد» /١(‏ /717): وفيه عمر بن حفص العبدي» وهو متروك» وقال الألباني 
في «السلسلة الضعيفة» (7/ 718): ضعيف جدًا . 


4١ 


به نَفْسَهُ مِنْ سوا قال: والله! لقد سمعيّه من نبي الله يل ما لا أحصيه(» 
ورواه الإمام أحمد_أيضًا ‏ بلفظ : قَالَ: «أَيْما رَجُلٍ قَامَ إلى وَضْويهِ 
يُرِيدُ الصَّلاةَ ثُمَ غَسَلَ كَمَْو نَرَلَتْ حَطِيُهُ مِنْ كَقَيْهِ مَعَ أَوَلٍ قَطْرَقِ فَإذَا 
فعض :وَاسْتشق وَاسْتَثيَر نَرَلَتْ خَطِيئتَهُ مِنْ لِسَانِه وَسْفْتَْهِ مَعْ أَوّلِ َطرَق 
ذا غْسَلَ وَجْهَهُ نرَلتْ حَطِيئتهُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرءِ مَعَ أَولِ قَطرَة فَإِذَا عَسَلَ 
يَدَيْهِ إَِى الِْرْققيْنِء وَرِجْلَيهِإِلَى الْكحْبَيْنِء سَلِمْ مِنْ كل ذَنْبٍ هُوَّلَّةُ وَمِنْ 


كل خط كمه َم ولَدَمهُ أ قَالَ: «فإِدًا قامَّإِلَى الصّلاق رَقَعَ الله يها 


دَرَجَتَهُ» وَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ سلما . 


وروى الطبراني في «الكبير» بإسناد لين عن ثعلبة بن عباد عن أبيه ذه 
قال: ما أدري كم حدثنيه رسولٌ الله يك أزواججا وأفراداء قال: «ما من عبد يتوضاً 
فيحسن الوضوء» فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنه» ثم يغسل ذراعيه 
حتى يسيل الماء على مرفقيه» ثم يغسل رجليه حتى يسيل الماء من كعبيه. 
ثم يقوم فيصلي» إلا غفر له ما سلف من ذنوبه»2 . 


)١(‏ رواه الإمام أحمد في «المسند» (0/ 757)» وقال الهيئمي في «مجمع الزوائد» 
:)23771١(‏ وفيه أبو مسلم» ولم أجد من ترجمه بثقة ولا جرح» غير أن الحاكم 
ذكره في «الكنى» وقال: روى عنه أبو حازم» وهنا روى عنه أبان بن عبدالله» 
وكذلك ذكره ابن أبي حاتم . 

(؟) رواه الإمام أحمد في «المسند» (0/ 75717). 


ز[فرة رواه الطبراني ذ في «المعجم الكبير)ا كما في «مجمع الزوائد» للهيئمي »)5١54/١(‏ 
وقال الهيثمي : رجاله موثقون. 


45 


وروى مسلمء وأبو داودء والنسائي». وابن ماجهء وابن خزيمة» 
والحاكم» وقال: صحيح الإسناد» عن عقبة بن عامر ذه عن النبي ككل قال: 
اما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوءء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقولء إلا 
انفتل وهو كيوم ولدته أمه»”" . 

(وكثرة الخطا إلى المساجد)» وفي حديث علي ب بن أبي طالب 5ه 
أن رسول الله كَكلْهِ قال : «إسباغٌ الوضوء في المكارة وإعمنال ا إلى 
المساجد)»ء (وانتظارٌ الصلاة بعد الصلاة) يغسلّ الخطايا غسلا»» رواه أبو 
داود» والبزار بإسناد صحيح» والحاكم» وقال: صحيح على شرط مسلم”". 

وأخرج الإمام أحمد من حديث معاذ بن جبل 5ه : احْتَبَسَ عَلَيْنَا 
رَسُولُ الله كه ذَاتَ غَدَاة عَنْ صَّلاةٍ الصّبْح حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى قَرْنَ الشّمْسِء 
نَخَرَجَ رَسُولُ الله يك سَرِيعَاء فوب بالصَّلاة وَصَلَّى» وَتَجَوّرَ في صَّلاتِو 
0 "كما أن عَلَى مَصَافَكُوا ثُمَ قبل ينا قال : «إني سَأَحَدَدُكُمْ 

حَبَسَنِي عَدْكُمْ الْعَدَاهَ إن قُمْتُ مِنّ اللَّلِ فَصَلَيْتُ مَا قُدّرَ ِي قَنَحَسْتُ 
بشي كع اك ذا أن بربتي كك. . .» الحديثء وفيه قال: 
«قَقَالَ: يا محمد مُحَمَدُ! أَتَذْرِي فيم يَخْنَصمْ د الْمَاةً الأغلى؟ قُلْتْ : لا أَدْرِي يَارَبٌء 


قَالَ : يَا مُحَمَدُ ُحَمَد! فيم يَختصِهٌ الملا الأخلى؟ قُلْتُ: لا أذري رب ٠‏ فرأيتَةُ وَضْعَ 


)00( رواه مسلم (15؟)» وأبو داود »)١59(‏ والنسائي »)١12١(‏ وابن ماجه »)517١(‏ 
وابن خزيمة في «صحيحه) (2»)7577 والحاكم في «المستدرك» (70:8). 
(90) رواه البزار فى (مسنده» (/675), والحاكم في «المستدرك» (455)» ولم نقف 


عليه عند أبي داود. 


لل 


و ل 0 ره يي 'ذ أتامله اماه 0 و 0 
2 0 ا 1-4 عي م ٠.‏ ل 0 5 
كفه بين كتفيّ حتى وجدت برد أنامله بن صدري» فتجَلى لي سىء» 


وَعَرَفْتُ» قَقَالَ: يا مُحَمَدُ! فِيم يَخْتصِمْ الْمَلاً الأغلى؟ قُلْتُ: في الْكَمَّارَاتِ 
قَالَ: وَمَا الْكَفَارَاتُ؟ قُلْتُ: تمل الأقدَام رك الامو دوه في 
الْمَسَاجِدٍ َعْدَ الصَّلاة» وَإِسْبَاغٌ الْوْضوءِ ِْدَ لكر يواه فال :وكا الدوعَات؟ 
قَلْتُ: إِطْعَامُ الصّعَام» وَلِينٌ اكلام وَالصَّلاة وَالنَامُِ نيام . .» الحديث”"©. 

وخرجه الترمذي» وقال: حديث صحيح. قال الترمذي: وسألت 
محمد بن إسماعيل -يعني : البخاري _-عن هذا الحديث» فقال: هذا حديث 
حسن صحيح”" . 

وفي بعض ألفاظه عند الإمام أحمد والترمذي ‏ أيضا - : «المشيٌ 
على الأقدام إلى الجماعات» بدل «الجمعات»”" . 

وأخرجه الترمذي من حديث ابن عباس ##ا: قال: قال رسول الله وَل : 
«أتاني الليلة آتِ من ربي - وفي رواية: رأيت ربي في أحسن صورة ‏ » فقال 
لي : يا محمد! قلت: لبيك ربي وسعديك» قال: هل تدري فيم يختصم 


56 كم سس 2 0 ع يم ”ا 

)١(‏ وللحديث بقية وهي: «قال: سَّلُء قلث: اللهمٌ إنْي أسألكَ فِغل الْخَيْرَاتِ» 
00 5 0 00 ا 00 2 مه جم شري قله يك وميك 
وَترْكَ المُنكرات. وَحَبٌ المَسَاكِينِء وَأن تغَفِرَ لي وَترْحَمَنِيء وإذا أرّدت فتنة في 
وه الوك( هن كا 001010 معي دوو _لر ‏ سر هم 4ه | نموم 
قوم فتوفني غيّْرٌ مفتون» وأ حبّك ؛ وَحب من يَحبّك» وَحبٌ عمل يُقريني 

م 


إِلَى حُبتكَ». وَقَالَ رَسُولُ الله يلِ: «إنَّا حَنٌ» فَادْرْسُوهَا وَتعَلّمُوهًاء. رواه الإمام 
أحمد فى (مسئده» (0/ 47 7) . 
زفق رواه الترمذي لمارف فرة 7 


زفوق رواه الإمام أحمد في «المسند» 50/ 151) من حديث بعض أصحاب رسول اللّه يِذ 
ورواه الترمذي [لفرففرة من حديث ابن عباس ا . 


4 


الملا الأعلى؟ قلت: لا أعلم» فوضع يده بين كتفي حتى وجدث بردّها بين 
ثديي - أو قال: في نحري ‏ » فعلمث ما في السماوات وما في الأرض - أو 
قال: ما بين المشرق والمغرب ‏ » قال: يا محمد! أتدري فيم يختصم 
الملا الأعلى؟ قلت: نعم» في الدرجات, والكفارات» ونقل الأقدام إلى 
الجماعات» وإسباغ الوضوء في السبرات» وانتظار الصلاة بعد الصلاة» ومن 
حافظ عليهنْ» عاش بخير»ء ومات بخير» وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . 

وقال الترمذي: حديث حسن”" 

والملأ الأعلى : هم الملائكة المقربونء» والسَّبٌرات بفتح السين 
المهملة وسكون الباء الموحدة ‏ : جمع سبرة» وهي شدة البرد. 

ففي هذا الحديث مثلّ أو قريب ما في الحديث المشروح؛ من أن 
الكفارات هي إسباغ الوضوء في الكريهات» ونقل الأقدام إلى الجمعات أو 
الجماعات» والجلوس في المساجد بعد الصلوات» فذكر في هذا الحديث 
ثلاثة أسباب تكمّر بها الذنوب: 

أحدها: الوضوءء وقد تكاثرت النصوص عن النبي كل بتكفير الخطايا 
بالوضوءء وقد دل القرآن الكريم على مثل ذلك في قوله تعالى : #يتآيبا اليرت 


م 


عَامَسوَا داو مم إِلَ الصَلَوةَ فأَعْسِلُوا وجوه وَأَيْدِيَكُمْ إل الْمرافقٍ وأمسحوأ يرموس 4 


() رواه الترمذي (7772) من حديث ابن عباس وهاء وتمامه: «قال: يامحمد! 
قلت: لبيك وسعديك. فقال: إذا صليت قل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات» 
وترك المتكرات» وحب المساكين» وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون» 
قال: والدرجات: إفشاء السلام» وإطعام الطعام» والصلاة بالليل والناس نيام» . 


ان 


وى سس مءسسسء رم ار 


كمعد شرم وورى رمدةه 0 2 سه كم ساد سام م سرام 
وأرجلحكم ل الكعبين وَإِن كم جثبًا َأَطْهّروأ إن فقثم رط أُوَعلٌ سَفر أو جا 
أَحد يدك من الْتََيط أوْ لَمَسْكُمُ النْسَآه هلم يجحدُوأ مآء مَنَيسَمُواْ صَِيدًا يبا فَمَسَحُوأ 
ع س4 - ع هه 1 

لَطَهِرَكُمَ وَلِمْتِجَ َمَتَدُ عَليِحْ لمَلَسَكُمْ تفوت #المائدة: 3]. 

فقوله : لليطهَركُم * يشمل طهارة ظاهر البدن بالماءء وطهارة الباطن 

وإتمامُ النعمة إنما تحصل بمغفرة الذنوب وتكفيرها؛ كما في قوله 
رط مُسَتَقِيمًا #[الفتح : ؟]. 

وقد استنبط هذا المعنى محمد بن كعب القرظي7". 

وفى حديث أن النبى كَلْةٍ قال : ااتمام النعمة النجاة من النارء وول 
الجنة)29 , 

فلا تتم نعمته على عبده إلا بتكفير سيئاته» ولكن في حديث أبي هريرة 
الذي ذكره الحافظ الضياءء وكذا حديث معاذ في اختصام الملا الأعلى7", 
إنما فيه ذكر إسباغ الوضوء على المكاره أو الكريهات» وتقدم أن إسباغ 
الوضوء هو إتمامه وإبلاغه مواضعه الشرعية . 


)000( رواه ابن المبارك في «الزهد» /١(‏ 15"). 


00( رواه الترمذي (/1١07؟)‏ من حديث معاذ بن جبل ذه بنحوه» وقال: حديث حسن. 


فرق تقدم تخريجه قريبًا 5 


15 


وفي «مسند البزار» عن عثمان #ه مرفوعا: «من توضأ فأسبغ الوضوء 
غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»”" . 

قال الحافظ ابن رجب في «شرح حديث اختصام الملا الأعلى» : إسناده 
لا بأس بهء قال: وخرجه ابن أبي عاصم من وجه آخر عن عثمان”" . 

والمراد بقوله : (وإسباغ الوضوء على المكاره): بأن يكون على حالة 
تكره النفس فيها الوضوء. وتقدم ما فيه كفاية . 

وقد فسر بحال نزول المصائب؛ فإن النفس حينئذ تطلب الجزع» 
فالاشتغال عنه بالصبر والمبادرة إلى الوضوء والصلاة من علامة الإيمان؛ 
كما قال تعالى : # يها ألينَءَامَمُوا اسَيّعِدئُو ضير والصَلووَ إنَّ امهم الصّيرِينَ # 
[البقرة: 107]. وفسرت المكاره بالبرد الشديد» ويشهد له ما تقدم آنفًا: 
إسباغ الوضوء على السبرات» وهي شدة البرد. 

ويروى عن زبيد اليامي”": أنه قام ليلة للتهجدء وكان البرد شديدّاء 
فلما أدخل يده في الإناء» وجد شدة برده» فذكر زمهرير جهنم» فلم يشعر 
ببرد الماء بعد ذلك» وبقيت يده في الماء حتى أصبح» فقالت له جاريته: 
لِمَ لم تصلّ الليلة كما كنت تصلي؟ فقال: إني لما وجدت شدة برد الماء 


)1١(‏ رواه البزار في «مسنده» (/ا4) بلفظ : «من توضاً فأسبغ الوضوءء ثم مشى إلى 
صلاة مكتوبة ؛ غفر له). 

(؟) انظر: «اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملا الأعلى» لابن رجب (ص: .)06١‏ 

(*) الإمام الثقة أبو عبد الرحمن زبيد بن الحارث بن عبد الكريم اليامي» توفي سنة 


(؟17١ه)‏ أو بعدها. انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص: 717). 


/ا4 


ذكرت زمهرير جهنم» فما شعرت به حتى أصبحت » فلا تخبري بهذا أحدًا 
ما دمت حرا( 

فإسباغ الوضوء في البرد ولا سيما في الليل ‏ يطلع الله عليه» ويرضى 
به» ويباهى به الملائكة» فاستحضار ذلك يهوّن ألم برد الماء . 

والسبب الثاني ؛ مما يمحو الله به الخطاياء ويرفع الدرجات: كثرة 
الخطا إلى المساجد. وفي رواية: «إعمال الأقدام إلى المساجد)”"2. وفي 
حديث اختصام الملا الأعلى : «المشي على الأقدام إلى الجماعات)”", 
و«إلى الجمعات»27» ولاسيما إن توضاً المرء في بيته» ثم خرج إلى المسجد 
لا يريد بخروجه إلا الصلاة فيه» كما في الصحيحين عن أبي هريرة ضيه عن 
النبي يله قال: «صَّلاةٌ الوَجُلٍ في الْجَمَاعَةٍ تَضَمّفُ عَلَى صَلاتَهِ في َيِه وَفي 
سُوقِهِ حَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفاء وَذَلِكَ أنه إذَا توضَاً فَأَحْسَنَ الْوْضوءَء م ثم حرج 
ِلَى الْمَسْجِدٍ لا يُخْرِجُهُ إلا الصّلاة لَمْ يَخْطْ حَطْوَةٌ إلا رُفِعث لَه بها دَرَجَةٌ: 
لخطاعة ها خطط ‏ .» الحديث” » ويأتى. 

وفي «صحيح مسلم» عن أبي هريرة وليه عن النبي كَل قال : «مَنْ تطهّرَ 


ا 


في بِبتّه) مَشّى إِلَى بيْتِ مِنْ يُبُوتٍ الل لضي فَرِيضَّةٌ مِنْ فَرَائْضٍ اللو 


)١(‏ انظر: «اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملا الأعلى» لابن رجب 
(ص: 068). 

20( رواه ابن ماجه (578) من حديث أبي هريرة ط . 

(6)'9 تقدم تخريجه قريبًا. 

(54) تقدم تخريجه قريبًا. 

(6) رواه البخاري (/551)»: ومسلم (559). 


46 


506 > مرمواه سل عر تو م سه ره 7 2و بر واه 
كانث خطوتاهٌ إخداهمًا تخط خطيئة» والأخرى ترفع ج300 , 

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة ذه عن النبي كَل أنه قال: 
«كلُّ خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة»)9" . 

وفي اامسلد الإمام أحمدا» والاصحيح ابن حبان» عن عقبة بن عامر طفن » 
عن النبى كلْهٌ قال : «إذا تطهر الرجل » ثم أتى المسجد يرعى الصلاة» كتب 
له كاتباه بتكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات»)2 . 

فالمشيٌ إلى المساجد لأجل الجماعات والجمعات له مزيد فضل» 
وفى قوله : (كثرة الخطا إلى المساجد)؛ إشارة إلى مزيد فضل المشى ببعد 
المكان عن المسجد؛ فإنه كلما بعد المكان الذي يمشي منه إلى المسجدء 
كان المشى منه أفضل ؛ لكثرة الخطا. 

وفى ااصحيح مسلم» عن جابر بن عبدالله 5 قال: كانت دارنا نائية 
من المسجدء فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقربت من المسجدء فنهانا رسول الله يك 
وقال: (إِنَّ لكم بكل خطوة حسنة)29. 

وفي ااصحيح البخاري» عن أنس 5ه أن النبي كلد قال: «يابني 
سلمة! ألا تحتسبون آثاركم . . .»2 . 


)غ0( رواه مسلم (655). 

(0) رواه البخاري »)75891١(‏ ومسلم .)٠١١9(‏ 

() رواه الإمام أحمد في «المسند» (5/ »)١517‏ وابن حبان في اصحيحه) .)7١45(‏ 
(4) رواه مسلم (514)» وفيه: «درجة» بدل (حسنة» . 


للق رواه البخارى (ه566). 


14 


وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري ذئه : أن النبي ككل قال: 
(إن أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدٌهم إليها ممشى فأبعدهم)20 . 

ومع هذاء فنفس الدار القريبة من المسجد أفضلٌ من الدار البعيدة» 
لكن المشي من الدار البعيدة أفضلٌ» ففي «المسند» من حديث حذيفة ذه » 
عن النبي يل قال: «فضل الدار القريبة من المسجد على الدار البعيدة كفضلٍ 
الغازي على القاعد)”"؛ إسناده منقطع . 

والمشي إلى المسجد أفضل من الركوب, كما يفهم من حديث علي 5ه : 
«وإعمالٌ الأقدام إلى المساجد. . .»20» وفي حديث معاذ ذكر المشي على 
الأقداه”؟ . 

وكان النبي كل لا يخرج إلى الصلاة إلا ماشيّاء حتى العيد يخرج إلى 
المصلى ماشيًا؛ فإن الآني إلى المسجد زائر الله تعالى» والزيارة على الأقدام 
أقربٌ إلى الخضوع والتذلل؟ كما قيل : 


لو جئتكم زائرًا أسعى على بَصَّري 


3 2 ع 5 


)000( رواه البخاري »)16١(‏ ومسلم (155) واللفظ له. 
(؟) رواه الإمام أحمد في «المسند» (0/ 49”). 

(9) تقدم تخريجه قريبًا. 

(4) تقدم تخريجه قريبًا. 

(5) في الأصل: «أداء والتصويب من «المدهش». 
(5) انظر: «المدهش» لابن الجوزي (ص: 508). 


١٠و‎ 


وفي الطبراني من حديث سلمان كه مرفوعًا: «من توضاأً في بيته 
فأحسن الوضوءء ثم أتى المسجدء فهو زائر الله تعالى» وحق على المزور 
أن يكرم الزائر)7" . 

وسيأتي لها تتمة في فضل المشي إلى الصلاة بأبسط من هذا. 

السبب الثالث؛ مما يمحو الله به الخطايا عن العبد. ويرقع له 
الدرجات : انتظار الصلاة بعد الصلاة» يعني : أنه يجلس في المسجد بعد 
الصلاة لانتظار صلاة أخرى» وهذا أفضل من الجلوس قبل الصلاة لانتظارها؛ 
فإن الجالس لانتظار الصلاة ليؤديها ثم يذهب» تقصر مدة انتظاره؛ بخلاف 
بو عنال علق ل جل يشل عرق فزن مدع اتول» إن كان كلين 
صلى صلاة جلس ينتظر ما بعدهاء فقد استغرق عمره بالطاعة» وكان ذلك 
بمنزلة المرابط في سبيل الله تعالى» ولهذا قال بل: (فَذَلِكُمُ الرُباطء فذلكم 
الرباط» فذلكم الرباط)» كرره ثلانًا لمزيد التأكيد؛ لأنه ربط نفسه وحبسها 
لطاعة الله تعالى وأداءِ فرائضه . 

وفي «مسند الإمام أحمد»» واسئن ابن ماجه»» عن عبدالله بن عمرو و 
قَالَ: صَلَنَامَمَ رَسُولٍ اللَّ يه الْمَغْرِبء فَرجَعَ مَنْ بجعَ» وَعَقَّب مَنْ عَقَّبَ» 
قَجَاءَ رَسُولُ الل يك مُسْرِعًا قَدْ حَفَرَهُ النمَُء وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رَكْبَتِو فَقَالَ: 


.0 ع له مر 0 0000-1 54 2 2 2 
(أيُشْرُوا» هذا ربكم قد فتح بَابّا من أَبْوَاب الْسَّمَاءِ يُبَاهِي بكم المّلائكة. 


)١(‏ رواه الطبراني في «المعجم الكبير؛ (1119).» قال الهيئمي في (مجمع الزوائد» 
:)"١/5(‏ رواه الطبرائى فى «الكبير»)» وأحد إسناديه رجاله رجال الصحيح . 


١١ 


يَقُولُ: انْظرُوا إِلَى عِبَادي قَدْ قَضُوا فَريضَة وَهُمْ يَنَْظوُونَ أُخْرى)20 . 

وفي «المسند» ‏ أيضًا -عن أبي هريرة ولاه عن النبي يله : «مُتْتَظرُ الصّلاة 
ِنْ بَعْدِ الصّلاةٍ ماس اشْئَدَ به فرَسُهُ في سَبِيلٍ الله عَلَى كشْحِو تصّلي عَلَيِهِ 
مَلاتِكَةُ الل مَا لم يُحْدِث أَْ يوم وَهْوَ فِي الربَاطٍ الأكبر»0 . 

فإن الرباط مصدرٌ رابط رباطًا ومرابطة: إذا لزم ثغرًا مخيفا للعدوء 
لقصد إعلاء كلمة الله» وقهر أعداء الله أصله من ربط الخيل؛ لأن كلا من 
الفريقين يربطون خيلهم مستعدين لعدوهم» وهذا قد ربط نفسه في بيت من 
بيوت الله لأداء فرائض الله تعالى . 

وفي الصحيحين من حديث أنس ييه عن النبي يَكةِ أنه قال: «لم تزالوا 
في صلاة ما انتظرتة الصلاة90 . 

وفيهما عن أبي هريرة فك عن النبي كَل قال: «الْمَلائِكَُ نُصَّلَي عَلَى 
أَحَدِكُمْ ما دام ِي مُصَّلاهُمَا لَمْ يُسْدِثء اللّهُمَ اغْفرْ له اللَّهُمَ ارْحَمْهُ لا يَرَالُ 
أَحَدُكُمْ في صّلاةٍ مَا دَامَتْ الصَّلاةً تَحْبِسُةُ لا يَمْبَعْهُ أن يَنْقَلِب إِلَى أَمْلِهِ إلا 
الصَلدة)©) , 


.)801١( واين ماجه‎ »)7١8 /7( رواه الإمام أحمد بن حنبل في «المسند»‎ )١( 
.0017 (؟) رواهالإمام أحمد في «المسند» (؟5/‎ 


وَالكَشْحٌ: ما بينَ الخاصرة إلى الضتّلع الخَلْفء وطوى كَشْحَه على الْأَمْر: 
أضكرة وَسَثَرَة. انظر: «القاموس المحيط») للفيروزأبادي (مادة: كشح). 
(فرة رواه البخاري ,)50١(‏ ومسلم (150). 


دق روآه البخاري, (569ي ومسلم (5869). 


١ 


وفي رواية لمسلم : «ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه)7"' . 

وهذا يدل على أن المراد بالحدث: حدث اللسان ونحوه من الأذى» 
وفسره أبو هريرة بحدث الفَرْج» وقيل : إنه يشمل الحدثين. 

وفي لالمسند» عن عقبة بن عامر ضيه عن النبي كل أنه قال: «القاعد 
يرعى الصلاة كالقانت» ويُكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى 
يرجع إليه)”""2» وفي رواية له: «فإذا صلى في المسجدء ثم قعد فيه» كان 
كالصائم القانت حتى يرجع)”” . 

وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة. 

وبالجملة : فالجلوس في المساجد بعد الصلاة لانتظار الصلاة» له 
فضل عظيم» وثواب جسيم» وإنما كان انتظار الصلاة بعد الصلاة موجبًا لمحي 
الخطاياء ورفع الدرجات؛ لما فيه من مجاهدة النفس وكمّها عن أهوائهاء 
فإنها لا تميل إلا إلى الانتشار في الأرض لابتغاء الكسب» ولمجالسة الناس 
ومحادثتهمء أو للتنزه في الدور الأنيقة» والمساكن الحسنة؛ ومواطن اللهو 
واللعب» فمن حبس نفسه في المساجد على الطاعة» فهو مرابط لها في 
سبيل الله» مخالف لهواهاء وذلك من أفضل أنواع الصبر والجهاد . 


وقوله: (رواه مسلم)؛ أي : في لاصحبحه )010 ورواه الإمام مالك 


)١(‏ رواه مسلم(0/5/5549ا5). 
(0) رواه الإمام أحمد في «المسند» (5/ .)١01/‏ 
() رواه الإمام أحمد في «المسند» (5/ .)١99‏ 


(4) تقدم تخريجه. 


في «الموطأ»» والترمذي» والنسائي» وابن ماجه» بمعناه'" . 

ورواه ابن ماجه ‏ أيضًا » وابن حبان في «صحيحه» من حديث أبي 
سعيد الخدري ذه إلا أنهما قالا فيه: قال رسول الله يَلةِ: «ألا أدلكم على 
ما يكفر الله به الخطاياء ويزيد به في الحسنات؟؟ قالوا: بلى يا رسول الله. . 
فذكره”؟ . 

وروى ابن ماجه» وابن حبان في «صحيحه» عن جابر بن عبدالله ولهاء 
قال: قال رسول الله مَك : دألا كم َلَى ما َو الله به الْحَطَايَا وَيَكقه 
ولدالار 00 سُولَ اللو قَلَ: وبع اؤضوء عَلَىالْمَكْوُومَاتٍ 
وَكَثْرَةٌ الْخْطًَا إلى لْمَسَاجِدِء وَانْتِظَارُ الضّلاة بَعْدَ الصَّلاق َذَلِكَ الجبَاطً» 29 . 
والله تعالى الموفق. 


0010 


)١(‏ رواه الإمام مالك في «الموطأً»؛ والترمذي ».)0١(‏ والنسائي »)١41(‏ وابن ماجه 
(0؟). 


3( روآاه ابن ماجه (50؟)2 وابن حبان فى (صحيعحه) (؟١٠غ).‏ 


زفق رواه ابن حبان في الاصحيحه ) ( )ل ولم نقف عليه عند ابن ماجه . 


١ 


: د فضا َالشهَادة يداوو صو 


أي هذا بابه؛ وذكر الحافظ في هذا الباب حديثًا واحدّاء وهو: 

ه-عن عمر بن الخطاب د قال: قال رسول الله يل: «مَنْ تَوَضَّاً 
أَحْسَنَّ الْوْضُوءَء نُمَ قَالَ: أَشْهَدُ آَنْ لا لَه إلا اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه 
وَأَشْهَدُ آَنَّ مُحَمَدَا عَبْدهُ وَرَسُولَهُ اللّهُمَ اجَعلنِي مِنَ النَّوَابِينَ» وَاجْعَلْيِي 
مِنَّ الْمتطَهرِينَء فبحث لَه تَمَانَِةُ نْوَابٍ الْجََة يَدْخُلُ مِنْ أَبتهَا شَاءً) . 

رواه مسلم» والترمذي بمعناه» ولم يذكر مسلم: «اللهم اجعلني 
من التوابين» واجعلني من المتطهرين»70"' . 

(عن) أمير المؤمنين أبي حفص (عمرّ بن الخطاب ذإنه)» هو أمير 
المؤمنين عمرٌ الفاروقٌ أبو حفص بن الخطاب بن تيلٍ بن عبدٍ العُرَى بن 
رياح بكسر الراء وبالياء التحتية فحاء مهملة ‏ بن عبدالله بن قُرْطٍ -بضم 
القاف وسكون الراء فطاء مهملة » بن راح -بفتح الراء والزاي-» بن 
عدي بن كعب بن لؤي(" بن غالب القرشيّ العدويّ» وأمه حنتمةٌ بدثُ هاشم 


)١(‏ رواه مسلم (271"5» والترمذي (00) واللفظ له. 
(؟) في هامش الأصل بخط الشيخ مراد الشطي : «هنا أي : في لؤي -يجتمع نسبه - 


٠١ه‎ 








ابن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم» ويعرف هاشم بذي الرمحين. 
قال الأمير ابن ماكولا: ومن قال فيه: إن حنتمة بنثٌ هشام» فقد 
3 00 
كنية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : أبو حفص » كناه بذلك رسولٌ الله َكل 
من بني هاشم» فلا يقتله ؛ فإنه خرج مستكرمًاا» قال أبو حذيفة9 : أتقتتل 
5 10 2 2 
فبلغ النبيّ ككل ذلك» فقال: «يا أبا حفص! أيضرب وجة عم رسول الله وَل 
بالسيف؟» فقال عمر: والله! إنه لأولُ يوم كناني فيه رسولٌ الله يك بأبي حفص . 
رواه الحافظ ابن الجوزي وو 


والحفص في اللغة: ولد اللأسد. ويلقب بالفاروق أيضاء وسبب ذلك: 


- 0 مع نسب النبي كَِْة. اه. لكاتبه) . 

(1) انظر: «الإكمال» لابن ماكولا (”/ ١١؟).‏ 

() أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة العبشمي» من السابقين إلى الإسلام» هاجر 
الهجرتين» وصلى إلى القبلتين» استشهد يوم اليمامة. انظر: «الإصابة» لابن 
حجر (/ا/ /41). 

زفرة لم نقف عليه في المطبوع من كتب ابن الجوزيء ورواه الحاكم في «المستدرك» 
(5584)» والبيهقي في «دلائل النبوة» (7/ )١51- ١5١‏ من حديث ابن عباس 435ا» 
وفيهما ‏ واللفظ للحاكم ‏ : وكان أبو حذيفة يقول: ما أنا بآمن من تلك الكلمة 
التي قلت» ولا أزال خائمًا حتى يكفرها عني بالشهادة» قال: فقتل يوم اليمامة 
شهيدًا . 


ما رواه ابن الجوزي في «سيرة العمرين» عن ابن عباس كا قال: سألت عمر: 
لأي شيء سّميت بالفاروق؟ فذكر حديث إسلامه إلى أن قال: فأخرجنا 
رسول الله يَكِهِ في صفين حتى دخلنا المسجد» فسماني رسول الله يك بالفاروق'") 

والفاروق : فرق الله تعالى به بين الحق والباطل كما قاله رسول الله 6ه(" . 

ولد عمر َك بعد الفيل بثلاث عشرة سنة» وأسلم في السادسة. في 
ذي الحجة بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة. وقيل: هو إكمال الأربعين» 
والنساء ثلاث وعشرون. 

وفي الترمذي» وقال: حسن صحيح: أنه كله قال: «اللهم أعرّ الإسلام 
بأحبٌ الرجلين إليك : عمر بن الخطاب» أو عمرو بن هشام»؛ يعني: أبا 
جهل» فكان الذي عز به الإسلام» ودخل فيه: عمر”" 

وفي «صحيح البخاري» وغيره من حديث أبي سعيد الخدري 5 : 
أنه ستمع رول اله ك2 يتول ال اك اتن 0 
وَعَلَيْهِمْ َمُصٌ فص مها ما يلم الّرِيّ وَمِنَْا ما دُونَ ذَلِكَء وَعْرِضَ عَلَصَّ عُمَرُ 
الطاب وَل فيص تخز»» قرا : فَمَا أَوَلْتَ ذلك يَارَ تل اليه 


.)4٠ /١( رواه أبو نعيم في «حلية الأولياء»‎ )١( 


(؟) رواه عمر بن شبة في «أخبار المدينة» )1١1/8(‏ عن أيوب بن موسى مرفوعًا بلفظ: 
(إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه» وهو الفاروق» فرق الله به بين الحق 
والباطل» . 

(6) رواه الترمذي (5481") من حديث ابن عمر وها بنحوه» وقال: حديث حسن 
صحيح غريب . 


قَالّ: : الذي 001 


واج نيدن غيل شن عكة إن المدية حوة ]+ وذلة ان اتقله سيق 
وتنكب قوسّهء وأخذ بيده أسهمّاء وأتى الكعبة وأشرافٌ قريش بفنائهاء 
فطاف سبعًاء ثم صلى ركعتين عند المقام» ثم أتى حلّقهم واحدة» واحدة 
فقال: شاهت الوجوهء من أراد أن تثكله”" أمّه وينم ولدهء وترمّلَ زوجته 
فليلقني وراء هذا الوادي . فما تبعه منهم أحد. 

وشدته وشجاعته معلومة لا تخفى» حتى إنه وصف في التوراة بأنه 


قرن من حديد7" . 


صر ذه المشاهد كلهاء وكان شديدًا على الكفار والمنافقين. 
وفضائله كثيرة» ومناقبه شهيرة» ومزاياه غزيرة» وقد وافق ربه في أحكام 
معروفة مأثورة . 

ورث الخلافة بعد أبي بكر الصديق ها باستخلافه إياه» عشرٌ سنين 


وستة أشهر ونصفَ شهر. ففتح الله به الفتوح» ودوّن الدواوين» ورتب الناسَ 


.)77( رواه البخاري‎ )١( 

(؟) في هامش الآصل بخط الشيخ مراد: «الذكل» بوزن القَفْل: فقدانٌ المرأة ولدّها». 

فيه رواه الطبراني في «المعجم الكبير» )11١(‏ عَنِ الْعبّاسِ بن سَالِمٍ ناتاس 
رَبِيعَةَ حَدََهُ: أن عُمَرَ بن الْحَطَاب أَرْسَلَ إِلَى كَعْبٍ الْأَحْبَارِء فَقَالَ: يَا كَمْبْ! 
كيف تجد ن 9 نعْتِي؟ قَالَ : : جد نك لاض خرد. قَالَ وَمَا قَرْنَمِنْ حَِي؟ 
قَالَ: بيده لا يذ ني الم 5 لام قال تواقة؟ فال لويكون 
بَعْدَكَ حَلِيفهُ تفْملَهُ فِةٌ طَالِمٌَء قَالَ: نّم مَه؟ قَالَ: 00 
في «مجمع الزوائد» (94/ 16): رجاله ثقات . 


٠١8 


في ذلك» وحج بالناس عشر سنين متوالية» وحج في آخرهن بأمهات المؤمنين. 

وهو أولٌ من نور المساجد لصلاة التراويح؛ وأول من أرخ التاريخ من 
الهجرة النبوية» وأولٌ قاض في الإسلام؛ فإن الصديق الأعظم في خلافته 
وَلآم القفحاة 

وأولُ من سُّمِي بأمير المؤمنين» وأول من جمع القرآن من الصحف . 

وكان عمر ذه طُوالًا جدّاء خفيف العارضين» أَغْسَر يَسَرَا('» وهو 
الذي يعمل بيديه معاء وكان أبيض تعلوه حمرة» وقيل: آدم'", أصلع”", 
شديدَ حمرة العينين» يخضبٌ بالحناء والكتّه 9 . 

قام هه بالأمر بعد موت أبي بكر ذه بعهده إليه» ونصّهِ عليه أتمٌّ 
قيام» فأظهر الله تعالى به الدين أتم ظهورء وعز الإسلام . 

وطعنه أبو لؤلؤة غلامٌ المغيرة بن شعبة» بالمدينة يوم الأربعاء لأربع 
بقين من ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين» ودفن يوم الأحد غرة المحرم 


سنة أربع وعشرين» وله من العمر ثلاث وستون سنة» وصلى عليه صهيب » 


)١(‏ في الأصل: «اعسوسر»» والتصويب من «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير 
(595/6). 

(؟) في هامش الأصل بخط الشيخ مراد: «أي: أسمر شديد السمرة. اه. نهاية بالمعنى». 

(*) في هامش الأصل : «قوله: الأصلع: وهو الذي لا شعر على رأسهء لغة؛. 

(5) في الأصل بخط الشيخ مراد: «وهو نبات يتخذ منه الخضابء ويخلط مع 
الحناء وهو سنة عند الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه للرجال وللنساءء وللرجل 
خاصٌ بخضاب اللحية» وللمرأة مطلقاء بيدها وبرأسهاء وللضرورة مطلقًا 
للرجال وللنساء . اه. لكاتبه» . 


4 


ودفن إلى جانب أبي بكر الصديق في الروضة المشرفة بسيد العالمين وخاتم 
المرسلين وحبيب رب العالمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين 
وسلم وشرف وعظم. 

روي له عن رسول الله يله خمسمئة وتسعة وثلاثون حديثاء اتفق 
الشيخان على تسعة وعشرين» وانفرد البخاري بأربعة وثلاثين» ومسلم بأحد 


هه 


وعشرين . 

روى عنه: أبو بكرء وباقي العشرة» وابنه عبدالله» وأبو هريرة» وابن 
عباس» وابن الزبير» وأنس بن مالك» وعلقمة بن وقاص الليشي» ومالك 
ابن أوس بن الحدثان» وغيرهم من الصحابة. 

وكان ذه أحد أشراف قريش في الجاهلية» واتصل له الشرف في 
الإسلام» وهو أحدٌ السابقين الأولين» وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة» 
وأحدٌ الخلفاء الراشدين» وأحد أصهار رسول الله يلوه وأحد كبراء علماء 
الصحابة وزهادهمء وأحد الذين كانوا يفتون في حياة النبي كَل وهم أربعة 
عشر : الخلفاء الأربعة» وعبد الرحمن بن عوف, وعبدالله بن مسعودء» وعمار 
ابن ياسر» كت ومُعاذ بن جبل» وخذيفة بن اليمان» وزيد بن ثابت» 
وأبؤ الدرداء» وسلمان الفارسي» وأبو موسى الأشعري» وف أجمعين . 

وأما الفتوى بحضرته كَل فخاصة بالصديق الأعظم ذَهن . والله تعالى 


أعله”" . 


)١(‏ انظر ترجمته في : «الاستيعاب» لابن عبد البر (7/ »)١١44‏ و«الإصابة» لابن 
حجر (5/ حمىاه). 


١٠ 


وجمعهم بعضهم بقوله: 
لقف كسان يفحى فى عاو(" تبيقا 
ميعالخلفاء الراش دين أئمسة 


معاذوعمار وزيدبن ابت 

أب ابسن مسعود وعوف حذيفة 
ومنهم أبو موسى وسلمان ذوالنهيى””) 

كذاك أبنو الدرداء وفحو مت 
وأقثقى بمراآه أبو بكر الرضى 


جاه 5 4 
وصدقهفيهاوهي مزية 


(قال) أمير المؤمنين عمبٌ بن الخطاب ذاه : (قال رسول الله يلله: من 
توضّاً) الوضوء الشرعيّ» (فأحسنّ الوضوء)؛ بإسباغه» وإيصال الماء إلى 


وفي لفظ لمسلم في «صحيحه : عن عمر بن الخطاب َيِه عن النبي مَل 
قال: «ما منكم من أحدٍ يتوضاً فَيُبْلغْ ‏ بضم التحتية وسكون الموحدة وكسر 
)١(‏ فى «شذرات الذهب»: «حياة». 
(0) في «شذرات الذهب»: «حبرهم) بدل «ذو النهى» . 


() فى «شذرات الذهب» : (تتمة». 


(5) الأبيات لنجم الدين بن قاضي عجلون. انظر: «شذرات الذهب» لابن العماد 
(م/مه١).‏ 


١١١ 





اللام » أو قال: فيُسبغ _بالسين المهملة بعد التحتية وكسر الموحدة وبالغين 
لشي طن الرو اوت الراضير 006ن نهدا لجز عبيية الو قدو 

(ثم قال)؛ أي: المتوضىء بعد إسباغ وضوئه وإتمامه؛ وفي اللفظ 
الثاني : ثم يقول("؛ أي : بعد فراغه من إكمال وضوئه: (أشهدٌ) بلساني» 
وأعتقد بجناني (أَنْ لا إله): معبود بحق في الوجود (إلا الله) ‏ بالرفع ‏ بدلٌ 
من: معبودٌء أو من: موجودٌء على المشهورء (وحده لا شريك له)» لا في 
ذاته» ولافي صفاته» ولا في أفعاله» فهو تعالى الغني عن كل ما سواه» المفتقرٌ 
إليه كل ما عداهء (وأشهد) كذلك, بأن أقرَ بلساني» وأعتقد بجناني (أن 
محمدًا يل عبدُه) الذي اصطفاه» (ورسوله) الذي اجتباه» فأرسله للعالمين 
بشيرًا ونذيرّاء وختم به النبوة والرسالة» ومحا به ظلمة الكفر والجهالة. 

(اللهم)؛ أي : يا ألله.ء حذفت أداة النداء تخفيفًاء وعوضت عنها الميم» 
ولهذا لا يجمع بين أداة النداء التي (يا) وبين الميم إلا في ضرورة الشعر؛ لأن 
الجمع بين العرض والمعوض لا يحسّن في فصيح الكلام؛ كقول بعضهم: 
إنيإذاماحدث”"ألما 

أفنترل يجنا ليحي نبنا ليسي 

وقول الآخر: 
(9) رواه مسلم (74). 
(5؟) وهي رواية مسلم (774). 


(؟) في الأصل: «خطب»» والمثبت من «تفسير القرطبي» ليستقيم الوزن. 
6 البيت من الرجز. انظر: «تفسير القرطبي) (5:/ 5ةهة). ولا بعرف قائله . 


١١ 


أقولٌ يا اللهم يااللهما 
اردد(©» لناة يخنا 400 


(اجعلني من) عبادك (التوابين): أي: الكثيري'" التوبة» فإن الله 
يحب التوابين» ويحب المتطهرين» والتوبة من كبائر الذنورب وصغارها واجبة 
عند أهل الحق» والإنسان كثير الذنوب؛ من التقصير في فعل المأمور, 
وارتكاب المحظورء فلا يكاد ينفك عن اقتراف الذنوب؛ وخيرٌ المذنبين 
التوابون» فإذا أذنب العبدء ثم تاب من ذنبه» قال الله تعالى: علم عبدي أن 
له را يؤاخذ بالذنب» ويعاقب على الذنب» فقد غفرت له( . 

(واجعلني)؛ أي: صيرني (من المتطهرين) من الحدّث بإسباغ الوضوءء 
وبالتوبة من الذنوب. 


وفى بعض طرق هذا الحديث عند الإمام أحمدء وأبى داود: فأحسن 


)١(‏ في الأصل : «ارددن»» والتصويب من «تفسير الطبري». 
(؟) من الرجز. انظر: «تفسير الطبري» (1/ 2)77١‏ وفيه: 
وماعلي ك أن تقولي كلما 
صليت أو كبرت ياللهم 
اردد إليناش يخنا مسلما 
() في الأصل: «الكثيري»» والصواب المثبت. 
(5) رواه البخاري (76017) من حديث أبي هريرة ذه بلفظ : «إن عبدًا أصاب 
ذنبًا ‏ وربما قال: أذنب ذنيًا ‏ فقال: ربٌ أذنبث ‏ وربما قال: أصبت _فاغفر 
لي» فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بهء» غفرث لعبدي». 


١١ * 


الوضوءء ثم رفع نظره إلى السماء فقال. . . فذكره'" . 
وفي لفظ عند الإمام أحمد : «من توضأ فأحسن الوضوء» ثم قال ثلاث 
مرات: أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبذه 


ورسوله. : 0 


ورواه ابن ماجه أيضًا من حديث أنس بن مالك 27445 . 

وروى تكرير الشهادة ؛ ث مرات ابن السني من رواية عثمان بن 
عفان 7 . 

فإذا قال المتوضيء الذكرٌ المشروع بعد فراغه من وضوئه» (فتحت له 
أبواب الجنة الثمانية)» وعلى رواية: ما منكم من أحد يتوضا. . . إلا تحت 
له أبواب الجنة الثمانية»» (يدخل) القائل الذكرَ المذكور بعد فراغ وضوئه» 
(من أيها)؛ أي: الأبواب الثمانية (شاء)؛ جزاء لعمله» ورضاء بقوله وفعله. 

وفي («مسئد الومام أحمد) من حديث أنس 25 هبه يرفعه : «مَنْ يا 


او العو 0 اكرات : أَشهَدُ أن لا لَه إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيِكَ 


2 0 


0 


ترعاءّة ورايرة2 1 


» وَأَشْهّد أَنْ مُحَمَدَا عَبْدُهُ وَرَسُولَةُ فتح لَه لدثمانية آ: وَاب الْجَنَّ» من أَبنهًا 


)010( رواه الإمام أحمد في «مسنده» (5/ »)١9٠١‏ وأبو داود »)١1١(‏ من حديث عقبة 
ابن عامر 5ه . 

(؟) رواه الإمام أحمد في «مسنده» (7/ 756) من حديث أنس بن مالك 5 . 

(*) رواه ابن ماجه (559) من حديث أنس بن مالك 2ك . 

(5) روا ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (19) من حديث عثمان بن عفان 5ه 

(0) وواه مسلم (714) من حديث عقبة بن عامر طفله 


م 


١15 


شَاءً دخل270 . 

قال الحافظ المصنف رحمه الله تعالى»؛ ورضي عنه: (رواه) الإمام 
(مسلم) بن الحجاج في «صحيحه»» ولفظه في أكثر الروايات: عن عمر بن 
الخطاب 5ه عن النبي يله قال: «ما منكم من أحد يتوضاً فيبلغ أو 
فيسبغ ‏ الوضوءء ثم يقول. . 2.١‏ الحديث إلى : «عبده ورسوله؛ إلا فتحت 
له أبواب الجنة الثمانية»29 , 

ورواه الترمذي بمعناه» وفي حديث الترمذي بعد الشهادتين: «اللهم 
اجعلني من التوابين» واجعلني من المتطهرين»”"؛ ولم يرو مسلم هذه 
الزيادة» وهي : «اللهم اجعلني من التوابين» واجعلني من المتطهرين» . 

وفي «سنن النسائي» عن أبي سعيد الخدري ه قال: من توضأ ففرغ 
من وضوثه [ثم] قال: سبحانك اللهم» أشهد أن لا إله إلا أنت» أستغفرك 
وأتوب إليك» طبع عليها بطابع» ثم رفعت تحت العرش» فلم تكن تكسر 
إلى يوم القيامة»» هكذا رواه من قول أبي سعيد؛ كما ذكره المحققٌ ابن 
القيم في «الكلم الطيب»”". 


وقال الحافظ المنذري: ورواه الطبراني فى «الأوسط»» ورواته رواة 


.)156 /9( رواه الإمام أحمد في «مسنده»‎ )١( 

(؟) رواه مسلم (5794). 

9) رواه الترمذي (00). 

(5) روه النسائي في «السئن الكبرى» .)44١09(‏ 

(5) انظر : «الوابل الصيب من الكلم الطيب» لابن قبم الجوزية (ص: .)5١6‏ 


١1 


00 و 5 000 

الصحيح . ولفظه : (اكتب في رق» ثم جعل في طابع)(", قال: ورواه 
النسائي» وقال في آخره: «خختم عليها بخاتم. . .» الحديث» وصوب النسائي 
وقفه على أبى سعيد”" . 

قال المحقق ابن القيم في «الكلم الطيب»: وأما الأذكار التي يقولها 
العامة على الوضوء عند كل عضوء فلا أصل لها عن رسول الله يِه ولا عن 
أحد من الصحابة ولا التابعين» ولا الأئمة الأربعة» وفيها حديث كذب على 
رسول الله 6ه" . 
* فوائد: 

الأولى : دل الحديث على أن أبواب الجنة ثمانية» وقد صح ذلك عن 
النبى كله فى عدة أحاديث : 

منها: ما في الصحيحين من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد 
الساعدي وه : أن رسول الله يكل قال: «فى الْجنهِ تَمَانيةُ أَبْوَاب» فيهًا بَابٌ 

1 8 موغ 2 1 0 
يُسَمَى : الرَيّانء لا يَدْخَلهُ إلا الصّائمُون)9' . 


وفي الصحيحين أيضا من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن 


)١(‏ رواه الطبراني في «المعجم الأوسط» )١550(‏ من حديث أبي سعيد 5 مرفوعا. 

(؟) انظر: «الترغيب والترهيب» للمنذري »23١6 /1١(‏ والحديث رواه النسائي في 
«السئن الكبرى» (4405) مرفوعًاء ثم قال: هذا خطأء والصواب موقوف. ورمز 
الألباني إلى صحته في «صحيح الترغيب والترهيب» /١(‏ 54)» وقال: له حكم 
المرفوع . 

(1) انظر: «الوابل الصيب من الكلم الطيب» لابن قيم الجوزية (ص: .)5١9‏ 

(8) رواه البخاري (/!7761)» ومسلم .)١١557(‏ 


١15 


عن أبي هريرة 5 قال: قال رسول الله كِ: مَنْ أَنْقَقَ رَوْجَيْنِ في سَبِيلٍ 
الله نودي فِي الْجَنَةِ : يا عَبْدَاللُهِا هَذَا حَيْدٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلٍ الصّلاق 
دعِيَ مِنْ بَابِ الصّلاةء وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلٍ الْجهّادء دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَاد 
وَمَنْ كان م مِنْ أَهْلٍ الصَّدَقَةء دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِء وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلٍ 
الصّيام» عِيَ مِنْ بَاب الرَيّانا» فَقَالَ أبُو بَكرِ الصَدّيقُ : يَأ رَسُولَ اللا ما على 
من معى من هذ الأنواب من ضورق هَل مذعى أَحَُمن َذِِالأنواب 


ده سور 


كي قَالَّ: العم وَأَرْجْرَ أن تكون + 2 0 


ا ا 0 سمعت رسول الله وَكِل 
يقول: اما مِنْ مُسْلِمِ يَمُو ث لَه ثلاث مِنَّ الود لَمْ يبْلعُوا الْحِنْتَء إلا تَلقَّوُْ 


00 


من أَبْوَاب الْجَنَِّ الّمَانية» مِنْ أَينَهَا شّاءَ خل90 . 

ورواه أيضًا الإمامٌ ابن الإمام أبو عبد الرحمن عبدالله بن الإمام أحمدء 
عن ابن نمير : حدثنا إسحاق بن سليمان» حدثنا حريز بن عثمان» عن 
شرحبيل بن شفعة» عن عتبة عتبة9 . 

قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه 'حادي الأرواح إلى منازل الأفراح» : 
لما كانت الجنان درجاتٍ بعضها فوق بعضء كانت أبوابها كذلك» قباب 


)١(‏ رواه البخاري (14410)» ومسلم »)1١717(‏ والْمُراد ِالرَوْجَيْنِ : إنقَاق شَيْئيْنِ مِنْ 
أي صِنْف مِنْ أَضْنَاف الْمَال. 

(؟) رواهابن ماجه .)١5085(‏ 

(9) لم نقف عليه بالإسناد المذكورء ورواه الإمام أحمد في «مسنده» (5/ 185) عن 
أبي النضر هاشم بن القاسم» قال: ثنا حريز» عن شرحبيل بن شفعة» قال: سمعت 
عتمة بن عبد السلمي. . . فذكره. 


١ ١ا/‎ 


الجنة العالية فوق باب الجنة التي تحتهاء وكلما علت الجنة؛ اتسعث» فعاليها 
أوسع مما دونه» ووسع الباب بحسب وسع الجنة» ولعل هذا وجه الاختلاف 
الذي جاء في مسافة ما بين مصراعي الباب؟؛ فإن أبوابها بعضها أعلى من 
0 
قال: ولهذه الأمة باب مختصّ يدخلون منه دون سائر الأمم؛ كما في 
«المسند» من حديث ابن عمر كا عن النبي ككلةِ قال: «باب أمتي الذي 
يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة الراكب ثلانّاء ثم إنهم ليضغطون عليه حتى 
تكاد مناكبهم تزول)9"' . 

وفي حديث أبي هريرة # : «أتاني جبريل» فأخذ بيدي» فأراني باب 
الجنة الذي يدخل منه أمتي . . .» الحديث”" . 

وروى البزار”» عن أمير المؤمنين علي ذه قال: أبواب الجنة هكذاء 
بعضها فوق بعضء ثم قرأ: # حو إِذَا جَادُوهَا وَفيِحَتٌ أَبوبهَا #[الزمر: 7] إذا 
هم عندها بشجرة في أصلها عينان تجريان» فيشربون من إحداهماء فلا 
تترك في بطونهم قذى ولا أَذَّى إلا رمته» ويغتسلون من الأخرى» فتجري 


.)50- 55 انظر: «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» لابن قيم الجوزية (ص:‎ )١( 
من حديث خالد بن أبي بكرء عن سالم بن عبدالله بن‎ )١044( (؟) رواه الترمذي‎ 
 يراخبلا عمرء عن أبيه» وقال: هذا حديث غريب» قال: سألت محمدًا -يعني:‎ 


عن هذا الحديث» فلم يعرفه» وقال : لخالد بن أبي بكر مناكير عن سالم بن 
عبدالله . 


(9) رواه أبو داود (55017)» وضعفه الألباني. 


(5) هو خلف بن هشام البزار. 


١14 


عليهم نضرة النعيم'''» فلا تشعث رؤوسهمء ولا تغير أبشارهم بعد هذا 
أبذاء ثم قرأ: 9 طِبَسْرَ مَأَمَْلُوهَا حَلِدِينَ #الزمر: 7]» فيدخل الرجل وهو يعرف 
منزلته» وتتلقاهم الولدان» فيستبشرون برؤيتهم كما يستبشر الأهل بالحميم 
يقدم من الغيبة» فينطلقون إلى أزواجهم فيخبرونهم بمعاينتهم» فتقول: أنت 
رأيته؟ فتقوم إلى الباب» فيدخل إلى بيته؛ فيتكىء على سريره» فينظر إلى 
أساس بيته» فإذا هو قد أسس على اللؤلؤ» ثم ينظر في أخضر وأحمر وأصفرء 
ثم يرفع رأسه إلى سَمْكِ'" بيته» ولولا أنه خلق له» لالتمع بصرهء فيقول: 


2 


"انمد يه الَزِى هدننا لِهنذَاوما ها لتبَدِىَ لول أن دنا 4 [الأعراف : ]7 . 

مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة» وليأتينَ عليه يوم وعليه 
ع 57 

كظيظ من الزحام”'؟» والله أعلم”” . 


الثانية : الذكر عند إرادة الوضوء: ثبت في النسائي عنه كك : أنه وضع 


) 


5-5 


) في هامش الأصل بخط الشيخ مراد الشطي : «قال تعالى : اتَْرِفُ فى وُجُوههز نَضْرَةَ 
َلتَِيِمِ #[المطففين: 14]؟ أي : بهجته وحسنه. اه. جلالين». 

(؟) السّمَاكُ : ما سَمَكْتَ به حائطا أو سَقْفًا. والسّمْكُ: السّقففُ. انظر: «المحيط في 

اللغة» للصاحب ابن عباد (5/ .)١906‏ 

(9) انظر: «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» لابن قيم الجوزية (ص: 55)» والخبر 

المذكور رواه عبد الرزاق الصنعاني في «تفسيره» .)1١95/5(‏ 

(5) رواه مسلم (594517). 

(6) في هامش الأصل بخط الشيخ مراد الشطي : «يقال: كظه الأمر؛ أي : جهده من 

الكرب)». 


11 


يده في الجفنة» وقال: «توضؤوا باسم الله)7" . 

وفي ااصحيح مسلم»: «اخل يا جابر فصب علي ؛ وقل: باسم الله»» فصببت 
عليه» وقلت: باسم الله» فرأيت الماء يفور من بين أصابع رسول الله و1" . 

وفي «مسند الإمام أحمد» والسئن» من حديث سعيد بن زيد #5 » عن 
النبي كَل : «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه»» قال الإمام البخاري: هذا 
أحسن شيء في هذا الباب”" . 

وعن أبي هريرة ذه قال: قال رسول الله َلِ: «لا صلاة لمن لا وضوء 
لهء ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه»» رواه الإمام أحمدء وأبو داودء 
وابن ماجه» والطبراني» والحاكم» وقال: صحيح الإسناد». 

وفي «المسند) من حديث أبي سعيد الخدري ذه عن النبي كَكله: «لا وضوء 
لمن لم يذكر اسم الله عليه . 

وعن رباح بن عبدالله بن أبي سفيان بن حويطب عن جلته عن أبيها قال: 
سمعت رسول الله َل يقول : «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه»؛ رواه 


. رواه النسائي (9/8) من حديث أنس بن مالك #ه‎ )١ 

(؟) رواه مسلم )70١7(‏ من حديث جابر بن عبدالله #ا. 

(9) رواهالإمام أحمد في «المسند» (57/ 0787 والترمذي (560؟)» وابن ماجه (2794 . 
(54) رواه الإمام أحمد في «المسند» (؟/ »)7١8‏ وأبو داود ,»25١١(‏ وابن ماجه 


(44)» والطبراني في «المعجم الأوسط» (308).» والحاكم في «المستدرك» 
(/لة). 


(6) رواه الإمام أحمد فى «المسند) ("7/ 51). 


ريل 


الترمذي» واللفظ له وابن ماجه» والبيهقي”"2. وجدة رباح بن عبد الرحمن» 
هي ابنة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل» أحدٍ العشرة المبشرين بالجنة» وهو 
الحديث الذي ذكرناه أولًا. 

وقد ذهب إمامنا الإمام أحمد ذَيه» وإسحاق بن راهويه؛ والحسن» 
وأصحاب الظاهر إلى وجوب التسمية في الوضوءء فإذا تعمد تركهاء أعاد 
الوضوء”" . 

قال الحافظ المنذري: ولا شك أن الأحاديث التي وردت فيهاء وإن 
كان لا يسلم شيء منها عن مقال» فإنها تتعاضد بكشرة طرقهاء وتكتسب 


الثالثة : قد قدمنا أن الأذكار التي تذكرها العامة على أعضاء الوضوء 

لا أصل لشيء منهاء وقد قال جماعة بِكَرْهِ الكلام على الوضوء . 

قال في «الفروع»: والمراد: بغير ذكر الله تعالى؛ كما صرح به جماعة: 
والمراد بالكراهة : ترك الأولى؛ وفاقًا للحنفية والشافعية9؟. 

قال في «الفروع»: ذكر جماعة: يقول عند كل عضو ما ورد» والأول 
أظهر؛ لضعفه جدّاء مع أن من وصف وضوء النبي كَل لم يذكره» ولو شرع» 
)١(‏ وهو حديث سعيد بن زيد ييه وتقدم تخريجه من الترمذي وابن ماجه؛. ورواه 
البيهقي في «السنن الكبرى» /١(‏ 47). 
() انظر: «الترغيب والترهيب» للمنذري .)494/١(‏ 
(0) المرجع السابق» الموضع نفسه. 
(#) انظر : «الفروع» لابن مفلح .)١5١ /١(‏ 


١7١ 


كور منه» ولتقل عنه(© 

وقال الإمام النووي في «أذكاره»: وأما الدعاء على أعضاء الوضوءء 
فلم يرد فيه شيء عن النبي يَكْة. قال: وقد قال الفقهاء: يستحب فيه دعوات 
جاءت عن السلف. وزادوا فيها ونقصوا. 

ثم ذكر أنه يقول بعد التسمية: الحمد لله الذي جعل الماء طهوراء 
وعند المضمضة: اللهم اسقني من حوض نبيك كَكْةِ كأسًا لا أظمأ بعده أبدّاء 
وعند الاستنشاق: اللهم لا تحرمني رائحة نعيمك وجناتك» وعند غسل 
الوجه: اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه» وعند غسل اليدين: 
اللهم أعطني كتابي بيميني» اللهم لا تعطني كتابي بشمالي؛ وعند مصح السرأس 
اللهم حرم شعري وبشري على النارء وأظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلا 
ظلك» وعند مسح الأذنين: اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون 
أحسنه» وعند غسل الرجلين: اللهم ثبت قدمي على الصراط”" . 

وقد علمت أنه لا أصل لذلك كله”© . 

وقد روى النسائي وصاحبه ابن السني في كتابيهما «عمل اليوم والليلة» 
بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري ه قال: أَتَبْتُ رَسُولَ الله يلل 
فتوضاء فتمقثة يذغر: ول 0 وَوَسّعْ لي في دري » 
وَبَارِكُ بي في رذقي» . قال : فقلث: يا د نَبِيَ الله! لَقَدْ سَمِعُْكَ تَدْعُو بِكَذَا 


)١(‏ المرجع السابق» الموضع نفسه. 

(؟) انظر: «الأذكار» للنووي (ص: 755). 

(*) قد يقول قائل: ما دام لا أصل لهذه الأدعية» فلماذا ذكرها صاحب الشرح؟ 
أقول : لعله قصد التأكيد على بطلانها ولزوم تجنبها. 


يفيل 


كنا قال: «وَهَلُ تركن مِنْ شَيْءِ؟2. 

ترجم له ابن السني : باب ما يقول بين ظهراني وضوئه» وأما النسائي 
فأدخله فيما بعد الوضوء'"» والله أعلم . 

الرابع : استدل جماعة من العلماء بحديث أبي هريرة ويه عن رسول الله يَك: 
«إن أمتي يُدعون يوم القيامة عُرًا محجّلين من آثار الوضوء»!"» على أن 
الوضوء من خصائص هذه الأمة» منهم : الحليمي من الشافعية”". 

ونظر الحافظ ابن حجر في «شرح البخاري» في قول الحليمي قال: 
بأنه ثبت عند البخاري في قصة سارة عليها السلام مع الملك الذي أعطاها 
هاجر: أن سارة لما همّ الملك بالدنو منهاء قامت تتوضاً وتصلي» ومن 
قصة جريج العابد: أنه قام فتوضأ وصلىء ثم كلم الغلا“ . 

قال الحافظ ابن حجر : الظاهر أن الذي اختصت به هذه الأمة هو الغرة 
والتحجيل؛ لا أصل الوضوء» وقد صرح بذلك في رواية لمسلم عن أبي 
قزيرة أيضًا مرفوعا: «سيما ليست لأحد غيركم»”*؟» وله من حديث حذيفة 


1 قف 
نجوه 0 . 


() رواه النسائي في «السئن الكبرى» (4408)» وابن السني في «عمل اليوم والليلة» 
(30). 

(؟) رواه البخاري (175) من حديث أبي هريرة 4# . 

(9) انظر: «المنهاج في شعب الإيمان» للحليمي (؟/ 7584). 

(5) انظر: «فتح الباري» لابن حجر .)775/1١(‏ 

(5) رواه مسلم (5509). 


69 انظر : «فتح الباري» لابن حجر /١(‏ 5) والحديث رواه مسلم (548؟). 


1١77 


وللطحاوي: «ولا يأتي أحد من الأمم كذلك)(ى سينا تكس المهملة 


وإسكان الياء : علامة. 


وروى الإمام أحمدء وابن ماجه وغيرهما من حديث ابن عمر مرفوعا: 


«من توضاً ثلاناء فذلك وضوئى ووضوء الأنبياء قبلى)»2 إسناده ذ 1 60 


وزاد أبو يعلى الموصلي وغيره في آخره: «ووضوء خليلي إبراهيم»”" . 


وعن ابن عمر وأنس 5 مرفوعا مثله» ولفظه في آخره: 'ووضوء 


خليل الرحمن)7*)» إسناده ضعيف . 


ورواه ابن ماجه والدارقطني من حديث أبيّ بن كعب ذه : أن النبي كَل 


توضاً ثلانّاء وقال: «هذا وضوئي ووضوء المرسلين قبلي)*» إسناده ضعيف . 


(00 
000 


000 
فق 


رواه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» )4٠ /١(‏ من حديث أبي هريرة #5 . 
رواه الإمام أحمد في «مسئده» (؟7/ 98)» وابن ماجه (419)» وقال الهيثمي في 
"مجمع الزوائد» /١(‏ 770): وفيه زيد العمي» وهو ضعيف, وقد وُنَّقَء وبقية 
رجاله رجال الصحيح. 

رواه أبو يعلى في «مسنده» (66948). 

رواه ابن ماجه )5١9(‏ من حديث ابن عمر 5ا: «ووضوء خليل الله)» ورواه ابن 
السكن في «السئن الصحاح المأثورة» كما في «البدر المنير» لابن الملقن (؟/ )١5٠‏ 
من حديث أنس بن مالك ذه بلفظ : «ووضوء النبيين قبلنا_أو قال: هذا 
وضوء النبيين قبلي» . 

رواه ابن ماجه »)57١(‏ والدارقطني في «سئنه» »)4١ /1١(‏ من حديث أبي بن 
كعب طلكه . 


١" 


بها قوة» وارتقى إلى رتبة الحسن لغيره» وكلها تدل على أن الوضوء ليس من 
خصائص هذه الأمة» وقال به أبو بكر بن العربي المالكي وغيره”" . 

قال العلامة ابن مفلح في «فروعه»: وعلى هذا يكون المراد بخبر أبي 
هريرة: «إن أمتي يُدعون يوم القيامة غرًا محجلين من آثار الوضوء"”" أنهم 
امتازوا بالغرة والتحجيل» لا بالوضوء”" . 

وقال ابن مفلح: وقد ذكر بعض أصحابنا التيمم من خصائص هذه الأمة. 
للخبر الصحيح» فدل أن الوضوء ليس كذلكء وقاله القرطبي المالكي 


6 06400 
وغيرة + 


وقال ابن عبد البر: يجوز أن يكون الأنبياء يتوضؤون. فيكتسبون بذلك 
الغرة والتحجيل» ولا يتوضاً أتباعهم» كما جاء عن موسى عليه السلام أنه 
قال: أجد أمة كلهم كالأنبياء» فاجعلها أمتي» قال: تلك أمة محمد... في 


حديث فيه طول" . 


قال ابن عبد البر: وقد ورد أن سائر الأمم كانوا يتوضؤون . ولا أعرفه 


)١(‏ انظر: «القبس في شرح موطأ مالك بن أنس» »)١05 /١(‏ وفيه: فقيل: الوضوء 
مخصوص بهذه الأمة» وقيل: هو لسائر الأمم» لكن خُصّت هذه الأمة بتبليج 
نوره عليهم ليتميزوا لنبيهم يي في عرصات الموقف . 

(0) تقدم تخريجه قريبًا. 

(9) انظر : «الفروع» لابن مفلح /١(‏ 07506 . 

(5) انظر: «القروع» لابن مفلح /١(‏ 07506. 

(6) انظر : «التمهيد» لابن عبد البر (7/ 368) . 


زع 


يفيل 


0غ( 
من وجه صحيح '. 


قال في «الفروع» : وطهارة الحدث فرضت قبل التيمم» ذكره القاضي”) 


وأصحابه» والشيخ الموفق» وأصحاب الأصول في قياس الوضوء على 
التيمم في النية”" . 


وقال القرطبي: معلوم أن غسل الجنابة لم يفرض قبل الوضوءء كما 


أنه معلوم عند جميع أهل السير : أن النبي يَكلْ منذ افترضت الصلاة بمكة لم 
يُصل إلا بوضوء مثل وضوئنا اليوم؟". 


وقال القاضي عياض : ذهب ابن جه" إلى أن الوضوء في أول 


الإسلام كان سن وأنه إنما نزل فرضه في آية التيمم . 


00)0 
00 


ضرف 
فق 
)2 


(032 


وقال الجمهور: بل كان قبل ذلك فرضًا" . 


انظر : «التمهيد» لابن عبد البر /7١(‏ 769). 

الإمام العلامة أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد البغدادي» الحنبلي» توفي 
سنة (458ه). انظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي 2»)561١/1١9(‏ و(مختصر 
طبقات الحنابلة» لابن الشطي (ص: 9337) . 

انظر : «الفروع» لابن مفلح /١(‏ 33719) . 

انظر: (تفسير القرطبي» (0/ 319) . 

لم يذكر الشارح رحمه الله ما يساعد على تمييز ابن جهم. فكثيرون يحملون هذا 
الاسمء لكني أظن أنه سعيد بن الجَهُم الجيزي» أبو عثمان» المالكي» روى عنه 
سعيد بن عفير . انظر : «تبصير المنتبه بتحرير المشتبه» لابن حجر /١(‏ 756). 


انظر : «إكمال المعلم» للقاضى عياض (؟/ .)١٠١‏ 


١" 


ويؤيد ذلك: ما رواه الإمام أحمدء ودار عي ماري جر لويم 
عن أنامة ب زية ريج يحارلة »عن أيه ولا فرعا : أن جربل علي السّلام 
َاهُ في أَولِ مَا أُوحِيَ ! ِلَب فعلمة الوضوة وَالصَّلاةَ فَلَكَا فرَعّ مِنَّ الوْضوءء 


> سس سس 0 


أَحَذ غرفة مِنْ مَاىٍ نضح بها فرْجَهُ هر 


5 


وزيا أنعنا عر أسافة موزفوها سو ووانة دي ا ا 

وهذا يدل على أن للخبر أصلاء ونسبةٌ هذا للإمام أحمد يخرج على 
أن ما رواه ولم يرده» هل يكون مذهبًا له؟ فيه وجهان. 

وقال الحاكم في «المستدرك» : وأهل السنة بهم حاجة إلى دليل يرد 
على من زعم أن الوضوء لم يكن قبل نزول آية المائدة” . 

ثم ساق حديث ابن عباس #4ا: دخلث فاطمةٌ عليها السلام على 
النبي يله وهي تبكي» فقالت : هؤلاء الملأ من قريش قد تعاهدوا ليقتلوك» 
فقال: «ائتوني بوضوء»» فتوضاً. . . الحديث”" . 


)000 رواه الإمام أحمد (5/ »)١11‏ والدارقطني في «سئنه» (1/ .)١١١‏ 
وليس فيه دلالة على فرضية الوضوء على سائر المسلمين قبل آية المائدة» والتدرج 
في التشريع يقتضي أنه كان قبل نزول الآية سُنةَّه ثم فرض بآية الوضوء فأصبح 
شرطًا للصلاة. والله أعلم . 

(؟) في الأصل : «رشد»» والتصويب من مصادر التخريج. 

إفرة رواه الإمام أحمد (0/ 207١7“‏ والدارقطني في اسئنه» (1/ .)١١١‏ 

(5) انظر: «المستدرك على الصحيحين» للحاكم /1١(‏ 5318). 

(6) رواه الحاكم في «المستدرك» (5817)» ولكن الحاكم ذكر هذا الحديث» ثم ذكر 
الكلام المتقدم عزوه في الحاشبة السابقة . 


١ 1/ 


قال في «فتح الباري»: وهذا يصلح ردًّا على من أنكر وجود الوضوء 
قبل الهجرة» لا على من أنكر وجوبه حينئذ. وذكرنا عن ابن الجهم المالكي : 
أنه كان قبل الهجرة مندوبًا . 

وجزم ابن حزم بأن الوضوء لم يشرع إلا في المدينة» ويرد عليه : 
أيضا الطبراني في «الأوسط» من طريق الليث عن عقيل موصولًاء لكن المعروف 
في هذا الحديث رواية ابن لهيعة'". والله أعلم. 


لالالا 


)1( في الأصل : «وابن ماجه)» والصواب المثبت» وقد تقدم تخريجه قريبًا من 
المسئد الإمام أحمد) و«سئن الدارقطنى» . 

(0) انظر: «فتح الباري» لابن حجر /١(‏ 717)» والحديث رواه الطبراني في «المعجم 
الأورسط» (7”401)» وقال: لم يرو هذا الحديث عن الليث إلا سعيد بن ش رحبيل» 
والمشهور من حديث ابن لهيعة. 


١ 4 


0 الشواك 7" 


* تنبيه : 

أغفل الحافظ المصنف ‏ رحمه الله»ء ورضي عنه ‏ فضائل السواك, 
فلم يذكره» مع أنه من سئن الطهارة والصلاة» ويُطيب الفم والنكهة» ويَشدٌ 
الل وينميهاء ويقطع البلغم» ويجلو البصرء ويمنع الحفرء ويجلو الأسنان» 
ويقويهاء وينصح المعدة» ويصفي الصوت. ويعين على هضم الطعام ويشهيه» 
ويسهل مجاري الكلام» وينشط للقراءة والذكر والصلاة» ويطرد النوم» 
ويخفف الرأس» وفم المعدة» ويُرضي الرب. ويُعجب الملائكة؛ ويكثر 
الحسنات» ويمححص السيئات» ويسهّل خروج الروح» ويذكّر الشهادةَ عند 
الموت» ويغذي من جوعء ويرهب العدوء ويرغم الشيطان. 

وفيه إحياء سنة النبي الكريم يلل واقتفاء آثار الخليل إبراهيم عليه 
وعلى نبينا وعلى سائر أنبياء الله أفضلٌ الصلاة والتسليم . 

وفيه مضاعفة الصلاة على ما يأتي تحريره إن شاء الله» والإتيان بأشسعار 
المسلمين يوم الوقوف بين يدي الله تعالى . 


)١(‏ ما بين معكوفتين من هامش الأصل,. 


اليل 








فإذا كانت هذه الفوائد بعض ما فيه» كيف يخل به عن التنبيه» وكيف 
ما(" تتحلى الطروس”" بفضله والتنويه بما فيه ؛ ليعلمه ويعمل به كلّ فاضل 
ونبيه؟ إذا علمت ذلكء فلنتكلم عليه في خمسة مقاصد: 
#* 0* 
* المقصد الأول في بيان حقيقته ومعناه: 
اعلم: أن السواك والمسواك اسم للعود الذي يتسوك به. 
الشخص يردّده في فمه ويحركه”" . 
وذكر صاحب «المحكم»: أن السواك يذكر ويؤنث» وجمعه سُوّك؛ 
ككتاب وكتب» وأنه يقال فى جمعه: سُوّْكَ بالهمز © . 
والتسوّك اسم لفعل الفاعل» ويطلق (السواك) ويراد بيه: المصدرء 
ومنه قولهم: يكره السواك بعد الزوال. 
فائدة: أولٌ من استاك إبراهيمُ خليل الرحمن كَل قاله شيخ الإسلام 
)١(‏ كذافي الأصلء والمعنى: لا. 
(0) الطْرْسُ بالكسر: الصحيفة» ويقال: هي التي محيت» ثم كتبت» وكذا الطلس» 
والجمع أَطْرَامنٌ» وطروس . انظر: «مختار الصحاح» للرازي (مادة: طرس)» 
و«لسان العرب» لابن منظور (مادة: طرس). 


(*) انظر : «مجمل اللغة» لابن فارس /١(‏ 4/ا5)» و(| أبواب المقنع» 
مجمل بن فارس بواب 
للبعلي (ص: .)١5‏ 
(4) انظر : «المحكم) لابن سيده (/ا/ .)١78‏ 


1“ 


ابن تيمية » وغيره» وذكره أصحاتٌ الأوائل» منهم : علي دده27, قال: أول 
من استاك وحلق العانة إبراهيمٌ الخليل عليه السلام» وهو أول من 
تمضمض » وا ستنشق بالماء9" . 


* المقصد الثاني : 


اعلم : أن علماءنا أطلقوا مشروعية التسوك بالعودء إلا أنهم قالوا: 
يتسوك بعود لين ينقي الفم» لايجرحه ولا يضرهء ولا يتفتت”". 

وبعضهم قال: مِنْ أراك» أو عرجونء أو زيتون. أو غيرها». 

وفي «الإنصاف)7: ظاهر قول الموفق: ويستاك بعود لين» التساوي 
بين جميع ما يستاك به» وهو المذهب, وعليه الأصحاب. 


وفى «الفروع» : يتوجه احتمال أن الأراك أولى . اي 0 


.)ه٠١١9( علي دده بن مصطفى البسنوي» الملقب بشيخ التربة» توفي سنة‎ )١( 
و«الأعلام» للزركلي‎ »)١١١١ انظر: «كشف الظنون» لحاجي خليفة (؟/‎ 
(381//85؟).‎ 

(؟) انظر: «محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر» لعلي دده (ص: 024-38). 

(؟) انظر: «الكافي في فقه الإمام أحمد» لأبي محمد بن قدامة المقدسي /١(‏ 57). 

(5) انظر: «المحرر في الفقه» لابن تيمية .)٠١ /١(‏ 

(5) «الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل» لمؤلفه: 
علاء الدين أبي الحسن علي بن سليمان المرداوي الدمشقي الصالحي» المتوفى 
سنة (884ه). انظر: «المدخل إلى مذهب الإمام أحمد» لابن بدران (ص: 2775 . 

ك4 انظر: «الإنصاف» للمرداوي /١(‏ 0004 


١١ 


وروى أبو يعلى الموصلي عن ابن مسعود يه. قال: كنت أجتني 
لرسول الله يكل سواكًا من الأراك7" . 

قال في «المبدع» : والعرجون كالأراك . 

قال: وذكر الأزجي”": أنه لا يعدل عن الأراك والزيتون والعرجون. 
وهو ساعد النخل الذي يكون فيه الثمرة إلا لتعذره. 

وقال صاحب «التيسير»”” من الأطباء : زعموا أن التسوك من أصول الجوز 
في كل خامس من الأيام ينقي الرأس» ويصفي الحواس» ويحد الذهن”'. 

قال في «الكافي2” : كان النبي ككهِ يستاك بعود الأراك”" . 


)00( رواه أبو يعلى الموصلي في «مسنده» ))619١(‏ وقال الهيثمي في «مجمع 
الزوائد» (9/ 7589): فيه عاصم بن أبي النجود» وهو حسن الحديث على 
ضعفه» وبقية رجاله رجال الصحيح . 

)١(‏ الإمام الفقيه يحيى بن يحيى الأزجيء, صاحب «نهاية المطلب في علم 

المذهب»» قال ابن رجب : ويغلب على ظني أنه توفي بعد (٠50ه)‏ بقليل. 

انظر: «المدخل إلى مذهب الإمام أحمد» لابن بدران (ص: 5714). 

(6) أبو بكر محمد بن عبد الملك بن زهر الإيادي الإشبيلي» له «التيسير في المداواة 
والتديير»» توفي سنة (0904ه). انظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي (١؟/‏ 207156 
و«كشف الظنون» لحاجي خليفة .)0٠١ /١(‏ 

(5) انظر: «المبدع» لابن مفلح .)٠١١/1١(‏ 

(5) «الكافي في فقه أحمد بن حنبل» لأبي محمد موفق الدين عبدالله بن أحمد بن 
محمد بن قدامة المقدسي» المتوفى سنة (570ه). انظر: «كشف الظنون» 


لحاجى خليفة (171/8/17). 
5 انظر: «الكافى) لأبى محمك بن قدامة المقدسى /١‏ وف ” تفلم لمخر نح - 


١ 


وفي «الهدي)”22: أجوده ‏ يعني : السواك ‏ شجرٌ الأراك”" . 


ثم عرجون النخل؛ لما ا النبوية» للحافظ ابن الجوزي 


وغيره في قصة وفاته وَل : أن عبد الرحمن بن أبي بكر وا دخل على أخته 
عائشة الصديقة : يا ومعه سواك يستاك يستن به من عسيب النخل»؛ ؛ قالت 
عائشة يَي: وكان يعنى : عسيب النخل - أحب السواك إلى رسول الله يلكا" . 


وصريع الأراك: تعني: قضيب الأراك» وهو قضيب يلتوي من الأراكة 


حتى يبلغ [التراب]”» فيبقى في ظلهاء فهو ألين من فرعها. 


قال في «النهاية» : العسيب: جريدة من النخل» وهي السعفة مما لا ينبت 


عليه الخوص » وفكة ديف قله ::وبيدة عسي نخلة مقشة قعنة(60 ٠»‏ هكذا يروى 


: و : 
مصِغراء» وتتمعة قت وي 60 


0) 


00 
فرق 


افق 


000 


قالت عائشة 4# : فنظر يك إليه؛ أي : للسواك الذي مع عبد الرحمن 


«زاد المعاد في هدي خير العباد» لشمس الدين أبي عبدالله : محمد بن أبي بكرء 


المعروف بابن قيم الجوزية» المتوفى سنة (1/01ه). انظر: «كشف الظنون» 
لحاجي خليفة (5/ /451). 


انظر : «زاد المعاد» لابن قيم الجوزية (5/ 7؟977) . 

انظر : «الوفا بأحوال المصطفى» لابن الجوزي (ص: 747)» والخبر المذكور 
رواه البخاري )540١(‏ من حديث عائشة 8# بلفظ : وفي يده جريدة رطبة . 

من «البدر المنير» لابن الملقن (؟5/ 55). 

رواه الترمذي (58185). 


انظر : «النهاية في , غريب الحديث» لابن الأثير ("/ 5 717) . 


فيل 


من عسيب النخل يستن به» فعرفت عائشة أنه يريده؛ لأنه يَِ كان يحب 
السواك» فقالت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم» قالت: فتناولتة فلينته» 
ثم مضغته) فأعطيته رسول الله يله فاستن به وهو مستند إلى صدري . 


اياي ار 


ورواه البخاري» ومسلم» ولفطه : َل َُْ اومن نأي بكر عَلَى 
الح يل َأنا مُسيِدَتهُ إِلَى صَدْرِيء وَمَمَ عَبْدِ الحْمَنٍ سوال رَطبٌ يَسْيَنُ به 
فَأَبَدَهُ رَسُولُ الله يله ب ات الوه م ع 1 
دََحمَهُ إِلَى التي يكلو فَاسْئَنَّ بو قَمَا رَأَيِثُ رَسُولَ الله له اين امستِئاناً قط 
تح و اننا هذا أذ فى رطول للوكلانهم يه ا: 
«فِي الرّفيق الأعلى ثَلانَاء ْم قصى20 . 

ويكره السواك بريحان» وشو الام قال في «الكافي»: لأنه يروى 
أنه يحرك عرق الجذا'”", ولا بعود رمّان؛ لأنه يضر بلحم الفم كما في 
«الكافي)”"» وبعود ذكيٌ الرائحة» وطرفاء» وقصب ونحوه؛ لأنه يؤذيه 


بجرحه أو غيره . 


و 


8 و دا ل 
صبعه » ثمَّقال: 


قال في «الإنصاف»: المذهب كراهةٌ التسوك بذلك» وعليه الجمهور؛ 


كالتخلل به وقيل: يحرم بالقصب دون غيره؛ ذكرهة في «الرعاية». 
و«الفائق)9؟ . 


(1) روه البخاري (5578)» ومسلم ,.251١6(‏ واللفظ للبخاري. 
(؟) انظر: «الكافي» لأبي محمد بن قدامة المقدسي /١(‏ 59). 
(0) المرجع السابق» الموضع نفسه. 

() انظر : «الإنصاف» للمرداوي .)١١9 /1١(‏ 


قن 


وقد روي عن قبيصة بن ذؤيب مرفوعا: «لا تخللوا بعود الريحان»؛ 
ولا الرمان؛ فإنهما يحركان عرق الجذام», رواه محمد بن الحسين الأزدي 
الحافظ بإسناده2" , 


* فوائد: 


منها: ما ذكره في اشرح الوجيز» : أنه لا يزاد السواك على قدر شبر؛ 
فإن الشيطان يركب على الزائد منه» ذكره في «شرح أوراد أبي داود»”" . 
قلت : وهذا يحتاج إلى دليل شرعي» وأنَّى به؟ 
ومنها: أنه لا ينبغي أن يوضع بالأرض» بل ينصب نصبًا؛ فإنه يروى 
عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى أنه قال: من وضع سواكه بالأرض» 
فجن من ذلك» فلا يلومنّ إلا نفسه”” . 


ومنها: أنه يستحب غسله قبل وضعه في الفم؛ لقول الحسن البصري: 
إن الشيطان يستاك به إن لم يُغسل . 


ومنها : أنه ينبغي أن يستاك بيده اليبسرى» نقله حرب عن الإمام 


() رواهابن عساكر كما في «اللآلىء المصنوعة» للسيوطي )١١8/57(‏ من طريق 
محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي . 
ورواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (11054) عن ضمرة بن حبيب قال: نهى 
رسول الله يكِْهْ عن السواك بعود الريحان والرمان» وقال: «يحرك عرق الجذام» . 
وضعفه الألباني في «ضعيف الجامع الصغير» .)5١40(‏ 

(؟) نقله السفاريني في «كشف اللثام شرح عمدة الأحكام) .)517/١(‏ 


زفرفق أورده ابن عابدين فى «حاشيته» (1/ 2)١١60‏ وعزاه للحكيم الترمذي . 


ناويل 


أحمد كه » وجزم به متأخرو الأصحاب» وصححه في «الإنصاف»». وجزم 
به العلامة ابن قاضي الجبل في «الفائق»» وقدمه في «الفروع"2"2. وابن 
عبيدان . 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: ما علمت إمامًا خالف 
فيه» كانتثاره» كذا قال9' . 

وجزم به العلامة ابن اللحام مقتصرًا عليه» وقد عزاه غير واحد لنص 
الإمام» وهو موجود في بعض نسخ «مسائل حرب»"" . 

ورَعَمَ أبو حفص العُكبّري» من أئمة علماتنا: أن الاستثار باليسارء 
فَصّحُفَ بالاستنان» دعوى مجردةٌ» لم يُقم عليها دليلاء كيف والإمام شيخ 
الإسلام أبو العباس بن تيمية مع سّعَّة اطلاعه يقول: ما علمت إمامًا خالف 
فيه”*»» فمع قوله هذا لا تركن النفس إلى قول من قال: هو الاستنثار. 

فإن قيل: الإمام مجد الدين جد شيخ الإسلام» وهو مَنْ عَلِمّ فضله 
ورسوخ قدمه قال: السواك باليمنى. 

قال في «الإنصاف»: قال المجد في «شرحه» : السنة إرصاد اليمنى 
للوضوء والسواك والأكل» وقدمه ابن اللحام في «تجريد الغاية»» وهو 


. 4 /١( انظر: «الفروع» لابن مفلح‎ )١( 


0) انظر: «الإنصاف» للمرداوي .)١78/١(‏ وانظر: «الفتاوى الكبرى» لابن تيمية 
3840 . 


(9) انظر: «مسائل حرب الكرماني كتاب الطهارة» (ص: 6؟5) . 
(5:) انظر : «الفتاوى الكبرى» لابن تيمية (5 / 03784 . 


أشن 


ظاهر كلام كثير من الأصحاب . 

قال الحافظ ابن رجب في «شرحه للبخاري» : هو ظاهرٌ كلام ابن بطة 
من المتقدمين» وصرح به طائفة من المتأخرين”"'. 

فكيف يقول شيخ الإسلام: ما علمت إمامًا خالفَ فيه؟ 

وأجاب ابن قندس عن ذلك في «حواشي الفروع» بأن الشيخ لم يعلم 
قولهم» وقد علم قول غيرهم: أنه باليسار. 

أو أن مراده: من وسم بالإمامة» وأطلق عليه هذا اللفظ؛ كالأئمة 
الأربعة» والشيخ المجد ونحوه لم تطلق عليه الإمامة المذكورة» فلم يدخل 
في كلام حفيده . 

قال: وهذا قوي جدَّاء ولعل النفس لا تعطف على غيره. انتهى( . 

وحكمةٌ ذلك : لأنه من أنواع التخلية» فهو إزالة قذر وقلح وصدأء ومن 
قال باليمنى» علله بأنه عبادة مشروعة مثابٌ عليهاء فالتيامنُ فيها مطلوب؛ 
لأن اليمنى لما شرف» وأما حديث أم المؤمنين عائشة الصديقة ##: كان 
النبي بلِ يحب التيامُنَ ما استطاع في طهوره وترجله وتنعّله وسواكه؟. 


قلت: الذي في «المسند» والصحيحين والسئن الأربع من حديثها 
بدل (سواكه): وفى شأنه كله . 


.)١78/١( انظر: «الإنصاف» للمرداوي‎ )١( 

(؟) انظر: «حاشية ابن قندس على الفروع» .)١54-1١54 /١(‏ 

(”) رواه أبو داود .)5١5٠(‏ 

(4) رواه الإمام أحمد في «المسند) (5/ 44). والبخاري .)١74(‏ ومسلم »)١54(‏ 
وأبو داود »)5١540(‏ والترمذي (504)» والنسائى (؟1١١)»‏ وابن ماجه .)5٠1(‏ 


يضن 


ومنها: المندوب في مسك السواك : قال الحكيم الترمذي الصوفي: 


كيفية سنك السزاك : أن تتجعل الخضر أسفله ء واليتصن والسبابة 'والوسطن 
فوقه» والإبهام أسفل رأسه تحته» وروي ذلك عن أبي عبد الرحمن بن 


مسعود ذه » ولا يقبض عليه ؛ فإنه يورث البواي 200 كما ذكره في (#شرح 


أوراد أبى داود» . 


ومنها: أن يقول إذا استاك : اللهم طَهُدْ قلبي ومَحصْ ذنوبي”" . 
قال في شرح الوجيز) : ويستحب أن يسمّى عند إرادته”" . 
قال بعض الشافعية: وينوي به الإتيان بالسنة؟؟ . 


ولم أر في الأخبار ما يدل على هذاء إلا أن يدخل في عموم: (إنما 


الأعمالٌ بالنيات»2؛ وهذا مبني على كون السواك من أنواع التحلية» وقبيل 
العبادات» وأما من يجعله من قبيل التخلية» وإزالة القذرء فلا تشرع له نية» 
ولا تسمية؛ لأنه ذا من جملة المتروك . 


(0) 


00 


06 
0 
2) 


نقله السفاريني في «كشف اللثام» /١(‏ 22518 وانظر: «البحر الرائق» لابن نجيم 
.)5١ /1(‏ 

انظر: «كشاف القناع» للبهوتي /١(‏ 74)» و«مطالب أولي النهى» للرحيباني 
»)8١1(‏ وقال العَينِنُ في «عمدة القاري» (7/ :)١18١‏ ويقول عند الاستياك: 
اللهم طهّر فمي» ونوّر قلبي» وطهّر بدني» وحرّم جسدي على النارء وأدخلني 
برحمتك في عبادك الصالحين. 

نقله السفاريني في «كشف اللثام» .)5517/1١(‏ 

انظر : «المجموع» للنووي .)20759/١(‏ 


رواه البخارى 2)١(‏ ومسلم »)١9161(‏ من حديث عمر بن الخطاب فك . 


١4 


قال مجد الدين بن تيمية جد شيخ الإسلام رحمهما الله تعالى : يستاك 
بيمينه» ويبدأ بالجانب الأيمن"» وكذا قال النووي من الشافعية'"2 وكلام 
إمام الحرمين منهم يومىء إلى كونه باليسرى؟ فإنه قال: الاستياك عندي في 
معنى الاستجمار» والغرض إزَالةٌ القلح”" . 

وقال بعض علماء المالكية: إن كان السواك لإزالة القلح» وتغير الفمء 
فباليسرى» وإلاء فباليمنى . 

وفي «شرح المنهاج» للدميري ما نصه : رأيت بخط العلامة الشيخ 
شمس الدين عدلان في «شرح المختصر» ما لفظه : الذي تحرر لي من كلام 
الأصحاب: أن السواك إن كان المقصود به إزالة القلح» فباليسار»ء وإن كان 
المقصود به العبادة» فباليمنى . 

قال: وهو فقه حسنء والمنقول أنه يستاك باليد اليسرى؛ لأنه إزالة 
مستقذر» فكان كالحجر في الاستنجاء به» انتهى . 

قلت: وكأنَّ الحافظ المصنف ‏ رحمه الله» ورضي عنه نظر إلى هذا 
المعنى» فأغفل ذكر السواك» فلم يذكره في فضائل الأعمالء» والله أعلم . 

ومنها: أنه ينبغي للشخص إذا تسوك أن يبتلع ريقه أول ما يستاك؛ 
فإنه ينفع من الجذام والبرص وكل داءء ولا يبتلعه بعد ذلك» فإنه يورث 


.)98 /7١( نقله ابن مفلح في «الفروع»‎ )١( 
284 /١( (؟) انظر: «المجموع» للنووي‎ 
.)5/ /١( انظر: «نهاية المطلب» للجويني‎ )( 


حون 


الوسوسة» ولا يمتص السواك مضًا؛ فإن ذلك يورث العمى27. كمافى 
شرح الوجيز) للبهاء البغدادي7 . 

وهو مما نقله من «تحفة العباد لشرح أوراد أبي داود»”" لأبي الفرج 
عبد الرحمن بن أبي داود. 

وأبو داود هذا صاحب «الأوراد المشهورة من دمشق المعمورة»» شرحها 
ابنه شرحًا حافلًا أحسن فيه كل الإحسان» رحمهما الله تعالى. 

#6 ا 

* المقصد الثالث ‏ فى الأخبار الواردة فى مشروعية السواك واستحبايه : 

أخرج البخاري من حديث أبي هريرة ذه عن النبي كل : أنه قال: 
«لولا أن أشقّ على أمني لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة»)» ورواه مسلمء 
إلا أنه قال: «عند كل صلاة»*2. ورواه النسائى» وابن ماجه» وابن حبان 


)1١‏ قد يستغرب القارى؟ هذا الأمر وأمثاله»ء خاصة وأن الشارح لم يقدم على ذلك 
دليلا أو تعليلا . 
(0) نقله السفاريني في «كشف اللثام» /1١(‏ /351) . 
وشرح البهاء هذا لقطعة منه» وقيل: بل شرحه كاملًا في خمسة مجلداتء والله 
أعلم . انظر: «المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد» لبكر أبو زيد (؟/ .)75١‏ 
(') هو كتاب «تحفة العباد وأدلة الأوراد» للشيخ عبد الرحمن بن أبي بكر بن داود 
الدمشقي الحنبلي» المتوفى سنة (805ه)» شرح فيه أوراد والده المسماة ب: 
«الدر المنتقى المرفوع». انظر: «كشف الظنون» لحاجي خليفة /١(‏ 759). 
(5) رواه البخاري (/841). 


)0( رواه مسلم (8657؟5/ )2 


١5 


في «صحيحه»» إلا أنه قال: «مع الوضوء عند كل صلاة)”2. ورواه الإمام 
أحمد وابن خزيمة في (صحيحه)» وعندهما: «الأمرتهم بالسواك مع كل 
وضوء)(", وفي رواية عند الإمام أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة هه : 
«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوءء ومع كل وضوء 
بسواك» . 

وأخرج الإمام أحمد بإسناد جيد عن أم المؤمنين زينب بنت جحش كي 
قالت: سمعت رسول الله يله يقول: «لولا أن أشق على أمتي» لأمرتهم بالسواك 
عند كل صلاة كما يتوضؤون”''؛ ورواه البزار والطبراني في «الكبير» من 
حديث العباس بن عبد المطلب وه ولفظه: «لولا أن أشق على أمتي» 
لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة؛ كما فرضت عليهم الوضوء»”" . 

ومعنى (لولا أن أشق على أمتي)؛ أي : أثقل عليهم» ومنه قوله تعالى: 
“وما أَريِدُ أَنْأَمُئَّ كيلك #[القصص : 17]؛ أي : لا أحملك من الأمر ما يشق 


7 


وفيه دليل على أن أمره كَل للوجوب ؛ يعني : أن أمره المطلق للوجوب» 


))1١584( رواه النسائي (1)» وابن ماجه (/41؟)» وابن حبان في «صحيحه)‎ )1١( 
.2 من حديث عائشة‎ )١١79( ورواه باللفظ المذكور‎ 

)2( رواه الإمام أحمد في «مسنده» (7/ *57)» وابن خزيمة في (صحيحه) .)١50(‏ 

إفية رواه الإمام أحمد في «مسئده» (؟5/ © والنسائي (0079. 

(54) رواه الإمام أحمد في «مسنده» (5/ 178). 


(6) رواه البزار كما في «كشف الأستار» للهيثمي (598)» والطبراني في «الكبير» 
(23321).» وعنده: «كما فرضت عليهم الصلاة) . 


١5١ 


ولولا ذلك لم يكن لقوله كَلهِ: «لأمرتهم به معنى؛ فإن السواك مأمور به 
ومرغّب فيه» لكن أمر ندب واستحباب» لا أمر فرض وإيجاب» وهذا والله 
أعلم ‏ يحتمل أن الله كك جعل أمر السواك لنبيه كلهِ إن شاء أوجبهء وإن شاء 
استحبه وندبه» وقد قال كلِ: «ما يرت بين أمرين إلا اخترثُ أخفّهما»(©, 
راون اله تعاني آم بت بالسراك إمر إبجاي»ه 0 
أمرء شق أو لم يشقَّء ولذا قال الإمام الشافعي #ء: لو كان السواك 
واجباء لأمرهم به شق أو لم يشق اي 

نعم» كان واجبًا عليه بُ كما جزم به علماؤنا؛ لحديث عبدالله بن 
حنظلة بن أبي عامر عند الإمام أحمد في «المسند»» وأبي داود في «السئن» : 
أن رسول لله َل أمر بالوضوء عند كل صلاة» طاهوًا أو غير طاهرء فلما 
شق عليه ذلك» أمر بالسواك لكل صلاة” . 

وهل المراد الصلاة المفروضة» أو مطلقا؟ سياقٌ حديث أبي داود يقتنضي 
تخصيصه بالمفروضة» كما ذكره بعض الشافعية» وظاهر إطلاق علمائنا 
العموم . 


قال في «الإقناع»”*' وشرحه: وكان التسوك واجبًا على النبي َك عند 


1) لم نقف عليه بهذا اللفظء ورواه الببخاري (7575)» ومسلم (771517/ 00/0 
من حديث عائشة يه بلفظ : ما ميحر رسولٌ الله ل بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما 
مالم يكن إِثمًا. 

(9) انظر: «الأوسط» لابن المنذر /1١(‏ 7”85). 

(07) رواه الإمام أحمد في «مسنده» (5 / 6) وأبو داود (5/4). 


(5:) «الإقناع لطالب الانتفاع» للامام أي , النجا شرف الدير: موسي , ب أحمد ب: 


2 


١7 


كل صلاة» اختاره القاضي » وابن عقيل » وقيل: لاء اختاره ابن حامد» 


85 0 
ويدل للآول حديث أبي داوو0" , 


نعم» استوجه العلامة الشيخ مرعي في «غايته)”" اختصاص المفروضة 
بالوجوب . انتهى”” . 

وأخرج النسائي» وابن خزيمة» وابن حبان في صحيحيهما عن عائشة 8# : 
أن النبي َل قال : «السَّوَاك مَطْهرَة لِلْقَم» مَوْضَاةً لِلوَب»2: ورواه البخاري 
معلقًا مجزومًا به*2» وتعليقاته المجزومٌُ بها صحيحةٌ على المشهور» ورواه 
الطبرانى فى «الأوسط» و«الكبير» من حديث ابن عباس 2#85» وزاد فيه: 


م 3 


«اومجلاة للبصر)”" . 


-2 موسى الحجاويء المتوفى سنة (154ه). انظر: «هدية العارفين» للبغدادي 
(ك/ امة). 


وأما شرحه فهو «كشاف القناع» للعلامة منصور بن يونس بن صلاح الدين 
البهوتي» المتوفى سنة (١0١١ه).‏ انظر المرجع السابق (5/5/ا8). 

() انظر: «كشاف القناع» للبهوتي /١(‏ 077 . 

(؟) «غاية المنتهى» للشيخ مرعي بن يوسف الكرميء المتوفى سنة (7*١٠ه).‏ 
انظر: «هدية العارفين» للبغدادي (570/5). 

) انظر: «مطالب أولي النهى» للكرمي /١(‏ 87). 

(:) أخرجه النسائي (5)» وابن خزيمة في «صحيحه) (4)110؛ وابن حبان في 

.)١١51/( (صحيحه)‎ 

(5) رواه البخاري في «صحيحه» في الصوم» باب : سواك الرطب واليابس للصائم . 

(5) رواه الطبراني في «المعجم الأوسط» (07497)» ولم نقف عليه في «الكبير» . 


١1 


وأخرج الترمذي وحَسّنه من حديث أبي أيوب ذه قال: قال رسول الله يَكهِ : 
«أربعٌ من سن المرسلين: الجنّاء» والتعطرء والسواك؛ والتكاح00©. 

وأخرج ابن ماجه من حديث أبي أمامة : ونه أن رسول الله يلهِ قال: 
انَسَوَكُوا؛ فَإنَّ السّوَاكَ مَطْهَرَة لِلْمَمه مَرْضَاة ِلوَبٌء مَا جَاءَنِي جِبْرِيلٌ إلا 
َوْصَانِي بِالسّوَاك حَبّى لَقَدْ حَشِيتُ أَنْ يفْرْضَ عَلَيّ وَعَلَى أُمتِي» وَلَوْلا أنّي 


ايعو ل 2 50 2 و و دع ع رك رم و عر وا ءّه 
َحَافٌ أنْ أشقّ على أَمَتِيء لَفْرَضَئَه لَهُمْء وَإِني لأسْاك حَنَّى لقَدْ ححشيت أذ 

ل أاسى مي صنه وَإِني لأ جدئى حسيت ال 
و2 


أَحْفِي مَقَادِمٌ قمي)27 . 


0 31 <7 


او 


وأخرج الإمام أحمد» وأبو يعلى من حديث ابن عباس ف عن النبي كَل 
- .0 0 0 0ت 0 34 و 07 01 5 
قال: «لَقَدْ أمث بالسّوَاكِ حَبّى ظتنث أَنْهُ سَيْمَرّلٌُ به عَلَىَ فرآن أَوْ وَخت» 222 
ولفظ حديث الإمام أحمد: «لقد أمرث بالسواك حيى خشيت أن يوجى إل 


فيه)» ورواته ثقات. 

وأخرج الإمام أحمد ‏ أيضًا ‏ من حديث واثلة بن الأسقع 5 قال: 
قال رسول الله يكلهّ: «أمرث بالسواك حتى خشيث أن يُكتب علت» © . 

وروى الطبراني من حديث أم سلمة ## مرفوعًا: هم زَالٌ جبريل يُوصينِي 


بِالسّوَاك حَنَّى خفتُ عَلَى أضراسي)0© . 


. وفيه: «الحياء» بيدل: «الحناء»‎ »)5١8٠0( رواه الترمذي‎ )١١( 

(؟) رواهاين ماجه (589). 

(0) رواه الإمام أحمد في «مسنده» /١(‏ 96 22) وأبو يعلى في (مسنده» (770). 
2 رواه الإمام أحمد في (مسنده» (9/ .)59٠‏ 

(6) رواه الطبراني في «المعجم الكبير) 579 / 501). 


١5 


والطبراني من حديث أم المؤمنين عائشة يه قالت: قال رسول الله يله : 
«الزمث السواكٌ حتى خشيت أن يُدْردي)!)2 ورواته رواة الصحيح . 

ورواه البزار من حديث أنس كه » ولفظه : قال رسول الله ككلِِ: «لقد 
5 ت بالسواك حتى خشيت أن أَدْره27 . 

قال في «المطالع» : (يدردني)؛ أي: يذهب بأسناني ويحفهاء والدّرَّد: 
سقوط الأسنان27 . 

# # ا« 

* المقصد الرابع ‏ في فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك : 

أخرج الإمام أحمد في «المسند»», والبزار» وأبو يعلى» وابن خزيمة 
في (صحيحه» ‏ وقال: في القلب من هذا شيء ‏ والحاكم ‏ وقال: صحيح 
الإسناد عن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق و#هاء عن النبي كَل : 
أنه قال: «فضلٌ الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفًا»9 . 


)0( رواه الطبراني في «المعجم الأوسط» (50757). 

(؟) رواه البزار في (مسنده» (؟59455). 

(*) انظر: «مطالع الأنوار» لابن قرقول (7/ 17). 

(:) رواه الإمام أحمد في «مسنده» (775)» والبزار في (مسنئده)» »)1٠١8(‏ وأبو 
يعلى في «مسنده» (411)» وابن خزيمة في «صحيحه) )١170‏ وقال: أنا استثنيت 
صحة هذا الخبر لأني خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن 
مسلمء وإنما دلسه عنه» والحاكم في «المستدرك» (016) وقال: صحيح على 
شرط مسلم» وقال النووي في «خلاصة الأحكام» /١(‏ 84): وغلطوا الحاكم في 


تصحيحه اياه . 


١. 


وقول ابن خزيمة: (في القلب منه شيء) مع أنه أورده في (صحيحه) ؛ 
لأنتفو وصالة مسمد زن انتحاف ضائحب ادنر :وهو مدلين > نهاك اين 
خزيمة أن يكون ابن إسحاق لم يكن سمعه من ابن شهاب الزهري . 

وقول الحاكم : (على شرط مسلم)ء منظورٌ فيه؛ فإن مسلمًا إنما أخرج 
لابن إسحاق في المتابعات والشواهد'"© 

ورواه البيهقي من طريق ابن يحيى الصيرفي عن الزهري» ومعاوية 
هذا يتن بقوق 1 

قال البيهقي في «شعب الإيمان) : تفرد به معاوية بن يحيى» ويقال: 
إن ابن إسحاق أخذه ا 


قال البيهقي : ويروى نحوه عن عروة» وعن عمرة عن عائشة» وكلاهما 
ضعك7, 

ورواه البيهقي - أيضًا من حديث الواقدي عن عبدالله بن أبي يحيى 
الأسلمي عن أبي الأسودء عن عروة عن عائشة يك عن النبي يَكلهِ: أنه قال: 


«الركعتان بعد السواك أحبٌٍ إلى الله من سبعين ركعة قبل2*؟, والواقدي 


() للاستزادة والتوسع يتم الرجوع إلى كتب علم مصطلح الحديث»؛ ك «مقدمة ابن 
الصلاح»؛ و«الباعث الحثيث»» وغيرهما. 

(؟) رواه البيهقي في «السئن الكبرى» .)78/1١(‏ 

() انظر: «شعب الإيمان؟ للبيهقي (7/ 707). 

(5) انظر: «السئن الكبرى» .)7"8/1١(‏ 

(6) رواه البيهقي في «السئن الكبرى» ١1م"‏ 


١5 


لا يحتج به. 

ورواه البيهقي -أيضًا - » وابن زنجويه عن حماد بن قيراط» حدثنا فرج بن 
فضالة عن عروة بن رويم» عن عمرة عن عائشة ييل عن النبي فَكِهْ: «صلاة 
بسواك خيرٌ من سبعين صلاة بغير سواك72١'‏ وهذا الإسناد غير قوي . 

قلت : قال الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي 
في كتابه «ميزان الاعتدال في نقد الرجال» في حماد بن قيراط النيسابوري: 
كان أبو زُرعة يمرئدض القول فيه» وقال ابن حبّان: لا يجوز الرواية عنه» 
يجيء بالطامات» وقال ابن عدي : عامةٌ ما يرويه فيه نظر”" . 

وأخرج أبو نعيم في كتاب «السواك» عن ابن عباس وا مرفوعًا: «لأن 
أصلي ركعتين بسواك أحبٌ إلى من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك»7. 

قال الحافظ المنذري: إسناده جيد”؟ . 


وأخرج أبو نعيم ‏ أيضًا ‏ بإسناد حسن عن جابر بن عبدالله وَقه عن 
الي ل قال: «ركعتان بالسواك أفضلُ من سبعين ركعة بغير سواكة©. 


)1١(‏ رواه البيهقي في «السئن الكبرى» /١(‏ 378)»: ولم نقف عليه عند ابن زنجويه. 

(0) انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (؟5/ 759). 

(6) قال ابن الملقن في «البدر المنير» (7/ :)7١‏ رواه أبو نعيم عن محمد بن حبان» 
عن أبي بكر بن أبي عاصم» عن محمد بن أبي بكر المقدمي» عن يزيد بن عبدالله» 
ثنا عبدالله بن أبي الحوراءء أنّه سمع سعيد بن جبير» عن ابن عباس» الحديث . 

(85) انظر: «الترغيب والترهيب» للمنذري .)1٠١ 7 /١(‏ 


(6) قالاءء الملقء ق «البدر المت )6 :)"١ /#١9‏ روا أن ؟ انين را 
2 ني ا ا 2 205 0 


بى لعيم عن احما بن بنذاز؛ - 


١ /ا‎ 


ورواه الدارقطني في «الأفراد» عن أم الدرداء #, ولفظه: «ركعتان 
بسواك خير من سبعين ركعة بغير سواك»”" . 

وروى الديلمي في «مسند الفردوس»» وابن النجار من حديث أبي 
هريرة ضيه مرفوعًا: «ركعتان بسواك خير من سبعين ركعةً بغير سواك» ودعوة 
في السر أفضلٌ من سبعين دعوة في العلانية» وصدقةٌ في السر أفضلٌ من 
سبعين صدقة في العلانية»(" . 

قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه «المنار المنيف»: وبيان هذا والله 
أعلم ‏ : أن السواك سنة من سنن الصلاة المطلوبة عندهاء وهو مرضاة 
للرب» مطهرة للفم» ولم يزل النبي يكلهِ يحث عليه ويفعله» حتى إنه استاك 


: : : ا 
عند موته وهو في السياق» وكان السواك من أذنه يَلكِِْ موضع القلم من 
الكتاب . 


- عن عبدالله بن محمد بن زكرياء عن جعفر بن أحمد» عن أحمد بن صالح» عن 
طارق بن عبد الرحمن» عن محمد بن عجلان» عن أبي الزبير» عن جابر» 
ومحمد بن عجلان صدوق» وقال الحاكم وغيره: سيسّىء الحفظ»ء وأخرج له 
مسلم ثلائة عشر حديثًا . 

)0( قال العجلوني في «كشف الخفاء» /١(‏ 015): رواه الدارقطني في «الأفراده عن 
أم الدرداء» ورجاله موثقون. 

() رواه الديلمي في «الفردوس» (7715). ولم نقف عليه عند ابن التجار. قال 

المناوي في «فيض القدير» (5/ /7”7): فيه إسماعيل بن أبي زيادء فإن كان 

الشامي؛ فقد قال الذهبي عن الدارقطني: يضع الحديث,ء أو الشقري؛ فقد قال 

ابن معين : كدّاب» أو السكوني؛ فجزم الذهبي بتكذيبه» وأبان بن عياش قال 

أ ل : تركو! حديثه 


اا 9 


١ 


وفي الترمذي : عن أبي سلمة قال: كان زيدٌ بن خالدٍ الجهنيٌّ ذه 
ع 0 
يشهد الصلاة في المسجد وسواكه على أذنه موضع القلم من أذن الكاتب» 
لا يقوم إلى الصلاة إلا استنٌ يه" . 


وقد روى أبو نعيم""© من حديث عبدالله بن عمرو””» ورافع بن 
خديج وي قالا: قال رسول الله يَكِْةّ: «السواك واجب». وغسل الجمعة واجب 
على كل سق 0 

ويشهد لهذا الحديث ما في «صحيح مسلم» عن أبي سعيد الخدري ذه : 
أن رسول الله يَكِةِ قال : «غْسْلٌ يَوْم الْجْمُعَةٍ عَلَى كَل مُحْتلِمٍ وَسوَاكٌ وَيَمَسلٌ 
سس اليب 02 عليه . 


.)77( رواه الترمذي‎ )١( 

(؟) في الأصل: «أبو نصير»» والصواب المثبت كما في «المنار المنيف». 

(6) في الأصل : «عبدالله بن عمر'» والصواب المثبت كما في «المنار المنتيف»» 
وهو عبدالله بن عمرو بن حلحلة» قال ابن حجر: ذكره ابن منده في الصحابة» 
وهو وهم ما لم يبين وجهه. انظر: «الإصابة» (5/ .)١91‏ 

١‏ رواه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (1/ 1771) دون الجزء الأول منهء ورواه 
مقتصرًا على الجزء الأول منه الديلمي في «الفردوس» (001؟) من حديث 
عبدالله بن عمر. وقال السيوطي في «الدر المتثورا /١(‏ 714): أخرج أبو نعيم 
بسند وأهِ عن رافع بن خديج مرفوعا: «السواك واجب». وعنزاه المتقي الهندي 
في «كنز العمال» (5110) لأبي نعيم في «السواك». قال الألباني في اضعيف 
الجامع» (7755): (ضعيف). 

(5) رواه مسلم (07/8457. 


١8 


فإذا كان هذا شأن السواك وفضله» وحصول رضا الرب به» وإكثار 
النبي كَلكِ على الأمة [فيه]» ومبالغته فيه» حتى عند وفاته وقبض روحه 
الكريمة له - لم يمتنع أن تكون الصلاة التي يستاك لها أحبٌ إلى الله ويد من 
سبعين صلاة لم يستك لهاء وإن كان ثواب السبعين أكثر» فلا يلزم من كثرة 
الثواب أن يكون العمل الأكثر ثوايًا أحبٌ إلى الله من العمل الذي هو أقل 
منه» بل قد يكون العمل الأقل أفضل عند الله» وأحبٌ إلى الله وإن كان 
العمل الكثير أكثر ثوابّاء وهذا كما في السنن أنه يَلٍ قال: «دمٌ عفراء أحبٌ 
إلى الله من دم سوداويْن)"2؛ يعني : في الأضحية» وكذا ذبح الشاة الواحدة 
يوم النحر أحبٌ إلى الله من الصدقة قة بأضعاف ثمنهاء وإن كثر ثوابٌ الصدقة» 
وكذا قراءة سورة من القرآن الكريم بتدبُرٍ وتفهٌم وجمع قلب أحبٌ إلى الله من 
اراك فيه بر 14نم و عدن تراك هده الفرلن دزولذا كاق تقول السوعنالة قر 
بعدهم : : إن اقتصادًا في سبيل فيه سنةٌ» خيد من اجتهاد في خلاف ذلك . 

فإذا عُرف هذاء لم يمتنع أن تكون الصلاة التي أوقعها فاعلها على وجه 
الكمالٍ المشروع» حتى أتى بسواكها الذي هو مطهرة لمجاري آي القرآن» 
وذكر الله تعالى» ومرضاة للرب» واتباغٌ سنة النبي كل والحرصٌ على 
حفظ هذه الحرمة والخصلة الواحدة التي أكثر النفوس تهملها ولا تلتفت 
إليهاء حتى كأنها غير مشروعة ولا مَحْبُوبة للرب تبارك وتعالى» فحافظ عليها 
هذا المصلي» وأتى بها توددا وتحببًا إلى الله» واتباعا لسنة رسول الله يو 
فلا يبعد أن تكون صلاةٌ هذا أحت إلى الله وك من سبعين صلاة تجردت عن 


للق رواه البيهقي فى ي الألسئن الكبرى» (4/ */ا؟) من حديث أبي هاداةٌ 


5 حفر . 
لوي هه ساي 


١6 


ذلك. والله تعالى الموفق7'. 
* # #* 

* المقصد الخامس - في حكم السواك والأماكن التي يتأكد التسوك فيها: 

أما حكمٌ السواك» فهو الندبٌ والاستحباب في كل زمان» إلا ما استثني 
من ذلك من كونه لا يندب للصائم بعد الزوال» بل يكره عند بعض الأئمة» 
وما علمثُ أحدًا قال بوجوبه سوى ما حكى العلامة أبو بكر عبد الرحمن في 
كتابه «تحفة العباد في أدلة الأوراد» لوالده بأنه قال: يحكى عن داود 
الظاهري وجوبه. 

قال: وقال الإمام إسحاق بن راهويه: إن تركه عمدّاء بطلت صلاته . 

وذكر ما حكاه في «تحفة العباد؛ في «اشرح الوجيز» للبهاء البغدادي. 
وقد قدمنا أنه كان واجبًا على النبي كك . 

وقد ذكر في «المبدع»": أن السواك ليس بواجب على الأمة إجماعًا؛ 
لحديث أبي هريرة 5نه مرفوعا: الولا أن أشقٌّ على أمتي؛ لأمرتهم بالسواك 
عند كل صلاة»» متفق عليه" وتقدم . 
17 يط 


والحديث الذي رواه أبو نعيم”' يقتضي الوجوب» ولم يُقَل بمقتضاه؛ 


1-3-4 /١( انظر: «المتار المنيف» لابن قيم الجوزية‎ )١( 

(؟) «المبدع بشرح المقنع» للعلامة برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن 
عبدالله» المعروف باب مفلح . انظر : «إيضاح المكنون» لحاجي خليفة (5/ 059). 

انظر: «المبدع» لابن مفلح (1/ 49). 

(5) في الأصل : «أبو نصر»» وهو تصحيف» والصواب المثبت كما سيق لنا - 


١6١ 


لعدم ثبوته وكأنهم لم يعدوا خلاف ما حكى عن داود الظاهري7"©, وكذا 
ما حكي عن ابن راهويه» أو لم يثبت عنهما ذلك . 


وأما حكم السواك بعد الزوال للصائم» فمكروه عند أكثر علمائناء بل 


عند أكثر العلماءء وهي رواية عن الإمام أحمد. 


قال في «الإنصاف» : وهو المذهب. قال في «التلخيص”". و«الحاوي 


الصغير»” : يكره في أصح الروايتين» وفي «شرح ابن منجا»: أنه أصحء 
وفي للممجمع البحرين»9*): يكره في أظهر الروايتين» وئصره المجد في 
شرحه» واختاره ابن عبدوس في «تذكرته»» وجزم به في «البلغة»', 


200 
فق 


فرق 


40 


(( 


بيانه من قريب . 

كذا في الأصل» والعبارة مضطربة» أو فيها نقص أو تصحيف . والله أعلم . 
«تلخيص المطلب في تلخيص المذهب» لفخر الدين أبي عبدالله محمد بن 
الخضر ابن محمدء المعروف بابن تيمية» المتوفى سنة (١57ه).‏ انظر: 
«وفيات الأعيان» لابن خلكان (5/ 785)» و١«معجم‏ مصنفات الحنابلة» للدكتور 
الطريقي (7/ 47) . 

«الحاوي الصغير» للعلامة نور الدين أبي طالب عبد الرحمن بن عمر بن أبي 
القاسم البصري» الحنبلي» المتوفى سنة (585ه). انظر: «الأعلام» للزركلي 
814/7 ). 

«مجمع البحرين» لشمس الدين أبي عبدالله محمد بن عبد القوي بن بدران 
المقدسيء المرداوي» المتوفى سنة (149ه). انظر: «معجم المؤلفين» لكحالة 
/6٠١(‏ ه86 1). 

«البلغة» لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي البغدادي الحنبلي» المتوفى 
سنة (/6091ه). انظر : «كشف الظنون» لحاجي خخليفة ١(‏ / 767). 


١٠6 


و«المنور»» وقدمه في «الفروع» وغيره"2» وقدمه في «الإقناع»'". وجزم 
به فى «المنتهى» و«الغاية»”" وغيرهما. 

وفي رواية عن الإمام أحمد إباحتّه للصائم بعد الزوال» وفي رواية 
ثالثة عنه استحبابه في كل وقت» حتى للصائم بعد الزوال» اختارها شيخ 
الإسلام ابن تيمية”؟»» وصاحبه شمسسٌ الدين بن القيم-رحمهما الله 
ورضي عنهما ‏ ؛ وفاقًا لمالك» وأصحاب الرأي» وانتصر له ابنُ القيم في 
«الهدي» بما لا مزيد عليه . 


قال في «الفروع» عن هذه الرواية: هي أظهر"". واختارها ابن قاضي 
الجبل في «الفائق»» وإليها ميلٌ ابن عبد القوي في «مجمع البحرين»» وقدمه 
فى «نهاية أبن يي ونظمهاء وقال في «الإقناع» : هى أظهر دليكه0, 


وهو المختار للدليل والتعليل» ففي حديث أم المؤمنين عائشة الصديقة بدت 


.)١١8/١( انظر: «الإنصاف» للمرداوي‎ )١( 

(0) انظر: «الإقناع» للحجاوي .)١9/١(‏ 

) انظر: «منتهى الإرادات» لابن النجار ٠ /١(‏ 5)» و«مطالب اولي النهى» للرحيباني 
.)4١ /1(‏ 

)2 انظر: (الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية) للبعلي (ص: #الككرة ” 

(4) انظر: «زاد المعاد» لابن قيم الجوزية (5/ 0777 . 

(5) انظر: «الفروع» لابن مفلح /١(‏ 45). 

(0) «النهاية» للإمام سيف الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن رزين بن عبدالله الغساني» 

المتوفى سنة (1057ه). انظر: «معجم المؤلفين» لكحالة (6/ 178) . 

(4) انظر : «الإقناع» للحجاوي .)١9 /١(‏ 


١ 1ه‎ 


الصديق وق4ا؛ عنه تل : أنه قال: «من خير خصال الصائم السواك». رواه 
ابن ماجه(" . 

وروى الإمام أحمدء وأبو داود» والترمذي ‏ وحسنه ‏ والبخاري تعليقًا 
عن عامر بن ربيعة كه : أنه قال: «رأيت النبي يل ما لا أحصي يتسوك وهو 
صائم)”"©» وتخصيصه قبل الزوال دعوى مجردة. 

وقال البخاري في «صحيحه» : كان ابن عمر ا يستاك أول النهار 
وآخره”” ؛ يعني : وهو صائم . 

وقال الإمام مالك في «الموطأ»: إنه سمع أهل العلم لا يكرهون السواك 
للصائم في رمضان في ساعة من ساعات النهار» لا في أوله» ولا في آخره. 

قال: ولم أسمع أحدًا من أهل العلم يكره ذلك» ولا ينهى عنه!* . 

ولأن الناس مجمعون على تمضمض الصائم إما وجوبًا وإما استحبابّاء 
والمضمضة أبلغ في إزالة خلوف نتن الصائم من السواك الذي يزعم مَنْ كرة 
السواك بعد الزوال للصائم أنْهُ العلة المقتضيةٌ لذلك» ولأنه لا غرض للشرع 
في التقرب بالرائحة الكريهة» ولا هي مطلوبة للشارع» وإنما الغرضٌ عدم 
تقذر الصائم وجلسائه من خلوف فمه» ولأن الرائحة الكرهة ليست من جنس 


(1) رواهابن ماجه (لال51١).‏ 

(0) رواه الإمام أحمد في امسئده) (/ 550)» وأبو داود (77755)» والترمذي 
(077» والبخاري في «صحيحه» في الصومء باب: سواك الرطب واليابس للصائم . 

() رواه البخاري في «صحيحه» في الصوم» باب : اغتسال الصائم» تعليقا. 

(4) انظر : «الموطأ» للإمام مالك (1/ .07"1١‏ 


١6 


ما شرع التعبدُ به في دينناء وإنما قال كلهّ: «لَخلوفٌ فم الصائم عند الله أطيبُ 
من ريح المسك)27؛ ترغييًا في نفس الصائم لا في إبقاء الرائحة الكريهة» بل 
الصائمٌ أحوج للسواك من المفطر» ولأن رضوان الله الحاصل عند السواك 
وبه» أطيبٌُ من خلوف فم الصائم» ومحبة الله للسواك أعظمٌ من محبته لبقاء 
خلوف فم الصائم» حتى إن الركعة بالسواك أحبٌ إلى الله من سبعين ركعة 

وأيضًا: فإن السواك لا يزيل الخلوف؛ لأن سببه وهو خلوٌ المعدة عن 
الطعام ‏ قائم» وإنما يزيل أثره المنعقد على الأسنان واللثة» فالسواك لا يمنع 
طيب الخلوف, ولا سيما على القول بأنه أطيبٌ عند الله من ريح المسك 
يوم القيامة . 

وأيضًا: فإن النبي كل أمر أمته بالسواك» وعلمهم ما يستحب لهم مع 
الصيام» وعلمهم ما يكره لهم» ولم يجعل السواك من المكروه» وهو يعلم 
أنهم يفعلونه لما حضّهم عليه» ورغبهم فيه بأبلغ الألفاظ المفيدة للعموم 
والشمولء حتى قال: «لولا أن أشق على أمتي؛ لفرضت عليهم السواك عند 
كل صلاة» وعند كل وضوء("» وهم يشاهدونه يستاك وهو صاتم مرارًا كثيرة 
يفوت حصرهاء ويعلم أنهم يقتدون بأقواله وأفعاله» ولم يبين لهم كراهة 
ذلك للصائم منهم بعد الزوال» وتأخيرٌ البيان عن وقت الحاجة ممتنع”” . 


. من حديث أبي هريرة ظلله‎ »)١77 /1١١51( رواه البخاري (1845)» ومسلم‎ )1١( 

(؟) رواه الإمام أحمد في «مسنده»  0(‏ طبعة الرسالة)» والنسائي في «السئن 
الكبرى» (7079) من حديث أبي هريرة وه بنحوه. 

9) انظر: «زاد المعاد» لابن قيم الجوزية (4 / فضف” 


١6 


فإن قلت : قد أخرج البيهقي من حديث خباب بن الأرثٌ الخزاعي ذه 
يرفعه: «إذا صمتم» فاستاكوا بالغداة» ولا تستاكوا بالعشي»7 . 

فالجواب: أنه حديث لم يثبت» فلا يحتج به؛ فقد ضعف إسناده أئمة 
الحديث» ولم يحتجٌ من قال بكراهة السواك للصائم بعد الزوال إلا بقوله يكل : 
«ولخلوف فم الصائم عند الله أطيبٌ من ريح المسك»”" . 

والخُلوف _بضمٌ الخاء المعجمة» وحكى بعضهم فتحهاء وضم اللام - 
وهو: تغير رائحة الفم» وهل المراد أطيب عند الله من ريح المسك يوم 
القيامة» أو وفي الدنيا أيضا؟ فيه خلاف مشهورء حتى إنه وقع بين الشيخين 
الفاضلين أبي محمد العزّ بن عبد السلام» وأبي عمرو بن الصلاح في ذلك 
نزاع» فمال ابن عبد السلام إلى أن ذلك في الآخرة خاصة» وصنف في 
ذلك مصنفاء ومال ابن الصلاح إلى أن ذلك في الدنيا والآخرة» وصنف فيه 
مصنقًا رد فيه على أبي محمد بن عبد السلام . 


وأشار المحقق شمسٌُ الدين بن القيم إلى وجه الجمع بين قوليهما بأن 
رائحة خلوف فم الصائم أطيبٌ من ريح المسك في الدنيا بالنسبة لله وملائكته 
وخواصّ خلقه من البشر دون العامة» وأما فى الآخرة» فالكل يدرك ذلك 


ويحسّه”"» كما أنهيت عليه الكلام في «تحفة النساك في فضائل السواك) 29 


00( رواه البيهقي في «السئن الكبرى» (5/ 517/5؟) . 

(؟) تقدم تخريجه. 

انظر: «زاد المعاد» لابن قيم الجوزية (5/ 7714). 

(5) وقد ذكره مع قائمة الكتب التي ألفها وذكرها في إجازة لأحخد تلاميذه في آخر 
كتاب «شرح عمدة الأحكام» . 


فراجعه هناك . 
* نكمة : 


الخلال مستحبٌٍ» وفي حديثٍ: «حبذا المتخللون)”"» ولم يثبت كما 
في «الهدي» للمحقق ابن القيم» وقال فيه: أفضلٌ ما اتخذ للتخليل عيدانٌ 
الخلّة والزيتون29 . 

والخلاف بتخفيف اللام» وتشديدها من لحن العامة» كما في 
«القاموس)”"» وهو الصفصاف. 

ويكره التخليل بالقصب والآس والريحان» وكل ما كره في السواك 
مكروةٌ التخلل به» ويكره السواك والتخليل بمجهول؛ لئلا يكون مما نهي 
عدو وكذا بكره التعل بالخوصن: 

يقال: خَلَّل الشخصٌ أسنانه تتخليلا: إذا أخرج ما يبقى من المأكول 
بينهماء واسمٌ ذلك الخارج بالخلال: خُلالة ‏ بالضم » وكره بلعُه ولو 
ورب النتتنة فيك الغرمه القلال: لا بلسانه والله أعلم . 


[للالا 


»)5١17/65( رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (/91)» والإمام أحمد في «مسنده»‎ )١( 
» 2 من حديث أبي أيوب الأنصاري‎ »)4571١( والطبراني في «المعجم الكبير»‎ 
وفي إسناده واصل الرقاشي» قال المنذري: وثقه شعبة وغيره» وقال الهيئمي:‎ 
و«مجمع الزوائد»‎ 22٠١7 /١( ضعيف. انظر: «الترغيب والترهيب» للمنذري‎ 
.)51728 /١( للهيئمي‎ 

(؟) انظر: «زاد المعاد» لابن قيم الجوزية (54/ /701). 


60 انظر: «القاموس المحيط» للفيرو زأبادي (مادة: خلف). 


١ /اه‎ 


00 فصر الكذانف. ْ 


أي : هذا بابُ فضل الأذان» (و) فضل (ما يقول) الشخص «(الذي 
يسمع الأذان) من المسلمين» من ذكر أو أنثى» من الذّكر المشروع والدعاء» 
وكذا الإقامة . 

الأذان في اللغة: الإعلام» قال الله تعالى : # وَأدَنُيِر أنه ووسولوءلَ 
لداس يوم اج اكير َكَبَرٍ 1#التوبة: ”]: هو يوم عرفة» والحج الأصغر: العُمرة» 
لنقص عملهاء #أنَألَه بَرِىَه ين لْممَرِكِينَ4[التوبة: +]؟ أي : من عهودهمء 
وَرضوله َم برفع إرسوله» في قراءة العامة؛ أي: ورسوله بريء من المشركين 
أيضًاء وقرأ يعقوب من العشرة: #ورسوله 274‏ بنصب اللامعطفًا على 
اسم أن 4. ولا يجوز عطفه على لالْمَئَرِكِينَ4 ؛ لأنه كفر . 


وقد ذكروا أن سبب وضع النحو والإعراب في المصاحف : أن أبا 


)١(‏ قوله: (وقرأيعقوب من العشرة: #ورسوله4)» فالعشرة متفقون على 

وَرَسُواُمُ #» والعديد من كتب القراءات تذكر اتفاق القراء على ذلكء إلا أن 
بعض الكتب الأخرى ‏ ك «المبسوط في القراءات العشر) لأبي بكر النيسابوري 
(ص: 7715) ذكرت أن يعقوب قرأ برواية روح وزيد: #ورسوله# بالنصب» 
مثل قراءة الحسنء والله أعلم . 








الأسود الدؤلي التابعيّ البصريّ حكى أنه سمع قاربًا يقرأ: (أَنَّ اللَّهَ بَرِيِءٌ 

مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهِ) ‏ بكسر اللام » فأعظمه ذلك؛» وقال: عر وجه الله 
أن يبرأ من رسوله» فجعل الإعراب في المصاحف . 

والمعنى : براءة وإعلامٌ من الله 5ك ورسوله كَل بأن لا عهد لناكث. 
وذلك أن رسول الله يِْهِ أنزل الله قَبْكَ عليه سورة براءة سنة ثمان من الهجرة» 
وفيها فتحت مكة» ولما كانت سنة تسعء أراد كَل أن يحج» فقيل له: إن 
المشركين يطوفون بالبيت عراة» فقال: لا أريد أن أرى ذلك» فبعث أبا بكر 
الصديق أميرًا على الموسم ليقيم للناس الحجّ؛ وبعث معه بأربعين آية من 
صدر سورة براءة ليقرأها على أهل الموسمء ثم بعث في إثره عليًّا كه على 
ناقته العضباء ‏ قال محمد بن إبراهيم التيمي التابعي وغيره: إن العضياء”'', 
والقصواء» والجدعاء اسم لناقة واحدة كانت لرسول الله يِا"", والله أعلم ‏ ؛ 
لأن العرب كانت إذا كان بينها عهود» فأرادوا نقضها ونبذهاء لا يفعل ذلك 
إلا العاقدٌ» أو أحدٌ من أهل بيته» فأمر يل عليًا رضوان الله عليه أن يؤذّن بمكة 
وعرفة ومنى: أن قد برئت ذمة الله وذمة رسوله من كل مشركء ولا يطوف 
بالبيت أحد عرياناً» فأمير الحج الصدّيقٌ الأعظم؛ وعليٌ د إنما سار ليؤذن 
ببراءة» فلما كان يوم النحر بعد ما أرى أبو بكر الناسَ مناسكهم» وأقام لهم 
حجّهم» والعرب في تلك السنة على منازلهم التي كانوا عليها في الجاهلية 
من الحجّ» فقام علي ضيه عند جمرة العقبة» وأذن في الناس بما أمر به من 


. في هامش الأصل : «أي: مشقوقة الأذن. اها‎ )١( 
56٠١ ”“١( انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي‎ (2 


68 


الآيات» وأن لا يطوف بالبيت عريان» وأن يتم إلى كل ذي عهد عهده. وإن 
لم يكن له عهدء فعهده أربعة أشهرء ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة» وأن 
لا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم هذاء فقال المشركون الناكثون: 
أخبر ابن عمك أنا قد نبذنا العهد وراء ظهورناء وأن ليس بيننا وبينه إلا طعن 
بالرمح» وضرب بالسيف . 

قال الأزهري: الأذان: اسم من قولك: آذنت فلاناً بأمر كذا وكذاء 
أوذه إيذاثاً؛ أي : أعلمبٌُه”"2» واشتقاقه من الْأَدّن بفتحتين -» وهو: 
الاستماع ؛ فإنه يلقي في آذان الناس بصوته ما إذا سمعوه علموا أنهم ندبوا 
إلى ذلك . 

وفي الشرع: الإعلامٌ بوقت وجوب الصلاة» أو بوقت فعلها ليدخل 
فيه الأذان للفائتة» وإن شئت قلت: الإعلام بدخول الوقت» أو ما هو في 
حكمه» بذكر مخصوص» في وقت مخصوص» من شخص مخصوص» 
ويحصل به أيضا ‏ الإعلام بالدعاء إلى الجماعة» وإظهار شعائر الإسلام. 
ويطلق على الإقامة ‏ أيضا ‏ ؛ لأنها إعلام بإقامة الصلاة» وسميت بالإقامة؛ 
لآن المؤذن والمقيم أقام القاعدين» وأزالهم عن قعودهم. 
* فائدة: 

قال القرطبي وغيره!"', وذكره الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»: 
الأذان على قلة ألفاظه مشتملٌ على مسائل العقيدة؛ لأنه بدأ فيه بالأكبرية» 


.)١6 /١١( انظر: «تهذيب اللغة» للأزهري‎ )١( 
.)١4 /7( (؟) انظر: «المفهم» للقرطبي‎ 


مل 


وهي تتضمن وجوة الله تك وكماله؛ ثم ثنى بالتوحيد ونفي التشريك» ثم 
بإثبات الرسالة للرسول كَل ويحصل بالشهادتين: الإسلام والإيمان المستلزم 
ذلك فعل المأمورات والزجر عن المنهيات» ثم دعا إلى الطاعة المخصوصة 
عقب الشهادة بالرسالة؛ لأنها لا تعرف إلا من جهة الرسول كلد ثم دعا 
إلى الفلاح» وهو الفوز والبقاء الدائم» وفيه الإشارة إلى المعاد. والبعث 
والنشورء ثم أعاد ما أعاد توكيدّاء ويحصل بالأذان الإعلام بدخول الوقت» 
ودعاء إلى الجماعة» وإظهار شعائر الإسلام؛ وحكمة اختيار القول له دون 
الفعل» سهولةٌ المقول وتيسره لكل أحد في كل زمان ومكان”" . 

والأذان أفضل من الإقامة ومن الإمامة على الأصح وفاقًا للشافعي . 

وفي «الفتح»: اختلف أيهما أفضل» الأذان أو الإمامة؟ إن علم من 
نفسه القيام بحقوق الإمامةء فهي أفضل» وإلا فالأذان. 

قال: وفي كلام الشافعي ما يومىئء إليه. انتهى”"' . 

ويشهد لفضله عليها حديث أبي هريرة 5ه قال: قال رسول الله ييه : 
«الإمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُوَدُنُ مُؤْتَمَنّ اللَّهُمَ أَرْشْدٍ الأيِمّةٌء وَاغْفِرْ لِلْمُوَذِْينَ» 
رواه أبو داود» والترمذي» وابن خزيمة» وابن حبان في صحيحيهماء إلا أنهما 
قالا: «فأرشدٍ الأئمة» واغفْر للمؤذنين»””. وفي لفظ عند ابن خزيمة: 


.)17/7/ /7( انظر: «فتح الباري» لابن حجر‎ )١( 
المرجع السابق» الموضع نفسه.‎ )0( 

(6) رواه أبو داود »20١1(‏ والترمذي (701)) وابن خزيمة في (صحيحه) (16078)» 
ورواه )١191(‏ بلفظ : «أرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين»» وابن حبان في 
«صحبحه) )١51/7(‏ نلفظ : «فأر شد الله الأئمة» وغفر للمؤذنسن». 


١5١ 


«المؤذنون أمناء» والأئمة ضمناء» اللهم اغفر للمؤذنين» وسدد الأثئمة».» ثلاث 
مرات”١2»‏ ورواه الإمام أحمد من حديث أبي أمامة ذه بإسناد حسن”" . 

فالإمامة أعلى من الضمان» والمغفرة أعلى من الإرشادء وإنما لم 
يتول النبي كَكلهِ وخلفاؤه من بعده الأذان؛ لضيق وقتهم عنه. 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «الاختيارات»: الأذان والإقامة أفضل 
من الإمامة في أصحٌ الروايتين عن الإمام أحمد» واختيار أكثر الأصحاب» 
وأما إمامته ككل وكذا إمامة الخلفاء الراشدين» فكانت متعينة عليهم ؛ فإنها 
وظيفة الإمام الأعظم» ولما لم يمكن الجمع بينها وبين الأذان» فصارت 
الإمامة في حقهم أفضل من الأذان؛ لخصوص أحوالهم» وإن كان لأكثر 
الناس الأذان أفضل9© . 

ولا يكره الجمع بينهماء وأما ما في البيهقي من حديث جابر مرفوعًا 
في النهي عن ذلك» فضعيف”*'؛ وقد صح عن أمير المؤمنين عمر 5ه : لو 
أطيق الأذان مع الخلافة؛ لأَذَّنتُ» رواه سعيد بن منصور وغيره*. 


.)١15171( رواه ابن خزيمة في «صحيحه)‎ )١( 

إ(فة رواه الإمام أحمد في «مسنده» (ه/ .)55١‏ 

() انظر: «الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية» للبعلي (ص: 077 . 

(5) رواه البيهقي في «السئن الكبرى» /١(‏ 577) بلفظ : نهى رسول الله به أن يكون 
الإمام مؤذناء قال البيهقي: فهذا حديث إسناده ضعيف يمرّة» إسماعيل بن عمرو 
ابن نجيح أبو إسحاق الكوفي حدث بأحاديث لم يتابع عليهاء وجعفر بن زياد 


)(( لم نقف عليه عند سعيد» ور واه عبد الرزاق ف المصنفه») 2))١184859(‏ والفضل - 


١5 ؟‎ 


وفي «الفروع»: له الجمع بينهماء اتفاقاء وذكر أبو المعالي أنه أفضل 
وفاقا للشافعي» وأن من صلح له فهو أفضل7" . 


* فائدة: 


اختلف في السّْةٍ التي شرع فيها الأذان» رجّح في «الفتح) كغيره: أنه 
كان في السنة الأولى من الهجرة» وقيل : في الثانية”" . 

وأصل ذلك: ما في الصحيحين من حديث ابن عمر ا قال: كان 
الْمُسْلِمُونَ حينّ قَدِمُوا الْمَدِينَة يَجْتَمِعُونَ» فَيتَحَينُونَ الصّلاة لَيْسَ يَُادَى لها 
تَكَلّمُوا يَوْما ني ذَلِكَ» َال بَعْضَهُم : انَحذُوا اقُوسًا مِمْلَ نَاقُوس النَّصَارَى» 
وَقَالَ بَعْضَهُمْ : بَلْ بُوقَا مثْلَ قَْنِ الْيَهُودء فَقَالَ عَمَدُ: أوَلا يَْعتُونَ رَجْلَا يُنَادِي 
بلصّلاق» َال وَسُولُ اللو يق: ا يلا! قم ند يالصّلاقة0" . 

وروى البيهقي في «سئنه» عن أنس #5 قال: كان إذا حضرت الصلاة 
على عهد رسول الله يكل يسعى رجل في الطريق فينادي : الصلاة الصلاة» 
فاشتدٌ ذلك على الناس» فقالوا: لو اتخذنا ناقوسًا يا رسول الله» فقال: 
«ذلك للنصارى»» فقالوا: لو اتخذنا بوقاء قال: «ذلك لليهود»» فأمر بلالا 


أن يشفع الأذان» ويوتر الإقامة. 


- ابن دكين في «الصلاة» »)١977(‏ وابن أبي شيبة في "مصنفه» (7775) . 
)١(‏ انظر: «الفروع» لابن مفلح (1/ .)751/١‏ 

(؟) انظر: «فتح الباري؟ لابن حجر (5/ 074 . 

0) رواه البخاري (5 50). ومسلم (71/9/ .)١‏ 

(4) رواه البهقي, في «الستن الكبرى» .)79١ /١(‏ 


1١617 


وروى الإمام أحمد عن عبدالله بن زيد و قال: لما أمر رسول الله ين 
بالناقوس يعمل ليضرب به للناس في الجمع للصلاة وهو كاره لموافقة 
النصارى ‏ أطاف بي من الليل وأنا نائم رجل عليه ثوبان أخضران» وفي يده 
ناقوس يحمله» فقلت له: يا عبدالله! ألا تبيع الناقورس؟ قال: وما تصنع به؟ 
قلت : ندعو به إلى الصلاة» قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ فقلت: 
بلى» قال: تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ‏ وذكر جَمل الأذان 
قال: ثم استأخر غير بعيد» ثم قال: تقول إذا أقمت الصلاة: الله أكبر الله 
أكبرء أشهد أن لا إله إلا الله إلى آخر الإقامة قال: فلما أصبحت» أتيت 
رسول الله يَكْوّه فأخبرته بما رأيت» فقال: «إن هذه لرؤيا حق إن شاء الله». 
ثم أمر بالتأذين» فكان بلال يؤذن بذلك» ويدعو رسول الله 6و1" . 

وفي لفظ : فقال: «إنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى».فقم مع بلال 
فألق عليه ما رأيت فليؤذن به؛ فإنه أندى صوتا منك»» فقمتُ مع بلال 
فجعلثُ ألقيه عليه ويؤذّن به» فسمع ذلك عمر وهو في بيته» فخرج يجرٌ 
رداءه يقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله! لقد رأيت مثل ما رأى» فقال 
رسول الله ككل : «فلله الحمد)”" . 

ورواه أبو داودء والترمذي وقال: حسن صحيح.ء واين ماجه»ء وابن 
خزيمة في «صحيحه)””"» وقال: خبر عبدالله بن زيد ثابثٌ صحيح من جهة 
)١(‏ رواهالإمام أحمد في «مسنده» (4/ 47). 


زهة رواه الومام أحمد فى «(مسئ؛ده) (5 / “57). 


)6 رواه أبو داود (5994)» والترمذي ».)١84(‏ وابن ماجه »)7١(‏ وابن خزيمة في 


الاصحيحه) (1517). 


لحل 


النقل؛ لأن محمد بن إسحاق قد سمعه من محمد بن إبراهيم بن الحارث 


ليون ».لسن هو فنها وليه : 


الأذان29" , 


وطريقٌ الجمع بين هذا وما مر من حديث عمر بأن النداء الأول هو 


الذي كان ينادى به للصلاة ؛ كما فى اسنن البيهقى»29 ؛ ثم رأى عبثالله بن 


زيد الأذان. 


وتروق الاسيدنا آنا كر التضيديق كه راى الأذان موقن 


«وسيط الغزالي» أنه رآه بضعةً عشر رجلا»» وفي «شرح التنبيه» للجيلي: أربعة 
عشر» وأنكره ابن الصلاح والنووي» ونقل مغلطاي أن في بعض كتب 


)0غ( 
000 


ضرف 
0 


(0) 


انظر: «صحيح ابن خزيمة» /1١(‏ 518). 

انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي /١(‏ 7807)» وفيه: روينا في المسند 
أبي يعلى الموصلي» عن عبدالله بن زيد بن عبد ربه أنه تصدّق على أبويه ثم 
توفياء فرده إليه رسول الله يل ميراناء وروينا في «تاربخ دمشق» عن عبدالله بن 
زيد حديئًا في حلق النبي وَل رأسه بمنى وقسمة شعره» وهو في «طبقات ابن 
سعد)» وإسناده جيد. اه مختصرًا. 

تقدم تخريجه قريبًا من حديث أنس وك . 

رواه أبو يوسف في «الآثار» (65)» والطبراني في «المعجم الأوسط» )٠١7١(‏ 
من طريق أبي حنيفة» وأبو حنيفة في «مسنده رواية أبي نعيم» (ص: »)١54‏ 
من حديث ابن بريدة عن أبيه» ورواه أبو حنيفة أيضا في «مسنده - رواية الحصكفي» 
)١١(‏ عن ابن بريدة: أن رجلا من الأنصار. 

انظر: «الوسبط» للغزالي (7/ 47). 


ه15 


الفقه : أنه رآه 000 : 


قال في «الفتح»: ولا يثبت شيء من ذلك إلا لعبدالله بن زيد»ء وقصة 
عمر جاءت في بعض طرقه» وما قيل : إن أول ما أذن جبريل في السماء 
الدنياء فسمعه عمر وبلال» فسبق عمرٌ بلالاء فأخبر النبى كلوه ثم جاء بلال» 
فقال: سبقك بها عمرء لايثبت. 

وكذا ما ورد أنه شرع قبل الهجرة ليلة الإسراء» وأنه خرج ملك من 
الحجاب فقال: الله أكبرء الله أكبر» وفي آخره: ثم أخذ الملك بيدهء فأم 
بأهل السماء» فلا يصح ولا يثبث شيء من ذلك . 

والحكمة في إعلام الناس به على غير لسانه يْوّ؛ للتنويه بعبده» والرفعة 
لذكره بلسان غيره؛ ليكون أقوى لأمرهء وأفخم لشأنه'". وهو حسن بديع 
كما أبداه السهيلي”” . 

ويؤخذ منه حكمة عدم الاكتفاء برؤيا عبدالله بن زيد حتى أضيف إليه 
عمر للتقوية» وليتم نصاب الشهادة» والله تعالى الموفق. 

وذكر الحافظ المصنف _رحمه الله تعالى» ورضي عنه في هذا الباب 


.)١8١ انظر: «الإشارة» لمغلطاي (ص:‎ )١( 
. 07,8 /57( (؟) انظر: (فتح الباري» لابن حجر‎ 
.)184 /5( انظر : «الروض الأنف» للسهيلي‎ )*( 


١55 


5 -عن أبي سَعِيدٍ الْحْذْرِيٌ عن النبي كَلِِ: أنه قال: «لا يَسْمَعُ 
مَدَى صَوْتٍ الْمُوَذَنِ جنٌ ولا إِنْنٌ وَلا شَيْءٌ إلا شَهِدَ لَهُ يَوْمَالْقِيَامَةِ» . 
رواه البخاري7" . 

(عن أبي سعيدٍ)؛ سعدٍ بن مالكِ بن سنان بن ثعلبة بن عبيدٍ بن الأبجر 
(الخدريّ)؛ نسبةً إلى خُدرةَ من الأنصارء وخدرة هو الأبجر بن عوف بن 
الحارث بن الخزرج الأنصاريّ» اشتهر أبو سعيدٍ بكنيته» وكان يه من الحفاظ 
المكثرين المتسلاء انه كما نفك | ل سامت تسد روت م 
جماعة من الصحابة والتابعين» منهم: ابن عمر» وجابر» وزيدٌ بن ثابت» 
وغيرهم» ومات سنة أربع وسبعين» وله أربع وثمانون سنة» ودفن بالبقيع . 

روي له عن رسول الله يكل ألففُ حديث» ومئة وسبعون حديثاء أخرج 
له منها في الصحيحين : مئة وأحد عشرء المتفقٌ عليه منه ثلاثة وأربعون 
حديثّاء وانفرد البخاري بستة عشرء ومسلم باثنين وخمسين. 


روى أبو سعيد الخدري ذه (عن النبي يكل أنه قال: لا يسمع 


)غ20 رواه البخاري .)6١9(‏ 


١5ا/‎ 








مدى) ‏ بفتح الميم والدال المهملة ‏ ؛ أي : غاية (صوث المؤذن) . 

قال البيضاوي: غايةٌ الصوت تكون أخفى من ابتداته» فإذا شهد له 
من بَعْدَ عنه» ووصل إليه منتهى صوته» فَلآن يشهد له من دنا منهء وسمع 
مبادى» صوته أولى7" . 

(جنٌّ ولا إنسٌ ولااشيء)؛ ظاهره يشمل الحيوانات والجمادات» 
فهو من العامٌ بعد الخاصَ» ويؤيده: ما في رواية ابن خزيمة: "لا يسمع 
صوته شجرٌ ولا مَدَرٌ ولا حجرٌء ولاا جر ولا إنسٌ)2 . 

وله ولأبي داود والنسائي من طريق أبي يحيى عن أبي هريرة فل 
مرفوعًا ‏ ويأتي في المتن(" ‏ : «المؤذن يغفر له مدى صوته» ويصدقه كل 
رطب وياس سّمعه)» وفي لفظ : «ويشهد له كل رطب ويايس سمعه)9 )2 


ورواه الإمام أحمد بإسناد صحيح !2 ورواه البزار إلا أنه قال: (ويجيبه كل 
رطب ويابس)9 . 


.)7 58 /١( انظر: «تحفة الأبرار» للبيضاوي‎ )١( 

(0) رواه ابن خزيمة في (صحيحه) (1784). 

() سيأتي برقم .)١5(‏ 

(5) رواهابن خزيمة في اصحيحه» (740). وأبو داود (015)» والنسائي (540) 
بلفظ : «ويشهد له كل رطب ويابس» دون قوله: «سمعه». ورواه عبد الرزاق في 
«مصنفه» »)١18717(‏ والإمام أحمد في «مسنده» (777/7) بلفظ : «ويصدقه كل 


رطب ويابس سمعة) . 
(60) انظر الحاشية السابقة. 


(3) وواآه البزار فى «(مسئده» .)81/٠7(‏ 


لحل 


وسببُ حديث أبي سعيدٍ ما رواه الإمام مالكُ» والبخارئٌ» وغيرهما 
عن عبدالله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه : أن أبا سعيد الخدري 


قال له: إني أَرَاكَ تحب الْعنَم وَالْبَادِيَة» فَإِذَا كنت في عَنَيِكَ أَْ بَادِبِكَ 


0 74 


فأذنت للصّلاق فازْقع 9 مول التدَاءِ ؛ َإِنَّهُ لا يَسْمَعْ مَدَى صَوْتِ الْمُوَذْن 


جنٌ ولا إِذْنْ وَلا شَيْءٌ إلا سَهدَ هيوم لقا قال 
ا 
رَسُولٍ الله كلخ( . 


هه 
عو 5 
أبو : 


سعيك: 2 
عر ع لم ذه ذه 


ولفظط ااصحيح ابن خزيمة»: قال أبو سعيد الخدري ول : سَتنعت 
رسول الله يَكِْوْ يقول : «لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن 
ولا إنس إلا شهد له»7' . 


ولفظ رواية الكشميهني من نسخ البخاري: «إلا يشهد له». فدل 
الحديث على استحباب رفع الصوت بالأذان؛ ليكثر من يشهد له ما لم يُجهدهء 
أو يتأذى بهء أو يؤذن لحاضر. 

ودل على أن للجمادات إدراكا يخصهاء وربما قيل: وعليها تكاليفُ 
تخصها علمّها الله تعالى» ويؤيد ذلك: قوله تعالى: #وَإِنيّن 5 2000 


سوىء 


00 


يده ولوك لا نمهب تَيِحَهُم إِنَكانَ حليمًا عورا #[الإسراء: 44]. وقصة فرار 
يخصه » لما ضريه موسى عليه السلام» ولما خاطيه بقوله : لاثوبى حجراء» 


.)59669( والبخاري‎ 58 /١( رواه الإمام مالك في «الموطأ»‎ )1١( 


(؟) رواهابن خزيمة فى («صحيحه) (389؟). 


51 


والقصة في الصحيح"". والله أعلم. 

(رواه»؛ أي: روى حديث أبي سعيدٍ المذكور الإمامٌ أبو عبدالله محمد 
ابن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة (البخاريٌ)؛ نسبة لبخارىء البلدة 
المعروفة» والجعفيٌ نسبة ليمان الجعفي؛ لأن جد البخاري المغيرة» - بضم 
الميم على المشهورء ويجوز كسرها ‏ أسلمّ على يد يمان البخاري الجعفي» 
وهو أبو جد عبدالله بن محمد بن جعفر بن يمان السندي أحد شيوخ البخاري» 
وأبو المغيرة اسمه «ايردزبه» ‏ بالمثناة في أوله» وروي بالموحدةء وسكون 
الراء فدال مهملة مكسورة فزاي ساكنة فموحدة فهاء ‏ » وهي بالبخارية» 
ومعناه بالعربية : الزرّاع» والبخاري مولى الجعفيين» مولى إسلام . 

قال الإمام النووي: اتفقوا على أنه ولد بعد صلاة الجمعة لثلاثٌ 
عشرة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومئة”. 

وَكتّب بخراسان والعراق والشام» وروى عن أبي نعيم» والفريابي» 
والإمام أحمدء ويحيى بن معين» وحَلْقٍ يزيدون على ألف. وروى عنه: 
الترمذي» والنسائي ‏ فيما قيل ‏ » ومسلمٌ خارج الصحيح . 

وروى محمد بن يعقوب عن أبيه قال: رأيت مسلم بن الحجاج بين 
يدي البخاريّ يسأله سؤال الصبيٌ المعلم”". 


)0غ( رواه البخاري »)7”1٠١5(‏ ومسلم ؟؟/ 7/6 . 
(0) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي /١(‏ 45). 


(*9) رواه النو وي في «تهذيب الأسماء واللغات» /1١(‏ 88). 


حل 


زقالة الأتفاك لحاس رادهة انه لين في اللانيا مك10 

وكذلك روى عنه: أبو زرعة» وإبراهيم الحربي» وغيرهمء وكان 
كفو سكليه اكد من عفري ألما باخدوق عن 

قال البخاري : أحفظ مئة ألف حديث صحيح» ومئتي ألف حديث 
غير صحيح”") 

وقال: صنفت كتاب الصحيح لست عشرة سنة» خرجته من ثلاثمئة 
ألف حديث» وجعلته حجة بيني وبين الله ويد(" . 

قال أبو طاهر المقدسي : صنفه ببخارى» وقيل : بمكة9). 

وقال الثوري: كان يصنف فيه بمكة والمدينة والبصرة وبخارى» وهو 
أحدٌ الذين سُعُوا بأمير المؤمنين من المحدثين» أولهم : عبثالله بن ذكوان. 

قال الإمام مالك: ومحمد بن إسحاق» وشعبة بن الحجاج» وسفيان 
الثوري» والواقديٌ» وأبو عبدالله محمد بن يحيى الذهلي» كما سماه أبو 
بكر بن داود» وكذلك أبو نعيم الفضلٌ بن دكين» كما سماه الحاكم في 
«تاريخ نيسابور»» قيل: ومسلم جدير بذلك. 


ومناقبٌ البخاري كثيرة» وفضائله شهيرة» توفي ذه ليلة السبت عند 


)1( رواه النووي في «تهذيب الأسماء واللغات» /١(‏ 84). 

(؟) رواهابن عدي في «الكامل في الضعفاء» .)١71١ /1١(‏ 

(*) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي /١(‏ 494)» وفيه: «ستمئة ألف» بدل: 
«ثلاثمئة ألف» . 


(5) المرجع السابق /١1(‏ 97). 


١ا/ا‎ 


العشاء ليلة عيد الفطرء ودفن يومه بعد الظهر سنة ست وخمسين ومئثين 
بقرية تسمى : خزنتك بفتح الخاء المعجمة» فزاي» فنون ساكنة. ثم مثناة : 


قرية من قرى سمر قند» رحمه الله ورضي عنه . 


١/1 


م 


ار : 
اللريث] 


1 رو 


ؤ ؤ 


١‏ عَنْ أَبِي هْرَيْرَةَ له : أَنَّ رَسُولَ الل بك قَالَ : «لوْ يَعْلُمُ النَامنُ 
مَا في النَدَاءِ وَالصّفٌ الأول نُمَ لَمْ يَجدُوا إلا أَنْ يَستَهمُوا عَلَيْ لاسْتَهَمُواء 
وَلَْ يَعْلَمُونَ ما ِي النَهْجِيرِء لاستبقوا إليْ وَلَوْيَعْلَمُونَ مَا في الْعَتَمَةٍ 
وَالصّبْح لأَنَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوَا؛ . رواه البخاري» ومسلو" . 

(عن أبي هريرة) عبد الرحمن بن صخر (5 : أن رسول الله يله قال: 
لو يعلم الناس)»؛ قال الطيبي: وضع المضارع موضع [ما تستدعيه (لو) 
من] الماضي ليفيد استمرار العلم”" . 

(ما)؛ أي : الفضل الذي (في النداء)؛ أي : الأذان» وهي رواية بشر 
ابن عمر عن مالك”"» يعني : لو يعلم الناس ما في الأذان» (و) مافي 
(الصف الأول). زاد أبو الشيخ في رواية له من طريق الأعرج عن أبي 
هريرة: «من الخير والبركة» . 


)1١(‏ مسلم في «صحيحه) /١(‏ 770) حديث رقم (/2)4731 والبخاري في ااصحيحه» 
(0 7”5؟١١)‏ حديث رقم (010). 


(9) انظر: «شرح المشكاة» للطيبي (895/7). 


م2 رواه ابن خزيمة فى ((اصحيحه )ا رةه 5 والسراج فى «(مسئده) (581). 


*/ا1 








وقال الطيببي : أطلق مفعول (يعلم) وهو (ما)- ولم يبين الفضيلة 
ما هي ؛ ليفيد ضربًا من المبالغة» وأنه مما لا يدخل تحت [الحصر و] 
الوصف”2"2» والإطلاقٌ إنما هو في قدر الفضيلة» وإلا فقد ميزت في الرواية 
الأخرى بالخير والبركة. 

ثم لم يجدوا)؛ وفي رواية المستملي والحموي من نسخ البخاري: 
[(ثم لا يجدون)]؛ وحكى الكرماني: أن في بعض الروايات: (ثم لا يجدوا)؛ 
ووجّهه بجواز حذف النون تخفيًا . 

قال في «الفتح»: ولم أقف على هذه الرواية9” . 

وقال العلقمي: هو ثابثٌ لغة وإن كان قليلًا. انتهى . 

أي : ثم لم يجدوا شيئا من وجوه الأولوية؛ بأن يقع التناوؤ» أو ثم لم 
يجدوا طريقا لتحصيله (إلا أن يستهموا)؛ أي: إلا بالاستهام» وهو الاقتراع ؛ 
بأن يقترعوا؛ أي : لم يجدوا شيئًا من وجوه الأولوية» أما في الأذان: بأن 
يستووا في معرفة الوقت» وحسن الصوتء ونحو ذلك من شرائط المؤذن» 
وأما في الصف الأول: فبأن يصلوا دفعة واحدة» ويستووا في الفضل» (عليه)؛ 
أي : على كل من الأذان والصف الأول. 


(وروى عبد الرزاق عن مالك بلفظ : لاستهموا عليه)!؟2؛ أي : على 


. )891 /7( انظر: «شرح المشكاة» للطيبي‎ )١( 
.)١6 /5( (؟) انظر: «الكواكب الدراري» للكرماني‎ 
.)95 /75( انظر: «فتح الباري» لابن حجر‎ )( 


(8) رواه عبد الرزاق فى «مصنفه» )7١٠1/(‏ دون قوله: «عليه» . 


74و 


ما ذكر؛ ليشمل الأمرين؛ من الأذان». والصف الأول. 

وقال ابن عبد البر : الهاء عائدة على الصف الأول لا على النداءء وهو 
حق الكلام؛ لأن الضمير يعود لأقرب مذكور”"» ونازعه القرطبي» وقال: 
يلزم منه أن يبقى النداء ضائعًا لافائدة له» قال: والضمير يعود على معنى 
الكلام المتقدم» ومثله قوله تعالى : #وَمِنْيَفْعَلَ دَلِكَ يَلْوَأَمَامَا © [الفرقان: 14]؟ 
أي : جميع ما ذكر”" . 

قال في «الفتح) : وقد رواه عبد الرزاق عن مالك بلفظ : «لاستهموا»)9 2 
فهذا يفصح بالمراد من غير تكلف . 

والمراد بالصف الأول: من يلي الإمام مطلقاء وقيل: أول صف تام 
يلي الإمام» لا ما تخلله شيء؛ كمقصورة» وقيل : المراد به من سبق إلى 
الصلاة ولو صلى آخر الصفوف. قاله ابن عبد البر» واحتج بالاتفاق على 
أن من جاء أول الوقت ولم يدخل الصف الأول» فهو أفضل ممن جاء آخره 
وزاحم إليه”*»؛ ولا حجة له في ذلك كما لا يخفى» والقول الأول هو الأفضل 
الصحيح» صرح به المحققونء وإليه أشار الإمام البخاري؛ فإنه ترجم بالصف 


. )737/4 /1١( انظر: «الاستذكار» لابن عبد البر‎ )١( 

(0) انظر: «المفهم» للقرطبي (؟/ 56). 

(0) في هامش الأصل: «قوله: (لاستهموا) بإسقاط لفظة (عليه)» فيعم الأذان 
والصف الأول. اه مؤلف». وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (2»)91//7 وفيه: 
«لاستهموا عليهما). 


١؟)‏ انظ ١‏ ولا عزكاء» لارء ما 1ل لكر ويام 
كت 2 - م إن 03 ل ” 5 8 


١ 


الأول» ثم أورد حديث فضل الصف المقده'١»‏ وهو الذي لم يتقدمه إلا الإمام . 

قال العلماء: في الحض على الصف الأول المسارعةٌ إلى خلاص 
الذمة» والسبق بدخول المسجدء والقرب من الإمام» واستماع قراءته» 
والتعلم منه» والفتح عليه» والتبليغ عنه» والسلامة من اختراق المارة بين 
يديه» وسلامة البال من رؤية من يكون قدامه» وسلامة موضع سجوده من 
أذيال المصلين» ونحو ذلك . 

واستدل بعضهم لمن قال بالاقتصار على مؤذن واحد. وليس وجه 
الاستدلال بظاهر؛ لصحة استهام أكثر من واحد في مقابلة أكثر من واحدء 
ولأن الاستهام على الأذان يتوجبه من جهة التولية من قبل الإمام؛ لما فيه من 
المزية . وزعمٌ بعضهم أن المراد بالاستهام هنا: الضربٌ والترامي بالسهام. 
وأنه خرج مخرج المبالغة» لايصحّ» بل الأولى» بل الذي يتعين أن المراد 
به الاقتراع» ومنه قوله تعالى : #سََاهَمَ فَكَانَنَلْمْرْحَضِينَ [الصافات: »]14١‏ 
قال العلماء: وإنما قيل له: الاستهام ؛ لأنهم كانوا يكتبون أسماءهم على 
السهام إذا اختلفوا في الشيء» فمن خرج سهمّه؛ غلب . 

ذكر سعيد بن منصورء والبيهقي من طريق أبي عبيد» كلاهما عن هشيم 
عن عبدالله بن شبرمة» قال: تشاحً الناسُ في الأذان بالقادسية» فاختصموا إلى 
سعد بن أبي وقاص ذله» فأقرع بينهم("» وهذا منقطع. وقد وصله سيف بن 
عمر في «الفتوح»» والطبراني من طريقه عنه؛ عن عبدالله بن شبرمة» عن 


(؟) رواماابييقي في «السئن الكبرى» /1١(‏ 552). 


١ا/ك‎ 


شقيق وهو أبو واتل - قال: افتتحنا القادسية صدرٌ النهار»ء فتراجعنا وقد 
أصيب المؤذن» فذكره» وزاد: فخرجت القرعة لرجل منهمء فأدّن(©. 
* فاكدة : 

القادسيةٌ مكان بالعراق معروف» نسب إلى قادس: رججلٌ نزل بهء 
وحكى الجوهري : أن إبراهيم عليه السلام قَدَّسَ على ذلك المكان» فلذلك 
صار منزلًا للحُجاج”"» يعني : في الزمن الأول . 

وذكر في «القاموس»: أن القادسية بلد معروفة قرب الكوفة» مر بها 
إبراهيم عليه السلام» فوجد بها عجوزاء فغسلت رأسه. فقال: قدست من 
أرض» فسميت القادسية» ودعا لها أن تكون محلة الحجاج . انتهى”" . 

وكان بالقادسية وقعة للمسلمين مشهورة مع الفرس» وذلك في خلافة 
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ذه سنة خمس عشرة» وكان سعد بن أبي 
وقاص ذه الأميرٌ على الناس . ظ 

(ولو يعلمون ما في التهجير)؛ أي: التبكير بأي صلاة كانت؛ كما في 
كلام الهرويء وحمله الخليلُ وغيره على ظاهره» فقالوا: المراد: الإتيان إلى 
صلاة الظهر في أول الوقت؛ لأن التهجير مشتق من الهاجرة» وهي شدة 
الحر نصفف النهارء وهو أول وقت الظهرء ولا يرد عليه مشروعيةً الإبراد؛ لأنه 
تأخير قليل» والتهجير يمتد إلى قرب العصرء فلو يعلمون ما في ذلك من 
)١(‏ انظر: «فتح الباري» لابن حجر (5/ 95). 


(؟) انظر: «الصحاح» للجوهري (مادة: قدس). 
(9) انظر: «القاموس المحيط» للفيرو ز أبادي (مادة: قدس) . 


ااا 


الخير والبركة والفضل والثواب» (لاستبقوا إليه)؛ أي : التهجيرء والمراد 
به: السعي إلى الجمعة والجماعة بكرة. 

قال ابن أبي جمرة: المراد بالاستباق معتى لا جسًا؛ِ لأن المسابقة 
على الأقدام حسًا تقتضي السرعة في المشي» وهو ممنوع منه. انتهى7" . 

قال علماؤنا: يمشي إلى الصلاة بسكينة ووقار» ويقارب خطاهء وإن 
سمع الإقامة لم يسع» فإن طمع في إدراك التكبيرة الأولى - وهو أن يدرك 
موقفه للصلاة قبل تكبيرة الإحرام؛ ليكون خلف الإمام إذا كبر للافتتاح ‏ 
فلا بأس أن يسرع شيئًا ماء ولم تكن عجلته تقبح به» وأما إن خشي فوات 
الجماعة» أو الجمعة بالكلية» فلا ينبغي أن يكره الإسراع؛ لأن ذلك إذا 
فات لا ينجبر. كما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية في «شرح العمدة»""'. 
وسيأتي الكلام في المشي إلى الصلاة. 

(ولو يعلمون ما في العَتمّة) من الأجر والشواب» والعَتّمة بفتح 
العين المهملة والمثناة الفوقية ‏ ؛ أي: صلاة العشاء» وفيه دليل على عدم 
كراهة تسمية العشاء بالعتمة . 

قال في «الفروع) : ولا يكره : تسميتها - أي : العشاء ‏ عتمة» والفجر 
ا اننا الس نينا حول الكافدي زقناية رول احير 
وقيل: في الأولى» وفيها في كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» لشيخ الإسلام 
ابن تيمية : أن الأشهر عندنا إنما يُكره الإكثار حتى يغلب على الاسم الآخرء 


)غ2 انظر: «(بهجة النفوس» لابن أبي جمرة /١(‏ 1). 
(9) انظر: «شرح العمدة_كتاب الصلاة) لشيخ الإسلام (ص: 098). 


74 


وأن مثلها في الخلاف تسمية المغرب بالعشاء'”" . 

وأما حديث ابن عباس ذه مرفوعًا: «من سمى العشاء العتمة» فليستغفر 
الله لم يثبت. 

قال في «المبدع»: لا تكره تسمية العشاء بالعتمة في الأصحء وهي 
في اللغة: شدة الظلمة» والأفضل أن تسمى العشاء” . 

(و) ما في (الصبح)؛ أي : ما في أداء صلاة العشاءء وصلاة الفجر 
من الفضل والثواب إذا صَلَّيتا في الجماعة» (لأتوهما) مبادرين (ولو) كان 
الإتيانُ إليهما (حبوًا) ‏ بفتح الحاء المهملة وسكون الموحدة - ؛ أي: مشيًا 
على الركب والأيدي» يقال: حبا الصبي: إذا مشى على أربع؛ أي: يديه 
ورجليه» ويقال: يديه وركبتيه» ويقال: إذا مشى على يديه واسته. 

(رواه البخاري» ومسلم) في صحيحيهماء وكذا رواه الإمام أحمد 
في «المسنداء والنسائي في «سننه»”” . 

وفي لفظ الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة ه قال: قال 
رسول الله كَل : «أنْقَل الصّلاة عَلى الْمُنَافقينَ صَلاة الْعِشَاءِ وَصَلة الْمَجْرِء 
وَلَوْ يعْلَمُونَ ما فِيهِمّاء لأتوهمَا وَل حَنُوًا ...6 الخديف9 , 


.)7577 /١( انظر: «الفروع» لابن مفلح‎ )١( 
انظر: «المبدع؟ لابن مفلح ا‎ )0( 
.)014٠0( رواه الإمام أحمد في «مسنده» (؟575/1)» والنسائي‎ )9( 


2( رواه البخاري (/ا50). ومسلم(١50/‏ ير 5 ورواه البخاري في مواقيت 


َ« 
العالكةى اده غ46 العشاء. اللعة: ععلتما 
البارة. باأبا. لخر الحمساعح والحكمد : الحليشا . 


1 


وروى الطبراني في «الكبير» عن أبي الدرداء نه مرفوعا: «من استطاع 
منكم أن يشهد الصلاتين: العشاءً والصبح ولو حبوّاء فليفعل)”2» وسيأتي 
الكلام على هذا في محله إن شاء الله تعالى . 


() قال المنذري في «الترغيب والترهيب» :)١15 /7١(‏ رواه الطبراني فى «الكبير) 
وسمى الرجل المبهم جابرًا» ولا يحضرنى حاله. قال البوصيري فى «إتحاف 
الخيرة المهرة» (/1/ :)5١١‏ لكن له شاهد صحيح. ورواه البيهقي في اشعب 


الذ لكي لوعمء١ا,‏ 
اما نياياا رع هد زآأه 


/ -عَن جَاب بن عب 4 أَنَّ رَسُولَ اللَِّ له قَالَ: «مَنْ قَالَ 
حِينَ يَسْمَعْ النْدَاء: ) اللْهُمّ رَبَ هَذِهِ الدَّعْوَة النَاَةِء وَالصّلاة الْقَايَمَةٍ 
آتِ مُحَمَدَا الوَسيلة وَالْمَضِيلَة» وَابْعَنْهُ مَقَامًا مَحْمُوهً الَّذِي وَعَذْنَهُ 
حَلَتْ له لَهُ شفاعتي يوم الْقَِامَةِه . رواه البيخاري”) 

(عن) أبي عبدالله (جابر بن عبدالله) بن عَمْرِو بن حرام بن عمرو بن 
سواد بن سلمة الأنصاريٌ السلمىٌ» فهر صحابيٌ ابن صحابي» (495)» هو 
أحد مشاهير الصحابة» وأحد المكثرين من الرواية عن رسول الله يِل وتقدم. 
- وهو ما روي له عن رسول الله يكل ألفٌ حديث فصاعدًا ‏ » وجابر ضفل 
رُوي له ألفُ حديث وخمسمئة وأربعون حديثاء اتفق الشيخان على ستين» 
وانفرد البخاري بستة وعشرين» ومسلم بمئة وستة وعشرين» وشهد جابر 
العقبة مع أبيه صغيرًاء وكان أبوه أحدّ النقباء» وأولَ شهيد قتل في أحدء 
وشهد جابرٌ بدرًا على قول البخاري” 


(6) انظر: (التاريخ الكبير) للبخاري (؟5/ .)5١1/‏ 


١4م١‎ 











ونقل ابن عساكر عن ابن سعد والواقدي: أنه لم يشهدها"'» ورجحه 
ابنُ عبد البر”"2» ودليله : ما في «صحيح مسلم» من حديث أبي الزيير عن 
جابر و : أنه قال: غزوث مع رسول الله وَل سبع عشرة غزوة» ولم أشهد 
طاول اع سي ا 

اتومين ود ارلا ا 

روى عنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن» ومحمدٌ الباقرُ» وعطاء بن أبي 
ع وأبو الزبير فأكثر عنه» ومحمدٌ بن المنكير» وخَلقٌ سواهم كثير. 

مات يه بالمدينة سنة أربع وسبعين» وقيل : سبع وسبعين» وقيل: 
ثمان وسبعين» والراجحٌ الأول وصلى عليه أبانَ بن عثمانَ» وهو أميثهاء 
وله أربع وتسعون سنةء وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة في قول. 

روى جابر بن عبدالله و8ا: (أن رسول الله يكل قال: من قال حين)» 
وهو بكسر الحاء المهملة الدهر» أو وقتٌّ ميهم» وهو المراد هناء 
يصلح لجميع الأزمان» طال أو قصرء والجمع: أحيان» وجمع الجمع: 


أحايين؛ أي: من قال وقتَ (يسمعٌ النداء)؛ أي: الأذان» فاللام للعهد. 


.)5١ا/‎ .75١8 /١١( انظر: «تاريخ دمشق» لابن عساكر‎ )١( 

() انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر /١(‏ ١؟5؟).‏ 

20 رواه مسلم .»)١50 /7١8117(‏ وفيه: اتسع عشرة» بدل : ١سبع‏ عشرة» . 

() موضع بقرب الرقة على شاطى الفرات من غربيهاء على الطريق بين حلب والجزيرة. 
وفيه وقعت المعارك بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان 5 وانتهت 


بالتحكيمء وكان ذلك فى شهر د الأول سنئة الا*ام) 35 


ما 


ويحتمل أن يكون التقدير: من قال حين يسمع نداء المؤذن» وظاهره: أن 
يقول الذّكر المذكور حال سماع الأذان» ولا يتقيد بفراغه. وليس بمرادء 
بدليل ما يأتي من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص »2'١45‏ فيراد بالنداء: 
إتمامه؛ إذ المطلق يحمل على الكامل ؛ لقوله يَيِ: «إذا سمعتم المؤذن» 
فقولوا مثلَّ ما يقول» ثم صلوا عليّ» [فإنه مَن صلى عليّ صلاةً صلى الله 
عليه بها عشرا]ء ثم سلوا الله لي الوسيلةً»”©؛ كما يأتي» فدل هذا أن الذّكر 
المذكور يقال عند فراغ الأذان. 

واستدل الطحاوي بظاهر هذا الحديث على أنه لا يتعين إجابة المؤذن 
بمثل ما يقول» بل لو اقتصر على الذكر المذكورء كفاه”"» وقد بين حديث 
ابن عمرو أن الحين محمولٌ على ما بعد الفراغ» والمطلق يُحمل على 
المقيد» والمبهّم يُحمل على المفسّرء وزيادة الثقة مقبولة» والجمع بين 
الأحاديث أولى من إهمال العمل ببعضها. 

(اللهم)؛ أي: يا ألله. حذفت أداة النداء» وعوض عنها الميم -كما 
تقدم ‏ (ربٌ هذه الدّعوة) ‏ بفتح الدال ‏ زاد البيهقي من طريق محمد بن 
عوف عن عليّ بن عياش : «اللهم إني أسألك بحقّ هذه الدعوة»”2: والمراد 
بها : دعوة التوحيد؛ كقوله تعالى : #لَمْمَعَوَةٌ َي #[الرعد: 14]» وقيل لدعوة 


.)1١( سيأتي برقم‎ )١( 


0( رواه مسلم (785/ )١١‏ من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص . 
(9) انظر: «شرح معاني الآثار» للطحاوي (1/ 147 .)١47-‏ 
(5) رواه البيهقى فى «السئن الكبرى» .)5٠١ /١(‏ 


اما 


التوحيد بالتامة؛ لأن الشركة نقصء أو (التامة): التي لا يدخلها تغييرٌ 
ولا تبديل» بل هي باقية إلى يوم النشورء أو لأنها هي التي تستحق صفة 
التمام؛ وما سواها عرضةٌ للفساد والنتقصء وقال ابن التين: وصفت بالتامة 
لآن فيها أتم القرل» وهو: (لا إله إلا الله) . 

وقال الطيببي : من أوله إلى قوله: (محمد رسول الله)» هي الدعوة 
التامة(!" , 

(والصلاة القائمة)؛ أي: التي ستقوم وتفعل بصفاتها. 

وقال في «الفتح»: الصلاة القائمة في قوله : #يقيمُونَ الصَّكَدِة 4 » ويحتمل 
أن يكون المراد بالصلاة: الدعاء» وبالقائمة: الدائمة» من قام على الشيء: 
إذا داوم عليه» وعلى هذا فقوله: (والصلاة القائمة) يان للدعوة التامة . 

وقال الخطابي في كتاب «شأن الدعاء» : إنما وصفها بالتمام؛ لأنها 
ذكر الله تعالى»: يدعى بها إلى طاعته» وهذه الأمور هي التي تستحق صفة 
الكمال والتمام» وما سواها من أمور الدنيا فإنه معرض للنقص والفساد”", 
كما :]سكا إلنه فاه 

قال في «المطلع»: وكان سيدنا الإمام أحمد 5نه يستدل بهذا على أن 
القرآن غير مخلوق» قال: لأنه ما من مخلوق إلا وفيه نقص”' . 


.)411 /( انظر: «شرح المشكاة» للطيبي‎ )١( 
.)40 انظر: «فتح الباري» لابن حجر (؟/‎ )0( 
.)170 انظر: «شأن الدعاء» للخطابى (ص:‎ )0( 


(5) انظر: «المطلع» للبعلى (ص: 617). 


1/45 


(آَتِ) ‏ بمد الهمزة ‏ فعل دعاء مجزوم بحذف الياء» وفاعله ضمير 
مستتر وجوبًا يرجع إلى الله تعالى» و(محمدًا) مفعول أول» و(الوسيلة) 
مفعول ثان» والوسيلة: ما يُتقرب به إلى الكبيرء يقال: توسلت؛ أي: تقرّبت» 
ويطلق على المنزلة . 

وفي «المطلع» : قال أهل اللغة: الوسيلة: المنزلة عند الملك'" . 

ويأتي في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص 6 أنها: «منزلة في 
الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله. . .» الحديث”"» ونحوه للبزار عن أبي 
هريرة”"» ويمكن ردٌّها إلى الأول؛ بأن الواصل إلى تلك المنزلة قريبٌ من 
الله فتكون كالقربة التي يتوسل بها . 

(والفضيلة)؛ أي: المرتبة الزائدة عن سائر الخلائق» ويحتمل أن 
تكون منزلة أخرى» أو تفسيرًا للوسيلة» ولم يثبت فيه الدرجة الرفيعة. 

(وابعنه)؛ أي : يوم القيامة» فَأَمَئْه (مقامًا محمودا))؛ فيكون منصوبًا 
على الظرفية» أو على أنه مفعول به أو ضمن ابعثه معنى أَقَمُه ومعنى 
أعطهء ويجوز أن يكون حالًا؛ أي: ابعثه ذا مقام محمود. 

قال في «المبدع» ك «المطلع» : المقام المحمود: الشفاعة العظمى 


في موقف القيامة؛ لأنه يحمده فيه الأولون والآخرون9؟» 


٠. 


.)01 انظر: «المطلع» للبعلي (ص:‎ )١( 

(؟) سيأتي برقم .)2٠١(‏ 

(9) رواه البزار في (مسنده» .)9171/٠(‏ 

(5) انظر: «المبدع» (1/ 23927 و«المطلع» للمعلي, (ص: 617). 


1/6 


قال النووي: ثبتت الرواية بالتنكيرء وكأنه حكاية للفظ القرآن7 . 

وقال الطيبي : إنما نكره؛ لأنه أفخمُ وأجزلء كأنه قيل: مقامًا أي 
[مقام]ء مقامًا محمودًا بكل لسان”'. 

قال الحافظ ابن حجر : وقد جاء من رواية عليٌ بن عياش شيخ البخاري 
في هذا الحديث بالتعريف عند النسائي””" » وهي في 5 8 خزيمةك 
وابن حبان أيضا”»: وفي الطحاويء والطبراني في «الدعاء»؛ والبيهقي22, 
وفيه تعقب على من أنكر ذلك؛ كالنووي. انتهى'"". 

وفي «المطلع»: ولفظ الحديث في (صحيح البخاري»» وفي الترمذي» 
وكثير من الكتب : (مقامًا محموذ» بلفظ التدكيرء فيكون قوله: (الذي وعدته) 
بدلّاء أو عطف بيان» قيل: جيء به منكرًا تأدبًا مع القرآن الكريم في قوله 
تعالى : #عمي أن يبِعََكَ ريك مَقَاما َحْمُووًا #[الإسراء: ؟7]07" , 


ثم نقل عن البيهقي في «السنن» وابن حبان: أنهما روياه بالتعريف 


.)١515 /7( انظر: «المجموع» للنووي‎ )١( 

(؟) انظر: «شرح المشكاة» للطيبي (7/ 9171). 

9) رواه النسائي (585). 

(5) رواهابن خزيمة في «صحيحه) »)57١(‏ وأبن حبان في (صحيحه)» .)١549(‏ 

(5) رواه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» »)١57/1١(‏ والطبراني في «الدعاء» 
(870»)» والبيهقي في «السنن الكبرى» .)5٠١ /١(‏ 

(5) انظر: «فتح الباري» لابن حجر (0/ 97). 

0) انظر : «المطلع» للبعلي (ص : 07). 


لحل 


كما ذكر الحافظ . 


زاد في رواية البيهقي بعد قوله: «الذي وعدته»: «إنك لا تخلف 
الميعاد) . 

قال الطيبي: المراد بذلك قوله تعالى: #عسو أن يِبَعَكَكَ ريك مَقَامَا 
حْمُووًا #[الإسراء: 2306074 . 

وأطلق عليه الوعد؛ لأن (عسى) من الله واقع» كما صح عن ابن عيينة 
وغيره'". 
قال في «الفتح» عن ابن الجوزي : الأكثرُ على أن المراد بالمقام المحمود: 
النفافة»: وقيل” إجلاقة على العرشن» :وقيل :على الكرسي) :وحكن كلا 
من القولين عن جماعة. 

قال الحافظ ابن حجر : على تقدير الصحة لا ينافي الأول؛ لاحتمال 
أن يكون الإجلاس علامة الإذن في الشفاعة. 

قال: ويحتمل أن يكون المراد بالمقام المحمود: الشفاعة كما هو 
المشهور وأن يكون الإجلاس هي المنزلة المعبر عنها بالوسيلة أو الفضيلة؛ 
ووقع في (صحيح ابن حبان» من حديث كعب بن مالك مرفوعا: «يبعث الله 
الناس» فيكسوني ربي حُلَّةَ خضراء» فأقولٌ ما شاء الله أن أقول» فذلك المقامٌ 
المتعيوة 0 


.)431 /7( انظر: «شرح المشكاة» للطيبي‎ )١( 
انظر: «شرح سئن النسائي» للسيوطي (؟7177/5).‎ )( 


زضيفق وه أه أب ا 9 ((هر. يديوه ) 5/0 فى 
ا 0-310 :ب 5 أ - 5 


1١ /ام‎ 


الحالة(2 . 

وقوله يله لمن قال الذكر المذكور: (حلّت)؛ أي: استحقت (له)؛ 
أي : للقائل الذكر المذكورء والداعي لي بالدعاء المذكور (شفاعتي يوم 
القيامة) : العظمى ؛ لآنها المطلوثث الأعظم يومئذ» أو يراد: وجبت » أو نزلت 
عليه شفاعتي» يقال: حل يَحُلٌَّ ‏ بالضم - : إذا نزل» واللام في (له) بمعنى 
(على). ويؤيده رواية مسلم : «حلت عليه)9', ووقع في الطحاوي من. 
حديث ابن مسعود: «وجبت له200» ولا يجوز أن تكون حلت من الجِلّ؛ 

واستشكل بعضهم جعل ذلك ثوابًا لقائل ذلك» مع ماثبت من أن 
الشفاعة للمذنبين. 

وأجيب : بأن له به شفاعاتٍ أخرى ؛ كإدخال الجنة بغير حساب» 
وكرفع الدرجات» فيعطى كل أحد ما يناسبه. 

ونقل القاضي عياض عن بعض شيوخه: أنه كان يرى اختصاص ذلك 
بمن قاله مخلصًا مستحضرا إجلال النبى كَل لا من قصد بذلك مجرد الشواب» 
ونحو ذلك9© , 


)١(‏ انظر: «فتح الباري» لابن حجر (7/ 6؟). 
0( رواه مسلم (584/ )١١‏ بلفظ: «حلت له؛ من حديث عبدالله بن عمرو وا . 
() رواه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» .)١44 /١(‏ 


١5؟)‏ انظ ٠‏ «اكمال المعلي» تلقام عاض 99 "ه؟) وقال* وهتافه عند أظا 
1 لااع - ١‏ حي ام آنا” ذه ملناس ث - 0 


2 


مما 


قال في «الفتح»: وهو تحكم غيرٌ مَرْضيّ . 

قال: ولو كان أخرج الغافل اللاهي» لكان أشبه. 

وقال المهلب: في الحديث الحض على الدعاء في أوقات الصلاة؛ 
لأنه حال رجاء الإجابة7" . 

(رواه البخاري)» ورواه أبو داود» والترمذي, والنسائي؛ وابن مباجه""', 
ورواه البيهقي في «سئنه الكبرى»» وزاد في آخره: «إنك لا تخلف الميعاد»”" 


والله أعلم . 


«0 * 


.)45 انظر: (فتح الباري» لابن حجر (؟/‎ )١( 
والنسائى (545)» وابن ماجه كلع‎ »)5١١( رواه أبو داود ( 26 والترمذي‎ (0 


4 


.2 ام 
مام الم انهه 
شع ار يا 


1/64 


4 -عَن عبدالله بْنِ عبّاس #: أَنَّ الَِىَ يل قَالَ: «مَنْ أَذّنَّ سَبْعَ 
سينِينَ مُحْتَسبَاء كتيث لَه بَرَاءةَ من الثَار ( . أخرجه الترمذي وقال: حديث 


(عن) أبي العباس حبر الأمة وترجمان القرآن» (عبدالله بن عباس 4)» 
ابن عَم النبيّ يك وأمّه لبابةٌ ‏ بضم اللام وتخفيف الموحدة -بنتُ الحارث» 
أخحث ميمونة بنتٍ الحارث زوج النبي كَل 

ولد قبل الهجرة بثلاث سنين» فتوفي النبي كه وله ثلاث عشرة سنة» 
وقيل : خمس عشرة سنة» ورجحه الإمام أحمد وف 210 وذلك قبل خروج 

عه 5 

بني هاشم من الشعب وهم محصورون» كان حبر هذه الأمة وعالمهاء دعا 
له النبي ككل بالحكمة والفقه والتأويل» وحنكه النبي كله حين ولد بريقه”", 


.)5١5( رواه الترمذي‎ )١( 
.)97”5 /77( انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر‎ )9( 


(5) رواه الطبراني في «المعجم الكبير» »23١0/85(‏ قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 


0١‏ ديا؟): ابكاحو ل 
لح يد اي 0 نين لو نويه 3 ني 


4 








ورأى جبريل مرتين7" . 


قال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجملّ الناس» فإذا 
تكلم قلت: أفصحٌ الناس» فإذا تحدث قلت: أعلمٌ الناس'" . 
وكان أميرٌ المؤمنين عمرٌ بن الخطاب ذه يقربه ويّدنيه ويُشاوره» مع 
جلَّة الصحابة» وكُفٌ بصره في آخر عمره. وهو القائل فيما روي عنه من 
وجوه: 
نيحط اللهُمن عينيّ نورتهما 
ففي لساني وقلبي منهما نور 
قلبي ذكيٌ وعقلي غيرٌ ذي دخل 
وفي فمي صارمٌ كالسيف مشهور”" 
مات 5ه في الطائف سنة ثمان وستين في أيام [ابن] الزبير»ء وهو ابن 
سبعين سنة» أو إحدى أو سبع أو ست وسبعين» وقيل: ثلاث وسبعين» قال 
النووي : وهو غريب ضعيف أو باطل”*»» وصلى عليه محمد ابن الحنفية. 
وهو أحد المكثرين؛ فقد روي له عن رسول الله يلةِ ألفٌ حديث 
وسبعمئة وستين حديثاء اتفق الشيخان على خمسة وستين حديثاء وانفرد 
البخاري بمئة وعشرة» ومسلم بتسعة وأربعين. 


.)٠١5515( رواه البزار في «مسنده» (59471)» والطبراني في «المعجم الكبير)‎ )1١( 
.)459 /1( رواه البلاذري في «أنساب الأشراف»‎ )0( 


(*') من البسيط . انظر : (العقد الفريد» لابن عبد ربه (5/ 761) . 
(5) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي /١(‏ 559). 


لحل 


روى سيدنا حيرٌ الأمة عبثالله بن عباس وا: (أن النبيّ يله قال: من 
أَذّن)ء للصلوات المكتوبة في أوقاتها المطلوبة» (سبع سنين محتسبًا)» 
يعني : أذانه لله تعالى» من غير أجرة» (كتبت له براءة من النار)؛ لأن مداومته 
على النطق بالشهادة والدعاء إلى الله هذه المدة المديدة من غير باعث دنيوي» 
صير نفسّه كأنها ممزوجة بالتوحيد» والنار لا سلطان لها على من صار كذلك . 
وأخذ من هذا: أنه يندب للمؤذن أن لا يأخذ على أذانه أجرًا . 


٠ قنسيةه‎ 


-. 


روى ابن حبان من حديث ثوبان َه : «من حافظ على النداء بالأذان 


سنك وجبت له الجنة)20 , 


وروى ابن ماجه من حديث ابن عمر و : لمن أذْن ثنتى عشرة سئة» 
و 0 
وجبت له الجنة» وكتب له بتأذينه في كلَّ يوم ستون حسنة» وبإقامته ثلاثون 


(3 ) 2 


وروى أبو الشيخ من حديث أبي هريرة ذَكه : «من أذن خمسَ صلواتٍ 
إيماناً واحتسابّاء غفر له ما تقدم من ذنبه»©. 


(0) لم نقف عليه عند ابن حبان» ورواه البيهقي في «شعب الإيمان» »)07١00/(‏ والخطيب 
في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (7/ 944). قال الألباني في «سلسلة الأحاديث 
الضعيفة» (؟/ "47 7): موضوع . 

() رواه ابن ماجه (774)» وفي إسناده عبدالله بن صالح» قال البوصيري في «مصباح 
الزجاجة» /١(‏ 97): ضعيف» وانظر : «البدر المنير» لابن الملقن (”/ 5 ٠‏ 5). 


) لم نقف عليه عند أبي الشيخ» ورواه البيهقي في «السنن الكبرى» /١(‏ "471)» 
والخطلب ف , «تاريخ بغداد» (5/ 9/7). 


يلدل 


قال الحافظ ابن سيد الناس اليعمريٌ : ولا تعارض بين هذه المدد 
المختلفة في الإقامة بوظيفة الأذان بالطول والقصر باختلاف الشواب المترتب 
عليهاء ففي حديث أبي هريرة: «غفر له ما تقدم من ذنبه»» وهو_وإن كان 
ثوايًا حسنًا ‏ فليس فيه ما يقتضي دخول الجنة» ولا البراءة من النار؛ لما قد 
بخلاية منه بعد هما :فل نظلت هد تدم وسلايك ثويان المقيد بهنة اطول افده 
وأكمل ثوابًا؛ إذ الوعد فيه محقق» فيقتضي السلامةً مما يحول بينه وبين 
الجنة» فيما تقدم له قبل الأذان تلك المدة وما تأخر عنهاء وحديثٌ ابن 
عباس 5ه - وهو المشروح فهو مقيدٌ بسبع سنين» والبراءة من النار أمر 
زائد على دخول الجنة؛ فليس كل من دخلها يسلم من النارء وحديث ابن 
عمر وَل الأطولٌ منها كلّها مدة يتضمن مع وجوب الجنة له زيادة تسعين 
حسنة كلَّ يوم على الأذان والإقامة» وهذا يقتضي الزيادة في رفع الدرجات 
فى الجنة("' . 

وسيأتي حديث ابن عمر وها قريب" . 

(أخرجه)؛ أي : حديث ابن عباس هذاء الإمامٌ أبو عيسى محمد بن 
عيسى بن سورة بن الضحاك السلميّ (الترمذيٌ)؛ الحافظ الضريرء ولد 
أكمه”", أحدٌ الأئمة الستة وحفاظ الحديثء كان يُضرب به المثل بالحفظ» 


.)١١7 /5( انظر: «النفح الشذي» لابن سيد الناس‎ )١( 
.)١0( سيأتي برقم‎ )6( 


6) الأكمه: الذي يولد أعمى . انظر: «لسان العرب» لاد منظور (مادة: كمه) . 


١4 


وهو تلميذ البخاريء وشاركه في بعض شيوخه؛ مثل : قتيبة بن سعيد» 
ومحمد بن بشارء وغيرهما. 

قال الحافظ ابن طاهر: سمعت الإمام أبا إسماعيل عبدالله بن محمد 
الأنصاري الحنبلي الحافظ بهراة وجرى بين يديه ذكرٌ أبي عيسى الترمذي 
وكتابه» فقال: كتابة عندي أنفع من كتاب البخاري ومسلم؛ لأن كتابيهما 
لا يصل إلى الفائدة منهما إلا المتبحرٌ العالم» وكتاب أبي عيسى يصل إلى 
فائدته كل أحد2" . 

قال ابن السمعاني : الترمذي نسبة إلى مدينة قديمة على طرف نهر 
لخ الذي يقال له: جيحونء والناس مختلفون في كيفية هذه النسبة» 
فبعضهم بفتح التاء»ء وبعضهم بضمهاء وبعضهم بكسرهاء والمتداول على 
لسان أهل تلك المدينة فتح التاء وكسر الميم» والذي يقوله عامة الناس 
بكسر التاء» والذين يضمون التاء يضمون معها الميم”". 

توفي الترمذي لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رجب سنة تسع وسبعين 
ومئتين بترمذ» وقال ابن السمعاني : توفي بقرية بوغ”" ‏ بضم الباء الموحدة 


والغين المعجمة ‏ سنة خمس وسبعين ومئتين 9 . 


(0) رواهابن نقطة فى «التقييد) (ص: /9). 
(؟) انظر: «الأنساب» للسمعانى /١(‏ 509). 
() من قرى ترمذ على ستة فراسخ منها. انظر: (معجم البلدان» للحموي .)01١ /١(‏ 


(8) انظر: «الأنساب» للسمعاني /1١(‏ 858). 


١45 


وقال البيرماوي عن صاحب «الإرشاد)7١2:‏ مات بعد الثمانين 
و 
وقال الحافظ الجلال السيوطي في «طبقات الحفاظ» : الترمذي صاحب 
«العلل»» و«الجامع». الخافط العلامة» طاف البلاد» وسمع خلقا كثيرا من 
الخراسانيين» والعراقيين» والحجازيين» وغيرهم» روى عنه'" محمد بن 
المنذر» والهيثم بن كليب» وأبو العباس المحبوبي» وخلقٌ كثير» ذكره ابن 
حبان في «الثقات» [و]قال: كان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكرء وقال أبو 
بنع 4 الإدريسي : كان أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث» 
صنف كتاب الجامع والعلل والتواريخ تصنيفت رجلٍ عالم متقن» وكان 


يضرب به المثل فى الحفظ”*” . 
ثم قال الحافظ السيوطي: مات بترمذ في رجب سنة تسع وسبعين"") 
.000 
ومسين ٠.‏ 


)١(‏ «الإرشاد في معرفة علماء الحديث» للإمام الحافظ أبي يعلى خليل بن عبدالله بن 
أحمد الخليلي القزويني» المتوفى سنة (4145ه). انظر: «أسماء الكتب» لعبد 
اللطيف زاده (ص: »)7١‏ و«الأعلام» للزركلي (5/ 719). 

(0) انظر: «الإرشاد» للخليلي (7/ .)4٠06‏ 

() في الأصل : «عن»» والصواب المثبت. 

(5) في الأصل : «سعيد»» والصواب المثبت كما في «طبقات الحفاظ» للسيوطي . 

(5) انظر: «طبقات الحفاظ» للسيوطي (ص: 7587). 

(7) في الأصل : «وثمانين»» والصواب المثبت كما في «طبقات الحفاظ» للسيوطي. 

(0) المرجع السابق (ص: ؟58). 


وقول الإمام الحافظ الضياء: (وقال)؛ يعني : أبا عيسى الترمذي: هذا 
(حديث غريب)» وهو ما ينفرد بروايته شخص واحد في أي موضع وقع 
التفرد به من السندء وهذا هو الفرد المطلق والغريب المطلق . 

والحاصل : أن الغرابة إما أن تكون في أصل السند؛ أي: في الموضع 
الذي يدور الإسناد عليه ويرجع ولو تعددت الطرق إليه» وهو طريقه الذي 
فيه الصحابي» أو لا يكون كذلك؛ بأن يكون التفرد في أثنائه؛ كأن يرويه 
عن الصحابي أكثر من واحد» ثم ينفرد بروايته عن واحد منهم شخص واحدء 
فالأول: الفردُ المطلق» والثاني: الفردُ النسبينٌ» والفرد والغريب مترادفان 
لغة واصطلاحًاء لكن أهل الاصطلاح غايروا بينهما من حيث كثرة الاستعمال 
وقلَتّهء فالغريب أكثر ما يطلقونه على الفرد النسبي» والفرد أكثر ما يطلقونه 
على الفرد المطلق . 

وهذا من حيث إطلاقٌ الاسمية عليهماء وأما من حيثٌ استعمالّهم 
الفعلَ المشتق» فلا يفرقون» فيقولون في المطلق والنسبي: تفرد به فلان» 
أو أغرب به فلان» والحديث يوصف بالصحة مع كونه غريبّاء وكذا يوصف 
بالحسنء على المعتمد؛ فإن حديث عمرّ بن الخطاب #ه : «إنما الأعمال 
بالنيات2172 تكررت فيه الغرابة أرب مرات» فإنه لم يصح إلا عن أمير المؤمنين 
عمر بن الخطاب» ولم يصح عن أمير المؤمنين عمر 5ه إلا من رواية علقمة 
ابن وقاص الليئيٌ» ولااصح عن علقمة إلا من رواية محمد بن إبراهيم التيميّ» 


ولا صح عن محمد بن إبراهيم إلا من رواية يحيى بن سعيد الأنصاريّ» 


)غ2 رواه البخارى .)١(‏ 


45 


وهؤلاء الثلاثة من التابعين» يحيى من صغارهم» ومحمد من أوساطهم» 
وعلقمة من كبارهم» ثم رواه عن يحيى بن سعيد ما يزيد على المئتي راوء 
ونقل عن أبي إسماعيل الأنصاري الهروي أنه قال: كتبته من حديث سبعمئة 
من أصحاب يحيى بن سعيد . 

والحاصل: أن حديث ابن عباس كا المشروح الذي رواه الترمذي 
وقال: إنه غريب» وكذا رواه ابن ماجه في «سننه)7١)‏ ضعيف» ولكن يعضده 
ما قدّمناه من حديث ثوبان» وما عطف عليه» وإنما ضعفوه بجابر بن زيدٍ 


الجعفيّ عالم الشيعة» فقد ترك يحيى القطانْ حديثه؛ وقال النسائنٌ وغيرّه: 


و 
وس الو 0م 


و 
متروك » ووثقه شعبة وسفيان الثوري» وقال وكيع: ما شككتم في شيء» 
فلا تشكوا أن جابرًا الجعفي ثقة, والله تعالى أعلم. 


#* ب * 


)2000 رواه أبرن, ماجه فةة” 


م ور 
«إِذَا بس سَمِعْتُمُ المُوَذّنَ فَقَولُوا مِئْلَ مَا ل 
ما الك ل ل ااي ةك 
و ا ا ليه 
قَمَنْ سَأَلَ ِيَّ الْوَسِيلَة» حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةه. رواه مسله”". 
(عن) أبي عبد الرحمن» وقيل : أبي محمد (عبدالله بن عمرو) بفتح 
العين المهملة وسكون الميم (ابن العاص) بن وائل بن هشام بن سّعّيد - بضم 
السين وفتح العين المهملتين -ابن سعد بن سهم بن عمرو بن هُصّيْص -بضم 
الهاء وفتح الصاد المهملة الأولى وسكون الياء التحتية ابن كعب بن لؤي 
ابن غالب السهميٌ القرشيٌ . أسلم قبل أبيهء وكان أبوه أكبرَ منه بثلاث عشرة 
سنة» فهو صحابي ابن صحابي» (445)» وكان عبدالله عابدًا عالمًا حافظاء 
قرأ الكتب» واستأذن النبي كَكِةِ في أن يكتب حديثه» فأذن له. 


روي له عن رسول الله يله سبعمئة حديث» اتفق ق الشيخان منها على 


للق روآه مسلم (75/5/ .)١١‏ 








سبعةً عشرٌ حديثاء وانفرد البخاري بثمانية» ومسلمٌ بعشرين. 

قال البرماوي : وإنما قلّت الروايةٌ عنه مع كثرة ما حمل؛ لأنه سكن 
مصرء وكان الواردون إليها قليلًا؛ بخلاف أبي هريرة؛ فإنه سكن المدينة» 
وهي مقصد المسلمين في تلك الأزمان من كل جهة”" . 

واختّلف في وفاته» فقيل: في ذي الحجة ليالي الحرة» سنة ثلاث 
وستين» ورجّحه النووي في «تهذيب الأسماء واللغات)0". وقيل: ثلاث 
وسبعين» وقيل : بفلسطين سنة خمس وستين» وقيل: بمكة سنة سبع 
وستين» وقيل : ثمان وستين» وهو ابن اثنتين وسبعين سنة». وقيل: مات 
بالطائف سئة خمس وخمسين» وقيل : مات بمصر سنة خمس وستين . 

(أنه)؛ أي : عبدالله بن عمرو بن العاص و (سمع رسول الله يل 
يقول: إذا سمعتم)؛ ظاهرّه اختصاصٌ الإجابة بمن يسمع (المؤذنَ). حتى 
لو رأى المؤذنٌ على المنارة مثلّا في الوقتء» وعلم أنه يؤذن» لكن لم 
يسمع أذانه؛ لبعدٍ أو صَمّمء لا تشرع له المتابعة» (فقولوا مثلّ ما)؛ أي : 
الذي (يقول)؛ أي: يقوله» ويحتمل أن (ما) موصولٌ حرفي؛ أي: مثل 


قوله. 

قال الكرماني في «شرح البخاري»: إنما قال: (مثشلَ ما يقول) ولم 
يقل : (مثل ما قال)» ليُشعر بأنه يجيبه بعد كل كلمة مثلّ كلمتها” . 
)١(‏ انظر: «اللامع الصبيح» للبرماوي (؟/ 007١‏ . 


(0) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي /١(‏ 755). 
(0) انظر: «الكواكب الدراري» للكرماني (70/ .)١١‏ 


14 


ولذا قال في «المبدع»: وتكون الإجابة عقب كل كلمة"'"؛ أي: 

لا يتقدمها ولا يتأخرهاء وقيل: يوافقه في الحيعلة» كما يأني بيانه . 

وفي النسائي من حديث أم حبيبة ##: أنه يَكِةِ كان يقول كمايقول 
المؤذن حتى يسكت" . 

وقال أبو الفتح اليعمري: ظاهرٌ الأحاديث أنه يقول مثل مايقول 
عقب فراغ المؤذن”” . 

لكن الأحاديث التي تضمنت إجابة كلَّ كلمة عقبهاء دلت على أن 
المراد المساوقةٌ» يشير إلى حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب 5ه الآتي 
وغيره 

(ثم) بعد إجابتكم المؤدّن (صلُوا عليّ)؛ أي: قولوا: اللهم صل 
على محمد وعلى آله وصحبه وسلَّمْء أو قولوا: اللهم صل على محمد» 
وتحصل الصلاة بأي صيغة قالها؛ نحو: اللهم صل على سيدنا محمد النبي 
الأميّ وعلى آله وصحبه وسلم؛ (فإنه) الفاء تعليلية» (مَنْ صلى عليّ) من 
أمتي (صلاة) واحدة» (صلى الله) تعالى (عليه)؛ أي: على المصلي علي 
صلاة واحدة (بها)؛ أي: بتلك الصلاة؛ أي : بدلها (عشرًا)؛ إكرامًا لي» 
ورفعة لشأني» وتنويهًا بفضلي . 


. 07759 /1١( انظر: «المبدع» لابن مفلح‎ )١( 
.)9856 (؟) رواه النسائي في «السئن الكبرى» (948577؛‎ 
.)177 /5( انظر: «النفح الشذي» لابن سيد الناس‎ )*( 


دق وانظر: (فتح الباري» لابن حجر (؟17/ .)9١‏ 


"6 


ولاشك أن من صلى الله عليه ربح النجاة» وأرضى مولاه. 

قال النبي كل: (ثم) بعد فراغ الأذان والإجابة والصلاة على المؤذنة 
بقبول الدعاء بعدها؛ كما سيأتي في فضائل الصلاة عليه يل (سَلوا)؛ 
أي : اطلبوا وادعوا (الله) أن يمنحني ويعطيني (الوسيلة)» وتقدم الكلام 
عليها؛ (فإنها)؛ أي: الوسيلة (منزلةٌ في الجنة)» وفي حديث أبي هريرة 5ه 
عند الإمام أحمد في «المسند» : أن النبي يلِِ قال: «إذا صليتم عليَء فسلوا الله 
لي الوسيلة»» قيل: يا رسول الله! وما الوسيلة؟ قال: «أعلى درجة في الجنة)'"2, 
(لا تنبغي)؛ أي : لا تتيسر وتسهل وتليق (إلا لعبد) واحدٍ (من عباد الله) 
تعالى المقربين لديه والمحببين إليه» وفي حديث أبي هريرة: «لا ينالها إلا 
رجلّ واحد)("» (وأرجو أن أكون أنا هو)ء هكذا الرواية» ووجهها: أن تكون 
الجملة خبرًا عن اسم كان المستتر فيهاء ولا يكون «أنا» فصلًا ولا توكيدًاء 
بل مبتدًا . ْ 

وفي «١مسند‏ الإمام أحمد» من حديث عمارة بن عرفة» عن موسى بن 
وردانَ» عن أبي سعيد الخدري ذه قال: قال رسول الله كل «الوسيلةٌ درجةٌ 
عند الله كْكَ ليس فوقها درجة؛ فسلوا الله لي الوسيلة»”" . 


.)570 رواه الإمام أحمد في «مسنده» (؟/‎ )١( 
وقال: حديث غريب إسناده لي بالقوى» وكعب‎ )١51١7( زفق رواه الترمذى‎ 
عريب | 0 3 ب لي‎ ٍِ 
. بمعروف» ولا نعلم أحدًا روى عنه غير ليث بن أبي سليم‎ 


زفرفق رواه الإمام أحننة فى الأمسددة) ("9/ ارا وفيه: «فسلوا الله أن يؤتينى 
الوسيلة» . 


وذكره ابن أبي الدنيا وقال فيه: «درجة في الجنة ليس في الجنة درجة 
أعلى منهاء فسلوا الله أن يؤتينيها على رؤوس الخلائق)27 . 

قال المحقق ابن القيم في «حادي الأرواح»: وسميت درجةٌ النبي جَيِلِ 
الوسيلة؛ لأنها أقربٌ الدرجات إلى عرش الرحمن تبارك وتعالى» وهي أقرب 
الدرجات إلى الله . 

قال: وأصل اشتقاق لفظة الوسيلة من القرب» وهي فعيلة» من وَسَلَّ 
إليه : إذا تقرب إليهء قال لبيد: 

بلى كل ذي رأي إلى الله واسلٌ”") 

ومعنى الوسيلة من الوضّلّة» ولهذا كانت أفضل الجنة» وأشرفها 
وأعظمها نور . 

قال صالح بن عبد الكريم : قال لنا الفضيل بن عياض: تدرون لم 
حسنت الجنة؟ لأن عرش رب العالمين سقفها . 


وقال ابن عباس 85: نور سقف مساكنهم نور عرشه؟؟. 


)١(‏ رواه ابن أبن الدنيا في ١صفة‏ الجنة) (ص: »)7١7‏ وفيه : «فأسأل الله أن يؤتينيها 
على رؤوس الخلائق». 
() عجز بيت من الطويل» وصدره: 
أرى الناسّ لا يدرون ما قدرٌ أمرهم 
انظر «ديوانه»: (ص: 7507)» وفيه: «كل ذي لبٌّ) بدل: «كل ذي رأي . 
زفق رواه الخطيب في «تاريخ بغداد» (9/ 051١1‏ . 


(5) رواهابنم أبي الدنيا ف «صفة الجنة) (ص: 77). 


"7 


وقد كشف سبحانه عن معنى الوسيلة في قوله : « ألِيك الدبَيدَعُورت 
يَنتَفُوْ إِكَّ رَيّه م الْوسِيَِةَ يم أََرَبُ #[الإسراء: 00]ء فقوله : #أمهم أَعريُ 4 هو 
تفسير للوسيلة التي يبتغيها هؤلاء الذين يدعونهم المشركون من دون الله؛ 
فيتنافسون في القرب منه؛ ولما كان رسول الله كلِ أعظم الخلق عبودية 
لربهء وأعلمهم به وأشدَّهم له خشية» وأعظمّهم له محبة» كانت منزلته وَل 
أقرب المنازل إلى الله يبد وهي أعلى درجة في الجنة, وأمرّ أمته كَلْهِ أن 
يسألوها له؟ لينالوا بهذا الدعاء الزلفى من الله وزيادة الإيمان2" . 

وقال يِْ: (فمن)؛ أي: أيّ شخص من أمتي من ذكر وأنثى (سأل الله 
تبارك وتعالى (ليّ الوسيلة) المذكورة» (حَلَّت عليه الشفاعة) المعهودةٌ التي 
أعطانيها ربي» فالوسيلةٌ وإن كانت في نفس الأمر منزلة النبي كلهِ لا محالة» 
فسؤال الأمة ذلك لينالوا به مزيد الثواب» وزيادة الإيمان» وعلو الشأن. 

وأيضًا: فإن الله سبحانه قدرها له بأسباب» منها دعاءً أمته لربها بما 
نالوه على يده من الإيمان والهدى صلوات الله وسلامه عليه . 

وقوله : (حلت عليه): يروى (عليه)»؛ و(له)» فمن رواها باللام» 
فمعناها: حصلت لهء ومن رواها ب (على)» فمعناها: وقعت. أو نزلت 
عليه شفاعتي» وتقدم معنى هذا في شرح حديث جابر ثالثِ أحاديث الباب. 
والله أعلم . 


وقوله: (رواه)؛ أي: روى حديث عبدالله بن عمرو بن العاص 48 


)١(‏ انظر: ااحادى الأرواح ح» لابن ة قيم الجوزية (ص : لاة). 


ونا 


الإمام (مسلم) بن الحجاج في «صحيحه)اء وكذا رواه أبو داود» والترمذي» 
والنسائي” . 


* # * 


.)519/8( والنسائى‎ »)7”51١5( رواه أبو داود (077)» والترمذى‎ )1١( 


>36 


4 ص 
ْذَرِيتٌ الَادِسُ 


ساس اه 


١‏ -عَنْ عُمَرَبن اْحَطَابِ 5ه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه له: 


قَالَ الْمُوَدّنُ : الله كبر الله كبر قَالَأحَدَكمْ: ا 
قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله قَالَ: أَسْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إلا الله نم قَالَ: 


1 


احص 
اماي 
د 


2 


شهَدُ أَنَّ مُحَمَدَا رَسُولُ اللَّهء قَالَ: أَشْهَدُ أن مُحَمَدَارَسُولُ الل ؟ كّ 
َالَ: حي عَلَى الصّلاقِء قَالَ: لا حَوْلَ وَلا و وه إلا بالل ثم قَالَ: : حي 
عَلَى الْقَلاح» قَالَ: لا حَوْلَ وَلا قو إلا بالل كم قَالَ : اللَّهُ أكبَث اللَّهُ 
أب قال : اللّهُ كيت اللّهُ قيض نم قَالَ : لا إِلَهَ إلا الله قَالَ لا إِلَهَ إلا 
اللَّهُ مِنْ قَلْبِى دَخَلَ الجَنَّة؛. رواه مسلم(" . 

(عن) أمير المؤمنين (عمرّ بن الخطاب يه قال: قال رسول الله يلل : 
إذا قال المؤذن) في أذانه: (الله أكبر الله أكبر)؛ أي : من كل شيء» أو أكبر 
من أن ينسب إليه ما لا يليق بجلاله؛ أو هو بمعنى كبيرء (فقال أحدكم) أيها 
السامعون أذانه : (الله أكبر الله أكبرء ثم) إذا (قال) المؤذن: (أشهد)؛ أي : 


أعلمٌ وأقدٌ بلساني» وأعتقد بجناني (أن لا إله): معبود بحقٌّ (إلا الله قال) 


للق رواه مسلم (7/6/ 1 ). 








أحدكم : (أشهد أن لا إله إلا الله ثم) إذا (قال المؤذن: أشهد أن محمدًا 
رسول الله) كلهِ (قال) أحذكم : (أشهد أن محمدًا رسول الله ثم)» إذا قال 
المؤذن: (حيّ على الصلاة)؛ أي : هلموا إليهاء وأقبلوا عليهاء أو أسرعوا 
مبادرين على أقدامكم لأداء فريضة الصلاة» (قال) أحذكم مجيبًا له: (لا حول 
ولا قوة إلا بالله) . 

قال الخطابي : معنى هذا: إظهار الفقر وطلب المعونة على كل ما يزاوله 
من الأمور أي: يعالجه ‏ وهو حقيقة العبودية7". 

وقال ابن الأنباري : الحول معناه في كلام العرب : الحيلة» يقال: 
ما للرجل حولٌ» وما له:احتيال» وما له محالة»:وما له محال ""©؛ يمعنى 


واعيرة: 

يريد: أن لا حيلة له في دفع شرء ولا قوة له في درك خير إلا بالله. 
ومعناه: التبرؤ من حول نفسه وقوته. 

وقال أبو الهيئم الرازي: قوله: (لا حول)» أعياه هيخال اليد 
إذا تحركء يقول: لا حركة ولا استطاعة إلا بالله . 

وفي «المطلع»: قد روي عن ابن مسعود ذه [أنه] قال في تفسير (لا حول 
ولا قوة إلا بالله): لا حول عن معصيته”؟' إلا بعصمة الله ولا قوة على 


.)157 انظر: «شأن الدعاء» للخطابي (ص:‎ )١( 
. (؟) فى الأصل : «محال»» والمثبت من «الزاهر)‎ 
.)8 انظر: «الزاهر» لابن الأنباري (ص:‎ )0( 


(4:) كذافى الأصلء وفى «المطلع»: «عن معصية الله» . 


احلا 


طاعته إلا بمعونته. قال الخطابي : هذا أحسن ما جاء فيه» ويقال: لا حيل 
ولا قوة» [لغة] حكاها الجوهري7'. 

ثم) إذا (قال) المؤذن: (حي على) (الفلاح» قال) أحدكم: (لا حول 
ولا قوة إلا بالله) . 

والفلاح: من الكلمات الجوامع التي تجمع خير الدنيا والآخرة» وهو 
الفوز والبقاء الدائم» والنعيم المقيم في جنات النعيم» ويقال للفائز: مفلح» 
ولكل من أصاب خيرًا: مفلح» وتقدم الكلام على معنى ذلك في أول الباب» 
وأن الإعادة والتكرار في ذلك للتوكيدء وأن الأذان مشتمل على عقيدة 
الإسلام» والله تعالى أعلم» وهذا مستثنى من عموم قوله ككل: «فقولوا مثل 
ما يقول»"؛ أي : إلا في الحيعلتين» وهما حكايةٌ قوله: (حي على الصلاة» 
حي على الفلاح)» فيقول بدلهما: لا حول ولا قوة إلا بالله. نصّ عليه الإمام 
أحمد 4ك ؛؟ للخبر. 

قال في «الفروع»: ولأنه؛ أي: قول المؤذن: (حي على الصلاة» 
حي على الفلاح) خطاب» فإعادته عبث» بل سبيله الطاعة» وسؤالُ الحول 
والقوة. 


قال: وقيل: يجمع بينهم""؛ خلافا لأبي حنيفة والشافعي . انتهى!؟" . 


)١(‏ انظر: «المطلع» للبعلي (ص: ؟0). 


() أي: يجمع في قوله بين الحيعلة والحوقلة» فيقول: حي على الصلاة؛ أو حي 
على الفلاح» ثم يقول: لاحول ولا قوة إلا بالله . 


)5م1١‎ /1١١( «اأأف وع) لاب. مفلك‎ ٠ انظ‎ )5١ 
7 زر م ا‎ 0 


ا 


وقال ابن المنذر: يحتمل أن يكون ذلك من الاختلاف المباح» فيقول 
تارة كذاء وتارة كذا(" . 

وحكى في «الفتح» عن بعض أهل الأصول: أن الخاص والعام إذا 
أمكن الجمع بينهماء وجب إعمالهماء فلم لا يستحب للسامع أن يجمع 
بين الحيعلة والحوقلة؟ 

وأجيب : على المشهور من حيث المعنى بأن الأذكار الزائدة على 
الحيعلة يشترك السامع والمؤذن في ثوابهاء وأما الحيعلة» فمقصودها 
الدعاء إلى الصلاة» وذلك يحصل بالمؤذن» فإعادتها عبث» كما تقدم آنفا 
عن صاحب «الفروع»» على أنه يمكن أن يقال: لا عبث» بل يحصل للمجيب 
الثوابُ؛ لامتثاله الأمرء ويمكن أن يزداد إسراعا على القيام إلى الصلاة إذا 
تكرر على سمعه الدعاء إليها من المؤذن ومن نفسه. 

وقال الطييق: معت الحيكلتين: هله بوضهك وسريرتك إنى الهيدى 
عاجلًا. والفوز بالنعيم آجلاء فناسب أن يقول: هذا أمر عظيم» لا أستطيع 
مع ضعفي القيامٌ به إلا إذا وفقني الله تعالى بحوله وقوته. 

ومما لوحظت فيه المناسبة ما ثقل عن عبد الرزاق عن ابن جريج» 
قال: إن الناس كانوا ينصتون للمؤذن إنصاتهم للقرآنء فلا يقول شيئًا إلا 
قالوا مئله» حتى إذا قال: حي على الصلاة» قالوا: لا حول ولا قوة إلا بالله 
[العلي العظيم]» وإذا قال: حي على الفلاح» قالوا: ما شاء الله" . 


. )70 /7( انظر: «الأوسط» لابن المنذر‎ )١( 


(*) معمامعا اأاثاةاة «مصعفه» )١8504(‏ 
ان 3-1 ٠.‏ ماح اب 3 3 . 


ل 


وإلى هذا صار بعض الحنفية . 

وروي عن سعيد بن جبير قال : يقول في جواب الحيعلة : سمعنا وأطعنا . 

واختار الطحاوي : مهما أتى به مما يدل على التوحيد والإخلاص في 
إجابة المؤذن كفاه0" . 

وزاد في «المقنع» في إجابة الحيعلة على : (لا حول ولا قوة إلا بالله): 
العليٌ العظيم . 

قال في «المبدع» : وتتبعثُ ذلك فوجدته في المسند من حديث أبي 
رافع : أن النبي ككل كان إذا سمع المؤذنء قال مثلّ ما يقول» حتى إذا بلغ: حيّ 
على الصلاة حيّ على الفلاح» قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) . 

ورواه الطبراني في «معجمه الكبير»» وإسناده فيه لين" . 

(ثم) إذا (قال) المؤذن: (الله أكبر الله أكبرء قال) أحذكم: (الله أكبر 
الله أكبر» ثم) إذا (قال) المؤذن: (لا إله إلا الله» قال) أحذكم كذلك (لا إلهء 
إلا الله) فختم الأذان بما بدأه به من التكبير؛ لما فيه من التنويه بعظمة الله 
الحكيم القديرء وختمه بلا إله إلا الله؛ ليختم بالتوحيد» وباسم الله تعالى 
كنا بدا 44 وك رض مره يلد إعادة رشارة إلن وجوافة المعيوة سكنانة: 


وفوله يكل : (من قلبه) متعلق بحال محذوف؛ أي: قال ذلك حال 


000( انظر: اافتح الباري» لابن حجر (7/ 41)) والمؤلف ناقل هنا بتصرف. 
(؟) انظر: «المبدع في شرح المقنع» لابن مفلح .)777١ /١(‏ وحديث أبي رافع لم 


نقف عليه» ورواه عبد الرزاق في ١مصنفه»‏ (185) من حديث عبدالله بن الحارث 
ادن نوفل طك . 


كونه مخلصًا من قلبه» (دخل الحنة) ؛ لدلالته على صحة إيمانه» وخلوص 


3-3 


توحيده . 


(رواه مسلم) في «صحيحه)»ء وكذا رواه أبو داود» والنسائي'" . 

وفي البخاري من حديث معاوية: أنه سمع المؤذن» فقال مثله» إلى 
قوله: وأشهد أن محمدًا رسول الله هكذا أورد البخاري المتن مختصر”" . 

وقد رواه أبو داود الطيالسي في «مسنده» عن هشام الدستوائي» عن 
يحيى بن [أبي] كثير» عن محمد بن إبراهيم» عن عيسى بن طلحة قال: 
دخلنا على معاوية» فنادى مناد بالصلاة» فقال: الله أكبر الله أكبرء فقال 
معاوية: الله أكبر الله أكبرء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله فقال معاوية: وأنا 
أشهد أن لا إله إلا الله فقال: أشهد أن محمدًا رسول الله. فقال معاوية: وأنا 
أشهد أن محمدًا رسول الله قال يحيى : فحدثني صاحب لنا: أنه لما قال: حي 
على الصلاة» قال: لاحول ولا قوة إلا بالله» ثم قال: هكذا سمعنا نييكه”” . 


*# * 


.)1474( رواه أبو داود (0700)» والنسائي‎ )١( 

(0) رواه البخاري (515). 

(9) لم نقف عليه عند أبي داود» ورواه الإمام أحمد في «مسنده» (5/ 41): والدارمي 
في «ستنه» »)١7١7(‏ والطبراني في «المعجم الكبير» (771). والبيهقي في 
«السئن الكبرى» .)5١4 /1١(‏ 


51 





7 عَنْ سَعْدِ بْنِ أي وَقَّاصٍِء عَنْ رَسُولٍ الله لة: أَنّهُ قَالَ: 
«مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعْ الْمُوَذّنَّ: أشْهَدُ آَنْ لا إِلَهَ إلا اللُّ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ 
َه وَأَنَّ مُحَمَدا عَبْدُهُ وَرَسُولُة رضي بالل ربا وَيِمُحََدٍ رَسُولَاء 
وبالإسلام دِينَاء غَفِرَ لَهُ َنْب . رواه مسله”©. 

(عن) أبي إسحاق (سعدٍ بن أبي وقاص)» واسم أبي وقاص مالك بن 
وهب» ويقال: أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعبٍ بن 
لؤيٌّ بن غالب القرشيٌ الزهريٌ» وأمّه حمنةٌ بنثُ سفيان» وقيل: بنت أبي 
سفيان بن عبد شمس بن عبد مناف . أسلم قديمًا على يد أبي بكر الصديق» 
وهوابن سبع عشرةً سنة» وقال: كنت ثالث الإسلام» وأنا أو من رمى يسهم 
في سبيل الله. شهد المشاهد كلها مع رسول الله يك وكان قصيرًا غليظًاء 
ذا هامة» شعْنَ الأصابع”"» آدمَ أفطس”"» أشعرٌ الجسدء مات في قصره 


)غ0( رواه مسلم (9853/ .)١*‏ 


() الشَّئْن: الرجل الذي في أنامله غلظٌ . انظر: «العين» للخليل (5/ 50؟). 


() الأدمة في الناس: شَرْبةٌ من سّوادء والفطْسنٌ: انخفاض قَصَّبَةِ الأنف. المرجع 


الات كدر على بر دكدمىم 
الاب اك ل لا كر ١‏ 1 أك. 


"١١ 








انق ريام القديةه امتل على :ريات اللركان إلتى المديكدة م وستاق 
عليه مروان بن الحكم» وهو يومئذ والي المدينة» ودفن بالبقيع سنة خمس 
وخمسين» وقيل : سنة سبع » وقيل : ثمان وخمسين» وله بضع وسبعون سنة» 
وقيل : اثنتان وثمانون» وهو آخبْ العشرة مونّاء ولّاه عمئ وعثمانٌ وها الكوفة . 

روي له عن رسول الله كله مئتان وسبعون حديئًاء المتفق عليه منها: 
خمسة عشرء وانفرد البخاري بخمسة» ومسلم بثمانية عشر» وروى عنه: 
عبدالله بن عمر» وجابر بن سمرة» وعامرٌ ومحمدٌ ومصعبٌ بَنوه» وإبراهيمٌ 
بنُ عبد الرحمن بن عوف. وابنْ المسيب, وأبو عثمان النهدي» وقيس بن 
أبي حازم . 

وروى الترمذي من حديث جابر ظَييه قال: «كنت جالسًا مع رسول الله كَل 
فأقبل سعد إلى رسول الله يِه فقال رسولٌ الله يل: هذا خالي» فليرني امرقٌ 
حانه2200, 

وروى الترمذي - أيضًا ‏ : أن رسول الله يله قال: «اللهمّ استجبْ لسعدٍ 
إذا دعاك)2" . 

وروى الترمذي - أيضًا -عن سعد وب أنه قال: إني لأولٌ رجل أهراق 
دما في سبيل الله" . 


وفضائله كثيرة» ومناقبه غزيرة» وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة» 


)١(‏ رواه الترمذي (07/”) وقال: حديث غريب. 

(0؟) رواه الترمذي )770١(‏ من حديث سعد بن أبي وقاص ذه . 
اوم أع المدغاسم/م :ا! . 

0 سا ا ل 


اا لأس عع و ا م 2 0 
7 ربراه الثرسداي شان + سدذيث حسن مسيم خريب . 


"17 


وأحد السابقين الأولين» وكان مجاب الدعوة ذَليه . 

روى سعد بن أبي وقاص نه (عن رسول الله) كلهِ (أنه قال: من قال) 
من هذه الأمة من ذكر أو أنثى (حين يسمع المؤذنَ)؛ أي: يسمع أذان المؤذنٍ» 
ولا فرق بين من يصلي مع إمام تلك الصلاة المؤدَّن لها أم لاء ولا بين الجنب 
والحائض» ظاهرّه ولو في طواف وقراءة؛ لأن ذلك يفوت بخلافهما» ويستثنى 
منه المصلي ولو نفلّاء وتبطل الصلاة بإجابة المصلي بالحيعلة بأن يقول: 
حي على الصلاة» حي على الفلاح» لا بالحوقلة. ولكن يجيبه إذا فرغ من 
الصلاة» وكذا المتخلي. 

(أشهد)؛ أي : أقر بلساني» وأعتقد بجناني (أن لا إله) معبود بحىٌّ 
(إلا الله)» ولفظ الحديث في «ترغيب المنذري"”2': «وأنا أشهدٌ أن لا إله 
إلا اله00, (وحده لا شريك له)». لا في ذاته» ولا في صفاته» ولا في أفعاله. 
وأشهد (أن محمدًا) يَلةِ (عبده) المقرب» (ورسوله) المحبب» (رضيت بالله 
رباء وبالإسلام ديا وبمحمد) يِكِةِ (رسولًا). وفي أكثر الروايات: «ارضيت 


َه 0-8 
بالله ركاء وبمحمد رسولاء وبالاسلام دينا)29 , 
بالله ربًاء وب رسولا » وبال سلام دي 


)0غ( «الترغيب والترهيب» للإمام الحافظ زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن 
عبد القوي المنذري» المتوفى سنة (1057ه). انظر: «كشف الظنون» لحاجي 
خليفة .)5٠٠ /١(‏ 

(؟) انظر: «الترغيب والترهيب» للمنذري 22١١6 /١(‏ وهي رواية أبي داود والترمذي 
والنسائي وابن ماجه التي أشار إليها في نهاية الحديث . 

69 وهي رواية أبي داود والترمذي والنسائي التي أشار في نهابة الحديث. 


2 


"11 


و 

(غفر) ‏ بضم الغين المعجمة مبنيًا لما لم يسم فاعله ‏ ؛ أي : غفر الله 
(له)؛ أي : لقائل الذكر المذكور (ذنبه)» وفي لفظ: «ذنوبه27» وقال 
مسلم : «غفر له ما تقدم من ذنبه)”" . 

(رواه مسلم). وكذا الترمذي» والنسائى» وابن ماجه3©, وروأه أضو 


داود» ولم يقل : «ذنوبه» 9 . 


.)59759( رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه»‎ )١( 

(؟) رواه مسلم (85/ )١7‏ وفيه: «غفر له ذنبه» . 

(9) رواه الترمذي ».)5١١(‏ والنسائي (51/4)», وابن ماجه .)771١(‏ 
(8) وواه أبو داود (01760). 


"12 


م ا بر ماس وو 
الحريث العام 


٠١‏ عن مُعَاوِيَةَ بْنِ بي سُفْيَانَ 4 قالَ : : سَمِعْتُ رَسُولَ الله يِل 
ول : «الْمُوَذْنُونَ أطْوَلُ النَّاسٍ أَعَْاتا عنَاقا يَْمَالْقِيَامَةِ؛. رواه مسلو”"©. 
(عن معاوية بن أبي سفيان طفه) :وا سم أبي سفيان صخر بِنُ حرب بن 
أمية بن عبدٍ شمس القرشيٌ الأمويٌ ‏ بضم الهمزة ‏ الصحابيٌ ابنْ الصحابي؛ 
كان هو وأبوه من مسلمة الفتح» ومن المؤلفة قلوبهم» ثم حسّن إسلامهماء 
وأمّ معاوية هندٌ بنثُ عتبة» ويكنى معاويةٌ بأبي عبد الرحمن؛ وهو أحد 
كتاب النبي يله وقيل: إنما كان يكتب الكتب لا الوحي» وفي الترمذي: 
أن النبي ل قال لمعاوية: «اللهمَ اجعلّهُ هاديًا مَهِْيا00©. 
تولى إمرة الشام بعد موت أخيه يزيد زمن أمير المؤمنين عمر بن 
الخطاب». ولم يزل فيها متوليًا إلى أن مات» وذلك أربعون سئة» منها نحو 
أربعة في أيام عمرء ومدة خلافة عثمان» وخلافة علي وابنه الحسن» 


)1غ( أخرجه مسلم في «صحيحه) عن طلحة بن يحيى عن عمه عن معاوية )11٠ /١(‏ 
حديث رقم (7817). وأخرجه من طريق آخر. 
(؟) رواه الترمذي (847") من حديث عبد الرحمن بن أبي عميرة» وقال: هذا 


"16 








أجمعين» وذلك تمام عشرين سنة؛ ثم خلص له الأمر بتسليم سيدنا الحسن 
ابن عليّ ويا له ذلك سنة إحدى وأربعين» وكان له نحو العشرين سنة» 
ومات في الستين في شهر رجب بدمشق وله ثمان وسبعون. وقيل: ست 
وثمانون سنة» ورجح النووي أنه يوم مات كان له اثنتان وثمانون سنة7©, 
وهو أول من عهد إلى ولده بعده بالولاية»؛ وهو من الموصوفين بالدهاء 
والحلم . يقال: إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ذإنه لما دخل دمشق» 
ورأى معاوية» قال: هذا كسرى العرب”" . 

قال ابن قتيبة في «المعارف"7": لم يولد لمعاوية في زمن خلافته 
ولد؛ لأنه ضرب على أليته» فانقطع عنه الولد» وولد له قبلها عبد الرحمن 
لأم ولدء ويزيد. وأمه ميسون ‏ بفتح الميم وسكون التحتية وضم السين 
المهملة وآخره نون -بنت نجدل _بفتح النون وسكون الجيم؟ ‏ الكلبية» 
وعبدالله» وهند» ورملة؛ وصفية. 

ولمعاوية أوليات مشهورة: فهو أول من جعل ابنه وليّ عهده في 
صحته كما سبق» وأول من اتخذ ديوان الخاتم» وأول من أمر بهدايا النيروز 
والمهرجان» وأول من اتخذ المقاصير في الجامع» وأول من قتل مسلمًا صبرًاء 


.)4٠ا/‎ /7( انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي‎ )١( 
.)1١١5 /09( وابن عساكر في «تاريخ دمشق»‎ »)١77 (؟) رواه القالي في «أماليه» (؟7/‎ 


(7) «المعارف» لأبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري» المتوفى سنة 
(170ه). انظر: «كشف الظنون» لحاجي خليفة (؟5/ 1975). 

(4) كذافي الأصل» وفي «نسب معدا للكلبي (ص: :)١7‏ وانسب قريش» 
للزبيري »)١1717/5(‏ و«المحبر» للبغدادي (ص,: ١؟7):‏ «ميسون بنت بحدل» . 


الما 


وأول من اتخذ الحرس على رأسه» وأول من قيدت بين يديه الجنائب» 
وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة» وكان يقول هو: أنا أول 
الملوك9©. 

روي له عن رسول الله َكل مئة حديث» وثلاثة وستون حديثاء اتفقا 
على أربعة» وانفرد البخاري بأربعة» ومسلم بخمسة. 

قال معاوية وه : (سمعت النبي) كل (يقول: المؤذنون)؛ أي: الذين 
يؤذنون للصلوات الخمس (أطولٌ الناس أعتاقا يوم القيامة) . 

الأعناق ‏ بفتح الهمزة ‏ جمع عنق» قيل: هم أكثر الناس تشوفا إلى 
رحمة الله تعالى؛ فإن المتشوف إلى الشيء يطيل عنقه لما يتطلع إليه. 

وفي «النهاية»2: أي : أكثر الناس أعمالّاء يقال: لفلانٍ عنقٌ من 
الخير؛ أي : قطعة . 

وقيل: أراد طول الرقاب؛ لآن الناس يومئذ في الكرب وهم في الرَوْح 
متطلعون لأن يوَدَن لهم في دخول الجنة. 

وقيل: إنهم يكونون يومئذ رؤساء سادة» والعرب تصف السادة بطول 
الأعناق. 


وروي: (أطول إعناقا) ‏ بكسر الهمزة ‏ ؛ أي: أكثر إسراعًاء وأعجل إلى 


)١(‏ انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر (7/ »)١547١‏ وروى قوله ابن أبى شيبة فى 
«مصنفه» .05201/١5(‏ وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (89/ /ا/ا١)‏ . 
(؟) «النهاية في غريب الحديث والأثر» للإمام أبي السعادات المبارك بن محمد 


الجزري» المعروف بابن الأثيرء المتوفى سنة (107ه). انظر: «كشف الظنون» 
.)١ ١989 /5(‏ 


"11 





الجنة» يقال: أعنقّ يعنق إعناقاء فهو مُعْنِقَء والاسم العّق بالتحريك27 . 

ومنه الحديث : «لا يَرَالٌُ الْمُؤْمِنُ مُعْنِقَاصَالِحا مَالَمْ يْصِبْ دَمًا 
حَرَامًا00"؛ أي : مسرعا في طاعته» منبسطًا في عمله . 

والعَتّق : انبساطً السير» وفي الحديث: أنه كَانَ يَسيد الْعَتَنَّه فَإِذَا وَجَدَ 
فجوّة ا 

وفي «سئن البيهقي» من طريق أبي بكر بن أبي داود: أنه قال: سمعت 
أبي يقول: ليس معنى الحديث أن أعناق المؤذنين تطول» ولكن ذكر ذلك لأن 
الناس يعطشون يوم القيامة» فإذا عطش الإنسان» انطوت عنقه» والمؤذنون 
لا يعطشونء فأعناقهم قائمة!؟. 

(رواه مسلم)؛ ورواه ابن حبان في #اصحيحه) من حديث أبي هريرة ظفلئها” . 

ورواه - أيضًا الإمام أحمد من حديث أنس ذاه ولفظه: «أَطْوَلُ النّاسِ 
أَعْنانَا يَوْمَ الْقيَامَةِ الْمُوَذْنُونَ7 . 


. 071١ /( انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير‎ )١( 

(؟) رواه أبو داود (5710)» والطبراني في «مسند الشاميين» (1709)» والبيهقي ني 
«السئن الكبرى» (8/ 77)» من حديث أب الدرداء طك . 

(*) رواه البخاري »)١1577(‏ ومسلم (17857/ 747)» من حديث أسامة بن زيد ذه . 
والنّصّ: فوق العتق. 

(4) رواه البيهقي في «السنن الكبرى» /١(‏ 5177). 

(6) رواه ابن حبان في (صحيحه) (151/0). 


03 رواه الامام أحمد في «مسنده» ("ا/ .)١59‏ 


51 


_ 


عَنْ أبِي هُرئرَة د » عَنِ التَِيّ يله قَالَ : 0 
مَدَى صُوٌتَ وب هد لُكل طب وَتَابيس ؛ وَشَاهِدٌ الصّلاة يُكْتَبُ 2 
وَعِشرُونَ صَلاةٌ وَيُكَفد عَنْهُ عنهُ ما بَيْنَهُمَا» اا ال 

(عن أبي هريرة) عبدٍ الرحمن بن صخر (5» عن النبي كل قال: 
المؤذن)؛ أي: الذي يؤذن في أوقات الصلاة محتسبًا لله تعالى (ِيُغْقَرُ) -بضم 
التحتية مبنيًا لما لم يسم فاعله للعلم به ؛ أي : يغفر الله (له) صغائر ذنوبه؛ 
أو أعمّ من الصغائر إلا التبعات» أو يخفف من الكبائر حسبما تقدم (مدى 
صوته): المدى: الغاية؛ أي : يستكمل مغفرة الله إذا استنفد وَسْعّه في رفع 
صوته» فيبلغ الغاية من المغفرة إذا بلغ الغاية في رفع الصوت» وقيل: هو 
تمئيل؛ أي : أن المكان الذي ينتهي إليه الصوت لو قدّر أن يكون ما بين 
أقصاه وبين مقام المؤذن ذنوبٌ تملا تلك المسافة» لغفرها الله له» (ويشهد 
له)؛ أي : للمؤذن بتأدية الأذان» وبما أعلن به من كلمة التوحيد والإيمان 
(كلّ رطب)» وَلقْظة عند الإمام أحمد في «المسند»: «ويصدقه)0" بدل: 


2920 رواه أبو داود (016). 


(؟) رواه الإمام أحمد في (مسنده) (557/7:5). 


"314 











«ويشهد له كل رطب».؛ (ويابس). 

ورواه ابن ماجه في اسئنها» وعنده: «ويستغفر له كل رطب ويابس)(2: 
وتقدم الكلام على هذا في الحديث الأول من أحاديث الباب . 

(وشاهدٌ الصلاة) المكتوبة في الجماعة (يُكتب له خمس وعشرون 
صلاة)؛ أي : ضعف أجر خمس وعشرين؟ كما في حديث أبي هريرة» أو سبع 
وعشرين؛ كما في حديث ابن عمر وَقُه؛؟ كما يأتيى في فضل صلاة الجماعة . 

وهذا في «صحيح ابن حبان»» ولفظه : «المؤذن يُغفر له مدى صوته. 
ويشهد له كل رطب ويابس» وشاهدٌ الصلاة يُكتب له خمسنٌ وعشرون 
5 

(ويكفر عنه ما بينهما)؛ أي : الصلاتين. 

قال المصنف رحمه الله تعالى: (رواه)؛ أي : الحديث المذكور الإمامٌ 
الحافظٌ الحجةٌ (أبو داود) سليمانٌ بن الأشعث بن إسحاقٌ بن شير بفتح 
الموحدة الأزديٌ (السجستانيٌ)» نسبة لسجستان. 

قال البرماوي: إقليم من خراسان». وهو متاخم لبلاد الهند. 

قال: ووهم ابن خلكان فقال: سجستان قريةٌ من قرى البصرة"2 . 


قال: وهو بكسر السين المهملة» وربما ينسب إليها: سجزي » على 


.)9/75( رواهاين ماجه‎ )1١( 
. من حديث أبي هريرة طله‎ )١777( رواه ابن حبان في اصحيحه»‎ )1( 


(*) انظ ١‏ لوفاءت الأع انث لحر . عملكان ١‏ / و عا 
() انظر: اوفقي ياث» لابن | 


لوكا 


غير قياس» أو لأن الإقليم يسمى سجزاء على الخلاف في ذلك . 

وأبو داود هذا أحدٌ الأئمة الأعلام؛ وحفاظ الأنام» ومصنف أحد 
الكتب الستة المشهورة» مناقبه كثيرة» وفضائله شهيرة. 

قال الإمام النووي: اتفق العلماء على وصف أبي داود بالحفظ 
والإتقان» والورع والعفاف. ومعرفته بعلل الحديث . 

وقال الإمام إبراهيم الحربي: ألين الحديثٌ لأبي داودء كما ألين 
الحديدٌ لداود عليه السلام . 

وقال الحسن بن محمد بن إبراهيم الواذاري”""' : رأيت النبي كله في 
المنام» فقال: من أراد أن يستمسك بالسنن» فليقرأ كتاب أبي داود”" . 

ولد أبو داود سنة اثنتين ومئتين» وتوفي بالبصرة لأربع عشرة بقيت 
من شوال سئة خمس وسبعين ومئتين؟". 

سمع من الإمام أحمد وه وهو أحد مله مذهبه» فهو حنبليٌ المذهب» 
وكتب أبو داود عن العراقيين» والخراسانيين» والشاميين» والبصريين» 
وسمع من سليمانٌ بن إبراهيم» وسليمانَ بن حرب.» وخلائق كثيرين. 


روى عنه ابنه أبو بكر» والنسائى» وأبو بكر النجادء وأبو الحسين بن 


)١(‏ في الأصل : «أبو العلاء الحسن الداودي»» والمثبت من «تهذيب الأسماء» 
للنووي» و«الحطة في ذكر الصحاح الستة» للقنوجي (١/؟7١2»)75‏ وتحرف لفظ 
(الحسن) في «تهذيب الأسماء» إلى (المحسن). 

(؟) رواه الحافظ أبو طاهر السلفي بسنده كما في «الحطة» للقنوجي (١/؟1١5).‏ 


اطم ا انذا +١‏ وجرن _رالة.___ا ل . اللشائع» لل .م (إلا/ه.ءم) 
#7 5ه ليد ل موب مس الع سا لي فا 1ن 5ه 


5١ 


المنادي» وأبو بكر الخلال» وأبو بكر بن داود الأصبهاني7"©, وسمع منه 
الإمام أحمد ظَليِه حديثًا واحدّاء وهو من رواية الأكابر عن الأصاغرء والشيخ 
عن تلميذه. ولما صنف كتابه «السنن»» عرضه على الإمام أحمد لذن » اناده 
واستحسنه. وله غير كتاب «السئنن»: «الناسخ والمنسوخ». و«القدر). 
و«المراسيل»» وغير ذلك» والله أعلم . 


)١(‏ هؤلاء الأئمة وكثيرون من أئمة الحديث ورواته قد عاصروا الإمام أبا داود رحمه 
أللهء وذلك في القرن الثالث الهجري» وجلهم على مذهب الإمام أحمدء وتجد 


«طاقاتت الجناراة) لار. أ 
عاتن الح به دين ب 


4 


: الىة. مه ا ااا 
رالحدهم أي 


| 1 اد 0 ”5 6 حم و 
الى حييى در رسن ور حبر الريك . 


517 


٠6‏ - عَنٍِ عبدالله بْنِ عمَرَ 4ه : آنَّ وَسُولَ الله يله قَالَ: «مَنْ أَدّنَ 


0 
4. 


5 000 الى 6 كو مك 5 00 2 3 
. دا وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةٌ وكيب لَه بتَأَذيِهِ في كل يَوْم ستُونَ 
2 


رسك 
حَسَئَةٌ د وَلِكلٌ إقَامَةٍ ةِ ثَلانُونَ حَسَنَةً) . رواه ابن ماجه فى «سننه)(" . 


(عن) أبي عبد الرحمن (عبدالله بن عمر) و: (أن رسول الله يله 
قال: من أذن ثنتي عشرة سنة» وجبت له الجنةٌ) المعهودة التي هي جنة 
الخلدء وقد سكل بعض العلماء عن الحكمة في تقدير المدة باثنتي عشرة 
سنة”"2» فأجاب أن العمر الأقصى مئة وعشرون سنة» والاثنتي عشرة عشْرُ 
هذا العمر» ومن سنة الله تعالى أن العشر يقوم مقام الكل؛ كما قال تعالى : 
من جَآ بَِلْسََةٍ هله عَسمٌ آمَتَاِهَا 4[الأنعام: »]1٠١‏ وكما قال الطبري في 
إيجاب العشر في المعشّرات: إن دافعه بمنزلة من تصدّق بكل العشر؛ فإن 
هذا تصدق بالدعاء إلى الله في كل عمره لو عاش هذا القدر الذي هذه 


0 3 3 8 ع 
عشره» فكيف إذا كان دونه» وأما حديث : (من أذن سبع سنين»» الذي تقدم. 


.)9/754( رواهابن ماجه‎ )١( 
والمسؤول هو الجلال البلقيني كما في شرح سنن ابن ماجه) للسيوطي (ص : و‎ )6( 


رقف 








فإنها عشر العمر الغالب» انتهى'""". والله أعلم . 

(وكتب له من الثواب) من وجوب دخول الجنة (بتأذينه) للصلوات 
الخمس المكتوبة (في كل يوم) من أيام الأسبوع (ستون حسنة)» (و) كتتب 
له (بكلّ إقامة) للصلوات (ثلاثون حسنة)» وتقدم في الحديث الرابع من 
أحاديث الباب ما لعله يشفي ويكفي . 

(رواه) الإمام أبو عبدالله محمد بن يزيد الرَبّعي ‏ بفتح الراء والموحدة 
فعين مهملة ‏ نسبة إلى ربيعة» مولاهم (ابن ماجه) القزويني الحافظ صاحب 
كتاب «(السئن) و«التفسير»» معاي اباد التاق والحجاز ومصر والشام 
وغيرهاء وروى عن خلق» منهم : أبو الطيب البغدادي» وإسحاق بن محمد 
القزويني» وعلي بن سعد العسكريء, وعلي بن إبراهيم القطان. 

قال الخليلي عنه: هو ثقة» كبير» متفق عليه» يحتج به» له معرفة 
بالحديث» وله مصنفات السئن والتفسير والتاريخ» وكان عارقا بهذا الشأن. 

ولد سنة تسع ومئتين وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومئتين» وكتابه 
(السنن» أحد الكتب الستة . 

كان إمامًا في الحديث» عارفا بعلومه وجميع ما يتعلق به» وله تفسير 
القرآن العظيم» وتاريخ» وغير ذلك. َ 


قال ابن ماجه: عرضت كتاب «السنن» على أبي زرعة الرازي» فنظر 


)١(‏ انظر: «شرح سنن ابن ماجه) للسيوطي (ص : 07)» و«فيض القدير» للمناوي 
ع 4). 


فيه وقال: أظن إن وقع هذا في أيدي الناس» تعطّلت هذه الجوامع كلّهاء 
أو قال: أكثرهاء ثم قال: لعله لا يكون فيه تمام ثلائين حديثًا مما في 
إسناده ضعف» أو قال: عشرين» أو نحو هذا2"7. رحمه الله ورضي عنه . 
وروى الحديث المشروح أيضا الدارقطنيٌ» والحاكم» وقال: صحيح 
على شرط البخاري”" . 
قال الحافظ المنذري : وهو كما قال؛ فإن عبدالله بنَ صالح كاتب الليث 
وإن كان فيه كلام» فقد روى عنه البخاري في الصحيح”"» والله أعلم . 


* 8# 


.)71/75 /85( انظر: «تاريخ دمشق» لابن عساكر‎ )١( 
هع رواه الدارقطني في استنه» 5/1 والحاكم في «المستدرك» (كحلا).‎ 


[فرفق انظر: «الترغيب والترهيب») للمنذري .)1١ ١” /“ ١١‏ 


نض 


0 ري 5 و ار 3 0 00 

5 -عن أبي هُرَئْرَة طفه قال : كنا مَعَ رَسُولٍ الله يك فَقَامَ بلا 
يُتادي» قلمًا سَكَتَء قَالَ رَسُولٌ الله كله: «مَنْ قَالَ مِثْلَ ما قال هذا 
يَقيًاء دَخَلَ الْجَنَةه . رواه أبو عبد الرحمن النسائى فى «سننه»(" . 

(عن أبي هريرة) عبدٍ الرحمن بن صخر (#5 قال: كنا) معشر 
الصحابة (مع رسول الله يل فقام بلال) بن رباح الحبشئٌ 5ء» هو بلال 

(مع رسو م بلال) بن رباح الحبشي ضيه هو 
ابن رباح ‏ بفتح الراء والموحدة مخففة وآخره حاء مهملة ‏ القرشييٌ التيميٌ 
بالولاء؛ لأن أبا بكر الصديق 4ه اشتراه بخمس أواق» أو سبع» أو تسعء 
على الخلاف فيه» ثم أعتقه وهو أول من أذن في الإسلام . 

كنية بلال أبو عبد الرحمن» وقيل : أبو عبدالله. وقيل : أبو عبد الكريم . 

كان ضَكه حبشيّاء وأمه حَمامةٌ ‏ بفتح الحاء المهملة وتخفيف الميم - 
مولاة لبني جمح» فتكون من مولّديهم» وقيل : إنه من مُوَلّدي السّراة ‏ بفتح 
السين المهملة وتخفيف الراء ‏ : موضع بين مكة والمدينة» وقيل من 


41 وواه النسائى (11/5). 








وكان من المعذَّبين في الله» فكان أبو جهل يبطحه على وجهه في 
الشمس » ويضع الرحى عليه حتى تصهره الشمس ٠»‏ ويقول له: اكفر يرث 


25 


حد. 


١ 


السسيية 


محمدء فيقول : أَحَدَ 

وكان أمية بن خلف أيضًا يعذبه» ويتابع عليه العذاب» فما قتله 
يوم بدر إلا بلال. 

وقد روى ابن مسعود كه : أن أول من أظهر الإسلام سبعةٌ : النبيئٌ يكل 
وأبو بكر الصدّيق» وعمارٌ بن ياسرء وأمه سّمية» وصهيبٌ الروميٌ؛ وبلالٌ 
الحبشينٌ» والمقداد» فمنع الله نبيه كلِ بعمه أبي طالب» وأبا بكر بقومه. وأما 
باقيهم». فعذبهم المشركون» وحملوهم على ما أرادوا سوى بلال» فإنه 
هانت عليه نفسّه في الله» وهان على قومه. فَعُذَّبٍ. إلى أن لقي النبيٌ كله 
أبا بكرء فقال: «لو كان عندنا مال اشترينا بلالّا, َوَكل أبو بكر العباسَ في 
شرائه له من مولاته» فاشتراه له» فأعتقه”" . 

وقد جمع البرماوي المعذبين في الله الخمسة في قوله : 

صهيبٌ مع المقداد في الله عذَّبوا0» 


)غ2( رواه عبد الرزاق فى «مصنفه) )7١ 51١17(‏ من حديث سعيد بن المسيب. 


(0) من الطويل. 


/ 7 ؟” 


لخير الورى خمسسٌ من الغرٌ أذنوا 
تاذل عوغ النهيوك تحة ءا يعدن 
زاومة انحيو تحدور: الح يكب 
زيادٌ الصدائي نجل حارث يعلٌ(© 
شهد بلال بدرًا وما بعذها من المشاهد» وسكن الشام أخيراء ولا عقب 
له؛ فإنه لما توفي رسول الله يك ذهب بلال إلى الشام للجهاد إلى أن مات . 
وقيل : إنه أذن لأبي بكر مذّته» وأذن لعمرَ مرة حين قدم عمر الشام» فلم ير 
أكثر باكيّا من ذلك اليوم» فأذن في قدمة قدمها المدينة بسؤال الصحابة إياه 
في ذلك فأذَّنء ولم يتم الأذان؛ لبكائه» وبكى الناس» حتى خرجت 
العواتقٌ من الخدور» وقالوا: بُعث رسول الله يَك. 
توفي بلال ذه بدمشق على المشهور سنة عشرين» وقيل: إحدى 
وعشرين» وهو ابن ثلاث وستين» وقيل: سبعين» ودفن بباب الصغير» 
وعلى قبره قبة عالية» وقد زرناه مرارًا. وقيل: بل دفن بباب كيسان منهاء 
وقيل : بدارياء وقيل: بحلب, والأول أصح . 


ِو ع 2 
وكان بلال شديد الأدمة» نحيفاء طويلا» خفيفف العارضين . 


)١(‏ من الطويل» ويشتمل البيتان على ذكر ثلاثة من المؤذنين فقطء والواقع أن 
أبيات البرماوي هي ثلاثة» ليتم بها عدد المؤذنين الخمسة» أما البيت الثالث» 
فهو: 


وعمرو الذي أم لمكتوماثّه وبالقرظي اذكر سعدهم إذ يبين 


51 


قال ابن عبد البر : لبلال أَحّ اسمه خالدء وأخثُ اسمها غفرة() بضم 
القين التعتحمة وسكوة لقاب واترووي: غفيزة بالتضدي: 

ومناقبه كثيرة شهيرة» وكان عمر #5 يقول: أبو بكر سيدناء وأعتقّ 
سيدنا/" ؛ يعني : بلالا. 

روي له عن رسول الله كلهِ أربعة وأربعون حديثاء اتفقاعلى حديث 
واحد» وانفرد البخاري بحديثين غير مسندين 4ه . 

(ينادي) للصلاة بالأذان بأمر النبي كله (فلما سكت) بلال بعد فراغه 
من الأذان» (قال رسولُ الله) كللِ: (من قال مثلّ ما قال) بلال (هذا يقينًا)» 
اليقين: إزاحة الشكء .يقال: يقن الأمرء كفرح» يَقنّاء ويحرك» وأيقنه. 
وبه» وتيقنه» واستيقنه» وبه: علمه وتحققه. وهو يقن -مثلثة القاف ‏ . 

وحاصل ذلك: أن اليقين هو حكم الذهن الجازم المطابق للواقع» فإذا 
قال الإنسان مثلّ ما قال من أداء الأذان من الشهادتين» حكم له بالإيمان» 
ولا بد أن يكون مع مقاله باللسان موقئا بالجنان» جازمًا جزمًا ينفي الشك 
والوهم والتظنين والبهتان. 

(دخل الجنة) التي هي دار القرار» ومنازل الأبرار» بمنة الكريم الغفار. 

(رواه) الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن أحمدٌ بن شعيبٍ بن علييٌ الخراسانيٌ 
(النسائيٌ) ويقال فيه : النسوي نسبة إلى نسا: كورة من كُوّر نيسابور. 


.)1١8٠ /١( انظر : «الاستيعاب» لابن عبد البر‎ )١( 
.)79/605( رواه البيخارى‎ (0 


وقال المسعودي : نسائي من أرض فارس") 

وقال عبد الغني بن سعيد: نسا موضع بخراسان. 

قال الرشاطي"'": والنسائي نسبة إلى نساء والقياس النسوي . 

وقوله: (في سننه). أي: الكبرى ؛ فإن له «السئن الكبرى» التي هي 
أحد الكتب الستةء وله «المجتبى» منهاء وهي السئن الصغرى . 

قال الحاكم أبو عبدالله : كان النسائي إمام أهل الحديث» وكان يصوم 
الدهرء ويختم القرآن في كل يوم وليلة» فإذا كان رمضان» ختم في كل يوم 
مرتين» وكان يجاهد ويرابط» ولما امتّحن بدمشق» قال: احملوني إلى 
مكة» فحُمل إليهاء فتوفي بهاء وهو مدفون بين الصفا والمروة» وكانت 
وفاته في شعبان سنة ثلاثمئة . 

وفي «طبقات الحفاظ» للجلال السيوطي : ثلاث وثلاثمئة”" . 

ومولده سنة مئتين وخمس عشرة. 

وقال في ترجمته: طاف» وسمع من خلائق؛ وروى عنه: ابن السني» 
وأبو سعيد بن الأعرابي» والطحاوي» وأبو علي النيسابوري» وابن عدي»ء 
وابن يونس» والعقيلي» وابن الأخرم» وأبو عوانة» وغيرهم. رحمه الله 


ورضي عنه. 


)000( انظر: (مروج الذهب» للمسعودي /١(‏ 54). 


(؟) الإمام الحافظ أبو محمد عبدالله بن علي بن عبدالله اللخمي الأندلسي» توفي 
شهيدًا سنة (؟55 0ه). انظر : «وفيات الأعيان» لابن خلكان (7/ .)1١5‏ 
9) انظر: «طبقات الحفاظ» للسيوطي (صن: 7007). 


كرض 


وقال الحافظ العراقي : توفي النسائي بفلسطين في صفر سنة فلاث 
وثلاثمئة» وقاله الطحاوي» وابن يونس» وزاد: يوم الاثنين لثلاث عشر خلت 
منة . 

وكذا قال الحافظ أبو عامر العبدري أنه مات في التاريخ المذكور 
بالرملة ‏ مديئة بفلسطين ‏ » ودفن في بيت المقدس7" . 

وأفصح ابن خلكان في تاريخه «وفيات الأعيان»”' عن سبب محنته» 
قال نكو رفيا بعرو وامترتيها عالت ,رتسايفة اكز تارف ضر 
في آخر عمرهء وخرج إلى دمشق» فسئل عن معاوية وما روي من فضائله 
فقال: أما يرضى معاوية أن يخرج رأسًا برأس حتى يفضل؟ وفي رواية: 
ما أعرف له فضيلة» إلا «لا أشبع الله بطنك)”" . 

قال : وكان يتشيع . 

قال: فما زالوا يدفعون في حضنه حتى أخرجوه من المسجد. 


وفى لفظ : يدفعون فى خصيتيه» وداسوه» ثم حمل إلى الرملة. فمات 


قال الحافظ أبو نعيم : لما داسوه بدمشق » مات بسبب ذلك شهيدًاء 


() انظر: «طرح التثريب» للعراقي .)١8 /١(‏ 

(؟) «وفيات الأعيان في أنباء أبناء الزمان» لشمس الدين أبي العباس أحمد بن محمد 
ابن إيراهيم» المعروف بابن خلكان» المتوفى سنة (كمكه). انظر: «كشف 
الظنون» لحاجي خليفة (؟/ .)5١١1/‏ 


(6) دواه مسلم ( 0 من حديث ابن عباس عقا وفيه: «بطنه» بدل «بطنك)» . 


أفرى 


وكان قد صنف كتاب «خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 5ه وأهل 
بيتها. وأكثر رواياته فيه عن سيدنا الإمام أحمد بن حنبل #هء فقيل له: ألا 
تصنف كتابًا في فضائل الصحابة وق؟ فقال: دخلت الشام» والمنحرفٌ عن 
عليّ ‏ عليه السلام ‏ كثير» فأردت أن يهديهم الله تعالى بهذا الكتاب7" . 

قال ابن خلكان : كان النسائي موصوفا بكثرة الجماع . 

قال ابن عساكر الدمشقي : كان له أربع زوجات يقسم لهن وسراري . 

قال ابن خلكان: وكان يصوم يومّاء ويفطر يومًا. 

وقال الدارقطني : امتحن النسائي بدمشقء فأدرك الشهادة رحمه الله 
ورضي عنه”" . 

قلت : وروى هذا الحديث المشروح -غير النسائي -ابن حبان في 
«صحيحه»» والحاكم» وقال: صحيح الإسناد"" » وكذا رواه أبو يعلى عن 
يزيد الرقاشي» عن أنس بن مالك, ولفظه: أن رسول الله َك عرس ذاتت 
ليلة» فأذن بلال» فقال رسول الله يكلم «من قال مثل مقالته» وشهد مثل 


. )87//١( انظر: «وفيات الأعيان» لابن خلكان‎ )١( 

(؟) المرجع السابق /١(‏ 728). قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» /١5(‏ "17): 
لم يكن أحد في رأس الثلائمئة أحفظ من النسائي» هو أحذق بالحديث وعلله 
ورجاله من مسلم» ومن أبي داود» ومن أبي عيسى» وهو جار في مضمار 


البخاري وأبي زرعة» إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام علي؛ 
كمعاوية وعمرو» والله يسامحه. 


(1) رواه ابن حبان في اصحيحه) (/15517)» والحاكم في «المستدرك)» (97/"0). 


يضرف 


شهادته. فله الجنة)(27 . 
قوله: (عرس)؛ أي : نزل آخر الليل. يقال: عرس المسافر ‏ بتشديد 
الراء ‏ : إذا نزل آخر الليل ليستريح» والله تعالى الموفق. 


[1لالا 


)١(‏ رواه أبو يعلى فى «مسنده» »)5١7(‏ والرقاشى ضعفه شعبة وغيره» ووثقه ابن 
عدي وابن معين. انظر: «مجمع الزوائد» للهيثمى /١(‏ 777). 


رشيف 





أي “قذاتانت وذكر الصف زمه الثاتفال فيه حوديها و ادا + توهو: 
١‏ -عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ ضله قال : : قال رَسولٌ اللو كله : : دلا يرد 

0 َيْنَّ الأَدَانٍ ا 3». رواه أبو داودء والنسائي» والترمذي 
وقال: حديث حسد() 

(عن) أبي حمزة (أنس بن مالكِ) بن النضر ‏ بالضاد المعجمة -بن 
ضمضم - بفتح المعجمتين بن زيد بن حرام» _بالحاء والراء المهملتين - 
الأنصاريٌ الخزرجيٌ ‏ بالخاء المعجمة والزاي والراء فجيم النجّاريٌ بالنون 
والجيم المشددة والراء ‏ ؛ لأنه من ولد النجارء وهو تيم اللات ابن ثعلبة 
ابن عمرو بن الخزرج» قيل: سمي به؛ لأنه اختتن بقدوم» وقيل: لأنه 
ضرب رجلا بقدوم» والخزرجٌ هذا هو الخزرج الأكبر» وهو أخمو الأوس» 
والأنصارٌ كلهم من أولاد الأوس والخزرج» من الأزد» سماهم الله تعالى 
بذلك لما نصروا رسول الله كَلِ وآووه . 


والأنصار: جمع نصير؛ كأشراف وشريف» ونسب إليه بلفظ الجمع 


للق رواه أبو داود 2)07١(‏ والنسائى فى «عمل, اليوم والليلة» 0 والترمذي (؟١5).‏ 


53 








على غير قياس ؟ لخروجه مخرج العلم عليهم . 
قال ابن الأثير : الأكثد الأعرفٌ أن واحد الأنصار مرفوض» وأنه كواحد 


مسمى [بلالجمع» فنسب إليه على لفظه قطعًا؛ كنسبتهم إلى مدائن كسرى : 


ء. 20020 


ولما قدم النبي بَلِةِ المدينة» كان عمْر أنسٍ كه عشر سنين على 
المشهورء فخدم النبيّ يله مدة إقامته بالمدينة» وهي عشرٌ سنين» وكان 
أنس ذه يُعرف بخادم رسول الله كل وكان هو يتسمى بذلك» ويفتخر به 
وكناه رسول الله يكله: أبا حمزة _بالحاء المهملة والزاي بَقلة حرئيفة تسمى: 
حمزة» ويقال: فيها حموضة. ويكنى أيضًا: أبا ثُمامة ‏ بضم المثلثة وتخفيف 
الميم ‏ نقله ابن عساكر» وابنٌ الأثير”". وأمه أم سليم بنت ملحان يكسر 
الميم وبالحاء المهملة ‏ . 

وفي الصحيح: أن أم سليم قالت للنبي يك : يا رسول الله! لي خويصة. 
قال: «ما هي؟2 قالت: خادمك أنس» - تعني : ادع له قال: فما ترك خير 
آخرة ولا دنيا إلا دعا به: «اللهم ارؤقة مالا وؤلداء وبارك له»» قال أنس: فأنا 
أكثدُ الأنصار مالاً» وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي إلى مقدم الحَجّاج 
البصرة بضعٌ وعشرون ومئة". ويروى: خويصتك أنس”). 
1) انظر: «جامع الأصول» لابن الأثير 7١١ /١15(‏ -دار الفكر). 
0) انظر: «تاريخ دمشق» لابن عساكر (9/ 071773 . 
(9) رواه البخاري .)١947(‏ 
(5) أورده العيني في «عمدة القاري» /١١(‏ 14) باللفظ المذكورء ورواه البخاري 


(فحك 360 مر حديث أسر, بر مالك 45 » وفيه : «قالت أم سليم : يارسول الله! - 


نارف 


ومعنى الخويصة : ما يختص به» وأصله خاصك» فصغرته لصغر سنه 
يومئذ. 

حمل أنس به عن النبي يَِِ حديثًا كثيراء فروي له ألفا حديث» ومئتان 
وستئة وكمانون حديكاء اتفق ق الشيخان على مئة وثمانية وستين» وانفرد 
البخاري بثلاثة وثمانين» ومسلم بأحد وستين» فهو أحد المكثرين. 

مات بالبصرة في موضع يعرف بقصر أنس» خارج البصرة على فرسخ 
ونصفء وهو آخر من مات بها من الصحابة» 5ه وعنهم أجمعين» سنة 
إحدى وتسعين» أو اثنتين» أو ثلاث» أو خمس.ء والأول هو الذي رجحه 
ابن الأثير”'2» ورجح النووي الثالث» وكذا الذهبي("» وغيرهماء وعمره 
مئة وثلاث سنين» أو وسنتان» أو وسبعة» أو وعشرة. واتفق العلماء على 
أنه جاوز المئة» ذلك . 

(قال) أنسٌ بن مالك ذه : (قال رسول الله يل : لاير الدعاء) ‏ بضم 
اله الس لال بع قاع هدر لجا برقو رقت نا 
أي : لا يرد الله الدعاء عن الإجابة إذا كان الدعاء (بِينَ الأذان والإقامة)؛ 


أي : إذا وقع بين زمانيهماء وزاد ابن حبان فى «(«صحيحه) : «فادعوا»0 2 


إن لي خُوّيصة» قال: «ما هي؟» قالت: خادمك أنس»» ورواه ابن حبان في 
«صحيحه) (2)/14857 وفيه: «خويدمك)» بدل «خادمك» . 
)١(‏ انظر: «أسد الغابة» لابن الأثير (1/ .)١945‏ 


(؟) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي /١(‏ 177)» واسير أعلام النبلاء» 
للذهبى (7/ ٠5‏ 5). 


(9) رواهابن حبان فى (صحيحه) .)١595(‏ 


شرف 


وزاد الترمذي في رواية له: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: «سلوا الله العافية 
في الدنيا والآخرة»27 . 

(رواه أبو داود) سليمانٌ بِنُ الأشعث» (و) أبو عبد الرحمن (النسائيٌ 
و) أبو عيسى (الترمذيء» وقال) الترمذي: (حديث حسن). ورواه أيضا- 
الإمام أحمدء وابن خزيمة في «صحيحه)» وابن حبان”"» وفي (صحيح 
الحاكم» بإسناد ضعيف عن ابن عمر و مرفوعا: «تفتح أبواب السماء لقراءة 
القرآن» وللقاء الزحف, ولنزول القطر» ولدعوة المظلوم» وللأذان»”" . 

وروى أبو داود في اسئنه؛؛ وابن حبان في اصحيحها عن سهل بن سعد 
الساعديّ َيه قال: قال رسول الله يلِ: «ساعتان تفتح فيهما أبواب السماءء 
وقلّ ما ترد على داع دعوته : عند حضور النداءء» والصفف في سبيل الله . 

وفي لفظ : انان لا تراه أو كلما ترَدَانِ ن: الدّءَ عَاءُ عِنْدَ التْدَاءٍ وَعِنْدَ 
الْبَأْسِ حِينَ يُلْحِمُ بَعْضْهُمْ 5 ا 


.)"095( رواه الترمذي‎ )١( 

(؟) رواهالإمام أحمد في «مسنده» (1/ »)١١9‏ وابن خزيمة في (صحيحه) (175)» 
وابن حبان في «صحيحه)» .)١595(‏ 

(6) لم نقف عليه عند الحاكم» ورواه من حديثه الطبراني في «الأوسط» 2)0757١(‏ وفي 
إسناده حفص بن سليمان الأسدي. قال الهيئمي في «مجمع الزوائد» /١(‏ 77/8): 
ضعفه البخاري ومسلم وابن معين والنسائي وابن المديني» ووثقه أحمد وابن 
حبان. 

(54) رواه أبو داود »)551٠0(‏ وابن حبان في (صحيحه» .)١19570(‏ 


(0) وهو لفظ حديث أب دواد. 


ضف 


وفي لفظ لابن حبان: «ساعتان لا ترد على داع دعوته: حين تقام 
الصلاة» وفي الصف في سبيل الله)”2: ورواة الحاكم وضححة”") ورواه 
الإمام مالك موقوقا©. 

قوله في الحديث : (يلحم): هو_بالحاء المهملة ‏ ؛ أي : حين ينشب 
بعضهم ببعض في الحرب . 

وروى الحاكم -وصححه _-عن أبي أمامة ض» عن رسول الله َك 
قال: «إذا نادى المنادي» فتحت أبوابٌ السماء واستجيب الدعاء» فمن نزل 
به كربٌ أو شدةء فليتحيّنِ المنادي» فإذا كبر كبرء وإذا تشهد تشهدء وإذا 
قال: حي على الصلاة قال: حي على الصلاة» وإذا قال: حي على الفلاح 
قال: حي على الفلاح» ثم يقول: اللهم ربّ هذه الدعوة التامة الصادقة 
المستجابة المستجاب لهاء دعوة الحق وكلمة التفوى» أحينا عليهاء وأمتنا 
عليهاء وابعثنا عليها واجعلنا من خيار أهلهاء أحياءً وأمواناء ثم يسأل الله 
حاجته) 27 وفي سنده عفير بن معدان» وهوواه. 

وقوله: (فليتحين المنادي)؛ أي : ينتظر بدعوته حين يؤذن المؤذن» 
فيجيبه» ثم يسأل الله تعالى حاجته. 


)١(‏ رواهابن حاوقن امجيدة (735 1 ). قال الألباني في «ضعيف الترغيب 
والترهيب» :)١55(‏ منكر. 

(00) رواه الحاكم في «المستدرك) (19785). 

(9) رواه الإمام مالك في «الموطأ» /١(‏ 10 


(5) رواه الحاكم في «المستدرك» .)3٠١5(‏ قال الألباني في «ضعيف الترغيب 


والترهيب» (لا/ا١1):‏ ضعيف جِدًا 1 


لكف 


وروى أبو داود والنسائيٌ عن عبدالله بن عمرو ذه : أن رجلا قال: 

5 5 5 3 . 5 و ال-2 واو - اس 

يا رسول الله! إن المؤذنين يفضلونناء فقال كلِ: «قَلْ كما يَقولونَ» قَإِذًا 
دس هه وأ ان 7 5 0 

انْنَهَيْتَء فسَّلُ تغطّة270. ورواه ابن حبان فى «صحيحه)» وقال: «تغط)ء 


بغير هاء0" , 


وفي «سئن أبي داود» عن أم المؤمنين أم سلمة # قالت: علمني 
رسول الله بكلِ أن أقول عند المغرب : «اللهم هذا إقبالُ ليلك وإدبارٌ نهارك 
وأصواث دُعاتك» وحضور صلواتكء» فاغفر لي)”©2 . 

قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه «الكلم الطيب والعمل الصالح»): 
فهذه خمس سنن في الأذان: إجابته» وقول: رضيت بالله ربّاء وبالإسلام 
ديناء وبمحمد رسولًا حين يسمع التشهد» وسؤال الله تعالى لرسوله الوسيلة» 
والصلاة عليه يلوه والدعاء لنفسه بما شاء . انتهى”* . 
* فروع: 

الأول : الأذان والإقامة فرض كفاية على معتمد المذهب للخمس 
المؤداة» ومنها: صلاة الجمعة» دون غيرها؛ لقوله يَكلهِ: «إذا حضرت الصلاة» 


)١(‏ رواه أبو داود (14؟267» والنسائى فى «السئن الكبرى» (؟481/5). 


(*) روأهابن حبان فى «صحيحه» 2.)١590(‏ وفيه: ١تعطه)»‏ . 


إفر4 رواه أبو داود (5170) دون قوله: (وحضور صلواتك)» وقدروى هذه الزيادة 
الترمذي (579089) , 


2 وهوكتاب: «الوابل الصيب من الكلم الطيب» نفسه . 


.)١57 * انظ : «المابا الصسم) لابء قم الحدؤزية (ص‎ )6١ 
ضاءنب 6 1 يض سمه ب‎ 5 


خرف 


فلِيؤدّنْ لكم أحذكمء وليؤْمَكم أكبركم»» متفق عليه" . 


والأمر يقتضي الوجوب . 


وعن أبي الدرداء د : أن النبي ككِ قال: «ما من ثلاثةٍ [في قرية] لا يؤذن 


ولا تقام فيهم الصلاة» إلا استحوذ عليهم الشيطان»». رواه الإمام أحمدء 
والطبراني”) 


ولأنهما من شعائر الإسلام الظاهرة» فكان واجبًا كالجهاد على جماعة 


الرجال» ويُسئان سفرًا ولمنفرد» فإن اتفق أهلّ بلد على تركهماء قاتلهم 
الإمام ؟ لأنهما من أعلام الدين الظاهرة» وعن الإمام أحمد كه رواية 
مرجوحة: أنهما سنة؛ وفتا للأئمة الثلاثة7" . 


(010 
00 


000 


رواه البخاري (51)؛ ومسلم (71/5/ 747)» من حديث مالك بن الحويرث 4 . 
رواه الإمام أحمد في «مسننده» (6/ 42١947‏ ورواه الطبراني في «مسند الشاميين» 
)١179(‏ من حديث ابن عمر وها بنحوه . 

قال الموفق في «المغني» :)20٠ /١(‏ يُكْرَهُ تَرْكُ الأذَانِ لِلصَّلْوَاتٍ الْحمْسٍ؛ لأنَّ 
لني كله كَانَتْ صَلَوَانَهُ بأَذَانِ وَِقَامَة وَالأئِمَةٌ بَعْدَهُ وَأَمَرَبِدِء وَظَاهِرُ كلام 
الْحِرَقِيَ : أَنَّ الأذَانَ سن مُوَكْدَة وَلَيْسَ بواجب؛ لأنةُ جَعَلٌ يَكَهُ مَكْرُوهَاء وَهَذَا 
قَوْلُ أبِي حَنِيقَةٌ وَالسَّافِعِيَ ؛ نَدُحُمَاء إلى الصّلاق فأشْبَه بَهَ قَولَّهُ: (الصّلاةٌ 
جَامِعَةٌ) . وَقَالَ أَبّو بكر عَبْدُ الْعَزِيز: هُوَ مِنْ فرُوض الكِمَايَاتٍ . وَهَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ 
أْصْحَابَا وَقَوْلُ بَعْضٍ أَصْحَاب مَالِكِ . وَقَالَ عَطَاءٌ وَمُجَاهِدٌ وَالأوْرَاعِيٌ: هُوَ 
فَرْضٌ ؛ لأنَّ النَبِيَ يك مر به مَالِكَا وَصَاحِيَة َو عَليْومُوَ فدوَخْلفَائه وَأَمْكَائة: 
وَالأمْد يَقَتَصِي الْوجوب» وَمُدَاوَمتُُ علَى فِعْلِهِ دَلِيلٌ عَلَى رُجُوبف 
الإسْلام الاق فَكَانَ فَرْضًا كَالْجِهّاد على َل أسْعَبع إِذَاقَامبهِ مَنْ تَحْصلُ به 


3 


الكفاية؛ 07 عَنْ ن القن * لم 
من 


وَلَأنَه مِنْ شَعَائِرِ 


0 - بره 
ولدلا 2 2 ا * كله ويكةم اه 
ا 0 


المت 


الثاني : مختار الإمام أحمد 5ه : أذان سيدنا بلالٍ 4 : خمس عشرة 
جملة؛ لا ترجيع فيه؛ والإقامة إحدى عشرة جملة؛ فإن بلالا الحبشي كان 
يؤذن» ويقيم لرسول الله بك كذلك إلى أن توفي رسول الله وله وعليه عمل 
أهل المدينة. 

قال الإمام أحمد 4ه : هو آخر الأمرين» قيل له: إن حديث أبي 
محذورة”' بعد حديث عبدالله بن زيد؛ لأن حديث أبي محذورة بعد فتح 
مكة» فقال: أليس قد رجع النبي كل إلى المدينة وأقر بلالا على أذان 
عبدالله بن زيد؟ ويعضد ذلك حديثٌ أنس #5ه» قال: أمر بلال أن يشْفَّعَ 
الأذانَء ويوتر الإقامة» متفق عليه . 

فإن رججَع في الأذان» أو ثنى في الإقامة» فلا بأس. نصنّ عليه الإمام 
أحمد في رواية حنبل» وهو أذان أبي محذورة» وعليه عمل أهل مكة» وهو 
مختار الإمام الشافعي 4#» فيعيد الشهادتين بعد ذكرهما خفضًا بصوت 
أرفع من الصوت الأول . 

وعن أبي محذورة 5ه : أن رسول الله يله علمه الأذان تسم عشرة كلمة» 
والإقامة سبع عشرة كلمة» رواه الإمام أحمدء وأبو داود» والترمذي 


وصححه ‏ وابن خحزيمة» وابن حبان27 . 


)١(‏ في الأصل : إن أبا محذورة»؛ والصواب المثبت . انظر: «الشرح الكبير» لابن 


6 رواه البخاري (05 ك5 ومسلم ( لحار 2 


م رقاه الإمام أحمد فى (مسنده» ("9/ ٠١9‏ )2 وأبو داود )ل والترمذي (؟94١)2-2‏ 


5:١ 


وعن الإمام أحمد: لاينبغي الترجيع وفاقًا لأبي حنيفة . 

وأجاب الشمس ابن أبي عمر عن حديث أبي محذورة: أن النبي يلل 
إنما أمر أبا محذورة بذلك؛ لأنه لم يكن مقرًا بها حينئذ» فإن في الخبر أنه 
كان مستهزا يحكي أذانَ مؤذن النبي كَل فسمعهء فدعاه فأمره بالأذان» 
وتاشلاانطقه يها» لبملة ذلك وعذا لك برجو فى شير دلبل آنه لو ينامر 
بلالا ولا غيره ممن هو ثابثٌ الإسلام0" . 

ويعضده: أن خبر أبي محذورة مترول العمل بجميعه بالإجماع؛ 
لعدم عمل الشافعي به في الإقامة» فلم يها كالحنبلي» والحتبلي لم بجع 
ان 

وقال إسحاق: كل ذلك سواءء الترجيع وعدمهء وإفراد الإقامة 
وشفعها؛ لصحة الرواية بهما. 

الثالث: يسن أن يقول المؤذن في أذان الصبح بعد الحيعلتين: (الصلاة 
خيرٌ من النوم) مرتين؟ لقول النبي كله لأبي محذورة: (إذا كان أذانُ الفجرء 
فقل: الصلاة خير من النوم» مرتين» رواه الإمام أحمد وأبو داود”" . 

وفي رواية: أن بلالا جاء ذات يوم فأراد أن يدعو رسول الله يكل 


فقيل له: إنه نائم» قال: فصرخ بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم» مرتين. 


- وابن خزيمة فى «(صحيحه» (لا/ا7)» واين حبان فى (صحيحه» .)١5481(‏ 
)١(‏ انظر: «الشرح الكبير» لابن أبي عمر /١(‏ 791). 
(؟) انظر المرجع السابق /1١(‏ 07948 . 


زفق رواه الإمام أحمد فى «مستدة) (#/رار١‏ 5 )2 وأبو داود ٠(‏ 26 


حي 


قال الإمام الجليل سعيدٌ بن المسيب سيد التابعين: فأدخلت الكلمتان في 
التأذين إلى صلاة الفجر”' . 

وجزم في «الروضة» بوجوبه» ويسمى هذا التثويب؛ لأنه من 
ثاب بالمثلثة ‏ : إذا رَجّع ؛ لأن المؤذن دعا إلى الصلاة بالحيعلتين ثم عاد 
إليهاء وقيل: سمي به؛ لما فيه من الدعاء. وظاهرّه أنه يقولّه ولو أذن قبل 
الفجر. 

ويكره في غير أذان الفجرء وبين الأذان والإقامة؛ لقول بلال 5 : 
انرتق رسول اذا كيه آذ أدرت في الفلكر: ونهاني أن أثوب في العشاء» رواه 
الإمام أحمد» وغيره” . 

واختصت الفجر بذلك؛ لأنه وقت ينام الناس فيه غالبّاء فشرع ذلك 

الرابع؛ يشترط ذكورية المؤذن» وعقله» وإسلامه» وتميبزه» وعدالته. 
ولو ظاهراء وسّنَّ كونه أميئاء بصيراء عالمًا بالأوقات» ولو عبدّاء ويستأذن 
سيذة» وآن يكون هنين الصوت» بالعا: 

وإن كان أعمى وله من يُعْلِمهِ بالوقت» لم يكره. 

_ 0 لا يصح أذان مميز لبالغين» اختارها جماعة من علمائنا؛ وفاقًا 
للإمام مالك؛ لأن الأذان فرض كفاية» وفعلٌ المميز نفلٌ» وعلله صاحب 


)1( رواه الإمام أحمد في «مسئده» (4 / 02 والدارمى فى (سئئه) (؟191١).‏ 


(؟) رواه الإمام أحمد فى «مسنده» (5/ .)١6‏ 


وذ 


«المحرر)(2» و«المغنى2(" بأنه لا يُقبل خبره» كذا قالا20 . 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : يتخرج فيه روايتان» والمعتمد صحةٌ 
أذانه» وأنه يسقط به فرض الكفاية©» نصره القاضي وغيره وفاقًا لأبي حنيفة 
والشافعي» ونقل حنبل: يصح إذا راهق . والله أعلم . 


[لالالا 


)١(‏ «المحرر في فقه الإمام أحمد بن حنبل» لمجد الدين أبي البركات عبد السلام بن 
عبدالله بن الخضرء ابن تيمية الحراني» المتوفى سنة (؟50ه). انظر: «المدخل» 
لابن بدران (ص: .)5١6‏ 

(؟) «المغني» لموفق الدين عبدالله بن محمد بن أحمدء المتوفى سنة (١57ه).‏ 
انظر : «المدخل» لابن بدران (ص: 517). 


0) انظر: «المحرر» لمجد الدين بن تيمية(١/38).,‏ و«المغنى» لابن قدامة 
.)١8/1(‏ 


(5) انظر: «الفتاوى الكبرى» لابن تيمية (5 / .)5٠5‏ 


254 


ظ 


أي : هذا باب فضل بناء المساجد. وبيان أجر من كنسهاء وذكر 
الحافظ فيه أربعة أحاديث : 


27007 
الحريثا اَل 


-عن عُثْمَانَ بْنِ عََانَ * قال: سَمِعْتُ رسول الله يك يَقَولٌ : 
«مَنْ يَتى مَسْجِدًا يبتَفِي به وَجْهَ اللو بَتى الل لَهُ مِثْلَهُ في الْجَنّ؛. أخرجه 
البخاري: 007 

(عن) أميرٍ المؤمنينَ أبي عَمْرِو (عثمانَ بن عفان له قال: سمعت 
رسول الله ب يقول: من بنى مسجدًا) التنكير فيه للشيوع؛ فيدخل في ذلك 
الكبير والصغير» ووقع في رواية أنس َيه عند الترمذي : «صغيرًا أو كبي |27 
وزاد ابن أبي شيبة في الحديث المذكور عن عثمان 5ه : «ولو كمفخص 
قطاة)”"2» وهذه الزيادة يأتي الكلام عليها في حديث جابر يه وهو الثالث 
)0غ( رواه البخاري ,»)50٠(‏ ومسلم (0175/ 55). 

0) رواه الترمذي (719). 


زفق رواة اين أ شيية فن (مصئقه») "1١4‏ إثر حديث ابن عباس ع . 


2ظ»> 








من أحاديث الباب. (يبتغي)؛ أي: يطلب ويقصد (به)؛ أي: ببنائه مسجدّاء 
(وجة الله)؛ أي : رضاه» والمعنى بذلك الإخلاص. 

قال الإمام الحافظ ابن الجوزي : من كتب اسمه على المسجد الذي 
يبنيه» كان بعيدًا من الإخلاص . انتهى27 . 

ومن بناه بالأجرة لا يحصل له هذا الوعد المخصوص ؛ لعدم الإخلاص» 
وإن كان يؤجر في الجملة. 

وقد روى أصحاب السئن» وابن خزيمة» والحاكم من حديث عقبة بن 
عامر مرفوعا : «إن الله يُدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه المحتسب 
في صنعته» والرامي به» والممدّ [به]»9 . 

فقوله: (المحتسب في صنعته)؛ أي : من يقصد بذلك إعانة المجاهد. 
وهو أعمٌ من أن يكون متطوعا بذلك» أو بأجرة» لكن الإخلاص لا يحصل 
إلا من المتطوع به. 

وهل يحصل الثواب المذكور لمن جعل بقعة من الأرض مسجدًا ؛ 
بأن يكتفي بتحويطها من غير بناء» وكذا من عمد إلى بناء كان يملكه فوقفه 


ِ. 


مسجدا؟ 
إن وقفنا مع ظاهر اللفظ. فلاء وإن نظرنا إلى المعنى» فنعم» وهو 


() انظر: «كشف المشكل» لابن الجوزي .)١51 /١(‏ 
(0) رواه أبو داود »)27505١7(‏ والترمذي ))١779(‏ والنسائي :)7١57(‏ وابن ماجه 


)1 ١4؛)‏ وابن خزيمة في (صحيحه» (1178؟), والحاكم فى «المستدرك» 
1 ؟) 


المتجه؛ كما في «الفتح)0". 


وكذا قوله: (بنى)» حقيقته في المباشرة» لكن المعنى يقتضي دخول 
الأمر بذلك أيضاء وهو المنطق على استدلال أمير المؤمنين عثمانَ بن عفان ضفل ؛ 
لأنه استدل بهذا الحديث على من اعترض عليه» وذلك كما في الصحيحين: 
لما أراد عثمان بناء المسجد النبوي» كره الناس ذلك» وأحبوا أن يدعوه على 
هيئته أي : في عهد النبي يله - فقال عثمان ضف : إنكم أكثرتم . . .429 أي : 
الكلامَ بالإنكار. 

قال البغوي في «شرح السنة» : لعل الذي كره الصحابة من عثمان 
بناؤه بالحجارة المنقوشة» لا مجرد توسعة المسجد. انتهى7” . 

فإن سيدنا عثمان يه لم يبن المسجد إنشاءً؛ وإنما وسّعه وشيده؛ 
فإن أمير المؤمنين عمر يه كان قد زاد في المسجد النبوي» وبناه على 
بنيانه؛ أي : بجنس الآلات التي كان المسجد مبئيًا بها زمنَ النبي كل ولم 
يغير شيئًا من هيئته إلا توسيعه؛ وأما عثمان» فغيره من وجهين: التوسيع» 
وتغبير الآلات؛ فبناه بالحجارة المنقوشة بدل اللَّبِن والجصٌ» وجعله على 
عمد الساج» وهو نوع من الخشب يؤتى به من الهند» فعمّر 5 -مع ما كان 
من كثرة الفتوح في أيامه» وسّعَة المال عنده لم يغير المسجد عمًا كان 
عليهء وإنما احتاج إلى تجديده؛ لأن جريد النخل كان قد نخر في أيامهء ثم 
كان عثمان ذه والمال في زمانه أكثرء فحسّنه بما لا يقتضي الزخرفة» ومع 


.)0 50 /١( انظر: «فتح الباري» لابن حجر‎ )١( 
ومسلم م*ه/ ه؟3).‎ 2)56٠( رواه البخاري‎ (2 
. 0759 انظر: «شرح السنة» للبغوي (؟5/‎ )9( 


لا" 


ذلك» فقد أنكر بعض الصحابة عليه» فيؤخذ من الحديث: أن البناء يشمل 
من جدد» كما يطلق في حق من أنشأ. 

وكان بناء عثمان ضيه للمسجد النبوي سنة ثلاثشين على المشهور» 
فعثمان ذه استدل بالحديث المشروح على ما وقع منه. ومن المعلوم أنه 
لم يباشر ذلك بنفسه» وهذا ظاهر. 

وقوله : (بنى الله) إسنادُ البناء إلى الله مجاز'"2» وإبراز الفاعل فيه لتعظيم 
ذكره جل اسمه. أو كي لا تتنافر الضمائر» أو يتوهم عوده على باني المسجد. 

وقوله: (مثله) صفة لمصدر محذوف؛ أي: بناءً مثلهء وفي لفظ: 
ابنى الله له بِينَاه!'2» ولفظ المغل له استعمالان: الإفراد مطلقًا؛ كقوله 
تعالى : أبن لسرن تيتا [المؤمنون: 47]» والآخر المطابقة؛ كقوله تعالى: 


أمْأدالمْ4الأنسام: :0» فعلى الأول لا يمتنع أن يكون الجزاء أبنيةَ متعددة» 


فيحصل جوابٌ من استشكل لتقييده بقوله: (مثله)» مع أن الحسنة بعشر 
أمثالهاء لاحتمال أن يكون المراد: بنى الله له عشرة أبنية مثلهء والأصل أن 
ثواب الحسنة الواحدة واحد بحكم العدل» والزيادة عليه بحكم الفضل . 

وأما من أجاب باحتمال أن يكون يَللهِ قال ذلك قبل نزول قوله تعالى: 
#من جَآَ بألْسَكَةٍ كله عَم أمَعَالِهَا #[الأنعام: »]1٠١‏ ففيه بعد» وكذا من أجاب 
بأن التقييد بالواحد لا ينفي الزيادة. 


ومن الأجوبة المرضية: أن المثلية هنا بحسب الكمية» والزيادة حاصلة 


0( رواه مسلم (619 / )من حديث عثمان طلك . 


ار 


بحسب الكيفية » فكم من بيت خيرٌ من عشرة» بل من مئة. 

أو أن المقصود من المثلية : أن جزاء هذه الحسنة من جنس البناء» 
لا من غيره» مع قطع النظر عن غير ذلك» مع أن التفاوت حاصل قطعًا بالنسبة 
إلى ضيق الدنيا وسّعة الجنة ؛ إذ موضع شبر فيها خير من الدنيا وما فيها كما 
الجنة أفضلّ منه)20 . 

وللطبراني من حديث أبي أمامة ذه بلفظ: «أوسع منه". وهذا 
يُشعر بأن المثلية لم يقصد بها المساواة من كل وجه. 

وقال النووي: يحتمل أن يكون المراد: أن فضله على بيوت الجنة 
كفضل المسجد على بيوت الدنيا9 . 

وقوله: (في الجنة) يتعلق ب (بنى)؛ وهو حالٌ من قوله: (مثلّه)» وفيه 
إشارة إلى دخول فاعل ذلك الجنة؛ إذ المقصود بالبناء له أن يسكنه» وهو 

(أخرجه) ؛ أي : الحديث المشروح (البخاريٌ ومسلم) في صحيحيهماء 
وغيرهما. 


# خ# ا 


للق رواه الإمام أحمد في «مسنده» "*/ ١٠6غ).‏ 


(؟) رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (27889) . 
9) انظر: اللشرح النووي على , مسلم» (ه/ ة١).‏ 


؛ْظ 


بهم و صير. 
١‏ الحريث لان ١‏ 


و 


عَنْ عمرَ بن الْخَطَابٍ قَالَ : سَمِعْثُ رَسُولَ اللَّهِ يله ينو 

ا 09 بتى الله ل ا رواه 
ابن ماجه7١)‏ 

(عن) أمير المؤمنينَ (عمر بن الخطاب هه قال: سمعتٌ رسول الله يك 
يقول: من بنى لله) يَبْكَ (مسجدًا)ء وفي نسخ «الفضائل» : امَنْ بنى مسجدًا) 
بإسقاط : (لله)؛ للعلم به" (يُذكر) بضم التحتية مبني للمفعول (فيه)؛ أي : 
في ذلك المسجد (اسم الله) تعالى؛ لأن المساجد إنما تبنى للصلاة والذكر 
فيهاء (بنى الله له)؛ أي : لمن بنى مسجدًا يذكر اسم م الله فيه (بينَا) عظيمًا 
(في الجنة) المعهودة التي تعني : جنة الخلد» فيسكنه بعد دخوله فيهاء ففي 
الحديث إشارة إلى دخول الجنة؛ كما تقدم. (رواه ابن ماجَّه)» ورواه ابن 
حِبّان - أيضًا في «صحيحه» 7" , 


. رواه اين ماجه (ه8/ا)‎ )١( 
(؟) بل في النسخة الخطية التي اعتمدنا عليها (نسخة الشطي) : «من بنى لله مسجدًاا»‎ 
وهو أشهر.‎ 


زفرة زواة اب حان ق , (صحرحه» .)15١4(‏ 


1 








٠‏ عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْداللهِ و8: أنَّ وَسُولَ اللَّهِ كل قَالَ: «مَنْ 
بتى مَسْجِدًا كَمَفْحَصٍ قَطَّاق أَوْ أَصْعَرَ بَتَى اشْألَّهُ بَيِنَا في الْجَنّدِه. 
رواه ابن ماجه أيضًا(" . 

(عن جابر بن عبدالله #5: أن رسول الله كَكِ قال: من بنى مسجدًا) ؛ 
اق انان كمفبحصن فظاة) » والافحط مدل من التخين» #الأسدوصن: 
وجمعه مَفاحص» وهو موضع القطاة الذي تجثم فيه وتبيض فيه» وتأوي 
إليه؟ كأنها تفحص عنه التراب؛ أي : تكشفه» والفحصٌ : البحث والكشف . 

والقطاة: طائر معروف» واحدٌ القطاء والجمع قطُواتء وقطيات» 
ويقال لها: أم ثلاث؛ لأنها أكثر ما تبيض ثلاث بيضات» ومنه قول الشاعر: 
وأم ثلاث إن شسببن”"' عققنها 

وإن متن كان الصبر منها على نصب 


.)788( رواهابن ماجه‎ )١( 

6 في الأصل: «مشين»» والصواب المثبت. انظر: «حياة الحيوان الكبرى» 
للدميري (؟/ 20717 و«زهر الأكم في الأمثال والحكم» لليوسي (١/١١5؟)2‏ 
ولم يذكرا قائله» والببت من الطويل . 


اه" 








يقول: إن شَبّتْ فراهاء فارقتّهاء فكان ذلك عُقوفَاء وإن متن لم 
تصبر إلا وهي حزينة قلقة» والنّصَّب: التعب والبلاء. 
والقطا من أنواع الحمام» وسميت القطاة؛ لحكاية صوتها؛ فإنها تقول 
كذلك؛ ولذلكاتصنها العرث بالصدق: 
قال الشاعر: 
والنامنٌُ أهدى في القبيح من القطا 
وأضلٌ في الحسنى من الغِرْبان() 
وقال الكَمَيْتَ: 
لا تكذب القول إنْ قالت قطا صدقَتْ 
إذكلُ ذي نسبةٍ لاا بد يتح ل" 
والقطا نوعان: كُذْري» وجُوْنِي» وزاد الجوهري [نومًا ثالنّا] وهو 
الغطاط 7 فالكدرق أغبد اللون» ثقث الظهون والبطوت؛ صقر الجلوق: 
قصار الأذناب» وهي ألطف من الجونية» والجونية سودٌ بطون الأجنحة 
والقوادم» وظهرُها أغبرُ أرقط تعلوه صفرة» وهو أكبر من الكدريّ» وتعدل 
جونيةٌ بكدريتين» وإنما سميت الجونية» لأنها لاتصيح بصوتها إذا صوتت» 
إنما تغرغر بصوت في حلقهاء والكدرية فصيحة تنادي باسمهاء ولا تضع 


)١(‏ من الكامل» والبيت لأبي إسحاق إبراهيم بن عثمان الغزي. انظر: «خريدة 
القصر وجريدة العصر ‏ شعراء بلاد الشام» للأصفهاني (4/ 7). 
(؟) من البسيطء وانظر: «ديوانه» (ص: 7917). 


() في, الأصل,: «القطاط)ء والتصويب من «ححاة الحبوان» للدميري (7/ 0745 . 


"هه" 





القطاة بيضها إلا إفرادا . 

وإنما خص في الحديث مفحص القطاة؛ لأنها لا تبيض في شجرة» 
ولا على رأس جبل» إنما تجعل مجثمها على بسيط الأرض دون سائر الطير» 
فلذلك شبه به المسجد» ولأنها توصف بالصدقء فكأنه أشار في ذلك على 
الإخلاص ببنائه؛ كما قال أبو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى: خالص 
العبودية الاندماجٌ في طيٌّ الأحكام من غير شهرة ولا إرادة» وهذا شأن هذا 
الطائر. 

وقيل : إنما شبه في ذلك .لأن موضعها يشبه محراب المسجد في 
استدارته وتكويئه . 

وقيل: خرج مخرج الترغيب بالقليل عن الكثير؛ كما خرج مخرج 
التحذير بالقليل عن الكثير في قوله يلِِ: «لعنَ الله“ السارق يسرق البيضة فتُقطع 
يدُه؛ ويسرق الحبل قتقطع [يدّه]200: ولأن الشارع يضرب المثل بالشيء 
الذي لا يكاد يقع ؛ كقوله كَل : «اسمعوا وأطيعوا ولو عبدًا حبشيًا»”"2» وقد 
ثبت عنه ككل أنه قال : «الأئمة من قريش»)”" . 


. من حديث أبي هريرة طللكه‎ »)7 /1١7417( رواه البخاري (51817)» ومسلم‎ )1١( 

(؟) رواه البخاري (191) من حديث أنس 4# بلفظ : «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل 
حبشيٌ كأن رأسه زبيبة». ورواه بنحوه الإمام أحمد في لمسنئده) (5/ 01١‏ 
وزاد: «ما أقام فيكم كتاب الله 5) . 

(9) رواه الإمام أحمد في لمسنده» (17/ »)١19‏ والنسائي في «الستن الكبرى» 
(0447)» من حديث أنس وه مشروطا بقوله: «ما إن استٌئجموا فرحمواء وإن 


عاهدوا وفوا 34 وإن حكموا عدلوا 3 فمرن 5 يفعل, ذلك منهم » فعليه لعنة الله - 


نحن 


#* ننبيه : 


هذه الكلمة وردت في عدة أحاديث» فوقع في حديث أنس ظله : 
امن بنى مسجدًا صغيرًا أو كبيرا2'70» وزاد ابن أبي شيبة في هذا الحديث من 
وجه آخر: «ولو كمفحص قطاة» ‏ وتقدَّم وعند ابن حبان والبزار من حديث 
أبي ذر 22045 وعند أبي مسلم الكجي من حديث ابن عباس 145"'» وعند 
الطبراني في «الأوسط») من حديث أنس وابن عمر و#!؟2» وعند أبي نعيم 
في «الحلية» من حديث أبي بكر الصديق رضوان الله عليه*»» ورواه ابن خزيمة 
من حديث جابر» وهو الحديث المشروح» ولفظه : «كمفحص قطاة»7" . 

(أو أصغر) من مفحص القطاة» وحمله أكثر العلماء على المبالغة. 
كما قدمنا؛ لأن المكان الذي تفحص القطاة عنه لتضع فيه بيضها وترقدٌ 
عليه لا يكفي مقدارّه للصلاة فيه» ويؤيده رواية جابر هذه. 


- والملائكة والناس أجمعين». 

)1١(‏ تقدم تخريجه. 

زفقم رواه ابن حبان في «صحيحه» »)١51١(‏ والبزار في (مسنده» .)8٠١1/(‏ 

(7) ورواه الإمام أحمد في «مسنده» »)755١ /١(‏ والطيالسي في «مسنده» 711؟)» 
وابن أبي شيبة في «مصنفه» (7/ »)١5/8‏ 

(5) رواه الطبراني في «المعجم الأوسط) )١14861/(‏ من حديث أنس ذفيهء و(/1151) 
من حديث ابن عمر كلها 

(4) رواه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (0/ 4؟) وقال: غريب من حديث طلحة» 
تفرد به الحكم» ورواه أبو زرعة الرازي عن أبي أيوب الدمشقي مثله. 


(5) رواه ابر خزيمة ف («صحرحه)ا (7؟9؟1١).‏ 


"6 


وقيل: بل هو على ظاهره؛ والمعنى أن يزيد في مسجد قدر ما يحتاج 
إلى تلك الزيادة» وتكون تلك هذا القدرء أو يشترك جماعة في بناء مسجد 
فتقع حصة كل واحد منهم ذلك القدرء وهذا كله بناء على أن المراد 
بالمسجد ما يتبادر إلى العرف» وهو المكان الذي يتخذ للصلاة فيهء فإن 
كان المراد بالمسجد موضع السجود؛ وهو ما يسع الجبهة» فلا يحتاج إلى 
شيء مما ذكر» لكن قوله: (بنى) يُشعر بوجود بناء على الحقيقة» ويؤيده: 
الحديث الذي قبله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كه : «من بنى 
مسجدًا يذكر فيه اسم الله)» فإنه مشعر بأن المراد بالمسجد المكان المتخذ 
للذكر والصلاة» لا موضع السجود فقط» ويؤيده -أيضًا -حديثٌ أم حبيبة 8#: 
امن بنى لله بِينَا؛» رواه سمويه(' في «فوائده» بإسناد حسن”". 

وقوله: (بنى الله له بيئَا في الجنة)» تقدم أن إسناد البناء إلى الله تعالى 
مجاز»ء والكلام عليه قريباء فلا يحتاج إلى إعادته. 

(رواه ابن ماجه أيضًا)ء مصدر: (آض): إذا رجع؛ أي: كما روى 
الذي قبله» وهو حديث عمر د . 


[00الا 


(1) الإمام الحافظ الثبت أبو بشر إسماعيل بن عبدالله بن مسعود العبدي الأصبهاني» 
توفي سنة /771ه). انظر: سير أعلام النبلاء» للذهبي .)٠١ 7/١١‏ 

(؟) قال ابن حجر في «فتح الباري» /١(‏ 544): إسناده حسن . ورواه البخاري في 
«التاريخ الكسر» (/ 2١51١‏ وأدن الأعرابي في «معجمه» (1/ 1174). 


ومه؟ 





تالا 


"١‏ عن أن بن مَالِكِ قَالَ: قال رب سُولُ اللّهِ يلِ: «عُرضَتْ 
عَلَىَ أَجُورُ أمَتِيء حَنَى الْقَذَاةُ ؛ يُخْرجْهَا الرَجْلُ مِنَ الْمَسْجِدِء وَعْرِضَتْ 
م ذُنُوبُ أُمَتِي» فَلَمْ أرَ ذَنْبًا أَْظَمْ مِنْ سُورَة مِنَ الْقَرآنٍ ن أو آي أُوتِيَهًا 
رَجَلٌ نم يها . رواه أبو داوه"©. 

(عن أَنَسِ بن مالكِ) وه خادم رسول الله كل (قال) أنس: (قال 
رسولُ الله يك: (عُرِضَتْ) بضم العين المهملة مبًا للمفعول (عليّ أجور) 
بالرفع نائب الفاعل (أمتي) المجيبةٌ لما دعوتهم له من الهدى والدين القويم؛ 
أي : عرض الله تعالى عليّ ثوابَ أعمالهم الصالحة» وأجورٌ أفعالهم الناجحة» 
وهذا العرض يحتمل أن يكون ليلةَ الإسراء يقظةً» ويحتمل أن يكون منامًا؛ 


2 


0 


.)551( رواه أبو داود‎ )١( 








لأن رؤيا الأنبياء وحى؟ (حتى القذاة) بتخفيف الذال المعجمة والقصر. 

قال في «النهاية» : القذاة: ما يقع في العين والماء والشراب من تراب 
أو تبن أو وسخء أو غير ذلك . 
وأجر القذاة» أو أجر إخراج القذاة. 

قال: ويحتمل الجرء وتكون (حتى) بمعنى (إلى)» فحيئئذ التقدير: 
إلى أجر إخراج القذاة. 

وقوله : (يخرجها الرجل)؛ أي : الشخصء من ذكر أو أنشى» وإنما 
خص الرجل ؛ لأنه الغالب في إخراج ذلك» (من المسجد): جملة مستأنفة 
للبيان» والرفع عطمًا على (أجور)ء والتقدير : ما مرّ» و(حتى) يحتمل أن 
تكون هى الداخلة على الجملة» فحيئئذ التقدير: حتى أجِرٌ القذاة يخرجهاء 

وقال ولي الدين العراقي: قوله: (حتى القذاة) بالرفع عطفًا على 
قوله: (أجورٌ أمتى)» ويجوز فيه الجر بتقدير: حتى أجر القذاقء ثم حذف 
المضاف وأبقى المضاف إليه على إعرابه . 

قال: ويجوز فيه النصب؛ أي : حتى رأيت القذاة» انتهى. 

قال ابن رسلان: وسمعت من بعض المشايخ أنه ينبغي لمن أخرج 
قذاة من المسجدء أو أذى من طريق المسلمين أن يقول عند أخذها لإزالتها: 
لا إله إلا الله؛ ليجمع بين أدنى شعَب الإيمان وأعلاهاء وهي كلمة التوحيدء 
وبين الأفعال والأقوال» وإن اجتمع القلب مع اللسان» كان ذلك أكمل . 


/اه ؟" 


قال أنس : قال رسول الله كَل : (وعرضت علي ذنوبٌ أمتي) : جمع 
ذنب» وهو أثر أعمالها القبيحة. 

قال في «القاموس»: الذنب: الإثم» والجمع ذنوب» وجمع الجمع. 
ذتويات7) 

قال ابن القيم: الإثم والعدوان قريبان» وكل منهما إذا أفرد تضمن 
الآخرء قال الله تعالى: #وتماونواً عل ار والتّقُوئ ١‏ وَلَاتعَاع لاو لْعَرُونِ * 
[المائدة: 7]» فكل إثم عدوان؛ إذ هو فعل ما نهى الله عنه» أو ترك ما أمر الله 
به» فهو عدوان على أمره ونهيه» وكل عدوان إثم ؛ فإنه يأثم به صاحبه» ولكن 
عند اقترانهما فهما شيئان بحسب متعلقهما ووصفهماء فالإثم: ماكان 
محوّم الجنس؛ كالكذب والزنا وشرب الخمرء ونحو ذلك» والعدوانٌ: 
ما كان محرّم القدر والزيادة؛ كالاعتداء في أخذ الحق ممن هو عليه؛ بأن 
يعتدي على ماله أو بدنه أو عرضه»ء فإذا غصبه خشبةً» لم يرضّ عوضها إلا 
داره» وإذا أتلف عليه شيئاء أتلف عليه أضعافه» وإذا قال فيه كلمة» قال 
أضعافهاء فهذا عدوان”' . 
ل 

بضم الهمزة مبيّا للمفعول (رجلٌ)؛ أي: شخصء (ثم نسيها)”" . 


أوتيها 
آية أوتيها 


درق انظر: «القاموس المحيط» للفيروزأبادي (مادة : ذنب). 
(؟) انظر: «مدارج السالكين» لابن قيم الجوزية /١(‏ 7548). 
(5) قال ملا علي القاري في «مرقاة المفاتيح» (7/ 796): والنسيان عندنا أن لا يقدر 


أن بقرأ بالنظرء كذا في «شرح شرعة الإسلام» . 
حافيات نة ص ج١١‏ يجا 7 


مه" 


قال التوربشتي: هذا مقيس من قوله تعالى : #إقال كدَِك تك اننا 


7 


ِب وَكدَِكَايرََ #[طه: *17]» وإنما قال: (أوتيها) ولم يقل: حفظها؛ 
لينبه به على أنها كانت نعمة عظيمة أولاه الله تعالى إياها ليقوم بهاء ويشكر 
موليهاء فلما نسيهاء كأنه كفر تلك النعمة» فبالنظر على هذا المعنى كان 
أعظم جرمّاء فلما عد كَلِةٍ إخراج القذاة التي لا يُؤْبه لها من الأجور؛ تعظيمًا 
لبيت الله تعالى؛ عد أيضًا ‏ النسيانَ من أعظم الجرم؛ تعظيمًا لكلام الله 
تعالى» كأن فاعل ذلك عد الحقير عظيمًا بالنسبة إلى التعظيم» فأزاله عنهء 
وصاحبه هذا عد العظيم حقيرًاء فأزاله عن قلبه. 

وقال ولي الدين العراقي في «شرح سنن أبي داود» : واستدل بهذا 
على أن نسيان القرآن من الكبائر» وقد صرح بذلك صاحب «العمدة»7"', 
قال: ظاهره أنه في نسيان جميع القرآن» ويحتمل أنه أراد به أيّ جزء كان 
من القرآنء أو آية. 

وقوله في الحديث : (أو آية)» يحتمل أنه شلك من الراوي في اللفظ 
الذي قاله النبي كَل ويحتمل أن يكون تنويعًا من النبي كَل وأن الوعيد يترتب 
على كل منهما. 

قال العراقي: وهذا الحديث إن صح يقتضي أن هذا أكبر الكبائر» ولا قائل 
به» وقد يحمل نسيانها على رفضها ونبذها؛ كما في قوله تعالى: #أنتّك 


مد 


الى 


يننا فتسيتها #[طه : 7 وهذا يقتضي الكفرء وهو أكبر الكبائر بلا توقف» 
وقد يحمل على الذنوب المتعلقة بالنسيانء وقد يحمل على الذنوب التى 


. )1776 كذافي الأصلء وفي «قوت المغتذي» للسيوطي (؟/‎ )١( 


564 


كان اطلع عليها في ذلك الوقت . 

فإن قيل: كيف يكون النسيان ذنبّاء وهو مرفوع عن هذه الأمة؟ 

فالجواب: الذنب هو التفريط في محفوظه من القرآن الكريم بحن 
تعأاهذه ودرسه. فإنه سبب ظاهر للنسيان» انتهى . 

وقال بعض العلماء : يحتمل أن المراد بالذنوب التي عرضت: الصغائر» 
فيكون نسيانٌ ما أوتيه الإنسان من القرآن أعظمَ الصغائرء أو المراد: الذنوب 
التي خصت بها هذه الأمة؛ بدليل قوله: (ذنوب أمتي)؛ فإن الأمم السابقة 
ما كُلفوا حفظً كتبهم» بل ولا يسهل لهم ذلك» فلا تدخل الذنوب التي 
اشتركت فيها الأمم؛ كالقتل والزنا والسرقة وسائر الكبائر» ويكون نسيان 
القرآن أعظم الذنوب التي لم تحرم إلا في هذه الشريعة؛ كالتصوير» ولبس 
الحرير» وكشف العورة. انتهى . 

قلت: وفي هذا نظر لا يخفى ؛ فإن التصوير» ولبس الحرير» والشرب 
فى أوانى الذهب والفضة» وشرب الخمر» مما اختصت هذه الأمة بحرمته 
عليهاء وكل هذه كبائر أعظم من نسيان القرآن. 

وزعم الدارقطني'" في «العلل» بأن هذا الحديث غيرٌ ابت؛ لأن 
عبد الملك بن جريج لم يسمع من(" المطلب شيئاء ويقال: إنه دلسه عن 
ابن أبى سبرة» أو غيره من الضعفاء؛ كما قاله الجلال السيوطى”" . 


0 في الأصل : «القرطبي»» والتصويب من «قوت المغتذي» للسيوطي. 
(؟) في الأصل: «منه»» والتصويب من المرجع السابق» الموضع نفسه. 
(0) انظر : «١قوت‏ المغتذي» للسيوطي (777/5) . 


الم 


وفي افروع ابن مفلح» رحمه الله تعالى: قال الإمام أحمد 5 : ما أشدّ 
ما جاء فيمن حفظه يعني القرآن العظيم ‏ ثم نسيه”". 

وفي «الإقناع» : يكره تأخيرُ الختم فوق الأربعين بلا عذرء ويحرم إن 
خاف نسيانه”""» ثم ذكر كلام الإمام أحمد فيمن حفظه ثم نسيه. 

(رواه)؛ أي : حديثٌ أنس المشروح الإمامٌ (أبو داود) سليمان بن 
الأشعث في اسننه) . 

قلت : وكذا رواه الترمذي» وابن ماجه» وابن خزيمة في صحيحه”" . 

قال الحافظ المنذري : كلهم رووه من رواية المطلب بن عبدالله بن 
حنطب عن أنس . 

وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه؛ قال: وذاكرت 
محمد بنّ إسماعيل يعني البخاري _فلم يعرفه» واستغربه» وقال محمد: 
لا أعرف للمطلب بن عبدالله سماعا من أحد من أصحاب النبي ككل إلا قول[له]: 
حدثني مَنْ شهد خطبة النبي كله وسمعت عبدالله بنَ عبد الرحمن يقول: 
لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي كله قال عبدالله : 


.)59154 /١( انظر: «الفروع» لابن مفلح‎ )1١( 

(0) انظر: «الإقناع» للحجاوي .)١58/1١(‏ 

م رواه الترمذي 2)75911١5(‏ وابن خزيمة في اصحيحه) (/191١)غ2‏ ولم نقف عليه 
عند ابن ماجه» كما أن المزي في «تحفة الأشراف» »)1٠/ /١(‏ وابن الأثير في 


«جامع الأصول) (4/ 0594) لم يشيرا إلنه. 


56١ 





وأنكر عليٌ بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس 5ه" . 

قال الحافظ المنذري في «ترغيبه»: قال أبو زرعة: المطلبُ ثقةء 
أرجو أن يكون سمع من عائشة. 

ومع هذا ففي إسناد هذا الحديث ‏ أيضا عبد المجيد بن عبد العزيز 
ابن أبي رواد» وفي توثيقه خلاف”"' . 

قال ابن حبان: يستحق الترك» منكر الحديث جدًا . 

وقال أبو حاتم : ليس بالقوي» يكتب حديثه . 

وقال البخاري: في حديثئه بعض الاختلاف» لا يعرف له خمسة 
أحاديث صحاح . 

وقال الدارقطني : لا يحتج بهء ولا يعتدٌ به» ووثقه يحيى بن معين» 
والإمام أحمد» وأبو داود» وغيرهم. والله تعالى أعلو”" . 
* تدمة : 

أخرج البخاري ومسلمء وغيرهماء من حديث أبي موسى الأشعري ذه : 
أن امرأة سوداءً كانت تَقَجٌّ المسجدّء ففقدها رسولٌ الله ل فسأل عنها بعد 
أيام» فقيل: له إنها ماتت» قال: «فهلا آذنتموني؟ فأتى قبرهاء فصلى 


.)١77/1( انظر: «الترغيب والترهيب» للمنذري‎ )١( 

.)1١77 /١( المرجع السابق‎ )( 

م الحديث ضعيف كما نقل الشارح عن أبي حاتم وابن حبان والبخاري وغيرهم» 
ولهذا ضعفه الألباني في «اضعيف ستن أبي داود»» و«ضعيف الجامع الصغير) 


م ضرة ” 


"1 


عليها»(2, ورواه ابن ماجه وابن خزيمة من حديث أبى سعيد ذلك » وفيه: 
«فخرج بأصحابهء فوقف على قبرهاء فكبر عليها والنامن خلقه» ودعا لها 


ورواه الطبرانى فى «الكبير) من حديث ابن عباس وها وفيه : فصلى 
عليها وقال: (إني رأيتها في الجنة؛ بلقط القذى من المسجد)”” . 

ورواه أبو الشيخ الأصبهاني عن عبيد”؟» بن مرزوق» وفيه: أن اسم 
المرأة: أم محجن, وأنه صف الناسَ فصلّى عليهاء ثم قال: «أيّ العمل 
وَجِدْتٍ أفضل؟» قالوا: يا رسول الله! أتسمع؟ قال: «ما أنتم بأسمع منها» 
فذكر أنها أجابته : «قَهُ المسجد». وهذا مرسل . 

و(قم المسجد) ‏ بالقاف وتشديد الميم - هو كنسه. 
سمع النبي كل يقول: «ابنوا المساجدء وأخرجوا منها القمامة» فمن بنى لله 


. 445 من حديث أبي هريرة‎ »)1١ /9467( رواه اليخاري (/50)» ومسلم‎ )١( 

00( رواه ابن ماجه »)١67(‏ ورواه ابن خزيمة في «صحيحه» (49؟١)‏ من حديث 

أبي هريرة 5ك . 

رواه الطبراني «المعجم الكبير» .)١١751/‏ قال الألباني في «ضعيف الترغيب 
والترهيب» :)177/١(‏ ضعيف . 

(5) كذا في الأصل وافتح الباري» لابن رجبء وعند المنذري في «الترغيب والترهيب» 
- والمؤلف ناقل عنه ‏ : عبيدالله . 

(4) رواه أبو الشيخ في «ثواب الأعمال» كما في «فتح الباري» لابن رجب (؟079/7). 
قال الآلياني في «ضعيف الترغيب والترهيب» /١(‏ /41): ضعيف معضا,. 


" 


مسجداء بنى الله له بِينّا في الجنة»» فقال رجل: يا رسول الله! فهذه 
المساجدٌ التي تبنى في الطريق؟ قال: «نعم» وإخراج القمامة منها مُهورٌ الحور 
العين)20. 

القمامة ‏ بالضم ‏ : الكناسة . 

واسم أبي قرصافة ‏ بكسر القاف ‏ : جندرة بن خيشنة . 

وروى ابن ماجه بإسناد فيه احتمالٌ للتحسين عن أبي سعيد الخدري ذه 
قال: قال رسول الله بكلهّ: «من أخرج أذّى من المسجدء بنى الله له ينا في 
الجنة)7 . 

وروى الإمام أحمد والترمذي -وقال: صحيح -عن سمرة بن جندب ذه 
قال: أمرنا رسول الله يكِ أن نتخذ المساجدّ في ديارناء وأمرنا أن ننظفها” . 

وروى الإمام أحمدء وأبو داود. وابن ماجه. وابن خزيمة في 
«صحيحه) عن أم المؤمنين عائشة ؛ الصِدّيقة بنت الصدّيق ا قالت: أمرنا 
رسول الله له ببناء المساجد في الدور» وأن تنظّف وتطفني 1 وروأ 


)1١(‏ روه الطبراني في «المعجم الكبير) .)5071١(‏ قال الهيثمي في «مجمع الزوائد) 
(5/ 9): في إسناده مجاهيل. 


زفق رواه ابن ماجه (/اه/ا) ‏ 
(9) رواه الإمام أحمد في «مسنده» »)١7//5(‏ ولم نقف عليه عند الترمذي» وعزاه 


المزي في «تحفة الأشراف» (077/54» وابن الأثير في "جامع الأصول» )5١9/1١(‏ 
لأبى داود 0 ). 


(8) رواهالإمام أحمد في (مسنده) (7/ 77/4)» أبو داود (406)»: وابن ماجه 


(/. 1/69)., وابرم خزيمة في «(صحيحه) (985؟7١).‏ 


>35 


الترمذي ‏ أيضًا - مسندًا ومرسّلّاء وقال في المرسل: أ ص(" . 

وروي عن واثلة بن الأسقع 5ه : أن النبي كك قال : : اجنبوا مساجدكم 
صبيانكم» ومجانينكم» وشراءكم» 08 وخصوماتكم» ورفع أصواتكم» 
وإقامة حدودكم» وسلّ سيوفكم» واتخذوا على أبوابها المطاهر» وجمروها-أي: 
بخروها في الجمّع) رواه ابن ماجه0©, » ورواه الطبراني ة في «الكبير) من 
حديث أبي الدرداء» وأبي أمامة» ووائلة وه" . ورواهذ في «الكبير» -أيضًا - 
بتقديم وتأخير من رواية مكحول عن معاذ"' ولم يسمع منه. 


[011الا 


.)096 20945( رواه الترمذي‎ )١( 

(؟) رواهاين ماجه .)9/5٠(‏ قال ابن الملقن في «البدر المنير) (9/ هكه): حديث 
ضعيف» في إسناده الحارث بن نبهان البصري الجرمي» وقد ضعفوه. 

() روه الطبراني في «المعجم الكبير) .)97/501١(‏ 

(4) رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (١؟/‏ 7/ا١).‏ 


"276 





يان 


-- 2 لصب سرن اص أ م يوي 2< 
0 لآ[ 71 0-7 5 20 إصدامى 
فضِْلِالمَشَيإ! أ لصَلاةَ وَفِضْل صلاةَ الْجَمَاعَةٍ 


وذكر الحافظ رحمه الله» ورضى عنه فى هذا الباب ثلاثة عشر حديثًا : 


الحريث ]لول 


عر مه 


0 59 5 5 - و 
١‏ عن أبي هريرة 5ه قال: قال رسول الله بلهِ: «صّلاة الوّجَلٍ 


٠.‏ تس يك واو ست كن اسه 00 هس امه 5 50 و5 
في الجَمَاعَةٍ تضعف على صلاته في بَبْيِهِ وَفِي سوقه خمْسًا وَعِسْرِينَ ضعفاء 


ا 


عاك عه 


وَدَلِكَ أنه ذا تَوَضَّاً فَأَحْسَنَ الْوْضوءَء ثم خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدٍ لا بُخْرِجهُ 
إلا الصَّلاةٌ ل يَخْط حَطْوَةٌ إلا رُفِعَتْ لَه بِهَا مَرَجَةٌ وَحُطَ عَنْهُبِهَا 
حَطِيئَةٌ» فَإذَا صَلَّىء لَمْ تَرَلِ الْمَلائِكَةُ تُصَلَّي عَلَيِْمَا دام في مُصَّلاهُ: 
اللّهُمَّ صَلٌ عَلَيِْ اللَّهُمَ ارْحَمْهُ وَلا يَرَالُ أَحَدُكُمْ في صَّلاةٍ مَا التَظَرَ 
الصّلاة» . رواه البخاري» ومسلم” . 


(عن أبي هريرة) عبدٍ الرحمن بن صخر (#5 قال: قال رسول الله يَلهِ: 


)١(‏ رواه البخاري (1517)»: ومسلم (777/5544). وانظر أيضًا: «جامع الأصول» 
لابن الأثير (4/ ١‏ 5)ء ففيه بيان عن سائر الروايات لهذا الحديث. 


اال 








صلاة الرجل في جماعة) بالتدكير (تنضكّف)؛ أي: تزيد» وفي رواية: 
«تفضل70؛ بتأويل الضعف بالدرجة.» أو بالصلاة» (على صلاته في بيته 
وسوقه) . 

مقتضى هذا: أن الصلاة في المسجد في جماعة تزيد على الصلاة في 
البيت والسوق جماعة وفرادى؟ كما قاله ابن دقيق العيد("؛ واستظهر الحافظ 
ابن حجر في «اشرح البخاري» وغيره: أن المراد بمقابل الجماعة في المسجد 
الصلاة في غيره منفرداء لكنه خرج مخرج الغالب» فإنَ مَنْ لم يحضر 
الجماعة في المسجد يصلَّي الصلاة في غيره منفرداء وبهذا يرتفع الإشكال 
عمن استشكل تسوية الصلاة في البيت والسوق”"". انتهى . 

ولا يلزم من حمل الحديث على ظاهره التسويةٌ المذكورة؛ إذ لا يلزم 
من استوائهما في المفضولية عن المسجد أن لا يكون أحدهما أفضل من 
الآخرء وكذا لا يلزم منه أن تكون الصلاة جماعة في البيت أو السوق لا فضلٌ 
فيها على الصلاة منفردّاء بل الظاهر أن التضعيف المذكور يختص بالجماعة 
في المسجد. والصلاة في البيت مطلقا أولى منها في السوق؛ لما ورد من 
كونٍ الأسواق موضع الشياطين» والصلاة في جماعة في البيت وفي السوق» 
أولى من الانفراد. 


وقد جاء عن بعض الصحابة قصِرٌ التضعيف إلى خمس وعشرين على 


دق رواه ابن ماجه (89/ا) من حديث ابن عمر و. 
(؟) انظر: «إحكام الأحكام» لابن دقيق العيد (1/ .)١51١‏ 


() ثقله ابن ححر في «فتح الباري,» (؟5/ 170) عن ابن دقية, العيد. 


خض 


التجميع في المسجد العامٌ» مع تقرير الفضل في غيره»؛ فروى سعيدٌ بن 
منصور بإسئاد حسن عن أوس المعافريٌ"'': أنه قال لعبدالله بن عمرو بن 
العاص: أرأيت من توضأ فأحسسنّ الوضوءء ثم صلى في بيته؟ قال: حسن 
جميل» قال: فإن صلى في مسجد عشيرته» قال: خمس عشرة صلاة» قال: 
فإن مشى إلى مسجد جماعة [فصلى فيه]ء قال: خمس وعشرون”" . 

(خمسًا وعشرين ضعفا) ؛ أي : درجة» أو صلاة» وسيأتي في حديث 
ابن عمر 45ا: أن صلاة الجماعة أفضلٌ من صلاة الفذ بسبع وعشرين» ويأتي 
وجة الجمع بين الحديثين. 

وقوله: (وذلك أنه إذا توضأ فأحسسنّ الوضوء)» ظاهرٌ من أن الأمور 
المذكورة علةٌ للتضعيف المذكور؛ إذ التقدير: وذلك لأنه» فكأنه يقول: 
التضعيفٌ المذكور سببه كيت وكيتء وإذا كان كذلك؛ فمارتب على 
موضوعات متعددة لا يوجد بوجود بعضها إلا إذا دل الدليل على إلغاء ما ليس 
معتبراء أو ليس مقصودا لذاته» وهذه الزيادة التي في حديث أبي هريرة 
معقولة المعنى» تالاض ماسر والروايات المطلقة لا تنافيهاء بل يُحمل 
مطلقها على هذه المقيدة. 


والذين قالوا بوجوب الجماعة على الكفاية» ذهب كثير منهم إلى أن 


.)178 /7( في الأصل: «أويس المغافري»» والتصويب من «فتح الباري» لابن حجر‎ .)١( 
وهو أوس بن بشر المعافري» كان يوازي عبدالله بن عمرو في العلم. انظر:‎ 
.)15 /5( و«الثقات»‎ »)01١ /7١( تاريخ ابن يونس»‎ 

(؟) قال الحافظ في «فتح الباري» لابن حجر (7/ :)١75‏ وأخرج حميد بن زنجويه 


فّ, كتات «الترغيب») تجوه مم حديث واثلة» وسئده ضعيف 1 


لح 


الحرج لا يسقط بإقامة الجماعة في البيوت» وكذا روي عن الإمام أحمد في 
فرض العين» وَوَجُهوه بأن أصل المشروعية إنما كان في جماعة المساجدء 
وهو وصف معتبر لا ينبغي إلغاؤه» فيختص به المسجد» ويلتحق به ما في 
معناه مما يحصل به إِظهارٌ الشعائر كما في «الفتح)"1' . 

قلت: أصح الروايتين عن الإمام أحمد: حصولٌ المقصودء ولو 
فعلها في بيته» وقاله جمع من علمائناء ونصره الإمام الموفق؟ لقوله عليه 
السلام: «مجعلت لي الأرضٌ مسجدًا وطهورًاء فأيما رجلٍ أدركته الصلاة» 
فليصلٌ حيثُ أدركُه)» متفق عليه" . 

عه ندلما نالحد هو افده نوق الروايهة المتجرسة يحت 
فعلها في المسجد. زاد في «الشرح» و«الرعاية»: [اللقريب منه؛ لقوله 
عليه السلام: «لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد)”"» وعن أمير المؤمنين 
علي لله مثله» وزاد: «جادٌ الممحدق أشي المنادي»»؛ رواه البيهقي 


بإسناد تخرل0؟» . 


.)176 انظر: «فتح الباري» لابن حجر (7؟/‎ )١( 

(؟) رواه البخاري (70”): ومسلم (071/ 7): من حديث جابر 4 . 

(*) انظر: «الشرح الكبير» لابن أبي عمر (7/ 4)» والحديث رواه الدارقطني في «سننه» 
»)57١ /١(‏ والحاكم في «المستدرك» (844)» من حديث أبي هريرة وه . 

(5) رواه البيهقي في «السنن الكبرى» (/ 07). قال الألباني في «السلسلة الضعيفة» 
(1/ 4"): أخرجه البيهقي وأحمد من طريق أبي حيان عن أبيه عن علي موقوفاء 
وهذا سند ضعيف» والدٌ أبي حيان اسمه سعيد بن حيان» قال الذهبي: لا يكاد 


يبعا قن دقال اب٠‏ القطان : أئه محم ل. 
د لد - اسم ص 3010017 


>58 


وفي «المحرر»: أن فعل الجماعة في المسجد فرضٌ كفاية» وعنه: 
فرض عين"2» ومعتمَدٌ المذهب أنه سنة» والله أعلم . 

(ثم) بعد وضوته الحسن على الوجه المشروع (خرج) من منزله (إلى 
المسجد) ليصلي مع الجماعة فيه» (لا بُخُرجه) شيء (إلا الصلاة)؛ أي : 
قصدٌ الصلاة في جماعة» واللام فيها للعهد. (لم يَخطُ) بفتح أوله وضم الطاء. 

وقوله: (خطوة) ضبط بضم أوله» ويجوز الفتح. 

قال(" الجوهري: الخُطوة _بالضم ‏ : ما بين القدمين» و-بالفتح ‏ : 
المرة الواحدة”"» وجزم اليعمري أنها هنا بالفتح» وقال القرطبي في رواية 
مسلم بالضه9؟. 

(إلا رُفعت) بضم الراء مبئيّا للمفعول (له)؛ أي: العامد للمسجد 
ليصلي فيه الصلاة جماعة (بها)؛ أي : بتلك الخطوة (درجةٌ) ‏ بالرفع نائب 
الفاعل ‏ ؛ أي : إلا رفع الله تعالى له بتلك الخطوة درجته إلى منزلة عالية 
في جنات النعيم» والنعيم المقيم» (وخحُطّت)؛ أي: سقطت وزالت (عنه 
بها خطيئة)؛ أي : ذنب وسيئة» (فإذا صلى) صلاة تامة بركوعها وسجودها 
على الوجه المشروع؛ لأنه بل قال للمسيء في صلاته : «ارجع فصّلٌ؛ فإنك 
لم تصّلٌ”*2» كما قاله ابن أبي جمرة» (لم تزل)؛ أي : لم تيتوخ ول تبقك 


() انظر: «المحرر» لمجد الدين بن تيمية .)4١ /1١(‏ 

(؟) في الأصل : «قاله» والمثبت من «الصحاح» للجوهري . 
(9) انظر: «الصحاح» للجوهري (مادة: خطو). 

(5) انظر : «المفهم» للقرطبي (؟/ .)59١‏ 


ل١ه)‏ .اءماءاأ نام الاه لاا 0 | للحة"/ ومؤواء. 
ا هما ال مسيد 2 ا ل ا ا ان 


.ا لسش1ا.ء 


0 
8 آاء 2 عد 
ديسا :بي الريرة نريب . 


حرف 


(الملائكةٌ)؛ أي : الحمّظة» أو أعم من ذلك (تصلي عليه)؛ أي : تدعو له؛ 
بأن تطلب له من الله الرحمة وعلوٌ المنزلة في دار النعيم (ما دام)؛ أي: مدة 
دوامه (في مصلاه)؛ أي : المكان الذي أوقع فيه الصلاة في المسجد. 

قال في «الفتح»: وكأنه خرج مخرج الغالب» وإلا فلو قام إلى بقعة 
أخرى من المسجد مستمرًا على نية انتظار الصلاة» كان كذلك27 . 

وقوله: (اللهم صَلّ عليه اللهم ارحمه)؛ أي : قائلين ذلك؛» زاد ابن 
ماجه : «اللهم نَبْ عليه» © وفي رواية: «اللهم اغفر له)70 , 

واستّدل به على أفضلية الصلاة على غيرها من الأعمال؛ لما ذكر من 
صلاة الملائكة عليه» ودعائهم له بالرحمة والمغفرة والتوبة» واستدل به 
أيضًا - على تفضيل صالحي البشر على الملائكة؛ لأنهم يكونون في تحصيل 
الدرجات في تجارتهم» والملائكة مشغولون بالاستغفار والدعاء لهم . 

(ولا يزال) الشخص العامدٌ للصلاة في المسجد جماعة (في صلاة) 
حكمًا (ما انتظرَ الصلاة) ؛ لأن انتظاره للصلاة عبادة؛ كالمرابط بالنسبة إلى 
الجهاد. (رواه البخاري): الإمامٌ محمد بن إسماعيل» (و) الإمامٌ (مسلم) 
ابن الحجاج النيسابوري . 


* ع« * 


ررق انظر: (فتتح الباري» لابن حجر (7/ ك5" ). 
فم رواه ابن ماجه (1/44) . 


(©) انظر التعلية, السابة, . 


لا" 


6 


ار : 
الدريث] 


أ هو 


97 ك. عبان 3 2 

١‏ - عن عبدالله بن عمر ا: أن رسول الله كلِْ قال: «صلاة 
الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاة الْفَل بِسَبْع وَعِشْرِينَ دَرَجّةَ) . رواه البخاري» 
وسنت 00 
صلاةٌ الجماعة أفضلٌ من صلاة الفدٌ)ء وفى لفظ: «تفضل صلاة 
الفذ»”2_بالذال المعجمة أي : المنفردء يقال: فَذَّ الرجلٌّ من أصحابه: 
إذا بقى وحذه. 

ورواه مسلم من رواية عبيدالله”" بن عمر عن نافع» وسياقه أوضحء 
ولفظه: «صلاة الرجل في الجماعة تزيد على صلاته وحذه)!؟) (بسبع وعشرين 
درجة. رواه البخاري» ومسلم) ‏ أيضًا - . 

قال: الترمذي : عامة من رواه قالوا: خمسًا وعشرينء إلا ابن عمر؛ 
21( أرواه البخاري (2)556 ومسلم (519/5065), واللفظ له. 
(0) وهذا لفظ البخاري. 
فرق في الأصل : «عيدالله» » والتصويب من (صحيح مسلم» . 
)0( روآه مسلم .)59٠١ /566٠(‏ 


يفف 








فإنه قال: سبعًا وعشرين7©. 


ولم يختاة على'" ابن عمر في ذلك إلا ما وقع عن عبد الرزاق» 


عن عبيدالله”" العمريّ» عن نافع» فقال: «خمس وعشرون2”): والعمريٌ 


ضعيف » ونحوه عند أبى عوانة فى (مستخرجه)» إلا أنه قال فيه( : «(بخمس 


وعشرين200» وهي شاذة مخالفة”" لرواية الحفاظ من أصحاب عبيدالله0©, 
وأصحاب نافع . 


وأما ما وقع عند مسلم من رواية الضحاك بن عثمانَ عن نافع بلفظ : 


البضع وعشرين270» فليست مغايرة لرواية الحفاظ؛ لصدق البضع على 
السبع » وقد رواه الجمهور من الصحابة ؛ كأبى سعيد» وأبى هريرة» وابن 


مسعود» وأنس بن مالك» وعائشة الصديقة» وصهيب» ومعاذين جيل» 


0)0 
00 
00 


هق 
)2 


00 
إفف 
لك 
004١‏ 


انظر: «سئن الترمذي» .)57١ /١(‏ 
في الأصل : «عن»» والمثبت من «فتح الباري» لابن حجر (7/ 177). 
في الأصل و«فتح الباري» لابن حجر (7/ 177): (عبدالله»» والمثبت من 


«مصنف عبد الرزاق». 

رواه عبد الرزاق في «مصنفه) .)5١١65(‏ 

في الأصل : (إلا أنه قال: كأنه قال فيه»» والمثبت من «فتح الباري» لابن حجر 
377/0 1). 

رواه أبو عوانة في «مستخرجه» .)١76١(‏ 

في الأصل : «لمخالفته»» والمثبت من «فتح الباري» (5/ 177). 

في الأصل : «عبدالله #5»» والمثبت من المرجع السابق» الموضع نفسه. 


روآه مسلم /”56٠(‏ ”)2 


إرذف 


وعبدالله بن زيد» وزيد بن ثابت ؤيك». كلهم قالوا: «بخمس وعشرين»» 
ولب يخ كعب ذه : أربع أو خمسر على الشك0"© . 

وقد وقع الاختلاف في موضع آخر من الحديث» وفدى اتيت العدد 
المذكور» ففى الروايات كلها التعبيئ بقول: «درجة؛» أو حذف المميز إلا 
في بعض طرق حديث أبي هريرة» ففي بعضها: ١اضعفا»ء‏ وفي بعضها: 
«جزءًا»؛ وفى بعضها: «درجة»» وفى بعضها: «صلاة»» والظاهر أن ذلك 
من تصرف الرواة» ويحتمل أن [يكون]!" ذلك من التفئن في العبارة. 

ثم اختلفوا في الجمع بين الحديثين مع كونهما في الصحيحين وغيرهماء 
فقيل: الخمسٌ أرجحٌ لكثرة رواتها. 

وقيل: السبع؛ لأنها زيادة من عدل حافظ . 

وقيل: الجمع بينهما بأنه ل أعلم أولا بالخمس. ثم أخبر بزيادة الفضل» 
وتعقب بأنه يحتاج إلى التاريخ » وبأن دخول النسخ في الفضائل مختلف فيه . 
غيره. 

وقيل : إن(" اختلاف العددين باختلاف مميزهماء وعلى هذا فقيل: 


18 و 
الدرجة أصغر من الجزءء وتعقب بأن الذي روي عنه الجزء روي عنه الدرجة . 


)غ2 رواه ابن ماجه (7/10). 


.)177 /7( مابين معكوفين من «فتح الباري» لابن حجر‎ )١( 


0١‏ ذ الكأم)] ١‏ للأنف والمه نام الم سه اأسائئء 
ا ب تن 8 3 5 __ 0-37 


الم ماه أقنه 
ىا 


و" 


قال بعضهم: الجزء في الدنياء والدرجة في الآخرة» وهو مبني على 
التغاير. 

وقيل بالفرق بحال المصلي؛ كأن يكون أعلم أو أخشع. 

وقيل بالفرق بإيقاعها في المسجد أو غيره. 

وقيل بالفرق بإدراك الصلاة كلها أو بعضها. 

وقبل بكثرة الجماعة وقلتهم . 

وقيل : السبع مختصة بالفجر والعشاء. 

وقيل: بالفجر والعصرء والخمسٌ بما عدا ذلك. 

وقيل: السبع مختصة بالجهرية» والخمس مختصة بالسرية . 

قال الحافظ ابن حجر في «الفتح»: وهذا الوجه عندي أوجَهها'". 

وقال: ثم الحكمة في هذا العدد الخاصّ لا تدرك حقيقتّهاء بل هي 
من علوم النبوة التي قصرت علومٌ الألباء”"2 عن الوصول إليها”” . 

وقد خاض الأئمة في إبداء مناسبات لذلك» منها: قول أبي المظفر 
عون الدين صدر الوزراء الهمام يحبى بن هبيرة: إن أصل ذلك نشأ من 
ضرب خمسة في مثلهاء وزاد على ذلك الوحدة والاجتماع» ونحوه قولٌ 
الكرماني : يحتمل أن يكون أصله [كون] المكتوبات خمسّاء فأريد المبالغة 
في تكثيرهاء فضربت في مثلهاء فصارت خمسًا وعشرين. 
)١(‏ انظر: «فتح الباري» لابن حجر (7/ 177). 


(؟) في الأصل : «الأولياء»» والمثبت من «فتح الباري» لابن حجر. 
(6) المرجم السابق (7/ .)١189‏ 


ثم ذكر للسبع مناسبة ‏ أيضًا من جهة عدد ركعات الفرائض ورواتبها"" . 
ومنها: قول البلقيني : لما كان أقل الجماعة غالبا ثلاثة حتى يتحقق 
صلاة كل واحد في جماعة» وكل منهم أتى بحسنة» والحسنة بعشرة» يحصل 
من مجموع ما أتوا به ثلاثون» فاقتصر في الحديث على الفضل الزائد ‏ وهو 
سبعة وعشرون دون الثلاثة التي هي أصلّ ذلك”" . 
وقال الإمام الحافظ ابن الجوزي: خاض قوم في تفسير الأسباب 
المقتضية للدرجات المذكورة» وما جاؤوا بطائل7 . 
وقال الحافظ ابن حجر في «الفتح»: وقد نفّحت ما وقفت عليه في 
ذلك» وحذفت ما لا يختص بصلاة الجماعة. [ف] أوَّلها: إجابة المؤذن 
بنية الصلاة في الجماعة . 
التبكير إليها في أول الوقت. 
المشي إليها بالسكينة . 
دخول المسجد داعي . 
صلاة التحية عند دخوله؛ كل ذلك بنية الصلاة في الجماعة . 
سادسها: انتظار صلاة الجماعة» والتعاون على الطاعة . 
سابعها: صلاة الملائكة واستغفارهم . 


.)177 /7( في الأصل : «وروايتها»؛ والمثبت من «ضتح الباري» لابن حجر‎ (0١) 
.)179 /5( وانظر: «الكواكب الدراري» للكرماني‎ 

(0) ذكره البلقيني في «شرح العمدة» كما في «فتح الباري» لابن حجر (؟/ 117). 

(9) انظر: «كشف المشكل,» لابن الجوزي (؟7/ .)01٠‏ 


8 


ثامنها: شهادتهم له. 

تاسعها : إجابة الإقامة. 

عاشرها: السلامة من الشيطان حين يفر عند الإقامة . 

حادي عشرها: الوقوف منتظرًا إحرام الإمام والدخول معه؛ أي: في 
أيّ هيئة وجده عليها . 

ثاني عشرها : إدراك تكبيرة الإحرام . 

ثالك غفنها سو الصفرفة وسد فرجها. 

رابع عشرها: جواب الإمام عند قوله: سمع الله لمن حمده. 


خامس عشرها: الأمن من السهو غالبا بتذكير الإمام بالتسبيح والفتح 


سادس عشرها: حصول الخشوع» والسلامة مما يلهي غالبا . 
سابع عشرها: تحسين الهيئة غالبا . 
ثامن عشرها: احتفاف الملائكة . 
تاسع عشرها: التدريب على تجويد القراءة» وتعلم الأركان والأبعاض . 
العشرون: إظهار شعار الإسلام. 
الحادي والعشرون: إرغام الشيطان بالاجتماع على العبادة» والتعاون 
على الطاعة» ونشاط المتكاسل . 


الثانى والعشرون: السلامة من صفة النفاق» ومن إساءة غيره به الطن» 
بأنه ترك الصلاة وأساء . 


اا 


الثالث والعشرون: نية رد السلام على الإمام . 


بركة الكامل على الناقص . 
الخامس والعشرون: قيام نظام الألفة بين الجيران» وحصول تعاهدهم 
فى أوقات الصلوات. 


فهذه خمس وعشرون حَصلَة ورد في كل منها أمرّء أو ترغيب» وبقي 
أمران يختصان بالجهرية» وهما: 

الإنصاث عند قراءة الإمام» والاستماع لها. 

والتأمين عند تأمينه ليوافق تأمين الملائكة» وبها يترجح أن السبع 
نختص بالجهرية"" . 
تنبيه : 

المراد بالدرجة هنا والجزء والضعف والصلاة: أنه يحصل له بالصلاة 
في الجماعة مثلّ ثواب ما لو صلى تلك الصلاة بعينها منفردا سبعًا وعشرين 
علاة وطيها وحن وللوناء احمة وجروووزاف: كلما عل عتادته: 

الثاني : قال الحافظ ابن حجر في «الفتح»: مقتضى الخصال التي 
ذكرتها اختصاص التضعيف بالتجميع في المسجد» وعلى تقدير أن لا يختص 
بالمسجدء فإنما يسقط مما ذكرته ثلاثة أشياء: وهي : المشي» والدخول» 
والتحية» فيمكن أن تعوض من بعض ما ذكر مما يشتمل على خصلتين 


.)١77 انظر: «فتح الباري» لابن حجر (؟7/‎ )١( 


مض 


متقاربتين أقيمتا مقام خصلة واحدة؛ كالأخيرتين؛ لأن منفعة الاجتماع على 
الدعاء والذكر غيرُ منفعة عَوْد بركة الكامل على الناقص» وكذا فائدة قيام 
الألفة غير فائدة حصول التعاهد» وكذا فائدة أمن المأمومين عن السهو غالبا 
غيرٌ تنبيه الإمام إذا سهاء فهذه ثلاثة يمكن أن يعوض بها عن الثلاث 
المذكورة» فيحصل المطلوب"". والله أعلم . 


*# * 


)5غ( انظر : «فتح الماري» لابر, حجر (7/ 175). 


"3/41 


| 


4 عَنْ بي مُوسى عبداله بن قيس الأشعري قالَ: قال الي 46 : 
أَعْظَمٌ اناس أَجْرا في الصَّلاةٌ أبعَدّهُمْ َأَبْعَدُهُمْ سل وَالَّذِي ينظ 
الصَّلاةَ حَنّى يُصَلْيًا مَعْ الإمَام أ ظَمُ أَجْرَا مِنَ الَّذِي يُصَلَي نمَيَنَامُ». 
رواه البخاري. ومسلم'" . 


(عن أبي موسى عبدالله بن قيس) بن عامر (الأشعريٌ) ‏ بفتح الهمزة 
وسكون الشين المعجمة وفتح العين المهملة -نسبة إلى الأشعرء واسمه 
نبثُ بن أدد بن زيد بن يشحب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن نبت”" . 

قدم أبو موسى نه مكة؛ فحالف سعيدّ بنَ العاص بن أمية» ثم أسلم 
بمكة» وهاجر إلى أرض الحبشة» ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله يل 


.)717// /3735( رواه البخاري (501)» ومسلم‎ )١( 

(؟) نسَبْهُ كما ورد في «طبقات ابن سعد) (5/ :)٠١9‏ عبدالله بن قيس بن سليم بن 
حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن 
الجماهر بن الأشعرء وهو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن 


كهلان بن سبأ بن يشجب بر يعر ب ير, قحطان. 


54 








بخيبر» فأسهم لهم منهاء وقيل: إن أبا موسى أسلم بمكة قديماء ثم رجع 
إلى بلاده» ولم يزل بها حتى قدم هو وناسٌ من الأشعريين على رسول الله يو 
فوافق قدومُهم قدوم أهل السفيئتين: جعفر بن أبي طالب وأصحابه من الحبشة» 
وكذلك أسلمت أم أبي موسى ظَبِيةٌ”'2 بن وهب» وتوفيت بالمدينة . 

وفي «تجريد الذهبي»: قيل: إنها أمه» انتهى”" . 

قال الحافظ أبو بكر بن أبي داود: كان لأبي موسى -مع حسن صوته 
بالقراءة» حتى إن رسول الله كل قال عنه: «لقد أوتي هذا مزامير آل 
داود»”؟ ‏ فضيلةٌ ليست لأحد من الصحابة : هاجر ثلاث هجرات: هجرة 
من اليمن إلى رسول الله يَكهِ بمكة» وهجرة من مكة إلى الحبشة» وهجرة 
من الحبشة إلى المدينة . 

قال غيره: استعمله رسول الله يكل على زَبِيد(؟) وعدّن» وساحلٍ اليمن» 
وولاه عمرٌ بِنُ الخطاب البصرة حين عزل عنها المغيرة بن شعبةٌ في خبر 
الشهادة عليه سنة عشرين» فافتتح أبو موسى الأهوازٌ» ولم يزل على البصرة 
إلى صدر خلافة عثمان بن عفان ضله» ثم عزل عنهاء فانتقل إلى الكوفة» 


. فى الأصل : «طيبة»» والتصويب من «التجريد»‎ )١( 
انظر: «تجريد أسماء الصحابة» للذهبى (7/ 580؟).‎ )0( 


م رواه ابن أبى شيبة فى «مصنفه» )١990/(‏ من حديث أبى هريرة #5 » ورواه مسلم 
(79/ 770) من حديث بريدة طللك . 


(5) زبِيد: مديئة كبيرة تبعذ عن صنعاء أربعين فرسخاء غنية بأشجارها ونخيلهاء 
وذات طبيعة جميلة. انظر: «رحلة ابن بطوطة» (١7/1/ا7).‏ 


"م١‎ 


وأقام بهاء فلما دفع أهل الكوفة سعيد بن العاص عنهم» ولُوا أبا موسى 
عليهم» فأقره عثمانٌ على الكوفة» ولم يزل عليها إلى أن مات سنة اثنتنين 
وخمسين» وهذا رجّحه ابن الأثير . 

وقال النووي : توفي سنة خمسين» وله نيف وستون سنة» وقال ابن 
أبي شيبة : وله ثلاث وستون سنة”" . 

وقيل : توفي سنة أربع وأربعين بالكوفة» وقيل: اثنتين وأربعين» 
ودفن بالنّوية”" التي على ميلين منها . 

روي له عن رسول الله كل لاثمئة وستون حديثاء اتفقا على خمسين؛ 
كما قال البرماوي . 

وقال ابن الجوزي : على تسعة وأربعين» وانفرد البخاري بأربعة» 
ومسلم بخمسة عشر ع 22 

(قال) أبو موسى ذه : (قال رسولٌ الله كله : أعظم الناس أجرا)؛ أي : 
ثواباء يقال: أجره الله يأجُره أَجْرَاء وإنما كان أعظم أجرًا؛ لما يحصل للبعيد 
الدار عن المسجد من كثرة الخطاء وفي كل خطوة عشر حسنات؛ كما رواه 
الإمام أحمد من رواية عقبة بن عامر”) 


.)087 /١5( انظر: «جامع الأصول» لابن الأثير‎ )١( 

(؟) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي (7/ 650). 

() في الأصل : «بالتربة»» والتصويب من «معجم البلدان» للحموي (7/ 817). 
(5) انظر: «المجتبى من المجتنى» لابن الجوزي (ص: 07). 


)2 رواه الإمام أحمد في (مسئده) (5 / لا6١).‏ 


يض 


قال ابن رسلان: لكن يشترط أن يكون متطهرًا. 

(أبعدٌهم) عن المسجدء (فأبعدُهم ممشى)» وتتفاوت المراتب. 

قال بعض العلماء: ينبغي أن يستثنى من أفضلية الأبعد الإمام. فإن 
النبي يله والخلفاءً بعده لم يتباعدوا عن المسجد لطلب الأجرء ويدلٌ لهذا 
قولٌ العلماء: يستحب التبكيرٌ إلى الجمعة إلا الإمام» فلا يستحب له ذلك» 
بل إنما يأتي حين يصعد المنبر» كما كان النبي يك يفعله . 

فإن قيل: قد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث حذيفة بن 
اليمان ضء : أن النبي يل قال: «فضل البيتٍ القريبٍ من المسجد على 
البعيد كفضل المجاهد على القاعد عن الجهاد)”" . 

فالجواب: أن هذا في نفس البقعة وذلك في الفعل» فالبعيد دارا مشيه 
أكثرء وثوابه أعظم» وأما البيت القريبٌ من المسجدء فأفضل من البيت 
البعيد؛ كما قاله غير واحد» منهم الحافظ ابن رجب في شرح حديث اختصام 
الملا الأعلى”" . 

وفي «الفروع» للعلامة ابن مفلح : اجتماع أهل الثغر بمسجد أفضل» 
والأفضل لغيرهم العتيقٌ» ثم الأكثر جمعًا -وقيل: يقدم ثم الأبعد» وعنه أي : 
الإمام أحمد َيه : الأفضلٌ الأقربُ؛ وفاقًا لأبي حنيفة» والشافعي» كما 


)١(‏ رواه الإمام أحمد في «مسنده» (5/ 7417) بلفظ : «فَضُلٌ الدَار الْقَرِيَةِ مِنَ 
الْمَسْجِدٍ عَلَى الدَّارِ الشَّاسعَةٍ كَقَضْلٍ الْعَازِي عَلَى الْقَاعِِ) . 

(؟) انظر: «اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملا الأعلى» لابن رجب 
(ص: 09). 


انف 


لو تعلقت الجماعة بحضوره» وقيل : يقدمان على الأكثر جمعًا . 

وذكر بعض الحنفية: أن مذهبهم تقديمٌ القريب على العتيق» ومع 
التساوي يذهب الفقيه إلى أقلهما جماعة؛ ليكثروا به» انتهى(" . 

(والذي يننظر الصلاة) المكتوبة (حتى يصليها مع الإمام أعظم أجر)؛ 
أي : ثوابًا (من الذي يصِلّي ثم ينام)؛ لأن من جلس في المسجد ينتظر 
الصلاة ليصليها جماعة لم تزل الملائكة تصلي عليه -أي: تستغفر له_ما دام 
ينتظر الصلاة» كما مر. 


(رواه البخاري. ومسلم). ورواه ابن فأكنب ارضادمة حديث أحي 
هريرة 4ه !" . 


# # ف 


(). انظر: «الفروع» لابن مفلح (1//ا01). 
زفة رواه ابم ماجه (1/85). 


522: 


20 


” -عن عثمان بن عفان #5 قال : سَعِعْتُ سول ال يقو 
«مَنْ صَلَّى الْعِشَّاءَ في جمَاحٍَ فَكَأَنَمَا قا م نِصْف اللَّبِلِء وك عبن 
١‏ شْبْحَ ني جمَاعَةٍ» فَكَأَنَمَا صَلَّى اليل كلما . رواه مسلم'"". 

(عن) أمير المؤمنين (عثمان بن عفان 5ه قال: سمعثُ رسول الله ب 
يقول: من صَلَّى العشاءً في جماعةٍ) ظاهِرُه ولو واحدًا مع واحد» ولو مع 
أهله» وسواء كان في المسجدء أو في بيته» أو غيرهماء (فكأنّما قام نصفٌ 
الليلء ومن صلَّى الصبحَ في جماعة فكأنّما صلَّى اليل كلّه)؛ يعني: مع 
صلاة العشاء في جماعة» فإذا صلى العشاء في جماعة» وصلى الصبح أيضًا - 
في جماعة» حصل أجر جميع قيام الليل ؛ لأنه ابتدأ الليل بالطاعة والصلاة 
مع الجماعة» وختمه كذلك» فحصل له ثواب ما بين الطرفين. (رواه مسلم) 
ابن الحجاج رحمه الله تعالى. 


#* تنبيه : 


استدلٌ بعض من لم يقل بوجوب صلاة الجماعة بالأحاديث المارة 


)غ20 وواه مسلم (505/ 350 








وغيرها من ذكر فضائل صلاة الجماعة على صلاة المنفرد. 

والجواب عن ذلك : أن كون الشيء واجبًا لا ينافي كونه ذا فضيلة . 

نعم» في الأحاديث دليلٌ على أن الجماعة ليست شرطًا لصحة الصلاة؛ 
لأن قوله: «على صلاته وحذه» يقتضي صحة صلاته منفردًا؛ لاقتضاء صيغةٍ 
(أفعل) الاشتراكَ في أصل التفاضل ؛ فإن ذلك يقدتضي وجود فضيلة في 
صلاة المنفرد» وما لا يصحٌ لا فضيلة فيه . 

لا يقال: إن لفظة (أفعل) قد ترد لإثيات صفة الفضل في إحدى 
الجهتين؛ كقوله تعالى : 'أوَلحْسٌَمَقِيِلا #الفرقان: 4؟]؟ لأنا نقول: إنما يقع 
ذلك على قلته حيث ترد صيغة (أفعل) مطلقة غير مقيدة بعدد معين . 

فإذا قلنا: هذا العددٌ أزيدٌ من هذا بكذاء فلا بد من وجود أصلٍ العددء 
[وآلا يقال : يُحمل المنفردُ في الحديث على المعذور؛ لأن قوله كَله: «صلاة 
الفذ)('" صيغةٌ عموم» فيشمل من صلى منفرها بعذر وبغير عذر» فحملّه على 
المعذور يحتاج إلى دليل» وأيضًا: فضل الجماعة حاصل للمعذور؛ كما في 
حديث أبي موسى ذه مرفوعًا: «إذا مرض العبدٌ أو سافر»ء كتب له ما كان يعمل 
صحيحا»”"2» وهو في المسند والصحيح» وقد ترجم البخاري في اصحيحه : 
باب وجوب صلاة الجماعة©©, أثبت الحكم لقوة الدليل عنده . 


ومعتمّدٌ مذهب سيدنا الإمام أحمدّ #5 وجوبُ صلاة الجماعة على 


زم رواه البخاري (5495). 


(9) أنظر: «صحيح البخاري» .)١1١ /١(‏ وانظر : «فتح الباري» لاب حجر (؟7/ .)51١‏ 


لض 


الرجالٍ الأحرار القادرين للخمس المؤداة حَضَرا أو سفراء وبهذا قال عطاءء 
والأوزاعي» وجماعة من محدثي الشافعية؛ كأبي ثورء وابن خزيمة» وابن 
المنذرء وابن خبان» لا شرطا لصحتها؛ خلافا لداود ومن تبعه. 

واختار كونها شرطا منّا الإمامٌ ابن عقيل قياسًا على الجمعة» ولخبر 
ابن عباس ها يرفعه: «من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذرٌء لم 
يقبل الله منه الصلاة التي صلى»» رواه ابن المنذر”" . 

وروي عن غير واحد من الصحابة و » منهم ابن مسعود وأبو موسى» 
قالوا: من سمع النداء ثم لم يُجب من غير عذرء فلا صلاة له" . 

وأما إمامنا ضيه فقال: الجماعة واجبة غير شرط . 

م - )زه : (0. 5 2 3 
في كونها شرطا. 


)1١(‏ لم نقف عليه عند ابن المنذرء ورواه أبو داود .)00١(‏ قال ابن الجوزي في 
«التحقيق في أحاديث الخلاف» :)817١ /١(‏ في سئده يحيى بن حية» كان يحبى 
القطان يقول: لا أستحل أن أروي عنه» وقال الفلاس: متروك الحديث» وقال 
يحيى بن معين: هو صدوق لكنه يدلس . 

(؟) رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» 471 7)» وابن المنذر في «اللأوسط» 2)١107(‏ 
من حديث ابن مسعود يه . ورواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (7471), وابن 
المنذر في «الأوسط» )١1100(‏ من حديث أبي موسى دك . 

) السيد الشريف أبو جعفر عبد الخالق بن عيسى بن أحمد الهاشمي العباسي» إمام 
الحنابلة في زمانه» توفي سنة (٠41ه).‏ انظر: «المقصد الأرشد» لابن مفلح 


)١؟1‎ /؟١‎ 


يا 


قال الحافظ ابن حجر في «شرح البخاري» : وظاهر نص الإمام الشافعي : 
أنها فرض كفاية» وعليه جمهورٌ المتقدمين من أصحابه» وقال به كثير من 
الحنفية والمالكية» والمشهور عند الباقين أنها سنة مؤكدة» انتهى 7" . 

قال العلامة ابن مفلح : صلاة الجماعة أقلَّها اثنان اتفاقاء وهي واجبة» 
نصصّ عليه فلو صلى منفرداء لم ينقص أجرّه مع العذر» وبدونه في صلاته 
فضل » خلافا لأبي الخطاب وغيره'" . 

واسمع الآن ما جاء عن النبي كله من الزجر والتهديدء والردع والوعيد 
تومن ترك الجتاعة بلاعارة 

أخرج أبو داود» وابن حبان في «صحيحه»» وابن ماجه في اسننه») 
عن ابن عباس ها قال: قال رسول الله يلّ: «من سمع النداء فلم يمنعه مسن 
اتباعه عذر»» قالوا: وما العذر؟ قال: ««خوف أو مرض؛ لم تقبل منه صلاته 
التي صلى»)7" . 

وعنه: أن النبي كك قال: «من سمع النداء فلم يجب» فلا صلاة لهء 
إلا من عذر»» رواه قاسم بن أصبغ في كتابه» وابن ماجه» وابن حبان في 
«صحيحه»» والحاكم» وقال: صحيح على شرطهما؟. 


.)155 /5( انظر: «فتح الباري» لابن حجر‎ )١( 

(0) انظر: «المبدع» لابن مفلح (5/ 57). 

إفرة رواه أبو داود (051)» ولم نقف عليه عند ابن حبان وابن ماجهء وقد ععزا الحديث 
لهما المنذري في «الترغيب والترهيب» .)١55 /1١(‏ 

(5) رواهابين ماجه (7/47): وابين حبان في (صحيحه) »)75١55(‏ والحاكم في 


«البب عررأه» ج2494 


584 


وروى الإمام أحمد» والطبراني عن معاذ بن أنس ؤَلكه» عن رسول الله كله 
أنه قال : «الجفاء كل الجفاء» والكفرُ والنفاق لمن سمع منادي الله ينادي 
إلى الصلاة» فلا يجيبه)27 . 

وفي رواية للطبراني قال: قال رسول الله وَكْةّ: «بحسب المؤمن من 
الشقاء والخيبة أن يسمع المؤذن يثوب بالصلاة» فلا يجيبه»”2 . 

وفي «صحيح مسلم» عن أبي هريرة ه قال: قال رسول الله يلِ: 
«لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمْرَ فنيتي» ْيَجْمَعُوا خرَمَامِنْ حَطْبٍ» اف 
في يوتهم ليست به عل حرفا عليه قيل ليزيد , 2 الْجْمْعَة 
عَنَى أَوْ غَيْرَهَا؟ قَالَ: صُعْنَا أَدَُيَ إِنْ لَمْ أَكَنْ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَأَنُوهُ عَنْ 
رَسُولٍ لد كل مَا ذَكرَ جمُعَةَ ولا غَيْرَهًا("» ورواه أبو داود» وابن ماجهء 
والترمذي مختصرا”؟. 

وعن عمرو ابن أَمٌ مكتوم وه قال: قلتُ: يا رسول الله! أنا ضرير 
فاني الذارك 2 ال المح فال تن شو موجاكت اينيك 
الدار» ولي قائد لا يلائمني» فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بر بيتي؟ قال: 


)1١(‏ رواهالإمام أحمد في «مسنده» (7/ 474)» والطبراني في «المعجم الكبير» 
(5/ ”2181.؛ وفيه زبان بن فائد» قال الهيئمي في «مجمع الزوائد) (؟5/ :)4١‏ 
ضعفه ابن معين» ووثقه أبو حاتم . 

(0) رواه الطبراني في «المعجم الكبير» »)١187 /٠١(‏ وفيه زبان بن فائد. انظر 
التعليق السابق . 

() رواه مسلم /501١(‏ 197؟) بنحوهء واللفظ لأبي داود. 

(4) رواه أبو داود (649)», وابن ماجه »)74١(‏ والترمذي )7١9(‏ وقال: حديث 


٠. جين *. صبححجمح‎ 
١ - 


اح 


«أتسمع النداء؟» قال: نعم قال: «ما أجد لك رخصة؛». رواه الإمام أحمدء 
وأبو داود» وابن ماجهء وابن خزيمة في (صحيحه)» والحاكه"". 

وعن أبي هريرة 5ه قال: أنّى النْبِيَ كل رَجَلٌ أَعْمَى » َقَالَ: يَا رَسُولٌ الها 
إن هبس لي فَايِد يوني إِلَى الْمَسْجدِ. َمَأَن وَسْوْلَ الله كله أن فرعن له 
َبْصَلَيَ في ييه فَرَخصَ لَه فَلَمَا وَلَى دَعَاهُققَالَ : اهَل تَسْمَعْ النْدَاءَ بالصّلاة؟» 
قَالَ: نعم قَالَّ: «قَأَجِبْ) رواه مسلم» والنسائي» 00 

وعن ابن عباس ها: أنه سّئل عمن يصومٌ النهار ويقوم الليل ولا يشهد 
الجماعة ولا الجمعة» فقال: «هذا في النار»» رواه الترمذي موقوفا0". 

وعنه ‏ أيضًا ‏ قال: من سمع : حيّ على الفلاح» فلم يُجبء فقد ترك 
سنةً محمد كك رواه الطبراني في «الأوسط» بإسناد حسن”؛) 

وعن أسامةً بن زيدٍ وكا قال: قال رسول الله يلك : الينتهيّنٌ رجالٌ عن 
وك اللموافة اوسرد بيوتهم»ء رواه ابن ماجه(» 


(1) رواه الإمام أحمد في «مسئده» (/ 477)» وأبو داود (؟68)» وابن ماجه 
(؟94)» وابن خزيمة في «(صحيحه) »)١58٠0(‏ والحاكم في «المستدرك») 
.)9١09(‏ 

(؟) رواه مسلم (651/ 505)؛ والنسائي في (السئن الكبرى» (957). 

(6) رواه الترمذي .)5١18(‏ 

(5) رواه الطبراني في «المعجم الأوسط» (7195). 

(6) رواه ابن ماجه (45/). قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» :)٠١١ /1١(‏ 
إسناده ضعيف ؛ لتدليس الزبرقان بن عمروء لم يسمع من الوليد بن يزيدء وعثمان 
لا بعرف حاله. 


4 


وعن أبي هريرة 5ه قال: قال رسول الله كلِِ: «أثقلٌ الصلاة على 
المنافقين شيلاة النقاء وصيلاة الفخر» ولو يغلهوق ما فييماء لأتوهما ولو 
حبواء ولقد هممثٌ أن آمرَ بالصلاة فتقام» ثم آمر رجلا فيصلي بالناس» ثم 
أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة» فأحرق 
عليهم بيوتهم بالنار»» رواه البخاري» والإمام أحمد» ومسله'"". 

وفي رواية لمسلم : أن رسول الله كك فقدَ ناسًا في بعض الصلوات» 
فقال: «لقد هممثٌ أن آمرَ رجلًا يصلّي بالناس» ثم أخالفَ إلى رجال 
يتخلفون عنهاء فآمرٌ بهم» فيحرقون عليهم بحزم الحطب بيوتهم» ولو علم 
أحدّهم أنه يجد عظمًا سميئاء لشهدها» ؛ يعني : صلاة العشاء”" : 

وفي بعض روايات الإمام أحمد لهذا الحديث : «لولا ما في البيوت 
من النساء والذرية» أقمت صلاة العشاء» وأمرث فتياني يحرقون ما في البيوت 
بالنار» 29 . 

أبعدَ هذا التهديد مزيدٌ في اقتضاء وجوب الجماعة للصلوات الخمس 
لمن ألقى السمع وهو شهيد؟ والله الموفق. 


* # * 


(0) رواه البخاري (545) والإمام أحمد في «منسنده) (؟/ 415)» ومسلم /56١(‏ 


)0 
زضف رواه مسلم (5601/ .)59١‏ 
١م‏ .ا الكا ال أ نك د« ع وطاطم/م دس 
15 ررك الماع ' حل غي اصسلده» 7152 15 15. 


51١ 


صر هر 2 سا 
| 
| 


000 6 سر 2 2 - 

7 عَنْ أَبَيّ بن كعبٍ قالَ: كان رَجَلٌ لا أغلم رجلا أَبْعَدَ مِنَ 
أده ل يم 2 قَالَّ: فقا لَك /؟ قلت لَه: 1 
المَسْحِدٍ منه» وكان لا تخطئه صلاة» قال : فقيل له أَوْ قلت له : لو 
ادتزيت جكاد ل للك المي قَالَّ: : ما يَسُوُنِي أَنَّ مَنِلِي 
ِلَى ج جَنْبٍ الْمَسْجِدِء إِني أَرِيدُ أن كتَبَ لي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ 


- 


0 
رمه 


وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُْ إلى أخيي: ' ققالَ رَسُولٌ اشوك: «قذ جَمَّع الله 
لَكَ ذَلِكَ كله . رواه مسلو'!". 

(من أبي) يعم الهمؤة وفع الموسحدة وتكنديك اليناء الشحتية (اببن 
كعب) بن المنذر» وقيل: ابن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن 
عمرو بن مالك بن النجار ‏ واسمٌ النجار: تيم اللات ‏ ابن ثعلبة بن عمرو 
ابن الخزرج الأكبرء أبو المنذرء وأبو الطفيلء الأنصاريٌ الخزرجيٌ 
المعاويٌ» وبنو معاوية بن عمرو يُعرفون ببني جديلة» وهي أمهم يُنسبون 


إليها . 


شهد أبو المنذر أَبِنٌّ العقبةً الثانية» وبايع النبئ كل بها فيمن بايعه من 


6١9‏ روام مننام / اام 


51 








سبّاق الأنصارء ثم شهد بدرًا وما بعدّها من المشاهدء وكان يكتب للنبي يك 
الوحي» وهو أحدٌ الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله كوه وأحد 
الفقهاء الذين كانوا يُفتون على عهده َل . 

وكان أقرأ الصحابة طَقيْك لكتاب الله بد كناه النبييٌ كَلهِ: أبا المنذرء 
وكناه عمرٌ بن الخطاب: أبا الطفيل» وسماه النبي يل بسيد الأنصار» وسماه 
عمر بسيد المسلمين . 

مات بالمدينة سنة تسع عشرة» وقيل: سنة عشرين» وقيل: اثنتين 
وعشرين» في خلافة عمر ه» وقيل: سن اثنتين وثلاثين» في خلافة 
عثمان» والأولٌ أكثر وأصح. 

قال الحافظ ابن الجوزي في «منتخب المنتخب»: لم يَفْنّه مشهدء 
وهو أحد حفاظ القرآن والمفتين على عهد رسول الله كله وأمر النبي كل أن 
يتعرض القرآن عليه"2» وقال في حقه عمر: هذا سيدٌ المسلمين”"» ورُوِيَ 
له عن رسول الله بكلِهِ مئة وأربعة وستون حديثاء المتفق عليه منها ثلاثة 
وانفرد البخاري بثلاثة» ومسلم بسبعة. 

وو غقدة انل« القليا + وغيادة بن العبافت» بوعذال عات رامد 
ابنُ مالك» وعبد الرحمن بن أبي ليلى» وأبو عثمان النهِدِيٌ» وغيرهم . 


(قال) أَبّي ضيه : (كان رجل).» زاد الحافظ المنذري في «الترغيب 


. رواه البخاري (595) من حديث أنس 4ك‎ )١( 


)544 /#5 ) .ءاماءء ساهلاهة «اأطا قات ال»..م‎ "١ 
1 ورسل اد‎ ٠ دمب الءن يي‎ 6 


بل 


والترهيب»: من الأنصار””": (لا أعلم رجلًا)» وفي الترغيب: لا أعلم أحدًا( 
(أبعد من المسجد) النبويّ (منهء» وكان) ذلك الرجل (لا يخطئه)» وفي رواية: 
لا تخطئه”" (صلاة) من الصلوات الخمس مع النبي كله في مسجده الشريف» 
(قال) أب ضف : (فقيل له)؛ أي : لذلك الرجل» (أو) قال أي 5 : (قلتُ 
له) أنا: (لو اشتريت لك حمارا)» جمعه حمير وخمّر وأحمرة» وربما قالوا 
للؤناف :حزان واتقية تسد اللحمارة نوكي الففانة ابر فانرا وانن 
زياد» ويقال للحمارة: أم محمود» وأم تولب”؟2» وأم جحشء وأم نافع» 
وأم وهب» (تركبه) أي ذلك الحمار الذي تشتريه (في الظلماء)؛ فإن 
الحمار يوصف بالهداية على سلوك الطرقات التي تمشي فيها ولو مرة 
واحدة» ويوصف بحدة السمع» (و) تركبه (في الرمضاء)؛ أي: الأرض 
الشديدة الحرارة» مشتقة من الْرَّمَضِ - محركة ‏ » وهي شدة وقع الشمس 
على الرمل وغيره» يقال رض يَوْمُناِ كفرح : اشتد حَرُه ومنه اشتق رمضان؛ 
لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت 
فيهاء فوافق ذلك زمن الحر والرمض» أو من رمض الصائم اشتدٌ حر 


جوفه, أو لأنه يُرمض الذنوب؛ أي: يحرقها كما في «القاموس), 


.)171/1١( انظر: «الترغيب والترهيب» للمنذري‎ )١( 

(؟) المرجع السابق» الموضع نفسه. 

() وهي رواية مسلم . 

(5) التولب: الجحشء قالوا: أطوع من تولب» قال سيبويه: هو مصروف؛ لأنه 
فوعل. انظر: ١حياة‏ الحيوان الكبرى» للدميري .)515٠ /١(‏ 


إكهم اعد . رللعا. 1 ضام 1ائة ا«لامم شامع. .د / 
7 الشثر : «الداعرس السحية؟ للثير زرابادي ننادة : رمش" . 


>23 


ار في «المطالع»”9 . 

(قال) الرجل لأبي بن كعب وفك : (لا يَسُرّني)؟ أي : يفرحني ويعجبني» 
تقال :سه هرورا وشو بلقي :وشفى 4 كبتشرئ«ومبترة + وتسرة ؛ 
أفرحه» (أَنَّ منزلي) الذي أنا نازل فيه؛ أي : بيتي الذي أنا ساكنه (إلى جنب)؛ 
أي : قرب (المسجد) النبويء (إني)؛ أي: لأني (أريد)؛ أي: أطلب وأرجو 
(أن يُكتب لي) ثوابٌ (ممشاي) من بيتي (إلى المسجد» و) أرجو أن يكتب 
لي ثوابٌ (رجوعي إذا رجعت) من المسجد (إلى أهلي)؛ لأن ذلك كله في 
طاعته» وقصد عبادته» فبلغ ذلك النبي َك (فقال رسول الله يَكهِ: قد جمع الله 
لك ذلك كلّه)؛ أي: ثواب ممشاك من منزلك إلى المسجد كلّ خطوة بعشر 
حسنات» وثواب رجوعك من المسجد إلى أهلك كذلك . 

وفي رواية: : قال أبي طلنه : فتوجّعت له» فقلت: يافلان! لوأنك 
اورت جما ناتذاك الرمضاء وخزاء لاطي قال: أما والله! ما أحب أن 
بيتي مُطْنّتٌ بيت محمد كله قال: فحملت به جمُلَاء حتى أتيت نبي الله يلل 
فأخبرته» فدعاه يَكْهٌء فقال له مثل ذلك» وذكر أنه يرجو أجر الأثرء فقال 
النبي كل : «لك ما احتسبت»”" . 


.)١54 /1( انظر: «مطالع الأنوار» لابن قرقول‎ )١( 

(9) رواه مسلم (508/557). 
وله (0ه1ئة)؟ أي :نهدرة؛ اي ما أحة أنَهُ مَشْدُودٌ بالأطتاب ‏ رَهِيَّ 
الْحبَال -إِلَى بَيْت النّبِي كل. 
قوله: (وحملت به حمْلًا)؛ معناه: عَظُمَ عَلَىَ وَتَقَلَ وَاسْتَمْظَمْته ؛ لِيَشَّاعَة لَفْظِه. 
انظر: شرح صحيح مسلم» للنووى (6/ .)١154‏ 


524 


(رواه) الإمام (مسلم) بن الحجاج في «صحيحه»» ورواه غيره -أيضًا_» 


ورواه ابن ماجه بنحو الرواية الثانية'"2, والله أعلم . 


#40 


)000( رواه أبن ماجه ما . 


ؤ 


” عن جاب بْنِ عَبْداله و قَالَ: كانث ديَارْنا نيد عَنِ الْمَسْجِدِء 
ردنا أن نبي يونا ترب مِنَ الْمَسْجِدِء قنهانا رَسُولُ اللَّه يك فَقَالَ: 
إِنَّلَكُمْ يكل حَطْوَةٍ رج . رواه مسلم”؟. 

(عن) أبي عبدالله (جابر بن عبدالله #اء قال) جابرٌ ذه : (كانت 
ديارنا) معشر بني سلمة (نائية) ؛ أي : بعيدة» يقال: ناء ونأى بمعنى : بعد 
وفي حديث الذي قتل تسعًا وتسعين نفسًا: «فنتأى بصدره»”'!؛ أي : نهض» 
ويحتمل أنه نأى بمعنى بعد عن المسجد النبويٌّ» متعلق ب (نائية) . 

وفي رواية عن جابر في مسلم بلفظ : وكانت ديارنا بعيدة عن 
المسجد””» (قأردنا) : هَمَمنا وقصدنا (أن نبيع بيوتنا) النائية ونستبدل بها 


0غ( رواه مسلم (51/4/5515). 

(؟) رواه مسلم (57//717) من حديث أبي سعيد الخدري كه . 

(©) لم نقف عليه عند مسلم؛ وروى ابن ماجه (86/,) من حديث ابن عباس 1485: كانت 
الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد» فأرادوا أن يقربواء فنزلت : #متكشما 


بخ و سر سن له صل 03 4 3 
مَدُمُوأ وَءَاكَرَمُمٌ 2# قال: فثبتوا. 


"1 








بيوتًا نشتريهاء أو نبنيهاء (فنقترب) من المسجد النبوي؛ حرصًا على المبادرة 
لإدراك الصلوات في مسجده يَلْهِ معه» وفي رواية من طريق أبي نضرة عن 
جابر ذه : أرادوا أن يقربوا من أجل الصلاة27» وعند ابن مردويه من طريق 
أخرى عن أبي نضرة عنه قال: كانت منازلنا بسَلْع” . 

ولا يعارض هذا ما في الاستسقاء من حديث أنس 5 : ومابيننا 
وبين سَلْع من دار*"؛ لاحتمال أن تكون ديارهم كانت من وراء سَّلْع . 

(فنهانا رسول الله يكِ)» وفي حديث مسلم عند الإمام أحمد ثلائيٌ؟2: 
أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا من مساكنهم» فيسكنوا قرب المسجدء فبلغ 
ذلك رسول الله يل فكرِه أن تَعْرى بفتح المثناة وسكون العين المهملة - 
المدينة»؛ أي : تخلو وتصير عَراءً» وهو الفضاءٌ من الأرض» وتصير 
دورهم في العراء. 


2)١164( والسراج في (مسنئده»‎ »)7"4٠0 /( رواه الإمام أحمد في لمسنده»‎ )١( 
.)١١54/( وأبو عوانة في المسنده»‎ 

(؟) جبل متصل بالمدينة» على ميل أو ميلين من المدينة» وهو يتوسطها اليوم. 
والحديث رواه الدولابي في «الكنى والأسماء» (؟/ 415). 

(9) رواه البخاري .)٠١١15(‏ ومسلم (4951/ 8). 

(5) الحديث الثلاثي كما عرّفه السفاريني ‏ صاحب هذا الشرح -هو الحديث الذي 
بين مخرجه والنبي كَل ثلائة رواة فقط: صحابي» وتابعي» وتابع تابعي» وحينئذ 
يجتمع في الإسناد أفراد القرون الثلاثة التي قال عنها النبي كلْ: إنها خير 
القرون. وانظر: «صحيح البخاري» (515104). 


)2 رواه الإمام أحمد في (مسنده» (““/ 7) من حديث أنس ذلك . 


لل 


وفي رواية: أن يُعْرُوا منازلهم '7‏ بضم أوله وسكون العين المهملة 
وضم الراء ‏ ؛ أي: يتركوها خالية» يقال: أعراه: إذا أخلاه. والعراء: 
الأرض الخالية» وقيل: الواسعة» وقيل : المكان الذي لا يستتر فيه بشيء. 

ونبه بهذه الكراهة على السبب في منعهم من القرب من المسجد؛ 
لتبقى جهاث المدينة عامرة بساكنيهاء وأخبرهم بما لهم في ذلك من الأجر 
(فقال: إن لكم بكل خطوة)؛ وتقدّم ضبطها في الحديث الأول من أحاديث 
الباب» وأنه يجوز ضم الخاء المعجمة وفتحهاء (درجة)؛ أي: منزلة عالية. 
(رواه مسلم). وبمعناه في البخاري”) 

وتقدم في حديث عقبة بن عامر عند الإمام أحمد: أن كل خطوة بعشر 
حسنات» ولفظه عن عقبة بن عامر ضهء عن رسول الله يلِ أنه قال: (إذَا 
تطَهّرَ الوَجُلُء تم أتى الْمَسْجِدَ يَدْعَى الصَّلاة» كب لَه كاتبَاة أو كَاتبهُ ‏ بكلٌ 
خَطْوَة يَحْطُوهًا ِلَى الْمَمْجِدٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍء وَالْقَاعِدٌ يَرْعَى الضّلاة كَالْقَانِتِ 
وَبِكْتَبُ مِنَّ الْمْصَلَينَ مِنْ حين يرج مِنْ ب: يِه حَنَّى يَرْجِم إِلَيْها رواه الإمام 
أحمدء وأبو يعلى» والطبراني في «الكبير» و«الأوسط”". وبعض طرقه 


؛)١5١‎ /1( في الأصل: «من أهلها». والتصويب من «فتح الباري» لابن حجر‎ )١( 
وعزاها للكشميهني.‎ 

(0) رواه البخاري (18/41). 

(7) رواه الإمام أحمد في «مسنده» (4/ »)١01/‏ وأبو يعلى في لمسنده» (11741)» 
والطبراني في «المعجم الكبير» (11/ 700): وفي «المعجم الأوسط» (186). 
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (57/ :)١9‏ وفي بعض طرته ابن لهيعة» وبعضها 


٠. صححيم‎ 


0-2 


صحيح » ورواه ابن خزيمة في «(صحيحه»7", وكذا ابن حبان مفرفًا في 


5 022 
ا الال 


زاد في رواية في الحديث المشروح : (فأقاموا)”" ؛ يعني : بني سلمة . 

وفي الترمذي من حديث أبي سعيد: فلم ينتقلوا'. 

وفي مسلم من حديث أبي نضرة عن جابر: قال رسول الله يكله: «يا بني 
ملممةً! دياركم تكتب لكجٌ آثاركم»» فقالوا: ما يسرّنا أنا كنا تحوّلنا"». 

وفي ثلاثيات «مسند الإمام أحمدا من حديث أنس بن مالك 45 : أن 
بني سلمة أرادوا أن يتحولوا من مساكنهم فيسكنوا قرب المسجدء فبلغ ذلك 
رسول الله كله فكره أن تعرى المدينة» فقال: «يا بني سلمة! ألا تحتسبون 
آثاركم إلى المسجد؟ قالوا: بلى» فأقاموا» 9 . 

وعن ابن عباس وه : فنزلت: #ويَصكحبماقَدَمُوأ وءَاكدرَهُم #[يس: »]1١‏ 
مختصر من «سئن ابن ماجه) بإسناد حسه”" . 


قوله : (ألا تحتسبون آثاركم؟) أي : خطاكم» والاحتساب وإن كان 


() رواهابن خزيمة في (صحيحه» .)١597(‏ 

إفة رواه ابن حبان في (صحيحه) .)5١50 25١78(‏ 
(6) رواه البيهقي في «السئن الكبرى» (/ .)4١‏ 

(4) رواه الترمذي (777") وقال: حديث حسن غريب. 
(5) رواه مسلم (556/ 5481). 

050( تقدم تخريجه . 


2 رواه اين ماجه (7/86). 


وفي حديث أبي هريرة #5 : فَإِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ الإقَامَة فلا يَسْم©؛ 


إن أَعْظَمَكمْ أَجْرًا أَبْعدَكُمْ دارَاء قَالُوا: لم يا أبا مُرئْرَة؟ قَالَ: مِنْ أَجْلٍ كَثْرٍَ 
الْخُطَاء والحديث في «الموطأ». وا »٠‏ وغيرهما” . والله أعلم. 
والحديث في والصحيحين» وغير 


* # * 


)1١‏ أي: لا يسرع كي يدرك تكبيرة الإحرام» أو يدرك الركعة» بل يمشي وعليه السكيئة 
والوقار. 

(؟) رواه الإمام مالك في «الموطأ؛ /١(‏ “) موقوفاء والبخاري (575): ومسلم 
(؟55/ )١54‏ مرفوعا. 


عن أَبِي هُرئْرَة ه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله 4: «مَنْ تَطَهّرَ 
الله كَانَتْ خَطَوَائَهُ إخداها تَخط خَطِينَةٌ والأخرى تَرْفع درَجَة». 
رواه مسلو”" . 

(عن أبي هريرة هه قال: قال رسول الله بكلله: مسن)؛ أي: أي شخص 
(تطهر) الطهارة الشرعية (في بيته)؛ أي: المنزل الذي يريد أن يذهب منه 
إلى المسجدء (ثم مشى) على قدميه ؛ بخلاف ما إذا ركبء أو حمل من 
غير عذرء وهل هو كذلك؟ ظاهرٌ الحديث : نعم» (إلى بيت من بيوت الله 
تعالى)» متعلق ب (مشى)» وشمل أيّ بيتِ من بيوت الله تعالى» سواء كان 
قريبًا أو بعيدّاء عتيقًا أو حديثًا؛ (ليقضي)؛ أي: ليؤدي (فريضةً من فرائض 
الله) تعالق + هر الصتلوات الخمس» :ركذا الحة بالأركل م وكند) العيتدية 
في المعتمّد. 


واللام في قوله: (ليقضي) للتعليل؛ أي : علة مشيه للمساجد ليقضي 


6١ (‏ وواه مسلم 347)» وفيه: (كانت خطوتاه إحداهما» . 


بين 








ما وجب عليه من الصلوات مع الجماعة. 

(كانت خطواته): جمع خطوة ‏ بضم الخاء المعجمة» ويجوز الفتح 
كما تقدم ‏ قال الجوهري: الخُطوة ‏ بالضم ما بين القدمين» و -_بالفتح - 
المرة الواحدة(" . 

وفي «القاموس»: خطا خطوًا واختطى: مشىء والخُّطوة» 
و-يفتح ‏ : ما بين القدمين» والجمع خطاء وخطوات» و-_بالفتح ‏ : 
المرة» والجمع خَطوات» انتهى” . 

(إحداها تحط عنه خطيئة)؛ أي : ذنبًا . 

قال في «القاموس»: الخطيئة: الذنبء أو ما تعمد منه؛ كالخطء 
بالكسر ‏ » والخطأ: ما لم يتعمدء والجمع خطايا”" . 

(و) الخطوة (الأخرى ترفع له درجة)؛ أي: منزلة في الجنة. (رواه 
سل 

وتقدم حديث عقبة بن عامر: أن له بكل خطوة عشر حسنات»ء رواه 
الإمام أحمد وغيره. 

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة 5 عن النبي كَكةِ قال : «[وآكل 
خطوة تمشي بها إلى الصلاة صدقة»7". 


(1) انظر: «الصحاح» للجوهري (مادة: خطو). 

(9) انظر: «القاموس المحيط» للفيروزأبادي (مادة: خطو). 
(7) المرجع السابق (مادة: خطو). 

(8) دواه البخاري (1841), ومسلم (03/7009). 


0 


وفي «مسند الإمام أحمد)اء ولاصحيح ابن حبان» عن عبدالله بن 
عمر[و] إهاء عن النبي َيْةِ قال: «من راح إلى مسجدٍ جماعة؛ فخطوتاه 
خطوة تمحو سسيئة» وخطوة تكتب حسنة» ذاهبًا وراجعًا»(©. 

وفي «سنن أبي داود) عَنْ سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَينْبٍ قَالَ: ‏ حَضْرَ رجلا مِنَّ 
الأَنْصَارِ الْمَوْتُء قَمَالَ: إِنْ مُحَدَتكُمْ حَدِيئًا مَا أُحَدَتكُمُوهُ إلا احْيِسَابَاء 
سَمِعْثُ رَسُولٌ اللَِّ كل يَقُولُ: (إذَا تَوَضَا أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ الْوْضوء» ُمْ خَرَجَ 
إلى الصّلاق لَمْ يَرْهَمْ قَدَمَهُ الى إِلَا كَتَبَ اللَّهُ 35 لَّهُ حَسَتَةٌ وَلَّمْ يَضَمْ 
قَدَمَهُ الْبُسْرى إِلَّا حَطّ اللّهُ فك عَنْهُ سَييَة َب أحَدكم أن إيبئذ» من أتى 
انتيند لصلى في اما . عفر له [نَإِنْ أتى الْمْسْجدَ وقد صَلُوَابَقَهًا 


وَبَقِي بَعْض ل ما در وَأَنَمَ مَا بَِيء كان كَذَلِكَ] فَإِنْ أنَى الْمَسْجِدَ 
وَقَدْ صَلَّوَاء فَأَتََ الصَّلاةَ كَانَ كَدَلِكَ)9؟. 


.)1179( رواه الإمام أحمد في «مسئده) (7/ 10/7)» وابن حبان في ااصحيحه)‎ )١( 
06753 رواء أبو داود‎ )09 


4 وعنه 5 عَن النْبِيَ كلله: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدٍ أَوْ رَاحَ» 
أَعَدَ اللَّهُلَهُ في الْجَنَّةِ نُرْلَا كُلمَاغَدَ 
ومسله”'". 

(وعنه)؛ أي : عن أبي هريرة (#5 عن النبي كلِ قال: من غدا إلى 
المسجد) المراد بالغدو هنا: الذهاب» (أو راح) المراد به: الرجوع» وإن 
كان الأصل في الغدو المضيّ من بُكرة النهار, والرواح بعد الزوال؛ لأنهما 
قد يستعملان في كل ذهاب ورجوع توسّعَاء ومنه: الغداء الذي يؤكل أولَ 


-ه 


ا أؤْرَاحَ». رواه البخاري» 


ى عدي 1 
النهار» وفي الحديث: «لغدُوة أو رَوْحة في سبيل الله. . .)”© . 


الغدوة: المرة من الغدو. وهو سير أولٍ النهارء نقيض الرواح» 
يقال: غدا يغدو غدرّاء والغدوة ‏ بالضم ‏ : ما بين صلاة الغداة وطلوع 
الشمس . 


(أعدّ الله)؛ أي : هيأ (له في الجنة نزلًا) ‏ بالتدكير ‏ » وفي رواية: 


.)180 /554( رواه البخاري (531)» ومسلم‎ )١( 


. من حديث أنس ذلك‎ 2)١١7/188٠0( رواه اأبخاري (47/ا؟)ء ومسلم‎ 421١ 


نكن 








ه20 اونا يضم النون والزاي ‏ : المكان الذي يهيأ للنزول فيه» 
و بسكون الزاي ما يهيئه للقادم من الضيافة ونحوهاء وفي أكثر الروايات: 
(أعد الله له من الجنة نزلًا2"6» ف (من) للتبعيض على الوجه الأول» وهو 
ضمٌ النون والزاي» وللتبيين على الوجه الثاني . 

ورواه الإمام أحمد» ومسلم. وابن خزيمة: «نزلًا في الجنة»20» وهو 

(كلما غدا أو راح)؛ أي : بكل غدوة وروحة. 

وظاهر الحديث حصولٌ الفضل لمن أتى المسجد مطلقاء لكن 
المقصود منه اختصاصه بمن يأتيه للعبادة» والصلاة جماعة» والمشي إلى 
الصلاة لمسجد أفضلٌ من الركوب؛ كما في حديث أوس في الجمعة: 
«ومشى ولم يركب»»؛ رواه أصحاب السنن؟. 

ولهذا جاء في حديث معاذ ذَنه ذكر المشي على الأقداه”” . 

وكان النبي يَلْهِ لا يخرج إلى الصلاة إلا ماشيّاء حتى يوم العيد يخرج 


)١(‏ وهي رواية البخاري (؟551). 

(؟) وهي رواية البخاري المشار إليهاء لكن بلفظ : «أعدّ الله له نزله من الجنة» . 

(') رواه ابن خزيمة »)١597(‏ ورواه الإمام أحمد في «مسنده» ١١704(‏ _ط الرسالة)» 
ومسلم (579/ 185) بلفظ: «له في الجنة نزلًا . 

(5) رواه أبو داود (755)» والترمذي (447)» والنسائي (1785)» واين ماجه .)1١41‏ 

(6) رواه الإمام أحمد في «مسنده» (0/ 547)» والبخاري في «التاريخ الكبير» 


ثا/ هو#ا يا مه اك ذم الكاأاش حى*: و ١و"‏ / بلا و) 
لام 44 وابن ماكر في تاريخ ممق 71721 1511 


اق 


إلى المصلى ماشيً('2؛ فإن الآتى للمسجد زائٌ الله تعالى» والزيارة على 
الأقدام أقربٌ إلى الخضوع والتذلل؛ كما قيل: 
لو جئتكم زائرًا أسعى على بصري 
0 ع ع 
لم أوفٍ حمّا وأيّ الحق أديت”) 

وفي الطبراني من حديث سلمان ذه مرفوعا: «من توضأ في بيته 
فأحسن الوضوءء ثم أتى المسجدء فهو زائرٌ الله تعالى» وحقٌّ على المزور 
أن يكرم الزائر»”” . 


وكلما شقّ المشيُّ إلى المسجد كان أفضل» ولهذا فضل المشي إلى 
صلاة العشاء وصلاة الصبح . 


(رواه البخاري ومسلم) . 


#0 * 


. من حديث ابن عمر و‎ )١796( رواهاين ماجه‎ )١( 


(1) من البسيطء وهو لابن الجوزي. انظر: المدهش» (ص: »)١15‏ وفيه: «أقض» 


بدل: «أوف). 


9 رءاه الطبراني في «المعحم الكبير؛ (1119). 


وحانا 


2 و صاس” 
الحريثالتات 
عَنْ أبِي أَمَامَةَ ف : أَنَّ رَسُولَ الله يله قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ 


يِه مُتَطَهرا ا صَلاة مكلوق 0 الْحَاجٌ |الشخرمء وَمَنْ خَرَيجَ 
إلى تَسْبِيح الضكى, ٠‏ لا ئْنْصِبْهُ إلا إِيَاه فأَجْرْهُ كأَجْر الْمُعْتَمرِءِ وَصَلاة 
ةا رواه أبو داوو(١)‏ 

(عن أبي أمامة) الباهلي (445)؛ واسمه صَدَيّ ‏ بضم الصاد وفتح الدال 
المهملتين وتشديد الياء ‏ » وقد جاء في بعض الروايات الصّدَّيّ بزيادة 
الألف واللاء””"» وهو صديٌ بن عجلان الباهلنٌ» سكن مصرء ثم انتقل 
إلى حمص ومات بها --- حديثه عن الشاميين» والباهليّ نسبة إلى باهلة 
بنتِ سعد العشيرة ة من مَلّْحِج ب بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وكسر 
الحاء المهملة وبالجيم ‏ . 


روى عن رسول الله يَكِلَهِ مء مئتي حديث وخمسين حديثاء روى له البخاري 


غ2( رواه أبو داود (ممه). 


(6) انظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (1/ »)5١١‏ و”تاريخ ابن معين» (7/ 2)١9‏ 


و«مصنف ابن أبى شيبة) (لا/ 075١‏ . 


كنا 











منها خمسة. ومسلم ثلاثة» توفي سنة إحدى وثمانين» وقيل: ست وثمانين 
وعمره إحدى وتسعون» وهو آخر من مات من الصحابة بالشام » وهو 

(أن رسول الله كَل قال: من خرج من بيته متطهرًا) طهارة كاملة إلى 
أداة ضلاة مكتوية من الضلوات التخصن» ومتها التجيشة بالأولى» لبصليها 
مع الجماعة» (فأجره)؛ أي: ثوابه (كأجر الحاج المخرم)» فله الأجرٌ 
العظيم» والثوابٌ الجسيم؛ (ومن خرج) من بيته متطهرًا (إلى تسبيح)؛ 
أي : صلاة (الضحى» لا يُنصبّه) ؛ أي : لا يخرجه ويتعبه» وَاللفي إقامة 
الشيء» والتعب» ومنه حديث : «فاطمة بضعة مني» يُنصبني ما أَنَصّبَها)(©؛ 
أي : يُتُعبني ما أتعبهاء يقال: نَصِب من باب طَرِب ينصّب» ونصبه غيرُه 
وأنصبة» ومئه خذيك الدجال: «ما فنضبك منه 2009 

(إلا إياه)؛ أي: قصد صلاة الضحىء (فأجره كأجر المعتمر) في 
الأجر والثواب» مع خفة المحمل والأسباب» (وصلاة على إثر صلاة)؛ 
أي : عقبها ووراءها (لا لغوّ بينهما)» واللغو: الكلام المطروح وما لا يعني؛ 
(كتابٌُ في عِلَّيين)؛ أي : مرفوعٌ مقبول» لوََآأربكَ علط كنت ترو20) 
يَشْبَدهالْعيوْنَ # [المطففين: ]1١- 1١9‏ . 


)1١(‏ رواه الترمذي (859”") وقال: حديث حسن صحيح » والإمام أحمد في «مسنده» 


2/0 والحاكم في «المستدرك» )8125١(‏ وقال: صحيح على شرط الشيخير: 
ولم يخرجاه؛ من حديث عبدالله بن الزبير 5ه 


)3( ووآأهة مسلم ضحك ارك ضوف من حديث المغيرة سس شعسة نفك . 


(رواه أبو داود) من طريق القاسم بن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة» 
وثقه ابنُ معين» والجوزجاني» والترمذي» وصحح له. 

وقال يعقوب بن أبي شيبة : منهم من يُضعفه . 

وقال الإمام أحمد: روى عنه عليٌ بن يزيد أعاجيت» وما أراها إلا من 
قبل القاسم7". 

وقال ابن حبان: كان يروي عن أصحاب رسول الله يلِ المعضلات”". 


.)0564 /١( انظر: «العلل ومعرفة الرجال» للإمام أحمد‎ )١( 
2) 7 زفق انظر : «المجروحين» لابن حبان‎ 


لكين 


ص2 


ل 


1 


9 
5 


"١‏ عَنْ ُيده بنٍ الحصيب عن النِبِيّ ل قال : «بَشْرِ الْمَشَائِينَ 
في الظلّم إلى الْمَسَاجِدِ بالتور النَامّ يَوْمَ الْقيَامَةِ. رواه أبو داودء 
والترمذي وقال: حديث غريب"”) 

(عن يُرَيْدة) بضم الباء الموحدة وفتح الراء وسكون التحتية» ويقال: 
إن هذا لقب لهء وإن اسمه: عامر (بن الخُصَّيب) ‏ بضم الحاء وفتح الصاد 
المهملتين وسكون التحتية ابن عبدالله بن الحارث بسن الأعرج 
(الأسلمي)» نسبةً إلى أسلم ب بن أفصى - بفتح الهمزة وسكون الفاء وبالصاد 
المهملة ابن حارثة ؛ لأنه من ولده؟© أسلم قبل بدر ولم يشهدهاء وشهد 
الحديبية؛ وبايع بيعةَ الرضوان» وقيل: إنه أسلم لما مر به النبي كلهِ مهاجرا 


.)771( رواه أبو داود (2551)» والترمذي‎ )١( 

(؟) كذا في الأصل» وفي «أسد الغابة» لابن الأثير /١(‏ 7317): بريدة بن الحصيب 
ابن عبدالله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن سن 
الحارث بن سلامان بن أسلم بن أقصى بن حارئة بن عمرو بن عامر الأسلمي» 
يكنى : أبا عبدالله» وقيل: أبا سهل» وقيل: أبا الحصيب» وقيل: أبا ساسان» 
والمشهور : أبو عبدالله . 


"1١١ 








بالغميه”"'» وأقام بموضعه حتى مضت بدر وأحد» ثم قدم عليه» وكان من 
ساكني المدينة» ثم تحول إلى البصرة؛ ثم خرج منها إلى خراسان غازيّاء 
فمات بمرو زمنّ يزيد بن معاوية» سنة اثنتين أو ثلاث وستين» ودفن بمقبرة 
مروء وهو آخرٌ من مات من الصحابة بخراسان. 

روي له عن رسول الله يكل مئة حديث» وأربعة وستون حديثاء اتفق 
الشيخان على حديث, وانفرد البخاري بحديث؛ ومسلم بأحدَّ عشر حديثاء 
وأوصى أن يُجعل على قبره جريدٌ؛ كما في البخاري” . 

روى عنه: ابناه عبدالله وسليمان» وأبو المليح عامرٌ بن أسامةء 
وغيرهم. 

(قال) بُريدة ضيه : (عن النبي كل قال: بَشّرِ المشائين) هذا من الخطاب 
العامّء ولم يُرد به واحدًا بعينه . 

و(المشائين) بالهمز والمد» [و ]فيه فضيلة المشي على الرجلين . 

(في الظُلّم إلى المساجد)» فيه فضيلة المشي إلى مساجد الجماعات 
في ظلمة الليل» وهو يعم ظلمة العشاء والفجرء لكن في الطبراني عن أبي 


)١(‏ ذكرتها بعض المصادر هكذاء وذكرها البعض: بالغمم؛ والبعض الآخر: بالضميم» 
وقال البكري في «معجم ما استعجم» (5/ 407): ومن عسفان إلى كراع الغميم 
ثمانية أميال» والغميم: واد؛ والكراع: جبل أسود عن يسار الطريق» طويل شبيه 
بالكراع» والله أعلم . 

(؟) رواه البخاري في «صحيحه في الجنائزء ناقمة البدرينة عل القييو» ليت 
(5/ 46). 


"17 


أمامة مرفوعا: «بَشْر المُدِلِجِينَ إلى المُساجد)”" . 


والإدلاع_يعحفيك الذالةالنهملة عن السطي ف ميم اللبلة 
و-بالتشديد - : المشى آخخر الليل . 


(بالتور التام) متعلّق ب (بشّر المشائين)؛ أي : من جميع جوانبهم؛ فإنهم 
يختلفون في النور على قدر الأعمال (يومَ القيامة)؛ أي: على الصراط . 

قال ابن رسلان: ويحتمل أن يراد بالتور: المنابر التي من النور؛ 
لرواية الطبراني: «بَشْرِ الْمُدْلِجِينَ إلى الْمَسَاجدِ في الظُلّم بِمَتَابِرَ مِنْ نُور يَوْمَ 
الْقيَامَة» يَفْرّعٌ النَّاسُ وَلا يَفْرَعُونَ»» ويشمل عمومّه من يمشي في ضوء 
مصباحه؛ لأنه ماش في ظلمة الليل» متكلف زيادة هي مؤونةٌ الزيت أو 
الشمع» فله ثواب ذلك مع نور مشيه ؛ كالحاج إذا زادت مؤنته . 


قيل: وإنما قيد النور بالتام؛ لأن أصل النور يعطى لكل من تلفظ 
بالشهادتين من مؤمن أو منافق» لظاهر حرمة الكلمة» ثم يقطع نور المنافقين» 


فيقولون : يَقُونُونَ ربّسَآأيمح ْنَا وَأفْفِرْلنَآ#[التحريم: ]20 وتقييده بيوم 


() رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (1/77777). قال المنذري في «الترغيب والترهيب» 
(1/ 174): في إسناده نظرء وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/ :)7”١‏ فيه 
سلمة العبسي عن رجل من أهل بيته» ولم أجد من ذكرهما. 

(؟) قال القرطبي في «تفسيره» :)7555/١1(‏ قوله تعالى : #ريسآأَيممْلَنَاوْريَا#* يقوله 
المؤمنون خشية أن يُسلبوه كما سلبه المنافقون» فإذا بقي المنافقون في الظلمة 
لايبصرون مواضع أقدامهم» قالوا للمؤمنين : #أظروافيسمِن ور ٠4‏ #قِيلَاتْجمُوا 
ورد ؛ أي : قالت لهم الملائكة : ارجعواء وقيل: بل هو قول المؤمنين لهم: 
ارجعوا وراءكم الى الموضع الذي, أخذنا منه النود» فاطلوا هنالك لأنفسكم - 


م 


القيامة إشارة إلى قصة المؤمنين وقولهم فيه: لرَبَسَآأبْم نوري 2# ففيه إيذان 
بأن من انتهز هذه الفرصة ‏ وهي المشيُ في الظلم إلى المساجد ‏ يكون تام 
النور والبهجة والحبورء والله ولي الأمور. 

(رواه أبو داود» والترمذيء» وقال) الترمذي : (حديث غريب). 


قال الحافظ المنذري: ورجال إسناده ثقات27" . 


33 نورًا؟ فإنكم لا تقتبسون من نورناء فلما رجعوا وانعزلوا في طلب النورء 
لص ينبم دنور» . 
)١(‏ انظر: «الترغيب والترهيب» للمنذري /١(‏ 1717). 


"1 


لْْرِيتُ الحَادِي 07 


. عن أنس بن مالكِ َيه مثله» رواه ابن ماجه”7"‎ ١ 


(عن أنس بن مالك فك مثله) بلفظهء (رواه ابن ماجه) . 


#4 # 


)3غ( روأة ان ماحه 1١)‏ 4 8 








عن أبي هريرة هه قال : قال رسول الله كلي: «المشّاؤونَ إلى 

المسَاجِدٍ فِي الظلّم أُوليِكَ الحوّاصُونَ في رَحْمَةٍ لله . رواه ابن ماجه7" . 

(عن أبي هريرة #5 قال: قال رسول الله يَلْهِ: المشاؤون إلى 
المساجد في الظلم) من الليل (أولئك الخواضون)؛ أي: العوامون (في 
رحمة الله) تعالى» (رواه) والذي بعده (ابنْ ماجه)» ورمز الحافظ جلال 
الدين السيوطي لحسنه”" . 

وقال الدميري: ضعيف ؛ لآن في سنده إسماعيل بن رافع القاضي!". 
المدني» أخو إسحاق» ويكنى: أبا رافع» ضعفه ابن معين. 

وقال أبو حاتم : منكر الحديث؟؟ . 


)١(‏ روأهاين ماجه (4لالا). 

(0) انظر: «فيض القدير» للمناوي (”/ ؟70/7). 

(9) كذا في الأصلء و«مغاني الأخيار» للعيني »)0١ /١(‏ و«التحفة اللطيفة» للسخاوي 
(/0179)» وفي «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (؟1148/5١).»‏ و«تهذيب 
الكمال» للمزي (؟/ 84)» و«اتهذيب التهذيب» لابن حجر /1١(‏ 55/8): «القاص» . 

(5) انظر : «الجرح والتعديل» لابن أب حاتم (؟1/ .)١158‏ 


1 


حض 








وقال الترمذي: ضعفه بعض أهل العلم؛ قال: وسمعت محمدًا 
يعني : البخاري - يقول: هو ثقة» مقارب الحديث7". 

وقال النسائي: متروك الحديث”"» وقال في موضع آخر: ضعيف» 
وفي موقع آخر: ليس بثقة» وفي آخر: ليس بشيء. 

وقال ابن عدي : أحاديثه كلها فيها نظرء إلا أنه يُكتب حديثه في 
جملة الضعفاء9 . 

وقال الحافظ ابن حجر : هو ضعيف الحفظء من الطبقة السابعة» 
ومات في حدود الخمسين ومئة» انتهى». 

لكن لكثرة طرق الأحاديث في هذا المعنى» وتباين مخارجهاء يرتقي 
إلى درجة الحسن؟؛ فقد روى الطبراني في «الأأوسط» بإسناد حسن عن أبي 
هريرة هه : أن رسول الله يل قال: «إنَّ الله ليُضِيء لِنَّذِينَ يَتَخَلَلَونَ إِلَى 
الْمَسَاجِدٍ في الظلم بنور سَاطِع يَوْمَ الَِْامَق(0© . 

وأخرج الطبراني في «الكبير» بإسناد حسن» وابنُ حبان في (صحيحه» 
من حديث أبي الدرداء ظنهء عن النبي ككل قال: «من مشى في ظلمة الليل 
إلى المسجدء لقي الله كَنْكَ بنور تام يوم القيامة»» ولفظ ابن حبان: «من 


.)189 /5( انظر: «سنن الترمذي»‎ )1١( 

(0) أنظر: «الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص: .)١5‏ 
(9) انظر: «الكامل في الضعفاء» لابن عدي /١(‏ 505). 
(5) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص: /ا١١).‏ 


(5) رواه الطبراني في «المعحم الأوسط» (8547). 


5-97 24 


”1/ 


مشى في ظلمة الليل إلى المساجدء آتاه الله نورًا يوم القيامة»" . 

وروى الطبراني في «الكبير؛ ‏ وفي إسناده نظر من حديث أبي أمامة ضف » 
عن النبي وَل قال: «بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور 
يوم القيامة؛ يفزع النامسنُ ولا يفزعون)”" . 


* ا نه 


.)7١545( رواه الطبراني في «المعجم الأوسط» (575917)» وابن حبان في الصحيحه)‎ )1١( 


18 


مص 


اكاك عشسر 


1 
ضام 

١ 

5 


الجر 


1 


ء 


4 عن سهلٍ بن سعدٍ 5 قال رسول الله يل: «ليل؛: ر المشّاؤونَ 
في الظُلّم إلى المَسَاجِدٍ بالنُور التامٌيَوْمَّ القيامّة. رواهما ابن ماجه”". 

(عن سهل بن سعدٍ) الساعديّ (#)؛ هو أبو العباس» وقيل: أبو 
يحبى سهل بن سعدٍ بن مالكِ بن خالدٍ بن ثعلبة بنِ حارئة بنٍ عمرو بنٍ 
الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الساعديّ الأنصاريّ الخزرجي» 
كان اسمه حَزْنَاء فسماه النبي ككل سَهُلاء مات النبي وك وله خمسَ عشرة 
سنة» ومات سهلٌّ بالمدينة سئة إحدى وتسعين» وقيل ثمان وثمانين» وهو 
آخر من مات من الصحابة بالمدينة . 

قال ابن سعد: بلا خلاف”" . 

وكان عمره يومئذ سنا وتسعين سنة» وقيل : مئة سنة. 

روي له عن رسول الله َكل مئة حديث,» وثمانية وثمانون حديثاء اتفق 
)١(‏ رواه ابن ماجه »)77١(‏ قال الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» /١(‏ 0717 : 


صحيح لغيره. 
(؟) انظرء «اأطرقات الكبرى» لابن سعد (76 8/5 طبعة الخانجي) . 


"14 








الشيخان على ثمانية وعشرين حديثاء وانفرد البخاري بأحدَ عشر. 

قال سهلٌ بن سعد الساعديّ ذه : (قال رسول الله يكله: لبشر) بلام 
لأمر وضم التحتية مب ما لم يسم فاعله(المشاؤون) ثئب الفاعل؛ (في 
الظلم) متعلق بالمشاتين في الظُلّم (إلى المساجد) لأداء الصلوات مع 
الجماعة (بالنور التام يوم مَ القيامة . رواهما)؛ أي : هذا الحديث والذي قبله 
(ابنُ ماجه) في اسئنه» » وكذا ابن خزيمة في «صحيحه» ‏ واللفظ له 
والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين”" . 

قال الحافظ المنذري : كذا قال( . 

قال: وقد روي هذا الحديث عن ابن عباس» وابن عمر» وأبي سعيد 
الخدري» وزيد بن حارثة» وعائتشة» وغيرهم وَ/ أجمعين”" 

قال النخعني : وكانوا يرون أن المشي في الليلة الظلماء إلى الصلاة 
موجبة؛ يعني : توجب المغفرة. 

قال الحافظ ابن رجب في «شرح حديث اختصام الملا الأعلى» : روينا 
عن الحسن قال: أهلّ التوحيد في النار لا يُقيّدونَء فيقول الخزنة بعضهم 
لبعض : ما بال هؤلاء لا يقيدون وهؤلاء يقيدون؟! فيناديهم مناد: هؤلاء 
كانوا يمشون في ظلم الليل إلى المساجد . 

كما أن مواضع السجود من عصاة الموحدين في النار لا تأكلها النار» 
000( رواه ابن خزيمة في «صحيحه» »)١594(‏ والحاكم في «المستدرك» (07/54. 


فم انظر: «الترغيب والترهيب» للمنذري ١*5 /١(‏ )2. 
فرق المرحع السابقء الموضع نفسه ‏ 


رين 


فكذلك الأقدام التي تمشي إلى المساجد في الظلم لا تقيد في النارء فلا 
يسوي في العذاب بين من خدمه» و[بين] من لم يخدمهء وإن عذبه. 
وجتق حجان قي نجاط ينيم 
فكيفايكونإذاممارضي”) 

وقد روي عن أبي سعيد الخدري # قال: قال رسول الله كله : «مسن 
خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهمً إني أسألك بحق السائلين عليك» 
وبحق ممشاي هذا؛ فإني لم أخرج أَشُرا ولا بطراء ولارياء ولاسمعةء 
وخرجثُ اتقاء سخطكء وابتغاء مرضاتك» فأسألك أن تعيذّني من النار» 
وأن تغفر لي ذنوبي» إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت > أقبل الله عليه بوجهه. 
تعلو له ميعن الف 3014 وواة اما 

قال الهروي: إذا قيل: فعل فلان ذلك أشرًا وبطرّاء فالمعنى: أنه لَجّ 
في البطر©. 


وقال الجوهري : الأشر والبطر بمعنى واحد7؟). 


.)55 انظر: «اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملا الأعلى» (ص:‎ )١( 

(؟) رواه ابن ماجه (6714. قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» /١(‏ 18): هذا 
إسناد مسلسل بالضعفاء» عطية العوفي وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموقف 
كلهم ضعفاءء لكن رواه ابن خزيمة في «صحيحه» من طريق فضيل بن مرزوق» 
فهو صحيح عنده» وذكره رزين» ورواه أحمد بن منيع في «(مسنده»» فذكره 
بإسناده ومتنه» وزاد في آخره: «حتى يفرغ من صلاته» . 

(9) انظر: «الغريبين» للهروي /1١(‏ 078 . 

(5) انظر: «الصحاح» للجوهري (مادة: نطر) . 


رض 


وفي «النهاية»: البطر: الطغيان عند" النعمة وطول الغنى» وفي 
الحديث: «الكبر بَطَدُ الحق» 229 هر أن يكل جا جملا سما من توحيده 
وعبادته باطلًا . 

قل :هو آن تجيراغد الخ فال يراه قا 


وقيل: هو أن يتكبر عند" الحق» فلا يقبله؟2. والله أعلم . 


[011الا 


)١(‏ كذافي الأصلء وفي «النهاية» : «عن». 

(؟) روآه مسلم (147/41) من حديث ابن مسعود 4ه . 

(9) كذافي الأصل»ء وفي «النهاية» : ١عن».‏ 

(4:) انظر : «النهاية في , غريب الحديث» لابن الأثر /١(‏ 178). 


فض 


أي : هذا بابٌ فضل الصف الأول» وتسوية الصفوف» والتراصٌ فيها. 
وذكر المصنف ‏ رحمه الله تعالى» ورضي عنه ‏ في هذا الباب أربعة 
أحاديث . 


عَنْ أي ْنِ كَْبٍ د قَالَ: صَلَّى نا رَسْولُ الله يَوْمَا 
الصّبْحَء فَقَالَ: «أَشَاهِدٌ فلان؟» قَالُوا: لاء ثَالَ: «أَسَاهِدٌ فلانُ؟» قَالُوا: 
لاء قَالَ: «إِنَّ مَاتيْنِ الصَّلاتيْنِ أَنَقَلُ الصَّلَوَاتٍِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَلَوْ 
تَعْلَمُونَمَا فهمَاء لاي تثُمُوهُمَا وَلَوْحَبْوَا على الوكبء وَإِنَّ الصف الأوّلَ 
عَلَى مِثْلٍ صَففّ الْمَلائِكَةِ» وَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا فَضِيلتُهُ لاد وَإِنَ 
صَّلاة ة الرَّجْلٍ مع الوَجُلِ أَرْكى مِنْ صّلاتِهِ وَحْدَهُ وَصَلاةُ َع الوَجُليِنِ 
أَركَى مِنْ صَلاتِهِ مَعَ الرَجُلٍء وَمَا كثر فَهُوَ َحَبُ إِلَى اللَِّ تعَالَى). رواه 
أبو داودء وابن ماجه في ستنهما”" . 


للق روأه أبو داه ود فى بي سئنه (0805). 0 رو أبن ن ماجه (/ا94/ا) بعضه من حديث - 


وفض 








(عن أبي بن كعب #ه قال: صلى بنا رسولٌ الله َل يومًا الصبح)؛ 
أي : صلاة الصبح» (فقال) عليه الصلاة والسلام بعد فراغه من الصلاة: 
(أشاهدٌ) أي: صلاتّنا؛ يعني: حاضدٌ (فلانٌ؟ قالوا: لا)؛ أي: ليس 
بشاهدء (قال: أشاهدٌ فلان؟) لجماعة متهمين بالنفاق» (قالوا: لا)» قال: 
(قال) كل : (إِنَ هاتين الصلاتين)؛ يعني: صلاة الفجرء وصلاة العشاء 


(أثقلٌ الصلاة على المنافقين) . 
دل الحديث على أن الصلاة كلها ثقيلة على المنافقين» ومنه قوله 


هر 


تعالى : ولا أنوْنَ ألصَصكرَِلَاوَهُمْ حكُسَا #التوبة: 04]» وإنما كانت العشاء 
والفجر أَثقلَ عليهم من غيرهما؛ لقوة الداعي إلى تركهما؛ لأن العشاء وات 
السكون والراحة» والصبح وقت لذة النوم . 
و 

وقيل: وجهه: كون المؤمنين يفوزون” بما يترتب عليهما من الفضل 
لقيامهم بحقوقهما دون المنافقين. 

(ولو يعلمون) يعني : المنافقين المتخلفين عنهما (ما)؛ أي: الذ 
(فيهما) من مزيد الفضل والثواب» (لأتوهما) بقصر الهمز؛ أي: لجاؤوا 
إلى لفحل الذى تصليان ف جباعة» :وهر النيلجه (ولتن بو أ: 
يزحفون إذا منعهم مانع من المشي كما يزحف الصغير. 


ولابن أبي شيبة من حديث أبي الدرداء : ولو حبوًا (على) المرافق”" . 


3 أبي هريرة طلاه . 
)١(‏ في الأصل : «يقولون»» والتصويب من «فتح الباري» لابن حجر (57/ .)١4١‏ 
(؟) دواهامن أي شسة في «مصنفه» (77000) بلفظ : «ولو حبمًا عل مرافقكم وركبكم' . 


نض 


و(الركب) جمع ركبة ‏ بضم الراء ‏ : ما بين أسفل أطراف الفخذ 
وأعالي الساق» والجمع رُكب. 

وفي «المطلع»: الركبة معروفة» وجمعها كاك ديقم الكاف 
وفتحها ‏ وركبات بسكونها" . 

والمرافق: جمع مرفق _بكسر الميم وفتح الفاء» ويجوز فتح الميم 
وكسر الفاء كما في «المطلع»”" . 

وفي «القاموس»: المرفق؟ كمنبر ومجلس: موصل الذراع بالعضد'". 

قال في «الفتح»: وهذا الوصف لائقٌ بالمنافق» لا بالمؤمن الكامل» 
لكن المراد به نفاق المعصية» لا نفاق الكفر؛ بدليل قوله في رواية عجلان: 
«لا يشهدون العشاء في جماعة» 9 وقوله في حديث أسامة: «لا يشهدون 
الجماعات)2؛ يعني : الذين هم يك أن يحرق عليهم بيوتهم . 

وأصرح من هذا ما في رواية أبي داود من حديث أبي هريرة: أن قومًا 
يصلون في بيوتهم ليست لهم علة:0©» فهذا يدل على أن نفاقهم نفاقٌ 


.)5١ انظر: «المطلع» للبعلي (ص:‎ )١( 

(5) المرجع السابق (ص: .)7١‏ 

(*) انظر: «القاموس المحبط» للفيروزأبادي (مادة: رفق). 

(54) رواه الإمام أحمد في «المسند» (؟/ 797)» من حديث أبي هريرة 5ه بلفظ : 
«لا يشهدون العشاء الآخرة في الجميع». 

(6) روأهابن ماجه (746) بلفظ : «الينتهين رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقن بيوتهم». 


(5) وواه أبر داود (049) بلفظ : «ثم آتى, قومًا بصلون فر, سوتهم لست بهم علة». 


نض 


معصية» لا كفر؛ لأن الكافر لا يصلي في بيته» إنما يصلي في المسجد رياءً 
وسمعة» فإذا خلا في بيته كان كما وصفه الله تعالى من الكفر والاستهزاء. 
كما نبه عليه القرطبي"". 

ثم قال لِ: (وإن الصففٌ الأول) من صفوف الصلاة (على مثل صنفٌ 
الملائكة) الكرام عليهم السلام» (ولو علمتم) معشرَ المصلين مع الجماعة 
من الصحابة» وغيرهم وإن كان الخطاب للصحابة -(فضيلتّه)؛ أي : الصف 
الأول» (لابتدرتموه) ؛ أي : سارعتم إليه وتسابقتم إلى إدراكه . 

(وإن صلاة الرجل مع الرجل) الواحد (أزكى)؛ أي : أنمى وأزيدٌ 
وأفضلٌ (من صلاته وحده)؛ لما تقدم من أن صلاة الجماعة تفضل صلاة 
الفذ بخمس وعشرينء أو بسبع وعشرين» والجماعة تصدق بواحد مع 
الإمام فصاعدّاء لكن كلما كثروا كان أفضل» ولذا قال: (وصلاته مع الرجلين 
أزكى)؛ أي: أفضل (من صلاته مع الرجل» وما كان أكثر) جمعّاء (فهو 
أحبٌ إلى الله و3) ؛ لتضاعف الأجر بكثرة المصلين. 

(رواه أبو داودء وابن ماجه في سننهما): ورواه - أيضًا الإمام أحمد 


فى «المسند»» والنسائى فى «ستنه)ء وابن خزيمة» وابن حبان فى صحيحيهماء 
والحاكم”" . 


() انظر: «فتح الباري؟ لابن حجر .)1١71/77(‏ 

0( تقدم تخريجه عند أبي داود وابن ماجه» ورواه النسائي (8547)», والإمام أحمد 
في «المسند») (60/ ١‏ ؛»؛ وابن خزيمة في «صحيحه) »)١51/5(‏ وابن حبان في 
الاصحبحه) 2)17١05(‏ والحاكم فى «المستدرك» .)4٠١085(‏ 


فض 


وقد جزم يحيى بن معين» والذهلي بصحة هذا الحديث”". 

ويعضده ما أخرجه البزار» والطبراني بإسناد لا بأس به عن قباثِ بن 
شه اللسم ضيه قال : قال رسول الله تله : «صلاة ة الرجلين يؤم أحدهما 
صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى» وصلاة أربعة أزكى عند الله من 
صلاة ثمانية تترى» وصلاة ثمانية يؤم أحدّهم أزكى عند الله من صلاة مئة 
الات 

قوله: (تترى)؛ أي : متفرقين من غير أن يوم أحذهم. 

قال في «النهاية» : في حديث : لا بأس بقضاء رمضان تترى2؛ أي 
متفرقا غير متتابع» قال: والتاء الأولى منقلبة عن واو» وهو من المواترة» 
والتواتر: أن يجيء الشيء بعد الشيء بزمان”''. 


ومنه: الوتر؛ أي: الفرد. والله أعلم. 


. 03781 /5( نقله ابن الملقن في «البدر المنير؛‎ )١( 

(١‏ رواه البزار في «مسئده» كما في «كشف الأستار» للهيثمي »)57١(‏ والطبراني في 
«المعجم الكبير» .)75/١9(‏ 

إفرة رواه ابن أبي شيبة في ١مصنفه»‏ (09115 4115)» وفيه: «متفرقًا» بدل اتترى». 

(5) انظر : «النهاية ف , غريب الحديث» لابرم الأثير (1/ 7/ا4). 


فض 


٠9 
0 


51 
5 

06 35 

َس 
سل 


اب ته 


0 


ظ 


5 عن أبي هزيرة ذه عن النبي كِِ قال: دلو تَعْلَمُونَ مَا في 
الصَّفّ الأول لَكَانَتْ قَرْعَةَه. هكذا رواه مسله”". 

(عن أبي هريرة ذه عن النبي كلْهُ قال: لو تعلمون) _بالتاء المثناة 
الفوقية كما في «صحيح مسلم»» ثم قال: «أو يعلمون(" _بالياء المثناة 
من تحت -(ما في الصف الأول) من الفضيلة» وإنما أبهمها؛ ليفيد ضربًا 
من المبالغة» وأنه مما لا يدخل تحت الوصف, (لكانت) الحالة في التقدم 
إلى الصف الأول عند التزاحم (قرعة)؛ يعني : لو يعلمون فضيلة الصف 
الأول» وعظيم أجره» ومزيدَ ثوابه» ثم لم يجدوا طريقًا يحصلون به ذلك 
لضيق المحل» لاقترعوا لأجل تحصيله. 

قال المصنف رحمه الله تعالى: (هكذا) يعني : باللفظ المذكور 
(رواه مسلم) في الاصحيحه) . 


قلت: ذكره عن إبراهيم بن دينار» ومحمد بن حرب الواسطي» 


.)49( رواه مسلم‎ )١( 
انظر الحاشية السابقة.‎ )0( 


ايض 








حدثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن» ثنا شعبة» عن قتادة» عن خلاس» عن أبي 
رافع» عن أبي هريرة ده عن النبي كَل قال: «لو تعلمون أو يعلمون - 
ما في الصف المقدَّم؛ لكانت قرعة»» وقال ابن حرب: «الصف الأول 
ما كانت إلا قرعة)27 . 

وأخرج مسلم في «صحيحه) عن أبي هريرة #5 : أن رسول الله كله 
قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول» ثم لم يجدوا إلا أن 
يستهموا عليه لاستهمواء ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه» ولو 
يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا»”" . 

قوله: (التهجير)؛ أي : التبكير لكل صلاة . 

و(العتمة): صلاة العشاء . 


وفي الحديث الحثٌ على الصف الأول» وهو المطلوب. 


«#4 * 


(5) رواه مسلم (لا5#). ورواه البخاري (516). 


هف 


_وعنه قال: قال رسول الله ي: «خَيْ ضفو الوّجَالٍ 
أوَلْهّاء وَسَرُهَا آخِرْمَاء وَحَيْدُ صفوف النْسَاءِ آخِرْمَاء وَسَُهَا أَوَلهَاء. 
زواة مس00 

(وعنه)؛ أي : عن أبي هريرة 5 (قال: قال رسول الله يكِ: خيسرٌ 
صفوف الرجال) في الصلاة. 

قال ابن سيدٍ الناس: يعني : أكثرها أجر0" . 

(أولّها)؛ لثبوت أنه له كان يستغفر للصف المقدم ثلانّاء وللشاني 
مرة» رواه ابن ماجه والنسائي» وابن خزيمة في «(«صحيحه»» والحاكم وقال: 
صحيح على شرطهما من حديث العرباض بن سارية 4#5”” . 


ورواه ابن حبان فى (صحيحهاء ولفظه: كدان كمفاء على الشوفن 


0غ( رواه مسلم .)54٠(‏ 
(*) رواه ابن ماجه (2)495 والنسائي (411)) وابن خزيمة فى «صحيحه) 2)١088(‏ 


والحاكم ف , «المستدرك» (1/5/ا). 


رفن 








المقدّم ثلاماء وعلى الثاني واحدة0© , 


ولفط لماي كار سات كانه فاه كان سان على الفنف الأول 


مرتين'" . 

(وشدّها)؛ أي: شر صفوف الرجالء (آخرّها)؛ يعنى : أقلها أجراء 
(وخيذ صفوف النساء) حيثٌ صَلَّين فخ لوالا (اعيكا م اومة ها أولها). 
مقي الرعاك 


فإن صف الرجال الأول مختص بكمال الأوصاف». ومختص بكمال 
الضبط عن الإمام» والاقتداء به» والتبليغ عنهء وكل ذلك معدوم في 
النساء» فاقتضى ذلك تأخيرهن عن الإمام» وأما الصف الأول من صفوف 
النساء» فإنما كان شرًا من آخرها؛ لما فيه من مقارية أنفاس الرجال؛ فقد 
يخاف أن تشوش المرأة على الرجل» والرجل على المرأة. 

هذا لكوك في تقال الديع قيب الرجال :على إطلافة» وأمافي 
عق القناة» فإها موعت كذ مع الرجال؟ كما أشرنا إليه آنقاء وأما إذا 
كنّ منفردات بإمامة منهن» فأولٌ صفوفهن خيدها كالرجال» وشرها آخرها. 

قال القاضي عياض في قوله: «وشر صفوف الرجال آخرها”": قد 
يكون سماه شرًا؛؟ لمخالفة أمره يِه فيهاء وتحذيرًا من فعل المنافقين 


.)؟5١04( رواهاين حبان فى (صحيحه)‎ )١( 


(؟) كذا في الأصل» والحديث رواه النسائي (617) بلفظ : كان يصلي على الصف 
الأول ثلانّاء وعلى الثاني واحدة. 


(*9) تقدم تك بحه ق نأ بنحوه . 
رةه بها لع 


كرض 


بتأخرهم عنه» وعن سماع ما يأتي به" 

(رواه الي «(صحيحه)(2؛ وروأه انعا أبو داود» والترمذي» 
والنسائي» وابن ماجه9» 

وقد روي عن جماعة من الصحابة» منهم : ابن عباس» وأ مير المؤمنين 
عمر بن الخطاب» وأنس بن مالك» وأبو سعيدء وأبو أمامة» وجابر بن 
عبدالله» وغيرهم و أجمعين”). 

وقد روى الإمام أحمد ويه بإسناد لا بأس بهء والطبراني وغيره من 
حديث أبي أمامة 5 قال: قال رسول الله كلهْ: «إن الله وملاتكته يصلون على 
الصف الأول». قالوا: يارسول الله! وعلى الثاني؟ قال: «إن الله وملائكته 
يصلون على الصف الأول»»؛ قالوا: يا رسول الله! وعلى الثاني؟ قال: 
«وعلى الثاني»» وقال كَكلِةِ: «سَرُوا صفوفَكْ» وعافرا وو ساقيكم؛ ليوا 
في أَيْدِي إِحْوَانِكُمْ» وَسُدُوا الْخَلَلَ؛ فَإنَّ السَّيْطَانَ يَدْحْل فِيمَا بَنَكُمْ بِمنْزِلَةٍ 
الْحَدَف)0©؛ يَمْنِي : أَوْلَآدَ الضَّأنِ الصّعار؟ , 


() انظر: «إكمال المعلم» للقاضي عياض (؟5/ )70١‏ . 

(0) تقدم تخريجه قريبًا . 

(9) رواه أبو داود (51)» والترمذي (774)» والنسائي »)87١(‏ واين ماجه .)٠٠٠١(‏ 

(4) انظر: «نظم المتنائر من الحديث المتواتر» للكتاني (ص: 87). 

ر(( رواه الإمام أحمد في «المسند» (0/ 751). 

(5) رواه الإمام أحمد في «المسند» (55774). والطبراني في «المعجم الكبير» 
(717700)» وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (؟/ :)4١‏ رواه أحمد والطبراني 


ف , «الكسر» © و( جال أحمد موثقون. 


ضضس 





قرلةة (الكدق )تعلو العام الديملة والتلاك لمعم نسوس : 
ويعدهما فاء. 

وفي «النهاية»: هي الغنم الصغار الحجازية» واحدها حَدَفَة 
- بالتحريك ‏ » وقيل: هي صغارٌ جُردٌ ليس لها آذانٌ ولا أذنابٌء يجاء بها 
من جرش اليمن”" . 

وروى ابن خزيمة في «صحيحه» عن البراء بن عازب ها قال: كان 

َسُولُ اله يَتَحََُ الَف من نآجية إلى جم َه يَمْسَحْ صدُورتاً وَمَتَاكِبَنَاء 
ل «لا ُو خف فُلوبكماء وَكَان: يَقَولُ: «إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ 
)0 الأوَل»”7 . 

وفي الصحيحين من حديث أنس #ه قال: قال رسول الله يكةِ: «سَوٌُوا 
تسوية الصف من إقامة الملا 00 

ورواه أبو داودء ولفظه: أن رسول الله يك قال: «رُضّوا صفوفكمء 
وقاربوا بينهاء وحاذوا بالأعناق» فوالذي نفسي بيده! إني لأرى الشيطان 
يدخل من خلل الصف كأنها الحذّف:0©. 


. 2707 /1١( انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير‎ )١( 
.)١9855( رواه ابن خزيمة في (صحيحه)»‎ )6( 

() رواه مسلم (477). 

(4) رواه البخاري (9777) . 


(0) ووأه أب داود (ل551) م, حديث أنس در مالك وكا . 


رضنا 


وفي حديث: لا تتخللكم الشياطين؛ فإنها بنات حذف”2", وفي 
رواية: «أمة كأولاد الحذف)2" . 

ورواه النسائي» وابن خزيمة» وابن حبان في صحيحيهما نحو رواية 
أبي داود”) 

والخَلل بفتح الخاء المعجمة واللام أيضًا: هو ما يكون بين الاثنين 
من الاتساع عند عدم التراص . 

وأخرج نمام أحمة. وأبو داود من حديث ابن عمر 5: أن رسول الله يل 
قال ليوا الطفوق» وُحَادُوا يكن َ الْمتاكِبِء وَسُدُوا الْخَلَلَء وَلِينُوا بأَبدِي 
إِخْوَانِكُيْ وَلا تَدَرُوا فْمْجَاتٍِ لِلشَّيْطَانِء وَمَنْ وَصَلَّ صَفَّا وَصَّلَهُ اللَّهُ وَمَنْ 
قَطَعَ صَفا قَطَعَهُ الل . 

الفرجات : جمع فرجة» وهي المكان الخالي بين الاثنين 

وأخرج مسلم» وأبو داود» والنسائي» وابن ماجه من حديث جابر بن 
سمرة 5 قال: خرج علينا رسول الله يل فقال: «ألا تَصْفُونَ كَمَا تَصُفتُ 
الْمَلائِكَةُ ند رَسهِمْ جل وَعَرَ؟ قلَْا: وَكَيِفَ تَصُّفتٌ الْمَلائْكَةُ عِنْدَ رَبِتهِم؟ 


لق سي لوس اي 0-00 : كان يقال: 
3( رواه الإمام أحمد في «المسند» (5/ 797) من حديث البراء بن عازب 5ك . 


فرق رواه النسائي روطام وابن خزيمة في (صحيحه) (ه٠غ:١١)‏ وابن حبان في 


(«صحيحه) )5 ١‏ ع( 5 


دق وواه الإمام أحمد قش «المسند» (” / /2)01 وأبو داود )2 


نايف 


2 


قَالَ: ايَُيُونَ الصُّفُوفٌ الْمُقدَّمَة» وَيَتَرَاصُونَ فِي الصَّفٌ)(2. 

وفي الصحيحين وغيرهما عن أنس ظيِيه قال : أَقِيمَتْ الصَّلاٌ فَأَمْبَلنَ 

عَلَْنَا رَسُولُ الله يله وَجَهِد َقَالَ: «أقِيمُوا صَفْوفَكُةْ» وَتَرَاضُّواءٍ فَإِني 
أَرَاكَمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْري)9؟. 

وفي اسنن أبي داود»» وابن ماجه بإسناد حسن عن أم المؤمنين عائشة 
الصديقة 8# قالت : قال رسول الله َك : «إنَّ الله وَمَلاتِكَحَهُ ُصَلُونَ نَ على 
مَيَامِنَ الصّفوف270. 

وفي (صحيح مسلم)» عن البراء بن عازب و قال: كنا إذا صلينا 
خلف رسول الله كل أحبينا أن نكون عن يمينه» يقبل علينا بوجهه؛ فسمعته 
يفول «رَبٌ قني عذابَكَ يوم تبعث عبادك)© , 

وأخرج الإمام أحمد»ء وابن ماجهء وابن خزيمة» وابن حبان في 
صحيحيهماء والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم» عن عائشة ##» 
عن رسول الله يل قال: «إن الله وملائكته يصلون على الذين يَصلون 


الصفوف)2”“ » زاد ابن ماجه : «ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة» وبنى له 


(9) رواه مسلم (470), وأبو داود (551)» والنسائي (815)» وابن ماجه (441). 
(؟) رواه البخاري (919)» ومسلم (475). 

(*) رواه أبو داود (51/5)» وابن ماجه .)١١١6(‏ 

(4) رواه مسلم (009. 

(4) رواه الإمام أحمد في «المسند) (57/ 717)» وابن ماجه (2»)444 وابن خزيمة في 


«صحيحه) (1000)» وابن حبان فى (صحيحه» (1577؟)2 والحاكم فى «المستدرك» 
(هلالا). 


ايفن 


بها بينًا في الجنة»!" . 


وأخرج الإمام أحمدء والطبراني عن أبي أمامة 5ه عن رسول الله يل 
قال: التسون | لصفوف». أو 3 لتطمسَن الوجوه» أو ل اقيض ؟ أبصاركه»”" . 
والله تعالى أعلم . 


)000( رواه ابن ماجه (444) دون قوله: «وبنى له بها بينًا في الجنة»» وروى الطبراني 
في «المعجم الأوسط» (01/1) هذه الزيادة. 

(6) رواه الإمام أحمد بن حنبل في «المسند» (0/ »© والطبراني في «المعجم 
الكبير» (7/864): وقال الهيثئمي في «مجمع الزوائد» (؟/ :)4١‏ وفيه عبيدالله بن 
زحر عر على, بر يزيد» وهما ضعيفان. 


ضفن 


عن عبدالله بن مسعود ذه عن النبي كل قال: «صَلاةَ الْمَرْاً 


© ا و ماسم مح)يه 00007 م 2 5 ره ب‎ ٠ 
فِي بَيْتِهَا أفضل مِنْ صلاتِها في حجرتهاء وَصلاتها في مَخدعِهَا أ‎ 
مِنْ صَلاتِهًا فِي بَيْتِهَاه . رواه أبو داود'"".‎ 


١+ 


5-4 


٠ 
فضل‎ 


هد 


(عن) أبي عبد الرحمن (عبدالله بن مسعود) بن غافل _بالغين المعجمة 
والفاء-بن شمخ - بفتح الشين المعجمة وسكون الميم فخاء معجمة »ء 
وقيل : ابن حبيب بن شمخ بن قار بالقاف» وقيل : بالفاء والراء المخففة» 
وعليه اقتصر النووي ‏ بن مخزوم بن صاعد _بالصاد والعين المهملتين ابن 
كاهل بن الحارث بن تيم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر 
زاقه آم عيدوت غير وكيق سراد ان عذيل» انزليف وجرت 

وكان إسلام عبدالله قديمًا في أول الإسلام حين أسلم سعيدٌ بن زيد» 
وزوجتّه فاطمة بنث الخطاب, قبل إسلام عمر أمير المؤمنين 4ه بكثير . 


للق رواه أبو داود .)61/١(‏ 


ضف 








وفي الصحيحين مرفوعًا : «خذوا القرآن من أربع : عبدالله بن مسعود» 
1 0 2 

وسالم مولى أبى حذيفة» ومعاذ» وأبه)230, . 

وروى الطبراني من حديثه كه أنه قال: لقد رأيتني سادس ستة وما على 
الأرض مسلمٌ غيرنا”” . 

وكان صاحبّ سرار رسول الله يَكِْهٌ وسواكه ونعله وطهوره فى سفره» 
ومعنى كونه صاحب سرار رسول الله لِ أنه قال له: «إِذْنْك علي أن تَرْقَع 
الْحجَاب» وَتَسْتمع سوّادي)29". 

والسّواد بكسر السين المهملة: السّرارء قاله أبو عبيد . 

وفى (مسئدك الومام أحمد)»: سوادي: سري» فأحل له أن يسمع 


الك 
سره ٠.‏ 


وروي عله بسئلده: كنت لا أحبس عن النجوى» وعن كذا وعن كذا9 . 
هاجر إلى الحبشة» وشهد بدرًا وما بعدها من المشاهد» وصلى 
إلى القبلتين»ء وشهد له رسول الله يكِكِ بالجنة'". وقال وَكلهِ: رضيث لأمتي 


)١(‏ رواه البخاري (7"808)» ومسلم (71575)» من حديث عبدالله بن عمرو و8ا. 
(؟) رواه الطبراني في «المعجم الكبير) (8155). 

(7) رواه مسلم (74١؟)‏ من حديث عبدالله بن مسعود وه . 

(5) انظر: «غريب الحديث» لأبي عبيد /1١(‏ 79). 

() انظر: «مسند الإمام أحمد) /١(‏ 788). 

() رواه الإمام أحمد في «المسند» (5371//1). 


60 رواه الإمام أحمد فى «المسند» )5٠٠ /١(‏ من حديث عبدالله بن مسعود وله . 


ليان 


ما وطواية ابن أذ عي وسخطث لها ما سخط لها ابنُ أم عبد»0 . 

وكان يشبّه بالنبي فك في سمته ودلّه وهديه0) ثبت ذلك في «(صحيح 
البخاري» من حديث حذيفة 745" . 

وكان خفيف اللحم» شديدَ الأدمة» قصيراء يكاد طُوالُ الرجالٍ إذا 
جلس يوازيه قائمًا. 

ولي القضاء بالكوفة وبيت مالها لعمرء وصدرًا من خلافة عثمان» ثم 
صار إلى المدينة» فمات بها (ه) وذلك سنة اثنتين”؟؟. وقيل: ثلاث 
وثلاثين» ودفن بالبقيع» وصلى عليه عثمان» وقيل: الزبير»ء وقيل: عمار 
ابن ياسر وق . 

واتفقوا أنه توفي وله بضع وستون سنة. 

روى عنه : أبو بكرء وعمرء وعثمان» وعليء ومنْ بعدّهم من 
الصحابة والتابعين» وق أجمعين . 


روي له عن رسول الله يَكِهْ ثمانمئة وثمانية وأربعون حديثاء اتفق الشيخان 


:)59١ /9( وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد»‎ )١95( رواه البزار في (مسنده»‎ )1١( 
وفي إسناد البزار محمد بن حميد الرازي» وهو ثقةء وفيه خلاف وبقية رجاله وثقوا.‎ 
قوله: (إلى هديه ودَّلّه): فإن‎ :)5!/١5( (؟) قال الأزهري في «تهذيب اللغة»‎ 

أحدهما قريب من الآخرء وهما من السكينة والوقار في الهيئة والمنظر والشمائل 
وغترذللة: 
(0) رواه البخاري (91717) . 


(5) فى الأصل : «اثنين». 


رفن 


على أربعة وستين» وانفرد البخاري بأحد وعشرين» ومسلم بخمسة وثلاثين. 

وهو أحدٌ من كان يفتي في عهد النبي كَهِ من الصحابة» وأحد أصحاب 
المذاهب منهه”". 

قال ذيك : (عن النبي ككل قال: صلاة المرأة في بيتها)» قال ابن 
رسلان: يشبه أن يكون موضع بياتها الذي تنام فيه . 

وقال في «المصباح)”": البيت : المسكن”" . 

(أفضلٌ من صلاتها في حجرتها): الحجرة بضم الحاء المهملة: كل 
موضع حجر عليه بالحجارة من بيت ونحوه. 

وفي «المصباح» : الحجرة: البيت» والجمع حَجّر وحُجُرات؛ مثل : 
عو وتات 

قلت : والأشبه أن المراد بالحجرة: ما احتجرته أمام بيتها؛ لئلا يتحد 
المفضّل والمفضّل عليه» والله أعلم . 


() انظر ترجمة عبدالله بن مسعود ذَيه في : «الاستيعاب» لابن عبد البر (9/ /94/1)) 
و«جامع الأصول» لابن الأثير /١7(‏ *087)» و«تهذيب الأسماء واللغات» للنووي 
(1/ »© و«الإصابة» (75/ 77)ء و«تهذيب التهذيب» (56/ )١5‏ وكلاهما 
لابن حجر 

(؟) «المصباح المنير في غريب الشرح الكبير»» تأليف الشيخ الإمام العلامة أحمد بن 
محمد بن علي الفيومي رحمه الله» جمع فيه غريب «شرح الوجيز» للرافعي. 
انظر: «كشف الظنون» لحاجي خليفة (؟/ .)١9/٠١‏ 

() انظر: «المصباح المنير» للفيومي (مادة: بيت). 

(5) المرجع السابق, (مادة: ححر). 


لضن 


(وصلاتها في مَخْدَعِها): المخدع: البيت الصغير يحرز فيه الشيء؛ 
يعني : كالخزانة في البيت. 

وقال في «المصباح»: المخدع بضم الميم : بيت صغير يحرز فيه الشيء؛ 
وتثليث الميم لغة» مأخوذ من أخدعت الشيء بالآلف : إذا أخفيته" . 

وفي «النهاية» : والخدع : إخفاء الشيء» وبه سمي المخدع. وهو 
البيت الصغير الذي يكون داخل الكبير» وتضم ميمُّه وتفتح”". 

وقال الحافظ المنذري: المخدع بكسر الميم وإسكان الخاء المعجمة 
وفتح الدال المهملة : هو الخزانة تكون في البيت . انتهى”" . 

(أفضلٌ من صلاتها في بيتها)؛ لأنه أستر» فكلما كان أخفى وأسترء 
فهو أفضل ؛ لأن المطلوب من النساء الستر. 

(رواه أبو داود)» وكذا ابن خزيمة في ١اصحيحه)”‏ . 

وأخرجه الترمذي» وقال: حديث حسن, وابن خزيمة» وابن حبان 
في صحيحيهما من حديث ابن مسعود أيضا 5ك » عن النبي كله قال: «الْمَرََة 
عَؤْرةٌ فَإِذَ حرجت انعرفا لان وزاد ابن حبان: «وأقربُ ما تكون 
)١(‏ المرجع السابق (مادة: خدع). 
0) انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (؟/ .)١5‏ 
() انظر: «الترغيب والترهيب» للمنذري .)١51١ /71١(‏ 
(4) رواهابن خزيمة في «صحيحه) .)١59٠(‏ 
() رواه الترمذي 2)١١1/(‏ واين خزيمة في «صحيحه) »)١5486(‏ وابن حبان في 


«صحيحه» (/29ه2 00414). 


5": 


من وجه ربها وهي في قعر بيتها»”" . 
وعنه أيضًا ضيه قال: «ما صلّت امرأة من صلاة أحتٌ إلى الله من أشدٌ 
مكانٍ في بيتها ظلمةا رواه الطبراني في «الكبير»”"". 


قوله: د ار أي ل 0 

ع ع 2 

واخرج 3 أحمدء وابن خزيمة» وابن حبان في صحيحيهماء عن أم 
حَمَيْدٍ امرأة أبِي حْمَيْدٍ السّاعِدِيٌ : أَنّهَا جَاءتْ النَبِىَ ل فَقَالنَتْ : يَا رَسُولَ اللّه! 
إن أب الصَّلاةَ مَك قَالَ: «قَدْ عَلِمْتُ أنَكِ نْحبِينَ الصّلاةَ مَعِيء وَصَلاتَُكِ 
ردقه ادر لملض لك لون و لحرن 1 
موتك فى ذارك» وَصلاتك فى 6رة كه تق ميق مللاتك فى متيل 
قَوْمِكِء وَصّلاتكِ في مَسْجِدٍ قَرْمِكِ خَيْدُ لَك مِنْ صَلاتِكِ في مَسْجِدِي)» 
ان لأريت بك امقس فى انق توم بايا ولت فَكَانَتْ 
ثَهئَلّ فه ىد لقت الله عد( 

قال ابن خزيمة: وقول النبي كَلِ: ١صلاة‏ في مسجدي هذا أفضلٌ من 
ألف صلاة فيما سواه من المساجد»» إنما أراد به: صلاة الرجال دون صلاة 


. رواهابن حبان فى «صحيحه» (20494) دون لفظ : «وجه»‎ )١( 


0( أورده الهيثمي في المجمع الزوائد» )ل وعزاه للطبراني في «المعجم 
الكبير) » وقال: رجاله موثقون. 


زفرة رواه الرمام مد في «المستد) (ك/ الا وابن خزيمة في الاصححيحه؟ 
(44ك١اكل‏ وابن حباث فى لاصحيحهة) (/1١171؟).‏ 


دين 


النساء(2» هذا كلامه . 

وفي «سنن أبي داود» من حديث ابن عمر وها مرفوعا: «لا تمنعوا 
نااك المسات» وس وتو يه 7 

وعنه أيضًا ضيه مرفوعًا: «المرأة عورةٌ» وإنها إذا خرجت من بيتهاء 
استشرفها الشيطان» وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها»» رواه 
الطبراني في «الأوسط»» ورجاله رجال الصحيح”"". والله تعالى الموفق. 


لالالا 


() انظر: «صحيح ابن خزيمة» (7/ 10) عقب حديث (11489). 
(؟) رواه أبو داود (/0519). 


(9) رواه الطبراني في «المعجم الأوسط» (8047)»: وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 


١ك‏ كاخ# ...ماله .عمال الم يميم 
لط قت 86 مماء ال 


يدان 


عم 
0 

٠. 
٠ 


0-١‏ ص ساعع 
مين 
- 


أي : هذا باب فضلٍ قولٍ المأموم: (آمين) خلفَ الإمام» وذكر المصنف 
رحمه الله فيه حديثًا واحدّاء وهو: 

4 عن أبي هريرة طلكه : أن وشوك ان كيد فال : ذا من مَامٌء 
أَمنُوا؛ فَإِنَهُ مَنْ وَاقَقَ تأمِينهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةَء غَفِرَلَّهُمَاتَقَدَ 
ذنبه). رواه البخاري؛ ومسله”" . 

(عن أبي هريرة) عبدٍ الرحمن بن صخر (4: أن رسول الله يه قال: 
إذا أمّن الإمام» فَأمّتوا)» من التأمين» مصدر أمّن ‏ بالتشديد ‏ ؛ أي: قال: 
آمين» وهو بالمدٌ والتخفيف في جميع الروايات» وعن جميع القراءء وحكى 
الواحدي عن حمزة» والكسائيٌ الإمالّة" . 

قال في «الفتح»: وفيها -يعني: لفظة آمين ثلاث لغات أخرى 


.)5٠١( ومسلم‎ »)9/8٠( رواه البخاري‎ )1١ 

(؟) انظر: «فتح الباري» لابن حجر (؟5/ 511). 
روى ابن مهران (آمين) بالإمالة» وإن لم يكن من القراءات» وجوز فيها الفتح 
كالباقين. انظر: «الكامل في القراءات والأربعين الزائدة عليها» لأبي القاسم الهذلي 


حادم بسوس,و 
1١‏ 82م 9م 


>* 











شاذة : القَصْرء حكاه تعلب» وأنشد له شاهداء وأنكره ابن درستويه» 
وطعن في الشاهد بأنه لضرورة الشعرء وحكى عياض ومن تبعه عن ثتعلب : 
أنه أجازه في الشعر خاصّة”" . 

وفي «فروع العلامة ابن مفلح»: وإذا فرغ يعني : المصلي _من قراءة 
الفاتحة» قال: (آمين) اتفاقاء يجهر بها الإمام والمأموم فيما يجهر به؛ وفاتًا 
للشافعي» قيل: بعده» وقيل: معه؛ وفاقا للشافعي» وعن الإمام أحمد رواية 
مرجوحة: ترك الجهر ؛ وفاقا لأبي حنيفة» ومالك. 

قال ابن مفلح: والأولى المدّء ويحرم تشديدٌ الميم”". 

قال في «المنتهى» : وتبطل به الصلاة”"؟ لأنه يصير بمعنى : قاصدين» 
مع أنه في «شرح الشذور» حكى ذلك لغة فيها عن بعضهم”' . 

وحكى في «الفتح) التشديد مع المدّ والقصرء وحكاهما جماعةٌ من 
أهل اللغة" , 

قال في «الإقناع» وغيره: وإن ترك التأمينَ الإمامٌ أو أسرّه عمدّاء أو 


سهواء أتى به مأمومٌ جهرًا في جهرية؛ ليذكر الناس” . 


.)517 انظر: «فتح الباري» لابن حجر (؟5/‎ )١( 

(9) انظر: «الفروع» لابن مفلح .)957/1١(‏ 

() انظر: «شرح منتهى الإرادات» للبهوتي .)١184 /71١(‏ 
(5) انظر: «شرح شذور الذهب» لابن هشام (ص: .)١1917‏ 
(5) انظر: «فتح الباري» لابن حجر (؟/ 117). 


5( انظر : «كشف القناع عر متو الاقناع» للمهوت , /1١(‏ و" 


>33 


و(آمين): من أسماء الأفعال» مثل (صَه) للسكوت» وتفتح في 
الوصل ؛ لأنها مبنية بالاتفاق؛ مثل : كيف» وإنما لم تكسر؛ لثقل الكسرة 
بعد الياء» ومعناه: اللهمّ استجب, عند الجمهورء وقيل: معناه: اللهم آمنا 
بخير » وقيل : كذلك يكون» وقيل : درجة في الجنة تجب لقائلها. وقيل: 
هو اسم من أسماء ه10 والمعتمد الأول. 

وينبغي أن يفصل بين الفاتحة ولفظة (آمين) بسكتة لطيفة؛ ليعلم أنها 
ليست من القرآن» وإنما هي طابع الدعاء» فإن قال: آمين رب العالمين» 

وفي لفظ في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة: «إذا قال 
الإمامُ : عر الْمَخْصُوبٍ عَبَنهِْءَا آلض'اآإْنَ 24 فقولوا: آمين»”" . 

استدل باللفظ الأول على تأخير تأمين المأموم عن تأمين الإمام ؛ لأنه 
رتب عليه بالفاء» لكن المراد المقارنة؛ كما قاله الجمهور» حتى قال بعض 
العلماء : لا يستحب مقارنة الإمام في شيء من الصلاة غيره» ثمإنهذا 
الأمر الذي هو: (فأمّنوا)» وكذا: (فقولوا آمين)؛ للندب. 


- قال ابن مفلح في «المبدع» /١(‏ 479): فإذا قال: ##رك آلكآإَِ »2 قال: أمين» 
بعد سكتة لطيفة؛ ليعلم أنها ليست من القرآن» وإنما هي طابع الدعاء» ومعناه: 
اللهم استجب» وقيل: اسم من أسمائه تعالى» ويحرم تشديد الميم؟ لأنه يصير 
بمعنى قاصدين» ويخير في مد همزته وقصرهاء والمد أولى» ذكره القاضي . 

.)177 /7( انظر هذه الأقوال في : «فتح الباري» لابن حجر‎ )١( 

(5) رواه البخاري, (07/85), ومسلم (419). 


1 


وحكى ابن بزيزة عن بعض أهل العلم وجوبّه على المأموم؛ عملا 
يأخرالأمرة قالاه ووس الظاهرية حل كن م01 

(فإنه)؛ أي : الشأن والأمرء (مَنْ وافق)» زاد يونس عن ابن شهاب 
عند مسلم : «فإن الملائكة تومن قبل قوله: (فمن وافق)7 . 

(تأمينه تأمينَ الملائكة)؛ وكذا لابن عبينة عن ابن شهاب؛ وهو دال 
على أن المراد الموافقةٌ في القول والزمان؛ خلافا لمن قال: المراد الموافقةٌ 
في الإخلاص والخشوع؛ كابن حبان؛ فإنه لما ذكر الحديث قال: يريد 
موافقة الملاتكة في الإخلاص بغير إعجاب”"» وكذا جنح إليه غيره» فقال 
نحو ذلك من الصفات المحمودة» أو إجابة الدعاء» أو في الدعاء بالطاعة 
خاصة. أو المراد بتأمين الملائكة: استغفارُهم للمؤمنين. 

قال ابن المنير : الحكمةٌ في إثبات الموافقة في القول والزمان: أن 
يكون المأموم على يقظة للإتيان بالوظيفة في محلها؛ لأن الملائكة لا غفلة 
عندهم» فمن وافقهمء كان متيقظًا. 

ثم ظاهرُ الحديث : أن المراد بالملائكة: جميعهم» واختاره ابن بزيزة» 
وقيل: الحفظة منهم» وقيل : الذين يتعاقبون منهمء إذا قلنا: إنهم غيرٌ الحفظة. 
والذي استظهره الحافظ ابن حجر في «الفتح»: أن المراد بهم : من يشهد تلك 


.)514 /5( نقله ابن حجر في «فتح الباري»‎ )١( 
هذه الزيادة رواها البخاري من حديث سفيان عن ابن شهاب» عن سعيد بن‎ )0( 
. المسيب» عن أبي هريرة 5 مرفوعاء ولم نقف عليها عند مسلم‎ 


(9) انظر: «صححمح ابن حبان» (0/ »)١١8‏ عقب حديث .)18٠84(‏ 


يحض 


الصلاة من الملائكة ممن في الأرض» أو في السماء» وفي رواية: «وقالت 
الملائكة في السماء)”2» وفي رواية: «فوافق ذلك أهل السماء»”" . 

وروى عبد الرزاق عن عكرمة قال: «صفوف أهل الأرض على صفوف 
أهل السماء» فإذا وافق آمين في الأرض آمين في السماء» غفر للعبد)”. 
انتهى . ومثله لا يقال بالرأي 

(غَفِر له) بضم الغين المعجمة وكسر الفاء مبنيًا لما لم يسم فاعله؛ 
أي : غفر الله لهء (ما تقدّم من ذنبه)» ظاهره غفران جميع الذنوب 
الماضية» وهو محمول عند العلماء على الصغائر» كما تقدم في الطهارة» 
وفي رواية في البخاري: «إذا قال أحدكم: آمين» وقالت الملائكة في 
السماء : آمين» فوافقت إحداهما الأخرى»”*؟؟. وفي لفظ : «فإنه من وافق 
كلام الملائكة؛ غفر لمن في المسجد»” . 

(رواه)؛ أي : الحديث المشروح» (البخاريٌ» ومسلم). 

وروى ابن ماجه بإسناد صحيح من حديث عائشة # عن النبي يل 
قال: «مَاحَسَدَتَكُمُ ليود عَلَى شَيءِ ما حَسَدَنَكُمْ عَلَّى السّلام 


)1( رواه البخاري )1/8١(‏ من حديث أبي هريرة 5ك . 


زفق رواه مسلم )75/154٠١(‏ من حديث أبي هريرة 4ه بلفظ : افوافق قوله قول أهل 
السماء» 


(9) رواه عبد الرزاق فى «مصنفه» (7551548)., وفيه: «له) بدل «للعبد» . 
دق رواه البخاري )/8١(‏ من حديث أبي هريرة 4# . 
(50) رواه الإمام أحمد في «المسند) (؟1/ )55٠‏ من حديث أب هربرة طلكه . 


نين 


وَالتَأمِينِ)(2, ورواه ابن خزيمة في ااصحيحه) 7" . 

رواه الإمام أحمد» ولفظه: أن رسول الله يل ذكرت عنده اليهود» 
فقال: «إنهم لم يحسدونا على شيء كما حسدونا على الجمعة التي هدانا الله 
لها وضلوا عنهاء وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنهاء وعلى قولنا 
خلف الإمام: آمين»”" . 


* فائدة : 


في «أمالي الجرجاني»”*؟2: عن وهب عن يونس في آخر هذا الحديث» 
وهو قوله: «ما تقدم من ذنبه» وما تأخر». 
قال الحافظ ابن حجر : ووجدته في بعض النسخ من ابن ماجه عن 
هشام بن عمارء وأبي بكر بن أبي شيبة» كلاهما عن ابن عبينة بإثباتها . 
قال: ولا يصح ذلك؛ لأن أبا بكر قد رواه في "مسنئده» و#مصنفه) 
بدونها؟» وكذلك حفاظ أصحاب ابن عيينة: الحميدي» وابن المديني» 
وغيرهماء وله طريق أخرى ضعيفة من رواية أبي فروة محمدٍ بن يزيد بن 
سئان عن أبيه» عن عثمان والوليد: ابني ساج» عن سهيل» عن أبيه, عن 
ري 01 
)١(‏ رواه ابن ماجه (865). 
(؟) رواه ابن خزيمة في («صحيحه) (01/5). 
فو رواه الإمام أحمد في «المسند» (5/ )١15‏ من حديث عائشة 8#. 
(5) في الأصل: «الحسن»» والتصويب من «فتح الباري» لابن حجر (؟/ 550). 
(5) رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (207404 ولم نقف عليه في «مسند أبي شيبة» . 


(5) انظر: «فتح البارى» لابن حجر (5/ 556). 


كن 


وهذا أحد المواضع التي ورد فيها غفران ما تقدم من ذنب فاعله وما تأخرء 
وقد ألقه التحافظ ابو تعر كتانا سمناة : «المفتصضال المكترة للذنوت المقدية 
والمؤوكرة4»-وسبقه إلى ذلك الحافطظٌ المندري» وتجملة ذلك ست غشزة 
خصلة : 


إحداها: إسباغ الوضوء؛ كما أخرجه ابن أبي شيبة في «مسنده» 
و«مصنفه)227 وأبو بكر ابن المروزي في مسند عثمان7"». والبزار عن 
عثمان بن عفان ذه : سمعت رسول الله كل يقول : «لا يُسبغ عبدٌ الوضوء 
إلا غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخَّرة©. 


الثانية : إجابةٌ المؤذن عند قوله : أشهد أن لا إله إلا الله رضيت بالله 
و و 
رئاء وبالإسلام دينا» وبمحمد نييًا» ودليله : ما اخرجه أبو عوانة في (صصحيحه» 
عن سعد بن أبي وقاص 5 ؛ قال: قال رسول الله كَكلله : «من قال حين يسمع 
24 لا 5 54 . َ# 

نيا - وفي لفظ : رسولاغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)». 

)١(‏ روى ابن أبي شيبة في «مصنفه» (47) من حديث عثمان بن عفان 4# مرفوعًا 

ءُ 

بلفظ : «ما من رجل يتوضاً فيحن الوضوء إلا غفْرَ له ما بينه وبِينَ الصلاة الأخرى» . 

000( أورده المتقي الهندي في «كنز العمال» 6ه وعزاه لأبي بكر المروزي فى 
تأليفه «الأحاديث المتضمنة غفران ما تقدم وما تأخر»» وقال: رجال إسناده ثقات . 

9) رواه البزار فى «(مسئنده) (؟57؟57)» وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» /١(‏ /771): 
رواه البزار ورجاله موثقون» والحديث حسن إن شاء الله» وقال الألباني فى 
اضعيف الترغيب والترهيب) برقم :)١177(‏ منكر. 

.)4944( رراه أب عرائة فى المسائله)‎ 45١ 


ادل أي 


8 


الثالثة : موافقةٌ تأمين الملائكة» ودليله ما مب آنقًا . 

الرابعة: صلاة الضحىء ودليله ما أخرجه ابن أبي إياس في «كتاب 
الثواب» عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ذه قال : قال رسول الله جه : 
«من صلى سُبْحَةَ الضحى ركعتين إيمانا واحتسابّاء غفرت له ذنوبه ما تقدم 
منها وما تأخرء إلا القصاص»2© . 

الخامسة : قراءة المسبعات بعد صلاة الجمعة؛ لما أخرج أبو أسعد 
القشيري في «الأربعين» عن أنس 5ه قال : قال رسول الله لهِ: «من قرأ إذا 
سلّم الإمام يوم الجمعة قبل أن يثني رجليه: فاتحةً الكتاب» و#أيُلّهُرًا 
مد 2# و قل أعودٌ يرب اَلْمَلَق *» و “قل أع ذيرَتَ ألا لئاس # سبعًا سبعاء 
غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»”" . 

السادسة: صيام رمضان إيماناً واحتسابّاء ودليله: ما أخرجه الإمام 
أحمد عن أبي هريرة ظَيِ قال: قال رسول الله كلهّ: «من صام رمضان إيمانًا 
واحتسابّاء غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»”" . 

السابعة والثامنة : : قيام شهر رمضان» وقيام ليلة القدر إيمانًا واحتساناء 


ودليله : ما أخرجه النسائي في «السئن الكبرى»» وقاسم ب بن أصبغ في 


)١(‏ أوردهابن حجر في «لسان الميزان» (7/ »)١1١‏ وقال: هذا خبر كذب مختلق» 
وإسناده مجهول مظلم . 

(') أورده السيوطي في «الجامع الصغير» كما في «افيض القدير» للمناوي (5"/ 756)» 
وحكم الألباني بوضعه في «ضعيف الجامع الصغير» (01/08). 


زشيق رواهة الإمام يل ع (أأم..؟1.) ١؟/‏ ماع 


"ه١‎ 


«مصنفه) عن أبي هريرة كه : أن النبي كك قال : : #من قام شهر رمضان إيماناً 
واحتسابّاء غفر له ا ذنبه وما تأخرء ومن قام ليلة القدر إيمانًا 
واحتسابّاء غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»”" . 

التاسعة : الإهلال بحجة وعمرة من المسجد الأقصى» ودليله : ما أخرجه 
أبو داود» والبيهقي في «الشعب» عن أم سلمة كي © : أنها سمعت رسول الله يلل 
يقول: «من أَمَلَّ بحجّة وعمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام» 
غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخرء ووجبت له الجنة»)9" . 

العاشرة: :من يحم يريك بذلك :وسجة الل تعالن + وذليله :ما ارح أبو 
نعيم في «الحلية» عن عبدالله -هو ابن مسعود ‏ به قال: سمعت رسول الله يك 
يقول: «من جاء حاجًا يريد وجة الله غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر»0. 

الحادية عشرة: من قضى نسكه» وسّلِم المسلمون من لسانه ويده؛ 
لما أخرج أحمد بن منيع» وأبو يعلى في مسنديهما عن جابر بن عبدالله وهاء 
قال: قال رسول الله يِِ: «من قضى نسكه» وسلم المسلمون من لسانه ويده. 
غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»2». 


)٠١5 /1( رواه النسائي في «السئن الكبرى» (5017)» وابن عبد البر في «التمهيد)»‎ )١( 
. من طريق قاسم بن أصبغ بإسناده‎ 

(6) رواه أبو داود »)١1741(‏ والبيهقي في «شعب الإيمان» (5075). 

)6 رواه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (/ا/ ه“33؟) , 

(5) رواه أحمد بن منيع كما في «المطالب العالية» لابن حجر (5/ :)77"١‏ ولم نقف 


انهه أن دما 
عليه عند أبي يعلى . 


الثانية عشرة: قراءة أواخر سورة الحشر؛ لما أخرج الثعلبي في «تفسيره» 
عن أنس بن مالك ديه قال: قال رسول الله يك : «من قرأ آخر سورة الحشرء 
غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)7' . 

الثالثة عشرة: قود المكفوف أربعين خطوة فصاعدًا؛ لما روى أبو 
عبدالله بن منده في «أماليه» عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ذه قال: 
قال رسول الله يلهْ: «من قاد مكفوقا أربعين خطوة» غفر له ما تقدم من ذنبه 
وما تأخر)»”" . 

الرابعة عشرة: سعيُ الإنسان في حوائج المسلم؛ لما روى أبو أحمد 
ابن الناصح في «فوائده» عن ابن عباس #اء قال: قال رسول الله يَكه: «من 
سعى لأخيه المسلم في حاجة» غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»”" . 

الخامسة عشرة: تصافح المسلمَيْنِ إذا التقياء ويصليان على النبي كل؛ 
لما روى الحسنْ بن سفيان» وأبو يعلى في مسنديهما عن أنس 5ه» عن 
النبي كك قال: «ما من عبدين يلتقيان فيتصافحان» ويصليان على النبي لو 
إلا لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما؛ ما تقدّم منها وما تأخر». 


.)589 /9( رواه الثعلبي في «تفسيره»‎ )١( 

(؟) أورده السيوطي في «تنوير الحوالك» /١(‏ 80)» وعزاه لأبي عبدالله بن منده في 
«أماليه) . 

أورده السيوطي في «تنوير الحوالك» /١(‏ 86)» وعزاه لأبي أحمد بن الناصح 
في «فوائده) . وأورده ابن حجر في «لسان الميزان» »)١5٠ /١(‏ وعزاه للزكي 
المنذري في «جزء غفران ما تقدم وما تأخر) . 


- رواة ابن حبان ف «المحره حين» 1“ *4 من طرية, الحسن سس سفيان»‎ (١ 


يدان 


السادسة عشرة: حمدٌ الإنسان بعد الطعام؛ ولبس الشوب» وقوله: 
الحمدٌ لله الذي أطعمني هذا الطعام» ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة» 
ودليله : ما أخرجه أبو داود عن معاذ بن أنس 5 : أن رسول الله كلِ قال: 
«من أكل طعامًا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام» ورزقنيه من 
غير حَوْلٍ مني ولا قوة» غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخرء ومن لبس ثوبًا 
فقال: الحمد لله الذي كساني هذاء ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة» 
غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»(2. وهذا آخرهاء والله أعلم. 

* تتمة : 

يستحب الجهرٌ بالتأمين للمأموم والإمام والمنفرد حيث جهر بالقراءة» 
وإن تركه إمام» أو أسرّه» أتى به مأموم جهرا. 

وروي عن عطاء: أن من صلى خلف ابن الزبير كانوا يُومنون جه(" . 

وروى البيهقي من وجه آخر عن عطاء قال: أدركت مئتين من أصحاب 
النبي يك في هذا المسجد, إذا قال الإمام: ,ل الصآإِنَ #؛. سمعت لهم 


وأورده السيوطي في «تنوير الحوالك» /١(‏ 80): وعزاه لأبي يعلى في (مسنده) . 
)0( رواه أبو داود (250177» وقال الألباني: حسن.ء دون زيادة: «وما تأخر) في 
الموفكين: 

ويتلخص من هذه الخصال الست عشرة أن معظم ما ورد فيها من الأحاديث لا يرقى 
لمرتبة الصحيحء بل منها ما هو واه لا يحتج به» إلا ما بينا صحته في موضعهء 
وللمزيد انظر كتاب : «تنوير الحوالك» للسيوطي /١(‏ 865)» فقد اعتمد عليه 
صاحب الشرح» ونقل منه الكثير. 


65 وواه الإمام الشافعي في «الأم» (/ا/ .05١١‏ 


انا 





رجّة بآمين"" . 


وروى وائل7 : أن النبي يَكْدِ كان يقول: (أمين»» مذ نهنا من رواه 
الومام أحمد» وأبو داود» والدارقطني”" . 


وقال غطاء: كان انق الزيير موكن :يوسو عقن إن تسعد للشة 
رواه الإمام الشافعي 2 . والله أعلم . 


10لالا 


.)09 /57( رواه البيهقي في «السنن الكبرى»‎ )١( 

(0؟) فى الأصل: «أبو وائل»» والصواب المثبت. 

زهرة رواه الإمام كل في «المسئد» 0/ و 5 وأبو داود فرفر ”5 والدارقطني في 
اسئنه) /١(‏ ”””7)» من حديث وائل بن حجر 5ك . 
قال ابن مفلح في «الفروع» :)777/١(‏ فَإِذَا فرَعّء قَالَ: آمِينَ يَجْهَرُ بها الأْمَامُ 
وَالمَأَمُومُ فيهًا يجَهَرُ بهء قيل: بَعْدَهُ وقِيلَ: مَعَهُ. انتهَّى . 
أَحَدُهُمًا يُقُولَهُ مع الإمَامء وَهْوَ الصَّحِيحٌء قَطَمّ به في «المُغْنِي»» رَهالكَافِي): 
وَالتلْخِيصٍ»» وَاشرْح المَجِد), وَالشّرْح» وَامُخْتَصَرِ اْنِ تويم؛» وَالرّركَسيٌ 
غير . 
وَالْمَوْلُ النَانِي : يقَولَهُ بَعْدَ الأمَام. 
أقول: ومن مقتضى الاقتداء بالإمام أن يقول المقتدي (آمين) بعد الإمام متأخرا 
عنه قليلا» والأحاديث التي مرت تؤكد هذا المعنى . والله تعالى أعلم . 


)؟.١1أ .مام الامامء الغائ.  ف «الكمى ليا‎ )5١ 
005 100 لم دا ان يد «ي‎ 


وهم 


أي : هذا باب فضل التحميد في الصلاة. 


02-6 02 2 - م 
١‏ -عَنْ أببي هرئرة طليه : أن رَسُول الله يك قال: «[ 


0_8 


ذا قَالَ الإمَام : 
سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ققولُوا: اللَّهُمَ رتنا لَكَ الْحَمْدُ؛ فَإِنَّهَ مَنْ وَاقَقَ 
قَولَهُ قَوْلَ الْمَلائَكَوِ» غَفِرَلَّهُ مَاتَقَدَّمَ مِنْ ذَنِْه). رواه البخاريء 
ومسلم'"". 

(عن أبي هريرة) عبد الرحمن بن صخر (5 : أن رسول الله كله قال : 
إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمدهء فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد)ء 
استدل به على أن المأموم لا يقول: سمع الله لمن حمده؛ لكونه لم يذكر 
في هذه الرواية كما حكاه الطحاوي”"» وهو قول إمامناء وأبي حنيفة» 
ومالك رحمهم الله»ء ورضي عنهم ‏ » وذلك لأن الإمام يقول التسميع في 
حال انتقاله» فيجيبه المأموم بقوله في حال انتقاله من الركوع إلى الاعتدال 
عنه: اللهم ربّنا لك الحمدٌء فإن قول الإمام: سمع الله لمن حمدهء طلب 


)غ2 رواه البخاري ع ومسلم .)5١9(‏ 


27١‏ اننا ٠‏ رع دعسة: الغا » ااملساتعء ١آا/‏ وعم 
اللا م عاو الا زه اهاري و0 


ان 








التحميد» فناسب حال الإمام» وأما المأموم» فتناسبه الإجابة بقوله: ربنا 
لك الحمد» ويقوي ذلك: حديث أبي موسى الأشعري ذه عند مسلم وغيره» 
ففيه: «وإذا قال: سمع الله لمن حمدهء فقولوا: ربنا ولك الحمد» يسمع"" الله 
لكم)”" . 

وأما من استدل به على أن الإمام لا يقول: ربنا لك الحمدء ففي 
استدلاله نظر؛ فإنه لا يمتنع أن يكون الإمام طاليًا ومجيبّاء وهو نظير التأمين؟ 
فإنه لا يلزم من كون الإمام داعيّاء والمأموم مُوّمئًا أن لا يؤمّن الإمام أيضاء 
ويقرب من هذا: الجمع بين الحيعلة والحوقلة لسامع المؤذن. 

وقضية ذلك: أن الإمام يجمعهماء وهو قول الإمام أحمدء والشافعي» 
وأبي يوسف» ومحمدء والجمهورء والأحاديث الصحيحة تشهد لهذاء لكن 
يقول الإمام : سمع الله لمن حمده في حال رفعه» ويقول: ربنا ولك الحمد 
في حال اعتداله» هذا تحقيق مذهب الإمام أحمد ومَنْ وافقه. 

وعند الشافعية : أن المأموم يجمع بين التسميع والتحميد أيضا. 

قال الحافظ ابن حجر في «الفتح»: لكن لم يصح في ذلك شيء» 
وذكروا عن ابن المنذر أنه قال: إن الشافعي انفرد بذلك» ورد بأنه نقل عن 
عطاءء وابن سيرين» وغيرهما الجمع بينهما للمأموم» وأما المنفرد» فحكى 
الطحاوي» وابنْ عبد البر الإجماع على أنه يجمع بينهماء وجعله الطحاوي 


)١(‏ في الأصل: «سمع»» والتصويب من «صحيح مسلم». 
فرق رواه مسلم .)5١5(‏ 


حجة لكون الإمام يجمع بينهما؛ للاتفاق على اتحاد حكم الإمام 
واوا 

(فإنه) الفاء للتعليل (مَنْ وافق قوله) يعني : اللهم ربنا لك الحمد 
(قولَ الملائكة)» فيه إشعار بأن الملائكة تقول ما يقول المأمومون» وتقدم 
البحث فيه في الباب قبله . 


(غفر له ما تقدم من ذنبه. رواه البخاري: ومسلم)؛ ورواه الإمام 
مالك» وأبو داود» والترمذي» والنسائي”"» وفي رواية للبخاري ومسلم : 
«فقولوا: ربنا ولك الحمد»» بالواو”” . 

وقال في «الفروع»: له قولٌ: ربنا لك الحمد_بلا واو-» وبها أفضلء 
نص عليه الإمام أحمدء خلافا للإمام مالك في رواية. 

وعن الإمام أحمد: يقول: ربنا ولك الحمد» وإن قال: اللهم ربنا 
ولك الحمد»ء جاز على الأصح» والجميع في الأخبار» وأكثرٌ فعله يله : 
اللهمّ رينا لك الحمد» وأمر به في الصحيحين من حديث أبي هريرة ذه » 
- يعني : الحديث المشروح ‏ » وفي البخاري من حديثه زيادة الواو» وفيه 


من حديثه : ربنا لك الحمد”؟'؛ وفيه من حديثه زيادة الواو» وهو فيه مسن 


() انظر: «فتح الباري» لابن حجر (؟/ 585). 


(؟) رواهالإمام مالك في «الموطأ» /١(‏ 88)» وأبو داود (/85)» والترمذي 
370)» والنسائي .)1١51(‏ 


2 رواه البخاري النرفقة ومسلم (90). 


(5) رواء اا لساري (كوسلام 


مه" 


حديث عائشة 0 وهو فيهما من حديث أنس طلكه ب 00 


قال في «الفروع» أيضًا: : ومتى ثبتت الواوء كان قوله وب نايا 
قبله؛ أي : سمع الله لمن حمده» يا ربنا! فاستجب» ولك الحمد على ذلك . 

نقل صالح ابن الإمام أحمد وَلها فيمن صلى وحده» فعطس في ركوعه» 
فلما رفع منه قال: ربنا لك الحمدء ينوي بذلك لما عطس وللركوع: 
له دقو . 

ل ا الا 0 
ويقول فبعت فيه علدة أحادييق 22 

والحاصل: أنه يجوز للمصلي إمامًا كان أو مأمومًا أو منفردًا أن 
يقول: ربنا لك الحمدء بلا واو» وبالواو أفضل» نص عليه الإمام أحمد؛ 
لما تقدم» وللاتفاق عليه من حديث ابن عمر”*'» وأنس""» وأبي هريرة", 
ولكونه أكثر تروقاء ويتضمن اليد مُقسدرا رظي ؟:فإن التعدين: ريما 
حمدناك؛ ولك الحمد؛ لأن الواو للعطف, ولما لم يكن في الظاهر ما يعطف 


.)٠١55( رواه البخاري‎ )١( 

(؟) انظر: «الفروع» لابن مفلح /١(‏ 077/4-77/8» والحديث المشار إليه رواه البخاري 
(4») ومسلم .)5١١(‏ 

©) انظر: «الفروع» لابن مفلح .)71/9/١(‏ 

(5) انظر: «المغني» لابن قدامة المقدسي .)7١١ /١(‏ 

(6) رواه البخاري (078) . 

() تقدم تخريجه قريبًا. 


7غ0 تقدم تخرريجه قرسا : 


64 


عليه» دل على أن في الكلام مقدراء وإن شاء المصلي قال: اللهم ربنا لك 
الحمد» بلا واو» وهو أفضل منه مع الواوء وإن شاء قاله بواو؛ لثبوت ذلك 
كله فى الأحاديث الصحيحة . 


وأما قول الإمام المحقق ابن القيم بأنه لم يرد الجمع بين (اللهم) 
والواوء فمنظور فيه» ففي البخاري في رواية الكشميهني: اللهم ربدا ولك 
الحمد» بإثبات الواو بعدّ: اللهم ربنا'" . 

نعم» الأكثر إذا قال: اللهم ربناء يقول: لك الحمدء بإسقاط الواوء 
وإذا لم يأت ب (اللهم)» يأتي بالواو؛ كما مرت النصوص بذلك. 

وروىك الإمام مالك» والبخاري» وأبو داود» والنسائي من حديث رفاعة 
ابن رافع الزرقي ذه قال : كنا يَوْما نصَلَّي وَرَاءَ الي ل: قَلَمَا رع رَأْسَهُ مِنَ 
لوكْعَةَء قَالَ: «سّمِمَ الله لِمَنْ حَمِدَمُ» قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رين وَلََكَ الْحَمْدُ 
حَمْدَا كثيرا طَيببًا مُبَارَكًا فيه» فَلَمًا انُصَرَفَ قَالَّ: مَنْ الْمُتَكَلَّج؟) قَالَ: أد 


0 رع و 0 جره روه وه ع رس قوم ل 
قال: «رَأَيْتَ بضعة وَثُلائِينَ مَلكا يَبتَدِرُونهَا أَبْهُمْ يكتبهَا و70" . 


قال ابن بشكوال: الرجل المبهّم في الحديث هو رفاعةٌ بن رافع راوي 


() انظر: «فتح الباري» لابن حجر (؟5/ 35817) . 
قَالَ الشَّافعِييُ في «الأم» :)١١7 /١(‏ السّنّةُ أَنْ يَقَولَ: رينَا لك الْحَمْدُ. 
لأن الواو للعطفء وليس هاهنا شيء يعطف عليهء وقد وضح الشارح أعلاه أن 
واو العطف دليل على أن في الكلام مقدرًا. 

(؟) رواه الإمام مالك في «الموطأ» »)5١١/1١(‏ والبخاري (7919)» وأبو داود 
(الا)ء والنسائي, .)1١55(‏ 


لفن 


الحديث» وزاد فيه بعد قوله: (مباركا فيه): وعليه كما يحب ربنا 


0١ 
٠. 2 ويرصى‎ 


وفي رواية: أن النبي يَككِ قال: «من المتكلم في الصلاة؟» فلم يجبه أحد 
حتى كرر ذلك ثلاثّاء فقال رفاعة بن رافع: أناء قال: «كيف قلت؟» فذكرهء 
فقال: «والذي نفسي بيده! . . .» الحديث”" . 

قوله: (أيهم يكتبها أولُ)؛ وفي رواية: «أيهم يصعد بها أول»9", 
وللطبراني: «أيهم يرفعها»”؟. 

قال السهيلي: روي: (أولُ) ‏ بالضم على البناء ‏ ؛ لأنه ظرف قطع 
عن الإضافة» وبالنصب على الحال. انتهى2" . 


وأما أيهم , فقال في «الفتح»: رويناه بالرفع» وهو مبتداً خبره 
(يكتبها)» كما قاله الطيبي وغيره تبعًا لأبي البقاء في إعراب قوله تعالى: 
مسرم 2 
دهم 


رد قورت أَقلمَهُمْ يهم يَكْمُرُمَرَيم #[آل عمران: 44]» قال: وهو في موضع 
نصبء والعامل فيه ما دل عليه #يُلَمُوس *» و(أيَ): استفهامية» والتقدير: 


1) انظر: «غوامض الأسماء المبهمة» لابن بشكوال /١(‏ 789): وهذه الرواية رواها 
أبو داود (/ا/) . 


(0) رواه الترمذي )5١٠5(‏ وقال: حديث حسن. 

(”) رواه النسائي (411) دون لفظ : «أول»» وقال العيني في اعمدة القاري» (017/1/5): 
وفي رواية النسائي: «أيهم يصعد بها أول» . 

(4) رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (408) من حديث أبي أيوب الأنصاري ذلك . 
ورواه مسلم (260) من حديث أنس بن .مالك ذه . 


(6) نقله اب حجر فر «فتح المارى» (5/ 585). 


لض 


مقولٌ فيهم : أيهم يكتبهاء ويجوز في (أيّهم) النصب؛ بأن يقدر المحذوف: 
فياظ ون أيهه07© 


والظاهر أن هؤلاء الملائكة(" غير الحفظة» ويؤيده: ما فى الصحيحين 


عن أبي هريرة له مرفوعا: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون 
أهل الذكر. . .2 الحديث”"؛ واستدل به على أن بعض الطاعات قد 


000 
000( 
الوق 


انظر: «فتح الباري» لابن حجر (5/ 7585). 

أي : الذين ابتدروا قول رفاعة بن رافع من الملائكة ليكتبوه. 

رواه البخاري (1404)» ومسلم (7584)» ولفظه عند البخاري بتمامه: عَنْ أبي 
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ وَسُولُ الله لله : «إِنَّ ِل مَلائِكَة يَطوفونٌ في الطؤق يَلْتَمِسُونَ أَهْلّ 
الذّكرِ ذا وَجَدُوا قَوْمَا يَذُمُونَ الله تَتَاهوَا: هَلْقُواإَِى حَاجَيْكُيَ قَالَ: فَيَحْفُوتَهُمْ 
بأَجنِحهِمْ إلى السمَا اليا قال اليه رلهة لك رمم ل 
عاد ؟ قالوا: ينو لوف : كتيتكرنك رونك ويحقذوتك لتقدريك: قآل: 

فيقُولُ: عل وأوني؟ قال: علوت :“لا وَاللّده ما روك قَالَ: فقول : وكين لو 
َأَوْنِي؟ َل 2 لونَ: لَورَأَوْكَ كَاثوا سد عاض وَأَشَدٌ لك تَحْجِيدًا وتخميداء 
وك للك يسا :كال ب يول كما يسشَألوني عر لّ: 


0 
1غ 


َع زأنقاء !ترثن : لا وَاللّهِ يَا رَبٌ! ما رَأَوْمًا . قَالَ: يَقولٌ: فَكَيْفَ لَوْ 


َهُمْ َأَوْمَا؟ قَالَ: يقر لو أ أده كا هلها حصا وَأَشَدَ لَهَا 
طَلبّاء ْم فوخي . قَالَ فَِمَ يوون قَلَ: وود ل قَالَ: يَقَولُ: 
وْمَا؟ قَالَ: يوون لأأواللوها ركنا رأرعك: كال يول ار 
0 1 زأذهكَاثوا دنه »وها تكانة نال 
د شهدْكُمْ أي قَدْ غَفْرْتُ لَهُم. قَالَ يَقُولُ مَلَكّ مِنْ الْمَلائِكَة: فيهمْ فلانٌ 
لس متهم إِنَمَا جَاءَ لِحَاجَة. قَالَ: هُمْ الْحُلْسَاءٌ لا تشقى بِهِمْ جَلِيِسْهُمْ). 


نض 


وأجيب عن عدم مبادرة رفاعة بإجابة النبي كَك؛ بأنه يل لما لم يُعَيسُنْ 
واحدًا بعينه» لم تتعين المبادرة؛ لأن كل أحد ممن سمع ذلك انتظر ليجيب 
غيره» والحامل على ذلك خشيةٌ أن يبدو في حقه شيء؛ ظنًا منهم أنه أخطأ 
فيما فعل» ورَجُوا أن يقع العفو عنه» فكأن النبي يلك لما رأى سكوتهم» فهم 
ذلك» فعرفهم أنه لم يقل بأسّاء ويدل على ذلك : ما في رواية سعيد بن 
عبد الجبار : قال رفاعة: فوددت أني خرجث من مالي» وأني لم أشهدٌ مع 
رسول الله يَكلِةِ تلك الصلاة7" . 

ولأبي داود من حديث عامر بن ربيعة 4 قال: «من القائل الكلمة؛ 
فإنه لم يقل بأسًا؟2 فقال : أنا قلتهاء فلم أرد بها إلا خير”". 

وللطبراني من حديث أبي أيوب ذه : فسكت الرجل» ورأى أنه قد 
هجم من رسول الله يك على شيء كرهّهء فقال: «من هو؟؛ فإنه لم يقل إلا 
صوابًا؟» قال الرجل : أنايا رسول الله قلتهاء أرجو بها الخير”" . 

والحكمة في اختصاص العدد المذكور من الملائكة بهذا الذكر: أن 
عدد حروفه مطابق للعدد المذكور؛ فإن البضع من الثلاث إلى التسع» 
وعادة خروف الذكر المذكون ثلفثة وكلاثوث نخرقا: 
)١(‏ أوردها ابن حجر في «فتح الباري» (؟5/ 3587). 
(9) رواه أبو داود (5/الا). 


() رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (5084)» وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 
:)45/١‏ إسناده حسن . 


ينض 


قال الحافظ ابن حجر: ويعكر على هذاء الزيادة المتقدمة في رواية 
رفاعة بن يحيى» وهي قوله: مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى"'؛ بناء على 
أن القصة واحدة» ويمكن أن يقال: المتبادر إليه هو الثناء الزائد على المعتاد» 
وهو من قوله: (حمدًا كثيرًا) إلى آخره» دون قوله: (مباركا عليه)) فإنه بعد 
قوله: (مباركًا فيه) للتأكيدء وعدد ذلك سبعة وثلاثون حرقًا"". 

قلت : والمستنبط لهذا المعنى البديع الإمامٌ أبو المظفر عون الدين 
صدرٌ الوزراء الهمام يحيى بن هبيرة الحنبلي . 

قال مؤلف سيرته.» كما في «طبقات ابن رجب». والعليمي» 
وعترهها: سمحت الوزية يقول د وقد قرو ففندة + إن رجلا قال عدن 
رسول الله كلّ: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيًا مباركا فيه» فقال رسول الله يلِ: 
«أيكم قال ذلك؟» فقال الرجل: أنا يا رسول الله ولم أرد بذلك إلا الخيرء 
فقال عل : «رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها»2 . 

قال الوزير: فطفقت أفتكر في معنى تخصيص هذا العدد من الملائكة» 
والجماعة عندي» فنظرتء فإذا حروف هذه الكلمات بضع وثلاثون حرقاء 
إذا فكك المشددء ورأيت أنه من عظم ما قد ازدحمت الملاتكة عليهاء بلغوا 
إلى فك ذلك المشدّدء فلم يحصل لكل واحد من الملائكة سوى حرف 
واحد» يصعد به» يتقرب بحمله» انتهى!' . 


(1) تقدم تخريجها قريبًا. 
(؟) انظر: «فتح الباري» لابن حجر (؟/ 75817). 
(19) تقدم تخريجه قريبًا . 


(5) انظر: «ذيل طبقات الحنابلة» لابين رجب الحنبلي (5/ .)١617‏ 


لض 


يبتدرونها"!2» وفي حديث أبي أيوب عند الطبراني: «ثلاثة عشر»”"'» فهو 
مطابق لعدد الكلمات المذكورة في سياق رفاعة بن يحيى» ولعددها -أيضًا- 
في حديث الباب» لكن على اصطلاح النحاة» والله تعالى أعلم . 


* تنبيه : 


التسميع واجبٌ على الإمام والمنفرد» يأتيان به في حال ارتفاعهما 
ما بين الابتداء في الرفع من الركوع والاعتدال» وأما التحميد: فواجب 
على المأموم» والإمام» والمنفرد» أما الإمام والمنفرد» فيأتيان به في حال 
اعتدالهماء وأما المأموم» فيأتي به في حال رفعه من الركوع بين ابتداء الرفع 
وانتهائه» فتبطل الصلاة بترك ذلك عمدّاء ويسقط سهرًا وجهلًاء نص عليه 
الإمام أحمد» ويجيره بالسجود”". 

وجملة واجبات الصلاة التي تبطل بتركها عمدّاء وتسقط سهوًا وجهلا 
عندنا معشر الحنابلة» خلافا للأئمة الثلاثة؟ فإنها ستة عندهم في الجملة . 

الواجبات ثمانية : 

التكبير» لغير الإحرام» في محله» فلو شرع فيه قبل انتقاله» أو كمله 
بعد انتهائه» لم يجزئه» على المعتمد» وقيل: يجزئه؛ للمشقة لتكرره» 


)غ0( رواه مسلم .)6١١(‏ 


3غ( رواه الطبراني في «المعجم الكبير) زمم 5١‏ وقال الهيثمى فى المجمع الزوائد») 
/١ :)‏ 05 إسئاده حسن . 


() انظر: «مطالء أولي التهى» للرحيباني 71١‏ 0017). 


لفن 


وصوّبه في «الإنصاف)7" . 

نعم» تكبيرة المسبوق التي بعد تكبيرة الإحرام إذا لحق الإمام وهو 
راكع» فدخل معه في حال ركوعه. تقع سنة لا واجبة. 

والتسميع. والتحميدء وتسبيح ركوع. وهو قوله: سبحان ربي 
العظيم . 

وتسبيح سجود: وهو قوله في حال السجود: سبحان ربي الأعلى . 

ورب اغفر لي بين السجدتين» فالواجب من ذلك مرة مرة» وأدنى 
الكمال ثلانّاء إلا في ربٌ اغفر لي» فالكمال ثلاث مرات فقط . 

والتشهد الأول على غير من قام إمامه سهوًا. 

والجلوس له. 

فهذه عندنا واجبات تبطل الصلاة بترك شيء منها عمدًا . 

أما التكبير للانتقال: فدليل وجوبه: ما رواه الإمام أحمدء والشيخان» 
وغيرهم من حديث أبي هريرة ذَده قال : كان النبي يل يكبر إذا قام إلى الصلاة» 
ثم يكبر حين يركع» وكذا يكبر إذا هوى إلى السجودء وكذا إذا رفع رأسه 
من السجدة”" . 

[ولا يرفع يديه عند السجود والرفع منهء ويرفع قبل ذلك عند 
الإحرام» والركوع» والرفع منه]”"؛ لقول ابن عمر وا : كان رسول الله يك 


.)09 /5( انظر: «الإنصاف» للمرداوي‎ )١( 


زفق رواه البخاري (4 ع ومسلم 9 ). 


("0) مايبء معكى قجاء مقعضلهه اللساة.. عانظ ؛ «الاتصاف» للم داده. 7١‏ / هكالء - 
ا 00 مناه - .ا - - 9 005 ري ماص - : 


لضن 


[لا] يفعل ذلك في السجودء متفق عليه" . 

ويكبر أيضًا إذا قام إلى الركعة» سواء كان بعد الاعتدال عن السجدة 
الثانية» أو بعد فراغه من التشهد الأول'”" ؛ فإن النبي يكلهِ كان يكبر كذلك» 
وقال: «صلوا كما رأيتموني أصلي)”" . 

وأما تسبيح الركوع والسجود. فدليله: ما روى حذيفة 5ه قال: 
صليت مع النبي يَلْةِّ» فكان يقول في ركوعه : سبحان ربي العظيمء 
سجوده: سبحان ربي الأعلى»» رواه الجماعة إلا البخاري؟) 

وعن عقبة بن عامر هه قال: لما نزلت: لأصَيَحَ َس رَيْكَ لعي #» 
قال النبي يكْة: «اجعلوها في ركوعكم»» فلما نزلت: سب حَأسْمَرَيْكَالَْملَ 4 
قال: «اجعلوها في سجودكم»» رواه الإمام أحمد» وأبو داود" . 


وأما دليل قول المصلي: (رب اغفرْ لي) بين السجدتين» فهو ما روى 


- وكشاف القناع» للبهوتي .)5849-747/1١(‏ 

)١(‏ رواه البخاري (170/ا)» ومسلم (5940)» ولفظ البخاري : أن رسول الله يَللِ كان 
يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة» وإذا كبر للركوع» وإذا رفع رأسه من 
الركوع رفعهما كذلك أيضاء وقال: «سمع الله لمن حمده. ربنا ولك الحمداء 
وكان لا يفعل ذلك في السجود. 

(؟) رواه البخاري (9/84), ومسلم (7917). من حديث أبي هريرة 45 . 

() رواه البخاري (500)» من حديث مالك بن الحويرث #5 . 

(84) رواه مسلم (5لا/ا)» وأبو داود »)41/١(‏ والترمذي (7571)» والنسائي »)٠٠١4(‏ 
وابن ماجه (/88)» من حديث حذيفة بن اليمان 86. 


(5) رواه الإمام أحمد في «المسند) (5/ 42١96‏ وأبو داود (459). 


وكضن 


حذيفة ذه : أن النبي يله كان يقول بين السجدتين: «ربٌ اغفر لي» ربٌ 
اغفر لي»» رواه النسائي» وابن ماجه'""» وإسناده ثقات . 

ولا بأس أن يقول بما ورد عن ابن عباس :4ه أنه قال: كان النبي مَل 
يقول بين السجدتين : «اللهمّ افر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني»”', 


رواه أبو داود. 


والله تعالن الموفق. 


0110لا 


)000 رواه النسائي »)١١55(‏ وابن ماجه (491). 


زهة رواه أبو داود فل حم واحسئله الألبان 5 


لكذنا 


الموضوع 
* مقدمة كتاب تناضل العمال 


» التمهيد والمقدمات 


* الفصل الأول: دراسة الكتاب 
المبحث الأول: أسم الكتاب 
المبحث الثانى : نسبة الكتاب إلى مؤلفه 


المبحث الثالك: منهج المؤلف والشارح 


» الفصل الثاني : ترجمة الإمام السقّارينى 
- المبحث الأول: اسمه ونسبه وولادته» ونشأته وطلبه للعلم 
المبحث الثانى : أخلاقه وصفاته 


المبحث الثالث : عقيدته ومذهبه 


المبحث الرابع : منهج التحقيق 5000 


10 


22 


25 


25 


28 


29 


39 


4 








الموضوع 
ا : لمبحث السابع : ثناء العلماء عليه 


المبحث الثامن: وفاته 0-8 00 0000011 


* الفصل الثالث: وصف النسخ الخطية 25208ظ 


صور النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق 


ار 

ا 

لصيل و 3 72 
لشتخح 

ا 
' 

صر سس 3 و 


»* فضل الوضوء على المكاره 
»* فضل الشهادة بعد الوضوء 
» [فضل السواك] 


مض 


53 


56 


57 


69 


١ 


١ 


2 


مه 


7/4 


اليل 


الحديث الحادي عشر 


* فضل الدعاء بين الأذان والإقامة 


الحديث الثالث 


* أجر من كنس مسجدًا من بيوت الله أو نظفه 


سفن 


14١ 


"16 


لل 


فض 


لض 


تغرف 


ظِ” 


"6 


"١ 


امنا 


الموضوع 


» باب : فضل المشي إلى الصلاة» وفضل صلاة الجماعة 


فض 


ذف 


ملكا 


>34 


"1١ 


لتنا 


حفن 


حلصن 


يفف 


يفف 


8 


ارين 


يفيف 


* فضل التأمين ا ا ل 

* فضل التحميد 01010 ا 

* فهرس الموضوعات ا ل 2 
ل1ل0الا 


يفف